أين كنّا؟

كنت أفكر قبل عدة أيام أن التدوينة الأخيرة هنا كانت في أغسطس، وفورًا شعرت بأنّ الوقت مناسب لكتابة تدوينة. لكن التدوينة الأخيرة كانت في يوليو! أشعر بحاجة ملحة للتساؤل: أين كنت وأين أصبحت؟ أنهيت شهري الأول في وظيفتي الجديدة. عرفت شعور يشبه الاستقرار عندما حفظت أسماء الفريق كاملًا بلا خلط. وأصبح لدي كوب، وقرطاسية على المكتب.

سأشارككم حقيقة مهمة: هذه المرة الأولى التي أشعر فيها بالرعب والتوتر. أتعلم مئات الأشياء يوميًا. أتعلم من الجميع وأذهب للمنزل نهاية اليوم وفي يدي سلّة افتراضية من قصاصات الأفكار وأنماط العمل والمهارات. أفككها وأعيد ترتيبها وأدوّن ما أجده ضروري.

هذه الأجواء عزلتني بالكامل عن أصواتي الداخلية، هواجسي، وترددي. ليس هناك وقت للأسف! هناك حركة دائمة وإذا ترددت خطوتك قليلًا سيتعطل الفريق بأكمله. أقول إن هناك وقت سيأتي للتأمل والتحسين والعمل الإبداعي الحقيقي، لكن لنبدأ أولًا بالتعلّم والمراقبة.

أراقب الموظفين كيف يعملون ويتفاعلون مع بعضهم، أبحث عن طريقة للمشاركة والدعم بدون أحكام مسبقة. أظن أن شهر فترة قليلة لأحدد استنتاجاتي. ربما لأن فترة التجربة تمتدّ لتسعين يومًا، هناك فكرة في الموضوع وهذه المرة الأولى التي اتنبه لها. ٩٠ يوم لنفسي وللآخرين.

في منتصف يوليو بدأت ترتيب وقتي حتى لا تصيبني تحولات العمل الجديد بانعدام التوازن. كما توقعت كانت النتيجة جيدة! أن تقتحم منطقة مجهولة مستعدًا بأيام منتظمة، وصحة وهدوء وتركيز أفضل بمئات المرات من الوصول هناك منهكًا متأهبًا للانهيار.

ماذا تعلمتِ يا هيفا؟

كجزء من المراجعة الأسبوعية أكتب مجموعة دروس تنبهت لها -ليست جديدة بالضرورة- وهذه الدروس بالذات أثرت في أسبوعي على مستوى مهنيّ أو شخصي. نسخت هذه النقاط من مذكرتي الشخصية وصياغتها متلعثمة وغير مرتبطة بسياق وهذا ما ستلاحظونه عند قراءتها.  

حصيلة أغسطس وبداية سبتمبر:

  • إعادة البحث في قوائم الحياة المؤجلة وعمل شيء منها أو الاستمتاع بنشاط مهجور.
  • كلّ مرة توشك المحادثة على الانتهاء ابحث عن مدخل إضافي لتحفيزها.
  • الآلام تمضي سريعًا بعد النشاط البدني، لذلك يمكنني دفع نفسي أكثر.
  • اخرجي من قوقعتك قليلًا.
  • الانتباه لكل شيء حولي وإن لم يكن الوقت المناسب لاستخدامه الآن.
  • الحدود جميلة عندما تكون واضحة ومحددة.
  • الحياة تنقلب خلال لحظات.. للأفضل أحيانًا.
  • بناء الجسور عملية طويلة وتحتاج تركيز.
  • تأتي اللحظة المناسبة لتكون مرشدًا أو معلما – استفد منها عندما تحدث.
  • لا تؤجلي متعة أو رواية جميلة.
  • خاصية تأجير الأفلام على Apple  والمكتبة الضخمة للأفلام المستقلة.
  • النوم الكافي سلاحك لمواجهة الأيام السيئة.
  • الثقل الذي يواجهك قبل الخروج من المنزل أو لقاء أحدهم ليس حقيقي بالضرورة. مشاعرك ستكون أوضح بالرفض عندما تأتي اللحظة الحقيقية.
  • لا تستصغر أي مساعدة.
  • التوقف عن انتظار الأشياء يأتي بفائدة أحيانا.
  • يحتاج الآخرون مسرحًا يؤدون فيه مشاهدهم الخاصّة ولك الخيار في أن تبقى ممسكًا بالإضاءة أو لا.
  • الصمت جميل.
  • انعدام الصبر يصنع فوضى غير محببة، اتأمله في نفسي وفي غيري وأركز على الاحتفاظ به وقتًا أطول.
  • أسابيع القمم والقيعان هي بالضرورة أسابيع للتعلم.
  • الراحة مقدمة على كلّ متع الحياة.
  • تمتع برزقك وانظر له بعين الحبّ واطلب من الله البركة وستجدها.
  • «تفكيك المصيبة» إلى تحديات أصغر والتعامل معها بالتدريج خير ما تفعله لنفسك.

Photo via Unsplash

.

