الحلقة 12: جورج غيرشوين

Swonderful_Gershwinlast-photo37

اعتاد غيرشوين العمل لــ12 ساعة أو أكثر يومياً. يبدأ يومه بتناول الإفطار المكون من البيض، الخبز المحمص، القهوة وعصير البرتقال. ثمّ يبدأ فوراً بالتأليف جالساً على البيانو في رداء النوم وخفّيه. يأخذ وقتاً مستقطعاً في منتصف الظهيرة لتناول الغداء، ويذهب للمشي بعد الظهر. أما وجبة العشاء فيتناولها في الثامنة مساءا.

إذا كانت لديه حفلة مسائية يعود بعد منتصف الليل ويتابع العمل حتى الفجر. لم يكن يعترف بانتظار الإلهام ويقول أنه لو انتظر حلوله لن يكتب سوى ثلاث أغنيات سنوياً. كان من الأفضل له أن يعمل يومياً فكاتب الأغنيات يجب أن يتدرب دائما.

الحلقة 11: امبرتو إيكو

2008321005837577802

الفيلسوف والروائي الإيطالي المعروف امبرتو إيكو يقول بأنه لا يملك روتين كتابيّ ثابت. “لا يوجد قاعدة” يقول في 2008م “بالنسبة لي سيكون من المستحيل الحصول على جدول عمل. يحدث أن أبدأ الكتابة في السابعة صباحاً وانتهي في الثالثة فجراً، متوقفاً لتناول شطيرة. وأحياناً لا أشعر بالرغبة في الكتابة أبداً.” ذات مرّة وبعد إلحاح شديد من مُقابِلِه وسؤاله عن طقوسه الكتابية اعترف أنها قد لا تتغير كثيراً.

“إذا كنت في بيتي الريفي على التلال حينها يكون لديّ روتين. ابدأ يومي بتشغيل جهاز الكمبيوتر، اقرأ بريدي الإلكتروني، ابدأ بقراءة شيء آخر، ثمّ ابدأ الكتابة إلى ما بعد الظهر. لاحقاً اذهب إلى القرية، اشرب في الحانة واقرأ الجريدة. ثم أعود إلى المنزل لأشاهد التلفزيون أو الــDVD حتى الحادية عشرة ليلاً. ثم أعمل قليلاً حتى الثانية صباحاً. هناك في الريف، لديّ روتين ثابت لأنني لا أتعرض للمقاطعة والمشاغل. عندما أكون في ميلانو أو الجامعة، لا أكون سيد وقتي، هناك دائما شخص يقرر ما عليّ فعله.”

حتى بدون مساحات الكتابة الطويلة يجد إيكو الوقت للإنتاج فيما يتبقى له من يومه. يقول لمقابله الذي أجرى له لقاء لباريس ريفيو :”هذا الصباح اتصلت بي، واضطررت للانتظار قليلاً لركوب المصعد، ومضت عدة ثوانٍ حتى وصلت لبابي. في هذه الثواني التي مضت كنت أفكر في قطعة جديدة للكتابة.”

الحلقة العاشرة: جورج بالانشين

6a00d83451c83e69e20120a5f3cd2a970c-300wi

بالانشين أحبّ غسيل ملابسه بنفسه. “حينما أكوي الغسيل تأتي أفكار العمل” قال ذات مرّة. يصحو مصمم الرقصات العالمي قبل السادسة صباحاً، يعدّ إبريقا من الشاي ويلعب الورق (لعبة سوليتير روسية) حتى يجمع أفكاره. ثمّ يقوم بكيّ الغسيل (كان يغسل ملابسه بنفسه في غسالة متنقلة بشقته في مانهاتن) ثم بين السابعة والنصف والثامنة صباحاً يتصل بمساعده الشخصي لاستعراض جدول اليوم. خلال معظم أيام الأسبوع يقطع جورج طريق الخمس دقائق من شقته إلى مركز لينكولن حيث مكتبه الملحق بالمسرح. يعطي دروسا في الحادية عشرة صباحاً ثم يقضي بقية الظهيرة في التدريب على عرض جديد، قد يستغرق جزء مدته دقيقتين من الباليه ساعتين كاملة من التدريب. بالانشين لم يفتقر أبداً للإلهام.

