عرق تمّوز .

By Kondor Vali

كانت الساعة الثالثة صباحاً عندما رن الهاتف لأول مرة ولكنه توقف، وما أن وضعت رأسي من جديد لأنام حتى سمعت بعض الطرق على باب غرفتي، وضعت قدماي بكسل على الارض وخطوت باتجاه الباب، ولكنني توقفت وتذكرت بأنّ غرفتي بلا باب، منذ تلك العاصفة الرملية التي كادت تقتلني، أزلت الأبواب كلها، أصبح المنزل مفتوحاً على المدى، باب رئيسي وحيد يكفي، أزلت الأبواب بعد أن اقتحم الغبار غرفتي وأنا نائم، وبحثت عن الباب ولم أجده، ما فائدة الابواب إذا لم تجدها؟ ما هذا الطرق إذاً؟ وصلت للباب الرئيسي انتظرت قليلاً، لم يتكرر الطرق فعدت مكاني، ما إن وضعت رأسي على الوسادة حتى عاد الطرق، إنها أوهام الثالثة صباحاً التي حذرتني منها جدّتي. نهضت لأضاءة المصابيح، وشعرت ببرودة تمتد على عنقي، تحسسته وكانت البرودة بللاً، امتد البلل إلى كتفي، بعد إضاءة المكان نظرت لوسادتي وكانت هناك، بحيرة صغيرة من الدماء، لم يكن الطرق إذا، بل نبضي المتسارع وأذني النازفة، حشوتها بالقطن، ضمدتها عشوائيا بانتظار الصباح، مع ساعات النهار الأولى وضحك الطبيب المتواصل من حكايتي اكتشفت بأنّ ذلك لم يكن سوى عرق تمّوز!

* هذه التدوينة جزء من سلسلة تدوينات ضمن تجربة تدوين “العربية للاستخدام اليومي” وهنا التفاصيل.

التاسعة بتوقيت غرينتش .

google images

مذيعة نشرة أخبار على بي بي سي، نعم كان حلمي أن أصبح مذيعة، على الرغم من أنّ والدي كان واضحاً بهذا الخصوص، ومنذ المرة الأولى التي قلت له فيها بأنني أريد أن أصبح مذيعة، وأعطاني محاضرة للتاريخ، فيها من العبارات القوية ما يثنيني حتى من التفكير بهذا الحلم. كنت أحلم باللحظة التي ينتظرني فيها العالم، لأقرأ الاخبار السعيدة والمخيفة، لأعلن في جملة واحدة خبراً يغير حياتهم، أتفاعل، أبكي، وابتسم، وأكون صارمة مع الاخبار الحزينة كما يجب لا كما يفعل بعض مذيعي الاخبار اليوم، ينتهي من الحديث عن مجزرة أطفال ويبتسم وكأننا ننتظر منه المشاركة في مسابقة أكثر المذيعين وسامة. أريد أن أفاجئ نفسي، وأشارك في تحرير الأخبار أيضاً، أرتبها حسب ما أراه مهمّ ، وأصنع وقفات مثيرة للاعصاب قبل إكمال الخبر. ليس الذنب ذنبي في انتظار أن أكبر وأصبح مذيعة أخبار، هالة الترقب والانتظار والانضباط أيضاً كانت تتسيد المكان عندما تعلن الموسيقى بأن نشرة أخبار بي بي سي على وشك البدء، كان والدي يسرد سلسلة من العقوبات التي ستطالنا في حالة أصدرنا صوتاً خلال النشرة، أو قاطعناه، أو طرحنا الاسئلة قبل أن يعلن المذيع انتهاءها. فيما لو كان هذا الحلم حقيقة سأختار الساعة التاسعة، النشرة الأشهر في القناة – والتي تأخرت حتى العاشرة مساءا، العمّال والموظفون في منازلهم، والطلاب، والأمهات، الكلّ أمام شاشة التلفزيون ينتظر .. ينتظرني.

* هذه التدوينة جزء من سلسلة تدوينات ضمن تجربة تدوين “العربية للاستخدام اليومي” وهنا التفاصيل.

الوجه الآخر لغضب أمي.