.

.

١٠ استراتيجيات لتصبح قارئًا أفضل

كنت لوقت طويل مصابة بحساسية تجاه الأدلة الإرشادية للقراءة. كيف تقرأ؟ متى تقرأ؟ ماذا تقرأ؟ والأهم من هذا كله فكرة طقوس القراءة. ربما لأنني اعتدت القراءة لأسباب كثيرة من بينها: التعلم، والترفيه، والاكتشاف، والسلوى. ولم أقبل بوضع أيّ من هذه التوجهات في إطار محدد وخطوات معينة.

لكنني مؤخرًا مررت بمقالة للكاتب ريان هوليداي الذي وجدت في متابعته واكتشاف كتبه متعة عظيمة! وجدت فيه أيضا شخص عبقري في تصوير الأفكار وتنظيمها بالكتابة. هذه المقدمة التي بدأت بها لأشارككم ١٠ استراتيجيات اقترحها هوليداي لنصبح قراء (وأشخاص) أفضل. لم تكن مثل الطقوس المقترحة التي أنفر منها أو المقترحات المستحيلة التي تقيدني بسلسلة كتب أو مؤلفين. هذه الاستراتيجيات (أو الأفكار) ستجعل من القراءة رفيقتكم في كلّ وقت، وإذا كان لديكم أيّ شك في أثر القراءة على الحياة، ربما هذه فرصة جديدة للتحقق بأنفسكم.

بلا إطالة، هذا ملخص استراتيجيات ريان هوليداي التي ترجمتها عن الإنجليزية.

١-توقف عن قراءة الكتب التي لا تستمتع بها

يشارك هوليداي هذه الفكرة الهامة ويذكرنا بأننا نتوقف عن تناول الطعام الذي لا يعجبنا، ونتوقف عن مشاهدة برنامج تلفزيوني إذا كان ممل، وفي نفس السياق نلغي متابعة الأشخاص الذين لا يقدمون ما يفيدنا. لماذا نفعل ذلك مع الكتب التي لا تعجبنا؟

ويذهب أيضا لمشاركة قاعدة مثيرة للاهتمام تقول: اطرح عمرك من ١٠٠ لتحصل على عدد الصفحات التي يمكنك قراءتها وإذا لم تأسرك، انتقل إلى كتابٍ آخر.  الطريف في الأمر أن تقدمنا في العمر يعني أننا سنستبعد الكثير من الكتب التي لا تنجح بكسب اهتمامنا بعد عدد صفحات أقل.

٢-اقرأ كجاسوس

أول مرة أتعرف على هذا التعبير! لكن قصد هوليداي من إضافته أن نتعمد القراءة وننغمس في تفكير واستراتيجيات الذين نختلف معهم. حيث إن فرص التعلم متاحة ويمكننا من خلال هذا التوجه تعزيز دفاعاتنا تجاه من يخالفنا الرأي.

٣-احتفظ بكنّاشة

أو كشكول، أو دفتر ملاحظات، أو كتاب اقتباسات! سمّه ما شئت لكنه سيكون مكانك المفضل سواء كنت ترغب في العودة لما قرأته وتعلمته أو لتحسين كتابتك ودعمها بالمراجع والصور والمقتطفات الأدبية. يرى هوليداي أن الاحتفاظ بكناشة جعلته كاتبًا أفضل وشخصًا أكثر حكمة.

بالنسبة لي، احتفظ بدفتر مشابه منذ سنوات وكلما ملأت أحدها أرشفته وبدأت آخر. أسميه «دفتر كلّ شيء» وهو كذلك. لا يشبه مذكراتي اليومية أو مذكرة مهامّ العمل لأنها تحمل طابع محدد وواضح: يومياتي، أحداث موسمية، مهام عمل متكررة، وملاحظات اجتماعات.

دفتر كلّ شيء يحتوي على اقتباسات، وأسماء أماكن وأشخاص، أفكار ومقترحات من متابعين لتدوينات أو حلقات بودكاست، وأحيانًا مشاعر مرتبطة بنصوص أو مشاهدات. أودّ تصنيف وترتيب هذه الكناشات بشكل أفضل مستقبلا فهي الآن بحر من الكلمات والعبارات المتقاطعة.

٤-أعد قراءة الكلاسيكيات

قرأنا الكثير من الكلاسيكيات في عمر مبكر، سواء بشكل مباشر أو ملخصات لها، أو رواها لنا شخص يكبرنا، وفي حالتي شاهدت كثير من الاقتباسات لأعمال عظيمة على شكل فيلم رسوم متحركة أو مسلسل تلفزيوني. السؤال المهمّ الذي يطرحه هوليداي: هل تذكرها بشكل جيد؟ هل قراءتك لها آنذاك مثل اليوم؟

لا يمكننا الاعتماد على تلك التجربة، أو قراءة هذه الأعمال العظيمة مرة واحدة. لأن العالم يتغير بشكل مستمر ونحن نتغير ورؤيتنا لتلك الأعمال كذلك. يقترح هوليداي عليك قراءة الكلاسيكيات في كلّ مرحلة من عمرك. ويستشهد بقول هيراقليطس: «إنّك لا تعبر النهر مرتين». ولهذا السبب ينبغي أن نعود مرارًا وتكرارًا إلى الكتب العظيمة.