الحلقة التاسعة: فرانز كافكا

author-franz-kafka-1910s

في العام 1908م انتقل فرانز كافكا للعمل في مركز تأمين العمال ضد الإصابات في براغ، هذا الانتقال الجديد منحه فرصة العمل لفترة واحدة خلال اليوم. كان يوم العمل يبدأ من الثامنة أو التاسعة صباحاً وينتهي في الثانية أو الثالثة بعد الظهر. كان تغييراً جيداً في حياته لكنه لم يمنحه الوقت الكافي والمساحة للكتابة. كان يسكن مع عائلته في شقة مزدحمة ويحاول الكتابة بعد منتصف الليل عندما ينام الجميع. كتب كافكا لفيليس باور في 1912م قائلا: “الوقت قصير، قوّتي محدودة، المكتب مرعب، الشقة مزعجة. وإذا كانت الحياة الرضية لم تتيسر، فعلى المرء أن يحاول ويناور بصعوبة”.

في نفس الرسالة يصف لها روتينه اليومي: “من الثامنة إلى الثانية والنصف بعد الظهر في المكتب، بعده وجبة الغداء في الثالثة أو الثالثة والنصف، ثمّ التمدد في السرير أو النوم حتى السابعة والنصف ليلاً، بعد ذلك عشر دقائق من التمارين عارياً أمام النافذة ثم المشي لمدة ساعة مع صديق. وجبة العشاء مع العائلة (لدي ثلاث أخوات، أحداهن متزوجة، والثانية مخطوبة، والثالثة عزباء وهي بلا حياد أختي المفضلة) في العاشرة والنصف ليلاً (عادة ليس قبل الحادية عشر والنصف) أجلس للكتابة واستمرّ معتمداً على قوتي، وحظي، ودوافعي. أكتب حتى الواحدة أو الثانية أو الثالثة صباحاً وأحيانا حتى السادسة صباحاً. ثمّ اتمرن من جديد واغتسل واذهب للسرير مع ألم خفيف في قلبي وعضلاتي ومعدتي، هنا يبدأ الأرق والجهد محاولاً الخلود للنوم. في المكتب أبدأ يوم العمل بالطاقة القليلة التي بقيت معي. هناك عربة لحمل الملفات تشبه الكفن وكلّما مررت بقربها شعرت أنها صُنِعت لي، تنتظرني.”

الحلقة الثامنة: سيلفيا بلاث

banner_sylvia plath flickr

كتبت سيلفيا بلاث يومياتها من عمر الحادية عشرة وحتى انتحارها بعمر الثلاثين، في هذه اليوميات سجلت سيلفيا صراعها الدائم لإيجاد جدول للكتابة. وهذا مثال على إحدى اليوميات التي كتبتها “من الآن وصاعداً، وكلما كان ممكناً: استيقظي في السابعة والنصف صباحا، استيقظي متعبة كنتِ أم لم تكوني، تناولي الفطور وأنهي الأعمال المنزلية في الثامنة والنصف صباحاً، وابدئي العمل في التاسعة صباحاً. وقد تزول هذه اللعنة!” لكنّ اللعنة لم تزول أبداً، على الرغم من محاولات سيلفيا اليومية لصنع وقت للكتابة اليومية.

لاحقاً، وبعد انفصالها عن زوجها الشاعر تيد هيوز واهتمامها بأطفالها الصغار، وجدت سيلفيا بلاث روتين جيد ومفيد لحياتها الكتابيّة. كانت تستخدم الحبوب المنومة لتغفو، وعندما يذهب مفعول المنوم تستيقظ في الخامسة صباحاً، تستيقظ وتكتب حتى يصحو أطفالها. العمل على هذا المنوال لمدّة شهرين في 1962م ساعد بلاث على إنجاز غالبية قصائد كتابها Ariel، هذا الكتاب الذي منحها صوتاً. للمرة الأولى شعرت سيلفيا بأنّ الكتابة تتلبسها، وانتصرت في مجالها الإبداعي.

كتبت بلاث لوالدتها في أكتوبر 1962م – قبل انتحارها بأربعة أشهر- : “أنا كاتبة عبقرية، أجد ذلك في نفسي، إنني أكتب أجمل قصائد حياتي، القصائد التي ستصنع اسمي”.