
كانت الساعة الثالثة صباحاً عندما رن الهاتف لأول مرة ولكنه توقف، وما أن وضعت رأسي من جديد لأنام حتى سمعت بعض الطرق على باب غرفتي، وضعت قدماي بكسل على الارض وخطوت باتجاه الباب، ولكنني توقفت وتذكرت بأنّ غرفتي بلا باب، منذ تلك العاصفة الرملية التي كادت تقتلني، أزلت الأبواب كلها، أصبح المنزل مفتوحاً على المدى، باب رئيسي وحيد يكفي، أزلت الأبواب بعد أن اقتحم الغبار غرفتي وأنا نائم، وبحثت عن الباب ولم أجده، ما فائدة الابواب إذا لم تجدها؟ ما هذا الطرق إذاً؟ وصلت للباب الرئيسي انتظرت قليلاً، لم يتكرر الطرق فعدت مكاني، ما إن وضعت رأسي على الوسادة حتى عاد الطرق، إنها أوهام الثالثة صباحاً التي حذرتني منها جدّتي. نهضت لأضاءة المصابيح، وشعرت ببرودة تمتد على عنقي، تحسسته وكانت البرودة بللاً، امتد البلل إلى كتفي، بعد إضاءة المكان نظرت لوسادتي وكانت هناك، بحيرة صغيرة من الدماء، لم يكن الطرق إذا، بل نبضي المتسارع وأذني النازفة، حشوتها بالقطن، ضمدتها عشوائيا بانتظار الصباح، مع ساعات النهار الأولى وضحك الطبيب المتواصل من حكايتي اكتشفت بأنّ ذلك لم يكن سوى عرق تمّوز!
* هذه التدوينة جزء من سلسلة تدوينات ضمن تجربة تدوين “العربية للاستخدام اليومي” وهنا التفاصيل.