٥-اقرأ القصص والروايات

أعتقد بأننا شهدنا الكثير من النقاشات حول جدوى قراءة الروايات والقصص مقابل التصنيفات الأخرى. لستُ أنوي تحليل هذه النقاشات أو إعادتها أو إطلاق شرارتها في هذه التدوينة.

يتحدث هوليداي في هذا السياق عن الخطأ الذي يقع فيه القراء عند استبعادهم قراءة القصص والروايات Fiction وتفاخرهم بذلك. والتبرير الذي يقدمه هؤلاء بحسب قوله إنهم مشغولون جدًا وليس لديهم وقت للفن أو الخيال. ويقول إن القصص والروايات هذه مثلها مثل كل الفنون الرائعة، مليئة بالإضاءات التي يمكنها أن تغير حياتك. ويمكنها أيضا أن تعلمك أكثر من الكتب الواقعية حيث إن هناك أبحاثًا علمية ربطت بين قراءة الأدب وتقليل التوتر، وصقل المهارات الاجتماعية، وحسن التعاطف مع الآخرين.

٦-أطلب توصيات الكتب من أحبّتك

اعتاد هوليداي خلال سنوات مراهقته في كلّ مرة يتلقي بشخص ناجح أو مهمّ ويعجب به أن يسأله: ما هو الكتاب الذي غيّر حياتك؟ إذا غيّر كتاب ما حياة شخص -مهما كان موضوعه أو أسلوبه- فمن المحتمل أنه يستحق الانتباه. وإذا كنت سأذهب لأبعد من اقتراح هوليداي وعندما نستنفذ كل التوصيات في دائرتنا المقربة، أحبّ اكتشاف المؤلفات التي يضعها الكتاب والفنانون عمومًا حول مكتباتهم والكتب التي مروا بها هذه نقطة انطلاق أخرى.

٧-ابحث عن الحكمة لا الحقائق

يرى هوليداي أننا لا نقرأ فقط للعثور على أجزاء عشوائية من المعلومات بلا جدوى. نحن نقرأ للوصول إلى الحكمة الحقيقية التي يمكننا تطبيقها في حياتنا اليومية.

٨- لا تعتمد على تجربتك الشخصية في التعلم

يقول الجندي والفيلسوف الجنرال جيمس ماتيس: «إذا لم تكن قد قرأت مئات الكتب، فأنت أميّ وظيفيًا». يخصص هوليداي هذه الفكرة لتوضيح أهميّة الاستفادة من المعرفة التراكمية. إذا كنت حصلت على أموال مستثمر لبدء مشروع جديد لا تهدرها بتجاهلك أخطاء وتجارب رواد الأعمال الآخرين. هو يقول بوضوح: اختصر الطريق واستبعد الأخطاء المتكررة بقراءة تجارب الآخرين. ابحث في التاريخ، والأدب، والمذكرات وأدرس هذه الحكايات وتعلم منها حتى لا تكون مقصرًا.

٩- الكيف مقدمًا على الكمّ

قد تكون هذه هي فقرتي المفضلة! يشير هوليداي إلى الأشخاص الذين يدخلون في سباقات مستمرة بقراءة الكثير من الكتب دون الالتفات لمحتواها. لست مضطرًا لقراءة مئات الكتب، بل إن القراء الذين يضعون لأنفسهم أهداف للقراءة مرتبطة بالعدد ولا يتمكنون من تحقيقها يصابون بالإحباط ويتوقفون عن القراءة تمامًا. اقرأ بانتباه، اقرأ بعمق وبشكل متكرر وليكن هدفك الحصول على الجودة لا العدد.

١٠-تجاوز حبستك القرائية (أو أي حبسة أخرى)

يقول هوليداي أن الطريق للحكمة ليس مستقيما والرحلة طويلة وغير مباشرة وعاصفة ومليئة بالمنعطفات. قد تكون عالقا في منعطف أو حفرة ما على هذا الطريق. يسميه الركود، وأسميه حبسة! قد نمرّ في فترات إرهاق أو احتراق وظيفي أو أن إحدى مشاغل الحياة اعترضت طريقنا ونحن منغمسين تمامًا في تجاوزها.

يقترح هوليداي فكرة جيدة للخروج من هذا الركود وهو العودة لقراءة شيء مؤثر ومحبب. بدلا من التقاط كتاب جديد وعشوائي أو إجبار أنفسنا على القراءة في موضوع لا نحبه. نعود لكتاب لامس حياتنا وأثر فيها. كيف يمكننا قراءته بشكل مختلف اليوم؟ ماذا عن النصوص التي ظللناها والاقتباسات؟ قد يكون هذا الكتاب رواية مفضلة أو قصص قصيرة. لهذا الوقوف أثر طيب، الأثر الذي ذكرني به هوليداي وأعود له دائمًا: إنّ هذه اللحظات تشبه فتات الخبز الذي يربطنا بأنفسنا ويعيدنا إليها.

