هل فقدتُ كلمة المرور؟

(أ)

اتساءل مع بداية إجازتي القصيرة، اتساءل هل أضعت الطريق الذي يأخذني إلى الراحة؟ هل سيبقى السيرك داخل رأسي في احتفالية لا تهدأ إلى الأبد؟ إلى الصيف على الاقل؟ شيء يشبه انقطاع الاتصال بين دماغي وبين مركز الترفيه فيه، تتحول هواياتك تدريجياً وكلّ شيء تحبه إلى روتين، أو عمل، أو التزام، يتكرر كلّ أسبوع. ثمّ تفكر من جديد، كيف أرفه عن نفسي عندما اصبحت وسائل الترفيه حياتي؟ حتى مع العمل المستمر خلال الاسبوع والانغماس بشكل كامل في قضايا تعليمية صغيرة وكبيرة، احتفظ لنفسي بمساحة ليلية ما بين القراءة ومشاهدة الافلام أو لضيق الوقت مسلسلات مفضلة. الوقت غير مناسب الآن للبحث عن حلّ لمعضلتي أعلاه، ربما أبحث عن حلول مستقبلية. من جهة أخرى أجد زيارة الصديقات، السهر المفرط، متابعة برامج مختلفة عن تلك التي اعتدتها، كل هذا يشكل ترفيه مثير للاهتمام! الخروج من نفسك والرجوع إليها منعش. هذا ما قد أفعله.

متابعة قراءة هل فقدتُ كلمة المرور؟

ماذا يفعل الناجحون قبل الافطار؟

في كتابها الصغير بحجمه والمليء بالافكار المحفزة والمنعشة What the Most Successful People Do Before Breakfast   وضعت لورا فاندركام خطة لتغيير حياتكم بدءا بالصباح. فالصباح يحمل المفتاح لبقية اليوممعلومة غير جديدة طبعاًهذا الكتاب دليل ممتع وسيساعدكم على تغيير روتينكم الصباحي إلى الأبد. الكتاب باللغة الانجليزية لذلك حاولت نقل ما يمكنني إلى اللغة العربية – باختصاروبالطبع بعد تجربة شخصية أفادتني أحببت أن تشاركوني إياه.

في البدء تتحدث لورا عن بعض الاحصائيات المرتبطة بالبالغين العاملين وأن متوسط عدد الساعات التي يقضيها الفرد منذ استيقاظه وحتى وصوله لمكان عمله حوالي ٣٤ ساعات! ما بين الازدحام، تناول الفطور، الاستعداد، وانجاز المهامّ المرتبطة بالاسرة أو المهام الشخصية المتعددة.

درست الكاتبة حياة بعض الناجحين وجداولهم الصباحية لتجد أنها وبينما لا تزال في فراشها، البعض يكتب، والآخر يتمرن، وهناك من يتناول فطوره الغنيّ والمغذي، ويتأمل ويبتكر شيئاً ويتقدم في عمله.

تقترح لورا مثلاًووفقاً لدراسة أحد الناجحين، أنّ تبتاع القهوة أو الفطور، أو حتى صحف الصباح من نفس المكان، في كلّ مرة تعبر الباب، أو تمرّ بنافذة طلبات السيارات ستجد أن فريق العمل، يجهزون طلبك ما إن يتعرفون عليك، ولا مانع من طلب ذلك مسبقاً، كل يوم وفي الوقت المحدد سآتي من هنا وأريد قهوتي الساخنة والجاهزة. تذكرت مع قراءة هذا المقطع أنني كنت أمر بمقهى صغير قرب مقرّ عملي السابق، ودون انتباه منّي أصبح الموظف يعدّ القهوة الذي أحبها قبل وصولي بدقائق أجده يقربها من نافذة الطلبات، حتى أنني أصبحت أخجل من تجربة قهوة جديدة – وهذه قصة أخرى متعلقة بعقدي الشخصية – . تقول لورا: اذا أردتم الانتظار لنهاية الشهر لتوفير مبلغ ما من الراتب الشهري فلن تتمكنون من ذلك، نفس الشيء ينطبق على وقتكم اليوم، الانتظار لنهاية اليوم وتخمين ما سيتبقى منه لن يفيدكم. مثلاً تأجيل أداء التمارين الرياضية وتركها لنهاية اليوم لن يكون ناجحاً إذا كانت طبيعة عملكم متغيرة من يوم لآخر – وحتى دراستكمهناك الساعات الممتدة الاضافية لحضور ورش عمل، أو الخروج للتسوق، أو زيارة اجتماعية طارئة، كل ذلك يحدث في المساء بعد ساعات العمل، لذا سيكون وقت الصباح الوقت الأمثل لأنه الأكثر ثباتاً.

