(أ)
يمكنني الحديث عن أيامي بأنها تطابق رهيب مع عنوان هذه التدوينة، الذي بالمناسبة اقتطعته من حديث طويل لجون أبدايك. كلّ صيف، صيف انتظار بالنسبة لي، لكن هذه السنة “الأسوأ” على الاطلاق، أعوذ بالله من السوء، السوء هنا سوء الانتظار وسطوته على ذهني، لا استطيع الانشغال بشيء دون السقوط مرة أخرى في هاوية انتظار. انتظار أن تتضح الرؤية بخصوص عمل جديد. وانتظار انفراج في واجباتي الاكاديمية. الانتظار والبطء جيّدان، ربما هي الفرصة لأستعد للتغييرات التي ستحدث في حال حدثت، أو تمرين إضافي لتمارين الصبر التي نجحت فيها طوال حياتي. أقرأ، أمضي ساعات اليوم في التنقل بين الدور العلوي والسفلي، شرب الكثير من الماء، لا أنسى أن حبة الفيتامين بعد وجبة الافطار أفضل لأنّ وقت امتصاصها مثالي، أحارب النسيان بتدوين يومياتي بسرعة، أكافح للالتزام بمشروع السنة ورسائلي لهيفا الصغيرة، يتوعك والدي قليلاً ثم يجتاز الوعكة، تتوعك والدتي قليلاً ثم تجتاز الوعكة، وبين هذا الوقت وذلك أدعو الله أن يحفظهما ويطيل بقاءهما، لا شيء يسندني في توعكي وتعثري مثلهما. أتابع الأخبار على أربعة قنوات اخبارية، أقرأ صحيفة واحدة لكلّ يوم، ولا أعود لقراءتها حتى يدور الاسبوع من جديد، أتابع أخبار ثلاثة ولايات أمريكية، اقرأ في كتابين، والثالث احتياطي لو غضبت منهما. أكتب وأشطب. أنام جيداً، اتبع حمية منذ ٣٦ يوماً، ونجحت في تقليل أرقي وشعوري بالكسل، تناولت حبوب الافطار الكاملة مع الزبيب، اتسوق للمنزل مرتين اسبوعياً بينما ينتظر والدي في السيارة، استمع للموسيقى الكلاسيكية، اكتشف لطفي بوشناق في حفلة ولا يتوقف الالبوم من الدوران. أفكر في مدونتي، افكر فيها كل يوم، افتح الصفحة أريد أن أقول شيئا ولا أجد. احضر مفاجأة لأخوتي في بلاد العمّ سام، وانتظر، يفتحون الصناديق أفرح وأعود لدوامتي من جديد، هذه الحياة، يجب أن يتوقف هذا الانزعاج سريعاً قبل أن يقتلني.
(ب)
سأتوقف عن الغضب من التوافه. توقفت عن محاسبة الاخطاء، الاخطاء تمحى لا شعورياً، مثل الغبار في غرفتي، اذا تجاهلته انزلق للخارج دون أن انتبه.الغضب من الشامبو الذي يقتحم عيني بعنف ويحرقها، هذا الغضب تافه، خصوصاً إذا عكر مزاجي، وتخيلت أن الارض كلها تقف ضدي بسببه، ما هذا؟ توقفت عن الغضب عندما خرجت يومها لأجد رسالة من صديقتي تخبرني بأن والدتها غادرت الحياة بعد صراع قصير مع السرطان، وددت لو أنّ سكب علبة شامبو كاملة في عيني ومقاومة غضبي سيعفيني من شعوري القاتل بالذنب. اغضب ويتعكر يومي لسبب تافه. بينما تعالج صديقتي قلبها المفجوع.
(ج)
أمرّ بكثير من الاشياء الجميلة، وأملك الوقت الكثير للحديث عنها، لكنني لا أجد الكلمات.
(د)
هذه التدوينة تطمين لي بأن مدونتي ما زالت على قيد الحياة، وربما رسالة لمن يقرأ، سأعود قريبا بالمزيد – ان شاء الله – شاهدت وثائقيات رائعة، وفيلم سينمائي، وقرأت كتاباً، ولديّ مجموعة من الروابط الالكترونية وتوصيات شرائية! لكن الكلمات ناقصة.