أحبب قراءة هذه الأفكار كثيرًا وأحببت ترجمتها بتصرف طبعًا.

أتمنى أن تجدوا فيها شرارة تعيدكم للصفحات أو تدفعكم للقراءة بشكل مختلف.

أتطلع للتعرف على استراتيجياتكم المشابهة، وإذا كنتم قد طبقتكم الأفكار أعلاه من قبل، كيف كانت النتيجة؟

الكولاج: جاكلين دي باركر

.

.

.

٢٧ يوليو – Life Update

توشك عطلتي الطويلة على الانتهاء وأفكر في تدوينة مناسبة لهذه المرحلة. أحب دائما مشاهدة فيديوهات يوتوب والتدوينات المعنونة بـ Life Update والتي أترجمها هنا حرفيًا في عنوان مدونتي: تحديث حياة! نعم، هذا هو التحديث الأكثر أهمية منذ عودة اخوتي واجتماعنا أخيرًا. أقول عطلة طويلة لأنني اخترت فاصلًا هادئًا بين وظيفتين. لقد فعلتها مجددًا وانتقلت لوظيفة جديدة. هذه المرة قضيت المدة الأطول في وظيفة ثابتة -إذا استبعدت العمل الحر والكتابة الصحفية-. لم يكن الأمر سهلا لأن وظيفتي السابقة حققت الكثير من المتطلبات والأولويات الشخصية لكنها مع مرور الوقت أصبحت ضبابية ومبهمة بالنسبة لي وودت البحث عن وظيفة جديدة أوظف من خلالها مهاراتي بالشكل الأمثل.

لقد اختبرت نفسي خلال الأشهر الماضية في تجربة البحث عن عمل وحضور المقابلات ومراسلة الجهات بلا توقف. تحدثت عنها في تدوينة سابقة. وفي نهاية تلك السلسلة الطويلة من المغامرات الصغيرة خارج ما ألفته عن نفسي حصلت على فرصة جديدة وأتممت الإجراءات وقبلت العرض الوظيفي. وجاءت لحظة الاستقالة التي لم تربكني من قبل قدمت عدة استقالات خلال حياتي العملية التي امتدت لأكثر من ١٥ عامًا ولم أجد أي تردد أو أسئلة في داخلي. عندما أحسم أمري أقرر وأكتب الخطاب وأرسله. لكن هذه المرة كانت القائمة التي وضعتها للإيجابيات والسلبيات بين الوظيفتين متقاربة وربما رجحت كفة الوظيفة السابقة قليلا بسبب عامل التعود والراحة.

لم يطل الوقت كثيرًا وربما لأنني لا أود التفريط في فترة الإخطار لأحوّلها إلى إجازة أو مرحلة انتقالية إذا صحّ التعبير. كانت جلسة سريعة ومباشرة وخلال شهر واحد أنجزت مهامي وودعت مكاني في وزارة الثقافة بحفلة لطيفة وهادئة. استقبلت إجازة الحج بالأحضان وقضيت أولها في فوضى بلا تخطيط استمع لذهني وجسدي وألبي احتياجاتهما. أنام لتسع ساعات في اليوم وإذا احتجت قيلولة زدت عليها. اقرأ حتى تشعر يدي بثقل واترك الكتاب لانتقل إلى مقالات طويلة أو مشاهدة مسلسل محبب. أطهو الغداء واستمتع بتذوق مكونات مختلفة مع والدي.

عندما عاد الجميع لأعمالهم قررت العودة بالتدريج فمباشرة العمل قريبة ولا أريد الانغماس تمامًا في أجواء العطلة. استيقظ كل يوم في وقت أبكر من سابقه وأحاول العمل على مشروع أو على الأقل الاستعداد والخروج من المنزل للقاء صديقة أو القراءة في الخارج أو التسوق. ما أحاول فعله هو تأسيس روتين يومي منظم يساعدني عند البدء. مثل جرد الغرفة وترتيب الأدراج. أو قيادة دراجة للتعلم ومن ثمّ إزالة عجلات التدريب. كلها ستضعني في مزاج جيد إذا بدأت العمل وسيكون شكل يومي واضح من البداية للنهاية.