لدينا ١٦٨ ساعة أسبوعياً، ولكنها لا توزّع بالتساوي على كل المهام التي نقوم بها.

وجدت إحدى الدراسات أن المهام التي تتطلب قوة إرادة أكبر وعزيمة على الاستمرار الأفضل البدء بها في ساعات الصباح الأولى، موضوع العزيمة هذا ينتقل بالحديث إلى تفاصيل أكثر. عادة نملك نفس الطاقة طاقة الارادة طبعالكل شيء يحدث حولنا، الارادة لمقاومة أنواع معينة من الطعام مثلا، الرغبات المتعددة، الغضب من زميل عمل متعب، ونستخدم نفس الارادة لاتخاذ القرارات والتفكير! ننتهي دائما بإرادة وعزيمة خائرة مع نهاية اليوم.

وجد البروفيسور روي باوميستر المتخصص في علم النفسأن هناك نمطاً لطاقة الارادة البشرية، وهذا النمط يتفكك ويصاب بالوهن في وقت محدد من اليوم، غالباً مساءاً، الحميات الغذائية تُكسر في المساء، المدمنين يصابون بالانتكاسات مساءا، الجرائم تُرتكب بعد الحادية عشرة مساءا، المقامرون..الخ. كلّ القيود تتحطم مساءا، على العكس في الصباح، وبعد ليلة نوم هانئة يستيقظ البشر بقوة إرادة طازجة، ومعنويات مرتفعة. والكثير من التفاؤل.

وجدت إحدى الدراسات أن كلمات مثل رائعوممتازتتكرر بالظهور في الشبكات الاجتماعية مثل تويتر بين الساعة السادسة والتاسعة صباحاً، أكثر من أي وقت آخر في اليوم.

لذلك نحنُ في ساعات الصباح الأولى أقدر على القيام بالمهمات التي تتطلب إرادة وعزيمة داخلية، مهام وخطط لا نحتاج للعالم الخارجي لمكافأتنا عليهاإذاً الحلّ في ترتيب الأولويات، الأولويات الشخصية.

ما هي أفضل العادات الصباحية إذاً؟

متابعة قراءة ماذا يفعل الناجحون قبل الافطار؟

ثقيلة بالكلام..كمسدّس محشو.

Girl in a White Blouse – Roderic O’Conor

(أ)

في زاوية الغرفة كومة ملابس، لا يعقل أنها تكومت في ليلة واحدة، أو أنّ يداً سحرية قامت بتكديسها، كومة الملابس في زاوية الغرفة صباح الخميس تذكرني بأنني صنعت الفوضى بنفسي، وأنني من جهة أخرى حصلت على أسبوع مضني، على جميع الاصعدة. أفتح الستائر، أتذكر الليلة الماضية مثل حلم، لجمالها ولأنني كالعادة في مساء الاربعاء بنصف عقل وانتباه، ربّما لو تنبه الآخرون لذلك ستكون ليلة الاعتراف الاسبوعي، وإنهاء أيّ مسائل عالقة واجهتها بالرفض أو العناد. أقترب من كومة الملابس وأبدأ بالتصرف البديهي، أشمّ القطع واحدة بعد أخرى للتحقق من حياتها القصيرة – أو الطويلة – هل تذهب لسلة الغسيل أم تصحبني في الاسبوع القادم مرة أخرى! أعلقها على عجل وأكتشف أنني بدأت بمزج الالوان في خزانتي، فوضى أخرى، وتذكرت هدوء البال والوقت الفارغ قبل عدة أشهر عندما صنفت ملابسي وعلقتها وفقاً لتدرج ألوان الطيف.

