مؤخراً أصبحت المكالمات الهاتفية مهمة صعبة، لا أعلم ما هو السبب بالتحديد، لكنني لا أجيد الحديث لفترة طويلة بدون أن يبحر تفكيري بعيداً، أو أصمت تماماً . أحاديثي مع الصديقات تتباعد حتى تكاد تكون نصف شهرية أو أسبوعية، وأخوتي في أمريكا اتواصل معهم من خلال مكالمات الفيديو، أو الرسائل النصية في برامج المحادثة على الهاتف. لذلك هذه التدوينة تكاد تكون مستحيلة إن لم أجد لي مخرج ذكي فيها! لأنني وإن نجحت في استدراج شخص ما للحديث معي لأكثر من دقائق قبل ظهور علامات الانفصال التام التي تصيبني، لن أنجح في تحويل نبرتي الجدية لأسئلة ساخرة أو غرائبية. لذلك .. طرحت سؤال وحيد وبعثته نصياً لمجموعة من أقاربي وصديقاتي وكانت المحصلة إجابات طريفة، ذكية، وستدفعكم كذلك للتفكير وإجابة التساؤل معي. قلت : “ فيما لو طلب منكم العمل في مصنع لتقطيع الخضار، أي أنواع الخضار ستختارون للتقطيع، للأبد، كلّ يوم، ولماذا ؟ “. أخي اختار البطاطا، ولم يذكر السبب، أعتقد لأن البطاطا طعامه المفضل وليس نوع الخضروات المفضل فقط، أختي منى أجابت بأنّ الخيار هو اختيارها بسبب رائحته المحببة، ولونه، ولأنها ستتمكن من تقطيعه بلا فوضى، إبنة عمي أجابت الخيار لأنها تحب تناوله مع كلّ شيء، وستتناول منه خلال التقطيع ربما. بينما أجابت أختها بالخيار كذلك، لأنها لن تتسخ خلال تقطيعه. وضحى صديقتي قالت الخيار، بسبب الماء بداخله، بينما أختارت آمال الفلفل الأحمر الرومي، لأنه ممتع. وميعاد اختارت الخيار لأنه لا يحتاج للتقشير وسهل التقطيع . فاتن إبنة عمتي اختارت الخيار لأن رائحته مقبولة والخسّ كذلك. وصديقتنا شيخة اختارت الفاصوليا أو أيّ خضروات ورقية لأنها تقطع في حزمة كبيرة. الطريف في الموضوع أنني فوجئت بردود اضافية على السؤال تبحث عن سبب وراءه، تحليل نفسي؟ تحليل شخصية؟ وأجبت بالنفي، الفكرة كانت في فضولي. وأجبت على السؤال المعاد باتجاهي، بأنني سأختار البصل الأخضر، السبب؟ خلقه الله في شرائح طولية ولا يحتاج إلا للسكين التي تقصه بالعرض وهكذا ببساطة ننتهي من العمل سريعاً ويبقى لديّ الكثير من المرح خلال يوم العمل !
قبل إنهاء هذه التدوينة وإقفال التجربة الرائعة التي قضيتها مع عشرة أفكار مبتكرة ومبهجة، مع محاولاتي المتكررة لخرق الشروط والقوانين والالتفاف حولها، شكرا فاطمة كل يوم كان مغامرة .