التزمت خلال شهر بالتالي-وأقول التزمت لأنني لم أترك لنفسي أي مجال أو عذر للتهرب:

  • تدوين اليوميات في موضوع وحيد وثابت: ماذا قدمتِ لنفسك اليوم؟ والفكرة هنا تدريب على اكتشاف أين يذهب وقتي؟ وإلى أي مدى أملك منه ما احتاج. هل جدولي سهل البعثرة من قبل الآخرين؟ هل ألزمت نفسي بمهام لا تعنيني أو ترهقني لكسب رضا من حولي؟ كل هذه الأسئلة يعالجها تأمل يومي بسيط من خلال الكتابة. ماذا قدمت لنفسك اليوم؟ قرأت رسائلي، قرأت عدة صفحات من رواية جميلة، جهزت الغداء، مشيت ثلاثين دقيقة، استغرقت في النوم باكرًا.. الخ.  
  • تخصيص ما لا يقل عن ٣٠ دقيقة يوميًا لنشاط بدني. لم أصعب الأمر على نفسي، يمكن أن يكون مشي بسرعة متوسطة، أو رقص أو تمرين يوغا أو تمدّد طويل استعيد معه مرونتي.
  • تناول ٨٠٪ من وجباتي الأسبوعية في المنزل. لا طلبات خارجية إلا في الحالات القصوى أو عند الخروج. لقد أدمنت خلال العامين الماضية الأكل الخارجي حتى وإن كان مصنفًا بالأكل الصحي وظهرت علامات هذا الإدمان على ميزانيتي وجسدي.
  • العودة لمفضلة يوتوب المكدسة واكتشاف فيديو مفيد وقصير (أقل من ١٥ دقيقة) كلّ يوم.
  • التخلص من تعدد المهام والعمل على أكثر من شيء في وقت واحد (أقرأ كتاب مثلا وأشاهد مسلسل أو أجري محادثة هاتفية وأقرأ مقال في نفس الوقت لأن هذا السلوك سبب لي تشتت شديد وانعدام الفائدة أحيانًا)
  • القراءة الحرة بلا تحديد أو تخصيص. بعد وقت طويل من القراءة بكثافة لأجل العمل أو مشاريعي المستقلة شعرت بشوق عارم لقراءة الروايات، والقصص القصيرة والشعر. أمدّ يدي لمكتبتي وأختار مجموعة وابدأ القراءة وإذا لم يعجبني كتاب لا أجبر نفسي على إكماله لأن الهدف الأساسي هنا الترفيه.

أنوي المحافظة على هذه العادات الأساسية في الفترة القادمة فهي الأنسب ليوم عمل يمتد من التاسعة صباحًا إلى الخامسة مساء وفي نفس الوقت يسهل علي الالتزام بها والاستمتاع بالإضافة إلي ذلك بحياة اجتماعية ممتعة.

كيف تبني يومك المؤثر؟

في تدوينة نشرت قبل أسبوعين تقريبا على  Zen Habits كتب ليو باباوتا عن موضوع بناء الأيام وكيف تصل مع الوقت والمران ليومك المؤثر. وجدت فيها تقاطع كبير مع ما بدأته مسبقًا لذلك سأشارك أهم المبادئ التي ذكرها الكاتب:

المبدأ الأول: المواءمة بين أهدافك.

إذا كان وقتك موزع على أشياء غير مهمة وأساسية وذات أولوية على المدى البعيد في حياتك. ستقضي جزء كبير من مستقبل في الندم للأسف. لذلك يقترح الكاتب طريقة جيدة لاكتشاف أهداف مصغرة من أهدافك الكبرى.

  • ضع أهداف متوسطة المدى من ٦ أشهر إلى سنة. ما هي أهدافك في العمل؟ والحياة الشخصية؟ والاجتماعية.
  • قسم الأهداف تلك إلى أهداف شهرية متوافقة معها، وهذا يتطلب مراجعة وتقييم كل أسبوع مثلا.
  • كل يوم اختر ١-٣ مهام تتواءم مع هذه الأهداف المصغرة. تفكيك الأهداف وتقسيمها إلى مراحل يساعدك أكثر في ضبط الوقت واستبعاد ما لا تحتاجه.

المبدأ الثاني: إعادة بناء تركيزك.

يوجهك تحديد الأهداف في المبدأ السابق إلى معرفة ما تريد التركيز عليه. لكن العمل عليها في وقت واحد أو التشتت بينها لا يعني بالضرورة نجاح مهمتك.

لذلك يقترح الكاتب الخطوات التالية:

  • اختر شيء واحد فقط لتركز عليه.
  • إذا كنت تعمل على جهاز الكمبيوتر مثلا: ضع الشاشة في وضعية التركيز واستبعد كل التطبيقات الأخرى لتكرس وقتك لمهمة واحدة.
  • هذه هي الخطوات التي تحتاجها، وفكر في كل شيء تفعله كيف يمكنك تطبيق وضعية ملء الشاشة عندما تتمرن أو تلتقي بصديق؟ وهكذا.

المبدأ الثالث: ابتكار طرق تحفزك على التركيز

لتجنب المماطلة والغرق في الملهيات أو الشعور بالملل، ابحث عن طريقة تحفزك داخليا. ويرى الكاتب أن الأفكار التالية ستخدمك:

  • اللعب – كيف يمكن أن تكون هذه المهمة ممتعة؟
  • السهولة – كيف يمكن تسهيلها؟
  • الفضول – هل يمكنني تعلّم شيء بينما أنجز هذا العمل؟
  • الخدمة – كيف يخدم هذا الشيء الأشخاص الذين أهتم لهم (أو كيف يخدمني؟)
  • الحب – هل هذه المهمّة تعبير عن الحبّ؟
  • الاتصال – كيف تربطني هذه المهمة بالآخرين؟
  • ابحث عن أفكار أخرى تناسبك واطرح أسئلة مشابهة.