انتهي سريعاً وابحث عن القهوة، القهوة أولاً، القهوة دوماً ثمّ نتحدث.

متابعة قراءة ثقيلة بالكلام..كمسدّس محشو.

أن تلتهم البسكويت في الظلام.

(أ)

شمس يوم الخميس على وشك الغروب، أعددت لي فنجان القهوة المعتاد وأخترت أكثر قطع البسكويت اكتظاظاً بالشوكولا المحلاة. إنّه من عجائب الفترة الأخيرة – مدة شهر أو تزيدأن أتمكن من الوقوف لأكثر من عشر دقائق في المطبخ، اتأمل القهوة وهي تقطر على مهل، استنشق رائحتها وهي تعبق في المكان تدريجياً، ثم اختار على مهل أيضاً طعاماً آكله بتلذذ وهدوء. قلت في تعليقي على الصورة أنني أحبّ عائلتي كثيراً، لكنني أيضاً أحبّ العزلة والهدوء. وصمتي، وقهوتي التي لا تلسعني وأنا اشربها وأفكر في ألف موضوع وفكرة تنتظرني على بعد خطوات. ليلة البارحة رأيت بول أوستر في الحلم، تحدثنا قليلاً، فكرت فيه بعمق عندما استيقظت، تذكرت أنّ النية مبيتة منذ شهور لقراءة كتابه اختراع العزلة“. جاءت الحاجة لقراءته مع تلذذي بالكلمة، أرددها بيني وبين نفسي، وأجزم خلال لحظات أن الأمر لن يتحقق بهذه السهولة، في هذه الفترة على الأقل.

أيضاً هذا هو الأسبوع الثاني من بدء المحاضرات الفعلية في الجامعة، سأعترف بأنني أشمّ رائحة إحباط خفيفة، أرجو ألا يستمر الوضع، ربما كانت الطالبات في حالة فوضى، ربما الاجازة القصيرة دمرت حماسهم، ورفعوا أقدامهم عن دواسة السرعة. المادة التي أقوم بتدريسها الآن لها جانبين نظري وعملي، لم نقتحم العملي بعد، لكن الامكانيات المادية قد تقلل أو تجعل التطبيق صعباً، أفكر في عدة حلول أرجو أن تنجح. كتاب أوستر رائع مع أنني لم انتهي منه بعد، قد تثير حماستكم المقالات التي تحدثت عنه هنا، وهنا، وهنا.

المكان غارق في الظلام الآن، واكتشفت أن أكل البسكويت في الظلام ممكن، عليكم التحقق لاحقاً من تناثر القطع على الارض، وإلا سيغزوكم النمل، انظر لمفتاح الاضاءة البعيد وأشعر بالاعياء، إعياء حقيقي، لم أشعر به منذ سنوات، رأسي يضج بالكلمات والخطط، أكتب يوميا في دفتر خصصته للكتاب الذي ولد بصورة مفاجئة بعد انتهائي من كتاب ستيفن كينغ عن الكتابة، لا أريد لهذه الفكرة أن تنضب. أنا متعبة، طبقة من التردد والخوف تغلّف قلبي لكن ثقتي وشجاعتي – التي أحسد نفسي عليهاأرجو من الله ألا تخذلاني.

متابعة قراءة أن تلتهم البسكويت في الظلام.

عندما تستمع لبورودين تذكّر.


في المرة القادمة عندما تستمع لبورودين
تذكّر أنه كان كيميائياً فحسب
يؤلف الموسيقى ليرتاح،
كان بيته مكتظاً بالناس:
طلاب، فنانون، سكِّيرون، معربدون،
ولم يتعلم أبداً كيف يقول: لا.

متابعة قراءة عندما تستمع لبورودين تذكّر.