By Cathy Cullis

أمي سيدة لا تغضب بصوت، لا تكسر أواني، لا تضرب الأبواب، لا تكسر شيئاً حتى صوتها. هادئة جداً منذ أن عرفتها عندما يتعلق الأمر بالغضب. ولا أنكر بأننا جميعنا أصبحنا على النقيض من ذلك، نصرخ، نكسر الأشياء، نقول الكثير ونندم بعد دقائق على ما قلناه. يحزنني أحياناً بأنها لم تمرر لي هذا الهدوء، الهدوء الذي تختبرني به كلّ مرة أخطئ. يكفي أن ترسل نظراتها التي تقول بصراحة “خيبتي ظني فيك” حتى اتهشم إلى ألف ألف قطعة، ثمّ تذهب في صمت طويل، يمتد لأيام أحياناً، لا تتحدث معي، لا تقول شيئاً قد تندم عليه، لكن صمتها يجعلني أعترف بأخطاء حياتي كلها بصوت مسموع، وأعتذر وأعتذر ثمّ أعتذر من جديد، بالاضافة لذلك لا أعود لفعلتي أبداً، صمتها يترك علامة غائرة مثل وشم تأديبي على كتف مجرم عتيد! واستغرب كيف أن أختي وأخي الصغار -تقريباً- لا يصابون بالهلع من نظرتها تلك أو صمتها، كيف يتعاملون مع هذا بأريحية ويستمرون في الخطأ. أذكر بأنني كنت طفلة شقية لعدة سنوات، كانت تحرص أن تبقيني على مدّ بصرها، كي ترسل لي نظرتها الشهيرة وامتثل، عندما أكون خارج نطاق تغطية نظرتها أخفق، مجازاً وحقيقة، ما إن يحدث ذلك حتى يختل توازني. لا أعلم متى سأتمكن من السير بلا أخطاء بدون نظرتها ، بدون صمتها التأديبي. إنه الوجه الآخر لغضب والدتي، الوجه الذي أحبّ !

* هذه التدوينة جزء من سلسلة تدوينات ضمن تجربة تدوين “العربية للاستخدام اليومي” وهنا التفاصيل.

امنحوا حياة جديدة لأدوات منزلكم !

قبلت التحدي وانضممت لمجموعة من المدونين لتطبيق فكرة فاطمة الرائعة، عشرة أيام، عشرة أفكار، مكتوبة باللغة العربية، وأخبركم صراحة لقد اشتقت للواجبات التدوينية على هذه الشاكلة، والتي تذكرني ببداية التدوين، أتمنى أن أصمد وأتمنى أن تعجبكم، شكرا شكرا فاطمة كثيراًاليوم السبت، وعادة هو اليوم الذي أضع فيه اختياراتي العشرة، لذلك عندما نظرت لجدول المهامّ التدوينية من فاطمة فرحت، اليوم قائمة العشرة ستكون عن أدوات في المنزل واستخداماتنا الجديدة لها !

١شاشات الكمبيوتر والتلفزيون في حالة الاغلاق، استخدمها مرآة إذا كنت في عجلة من أمري.

٢درابزين الطابق العلوي المطل على الصالة، نستخدمه منشرة للحف المغسولة في أيام المطر والغبار.

٣استخدم هاتفي لاطلاق تغريد العصافير كي تلعب الهرّة عندما امنعها من الخروج للحديقة.

٤استخدم مشابك الشعر السوداء كفاصل كتب عندما اكسل من النهوض من سريري.

٥استخدم هاتفي المحمول كجرس لمنزل صديقتي عندما أصل لعتبة الباب.

٦أيام دراسة البكالوريوس كنا نجري أنا وصديقاتي سباقات قصيرة المدى بهواتفنا النقالة، نضعها على وضع الاهتزاز، ونعين فريق من الزميلات ليتصلن على الارقام خاصتنا، وينطلق السباق. هكذا تغلبنا على ساعات انتظارنا الطويلة .

٧استخدم أكبر واثقل كتاب عندي لاسناد كفيّ وطلاء اظافري.

٨الكتب الرديئة أقصقص منها الكلمات التي احبها وأجمعها في صندوق، اتخلص من الباقي لاحقاً.

٩على أغلفة الاطعمة المخزنة في الثلاجة نترك رسائل لطيفة ليس بالضرورةلبعضنا، نحن أكيدون أن أحدنا سيجوع في لحظة معينة !

١٠نخفي في القدور والصواني بمؤخرة الخزائن في المطبخ أي شيء نريد الاحتفاظ به لفترة طويلة، شوكولا مفضلة، رقائق بطاطس،.. الخ وللاسف في مرات كثيرة ننساها وتتعفن ولا نأكلها ولا يأكلها غيرنا

اقرأ لقتل الوقت .

By Studio Beerhorst

قالت له: لم تعد تقرأ الروايات؟

اقرأ، لكن ليس كما اعتدت. لا أعرف شيئا عن الروايات الجديدة. اقرأ القديمة فقط، غالبا الروايات من القرن التاسع عشر، التي قرأتها من قبل. “

ما السيء في الروايات الحديثة؟

أخشى أن يخيب أملي. قراءة الروايات الرديئة تشعرني بإضاعة الوقت. كنت بالرغم من معرفتي أنها سيئة، أعتقد أن شيئا جيداً قد يتمخض عنها. الآن اختلف الأمر. لا بدّ أنني تقدمت في العمر. “

نعم، صحيح أننا كبرنا. قالت وابتسمت ابتسامة خبيثة.

وأنتِ؟ هل ما زلت تطالعين كثيرا؟

نعم طوال الوقت. كتب حديثة وقديمة، روايات وكل أنواع الكتب الأخرى. كتب رديئة وكتب جيدة. ربما أنا على النقيض منك، أقرأ لقتل الوقت.

 – “جنوب الحدود غرب الشمس” هاروكي موراكامي