المبدأ الرابع: إيجاد إحساس بالحيوية في يومك

يقترح الكاتب النظر ليومك بشكل متكامل، لا تركز فقط على مهام بعينها إنما على تجربتك طوال اليوم. كيف يكون يومك حيوي وفعال؟ اسأل نفسك الأسئلة التالية:

  • هل تبحث عن الشعور بالرفاهية؟ كيف يمكنك الوصول إليها؟ النوم الجيد، الحركة والغذاء الطيب والرعاية الذاتية؟
  • هل تشعر بقيمة ومعنى ما تفعله؟
  • ما مدى ارتباطك بالآخرين خاصة أولئك الذين يهمونك في حياتك؟ كيف يمكنك تحسين التواصل معهم؟ هل يمكنك تحقيق التواصل الأفضل مع الآخرين بينما تعمل على أهدافك الشخصية؟
  • كيف تشعر بالإلهام والحيوية طول اليوم؟ وكيف يمكنك الحصول على المزيد من ذلك؟

ويختم الكاتب التدوينة بتفضيلاته الشخصية لإيجاد يوم ملهم وحيوي: يتساءل، ويشعر بالفضول، والحب، ويركز أيضا على المغامرة واللعب والفرح. كل منا لديه قائمة تخصه سيكتشفها مع العمل بالقرب من نفسه والاهتمام بها.

هذه هي تحديثات للفترة الماضية، أشعر بانتعاش وراحة وأقارن شهر يوليو هذا بمثيله في العام الماضي. كانت سنة اختبار واكتشاف وأنا سعيدة بما وصلت إليه هنا والآن. كيف أعزز شعور الرضا والراحة بالرغم من انتقالي لمساحة جديدة في العمل والحياة بشكل عام، هذا ما سأحاول اكتشافه ومشاركة تفاصيله معكم هنا.

شكرًا لكم دائمًا

للقراءة والمشاركة والمتابعة المستمرة.

Painting by: Floris Verster

.

.

.

١٨ يونيو – قائمة مفضلات

في التدوينة السابقة وعدتكم بمشاركة قائمة مفضلات الفترة الماضية، هذا الملخص السريع المحبب يذكرني بالمدونات التي أحبها وأتابعها باستمرار. تدوينة سريعة بمجموعة روابط واقتراحات تلفت انتباهي لأشياء مختلفة لم أعرف عنها أو اكتشفها من قبل. الشهرين الماضية حاولت تدريجيًا العودة لأيام تخفف من ضغوط وأحداث الحياة التي لا يمكنني التحكم بها وجزء من هذه العودة الانتباه واكتشاف مفضلات مختلفة.

هذه القائمة بلا ترتيب:

  • شاهدت سلسلة من الجزيرة الوثائقية بعنوان «أطعمة غيّرت العالم» السلسلة ممتعة وغنية بالتفاصيل التاريخية التي ناقشت مجموعة من أهمّ الأغذية التي يعرفها البشر في كل مكان. من حروب الكولا، إلى العلكة، وصولا إلى البيتزا والبرغر وحبوب الإفطار.
  • اقترحت عليّ قريبتي مشاهدة مسلسل The Lincoln Lawyer وقالت بنبرة أكيدة: سيعجبك! لم انتظر كثيرًا ووجدتني اقفز من حلقة لأخرى وحاولت جهدي ألا انتهي من المسلسل القصير دفعة واحدة. أحبّ كيف أن قريباتي وصديقاتي يعرفن جيدًا ما هي المسلسلات أو البرامج التي تثير اهتمامي. في نفس السياق اقترحت عليّ الصديقة مها البشر مشاهدة مسلسل The Split مسلسل بريطاني أيضًا شخصياته الرئيسية تعيش في عالم المحاماة وأروقة المحاكم. الحوارات والتفاصيل في المسلسلين وطبيعة الشخصيات ممتعة وأعرف أنها ستبقى معي طويلًا.
  • أحبّ منتج من أفران الحطب يسمونه «اسبيشل الحطب بارد» لا أعرف لماذا يسمى هكذا لكنّه لذيذ جدًا وينقذني في ليالي الأسبوع التي لا أجد أي فكرة مقترحة للعشاء، أحبه مع قليل من العسل والخبز الحار، أو مع الطماطم كساندويتش، وأحيانا مع البيض في الإفطار. تتكون السلطة الباردة من الجبن الأبيض معتدل الملوحة، والزيتون الأخضر والأسود، والشبت، والفلفل وزيت الزيتون.
  • زرت اليوم مطعم دقيق وحطب بصحبة الصديقة شوق البرجس وجربت سلطة منعشة وصيفية. بمجرد ما اطلعنا على قائمة الطعام حتى أشارت عليها وقالت: أعرف أنها ستعجبك! بعد تجربتها أفكر في تحضيرها في المنزل. مكوناتها جبن حلوم مكعبات، وبطاطا حلوة مشوية، وأورزو وخضروات ورقية والطماطم المجففة مع تتبيلة بالخل والعسل وقليل من الجبنة الزرقاء. قد تكون المكونات مختلفة قليلا لكن هذه هي محاولتي في تذوقها.
  • قرأت قبل عدة أشهر كتاب Reinventing You دوري كلارك وصادف أن عثرت عليه في الوقت الذي كنت أحضر لتقديم ورشة إعادة بناء هويتك الشخصية. الكتاب مليء بالقصص والاكتشافات التي قد تدفعك لإعادة التفكير فيما تعمله وطريقة عيشك بالكامل. ما هي هويتك الجديدة؟ وكيف ترغب بالمضي إلى الأمام؟
  • أحبّ العلامة التجارية NYX وأحب خيارات الماكياج الخاصة بهم وتنوعها والأهم سعرها المغري! اكتشفت مؤخرًا منتج Butter Gloss واقتنيت منه مجموعة ألوان ستكون صديقتي في الصيف.
  • بودكاستي المفضل الجديد من مجلة الاتلانتيك How to Start Over، والذي يشير وصفه المختصر بأنه سيكون مكانك المفضل للتعامل مع مصاعب الحياة التي قد تواجهك عندما تقرر تغييرها.
  • مقالة عن اتاحة مساحة للصدف! الموضوع مثير للاهتمام وتكلمت الكاتبة لورا فاندركام عن استراتيجيات ذكية نصنع من خلالها مكان أو مساحة لحدوث المواقف العفوية والمصادفات السعيدة.

.

.

آخر أسبوع في الرّبيع

قضيت الأيام الماضية في العمل من المنزل، يتيح لي نظام العمل في الجهة اختيار خمس أيام شهريًا والعمل فيها عن بعد. لم يكن هناك الكثير من المهام للإنجاز، فقط متابعة واتصالات خلال اليوم. لذلك كان من أجمل الأسابيع الماضية، يشبه عطلة لكنه ليس تمامًا. قضيت الصباح الباكر في القراءة عدة ساعات، وكتبت قليلا وترجمت في مشروع جانبي. أعددت الإفطار وبدأت العمل بعد أن شعرت بالامتلاء الحقيقي وهذه الفكرة التي تزورني دائمًا وأجد الكثير يشجعون عليها: افعل شيئًا تحبّه في بداية اليوم. قبل أن تذهب للعمل، وقبل أن تفتح جهاز الكمبيوتر ويمطرك بالمهامّ والرسائل.

هذا الوقت الفائض في الأسبوع ساعدني في ترتيب غرفتي بعد عطلة طويلة وتنظيف سطحي. أعدت تنظيم مهامّ الفترة القادمة من الحياة، وتلصصت على الكتب الجديدة التي تنتظر القراءة. رتبت قائمة سألتزم بها قبل القفز لغيرها. وهذا التأهب وحده كفيل بمنحي البهجة والاستعداد لعطلة الحج الطويلة (أسبوعين من القراءة والنوم العميق).

بدأ الأسبوع بلحظة درامية أجلتها في كل مرة تأتي سلة الغسيل النظيفة لغرفتي. أسبوع بعد الآخر وأنا أرتدي قطعة ملابس عمرها عشرة أعوام. مثقوبة في كلّ اتجاه ولكنه هذا الارتباط السحري الوثيق. هذه آخر قطعة ملابس من بداية العقد الأجمل والأصعب في حياتي. اشتريتها من محل أُقفل اليوم وأقفل المجمع الذي يضمه. حملتها معي في كل رحلة خارج المنزل. لبستها في التجول، في التمارين، في اكتشاف أماكن جديدة، وفي العمل من المنزل بعد أن فقدت شكلها ومعالمها. كل مرة أوشك على التخلص منها اتردد وأضعها عوضا عن ذلك في سلة الغسيل. سأعطيك وأعطي نفسي أسبوع آخر من المغامرات! ما الذي يدفعنا للاحتفاظ بقطعة ملابس باهتة لا تصلح لشيء أو ربما تحويلها لقصاصات أصغر واستخدامها كممسحة أرضيات؟ أو أربطة قطنية؟ أو أي شيء آخر غير الارتداء.

هل هذه الملابس تحلّ محل بطانية الرضيع التي لا يغفو بدونها؟ تسمى بالإنجليزية comfort blanket والتي توصف بأنها أي شيء مألوف يشعرك بالأمان والثقة. بحثت عن معنى عربي للعبارة حتى توقفت عن المحاولة: هل هي بطانية الطمأنينة، أو ملاءة الطمأنة؟ لحاف الحنان؟ (إذا وجدتموها شاركوني) الأكيد أنني ودعت هذه البطانية للأبد.

وهكذا تخلصت من آخر قطعة ملابس قديمة ومتهالكة. كانت اللحظة بلا مشاعر، لكن الحقيقة داهمتني في اليوم التالي: هل كان ما فعلته صائبًا؟ الأمر ينطبق على الكثير من الحاجيات التي تخلصت منها تباعًا خلال السنوات القليلة الماضية. إما بسبب المساحة التي تضيق وتتسع في المسكن، أو لأن النظر إليها يطلق سلسلة من الذكريات التي طويتها وأخفيتها بحرص.

ما زلت استعيد ذكريات الرحلة القريبة إلى لندن، وبينما اتصفح الصور القليلة التي التقطتها وجدت صورة للوحة أحبها للرسام الانطباعي إدغار ديغا مهزوزة ومظلمة. لم يكن التقاط الصورة عملية سهلة وتذكرت السبب. في هذه الرحلة وفي كلّ متحف أو معرض فنّي زرناه وحتى عندما خرجنا بعيدًا عن المدينة والصخب إلى قصر هامبتون كورت، سبقتنا الرحلات المدرسية! في نصل باكرًا مع فتح الأبواب ويصطف إلى جوارنا طوابير لا نهائية من الصغار.

يركضون في كل اتجاه وتصرخ بهم المدرّسة: لا تلمسوا شيئا. يتحداها أحد المشاكسين ويضع يده على تمثال عمره مئات السنين أو يقترب ليقف بيني وبين لوحة اقتربت بحذر لرؤيتها. كنا ننتقل من غرفة لأخرى ونحذر بعضنا: هيا قبل أن يهجموا. وفي اللحظة الانتقالية للعبور، يمكننا سماع الأحذية الصغيرة تتدافع.  هذه المرة الأولى التي أشهد فيها هذا العدد من الرحلات المدرسية. ربما لأنني أسافر صيفا أو في وقت الأعياد حيث يمضي الصغار لعطلاتهم الخاصة.

لقد التهمني وجودهم بالكامل! وفكرت في هذه الفرصة العظيمة التي تتاح لهم في هذا العمر، أن تخرج من مدرستك صباحًا لتتأمل ديغا وبيكاسو وفان غوخ. لست بحاجة للسفر آلاف الأميال والتعرض للمشقة. تنادي المعلمة مجددًا: تأملوا هذه اللوحات جيدًا لديكم مهمة للكتابة عنها. وفي زاوية من هامبتون كورت تمدّ معلمة أخرى أوراق لأسئلة اختيار من متعدد عن زوجات هنري الثامن الستة. أليس مبكرًا الحديث عن المقصلة في هذا العمر؟ لا أعرف شيئًا غير الغبطة في هذه اللحظة.

قرأت خلال الأسبوع عن عملية الـ unlearning ودخلت من جديد عن بحث عن أفضل ترجمة لها: نبذ الطباع؟ نبذ المعرفة؟ اللاتعلم؟ المقصود بها هو التخلص من معرفة أو معلومة عن شيء أو سلوك التصق بك طويلًا وترغب في استبعاده. والوصف الحرفي يقول: تجاهل (شيء تم تعلمه خاصة العادات السيئة أو المعلومات الخاطئة أو القديمة) واستبعاده من ذاكرة المرء.

أقول إن هذه السنة بالنسبة لي سنة الـunlearning، لكن هذه العملية غير سهلة! تبدأ بالوعي، ثم اكتشاف البديل وتبنيه. في مقال نشرته مجلة Breathe حول الموضوع، يقترح ريتشارد آيفري أستاذ علم النفس والأعصاب بجامعة كاليفورنيا- بيركلي  الخطوات التالية لعملية استبعاد ناجحة:

  • حدد ما تودّ تغييره. إذا كنت تعرف أن ادائك في مكانٍ ما لا يتفق مع ما تريده راجع أسلوبك ومهاراتك وأهدافك واسأل نفسك ما هي الجوانب التي يمكنني تغييرها؟
  • حدد حجم التحدّي. هل ستحاول تضمين إصلاحات بسيطة أو ستذهب إلى حلول جذرية؟
  • قيّم تجربتك. راجع التغييرات التي أجريتها على حياتك، هل أدت إلى النتائج المرجوة؟ إن تتبع هذا التغيير واختباره يضمن ثبات الجيّد منه.
  • تحمّل المطبات. ستشهد تذبذب في الأداء حتى تصل للمستوى المطلوب. والأهم هنا أن تكون صبورًا لتجني الفوائد على المدى البعيد.

لم أطلع على اقتراحات ريتشارد من قبل ولكنها ذكرتني بمساري العفوي الذي لم اختر له أي خطة. يمكن أن يكون نبذ المعرفة أو اللاتعلم الخاص بك في مجال شخصي، أو مهني، أو حتى في علاقتك مع الناس حولك، وعلاقتك بالمال مثلًا. إذا كنت سأقترح شيء ما من تجربتي: لا تحاول فرض التغيير دفعة كاملة. تدرج مع نفسك وعاملها برفق حتى لا تفقد شهية التغيير بالكامل.

أتمنى لكم نهاية أسبوع سعيدة!

يوم السبت بإذن الله سأشارك معكم تدوينة منوّعة عن مفضلات الفترة الماضية.

.

.

.

Painting by Henri Matisse – Interior with a Young Girl (Girl Reading)

,

,

,