نصائح فاشلة للكتابة.

 

vintage-blindfold-typrewriters

اليوم سأجرب فكرة جديدة.

فكرة التعليق على النصائح التي أمرّ بها واكتبها في مدونتي للآخرين. بعد أن وصلتني عدة أسئلة – في مواضيع مختلفةعن رأيي الغائب فيما أطرحه هنا. بدأت أشعر أن المكان تحول إلى ماكينة روتينية بلا روح. مهما بدت فكرة جمع المحتوى ونشره ممتعه لكم إلا أنّ من كتبوا لي في مساحة الرسائل كانت لديهم فكرة ممتازة. أعادوا لي ذكريات المدونة في بداياتها. الكثير من المشاعر الشخصية والحكايات والقليل من المواضيع العامة والنصائح.

في التدوينة السابقة حدثتكم عن مشكلتي مع الكتابة، أنا لا أكتب كما كنت، وهذا الأمر يزعجني.

قرأت في مقالة ممتعة عدة نصائح عن صنع روتين الكتابة وتشجيع الابداع، و و و و. نصائح مثالية جداً، وتبدو للوهلة الأولى ناجحة لو قررتم منحها فرصة. لكنني فعلت، وطبقت بعض النصائح مرات ومرات، ولم يحدث شيء.

تقترح النصيحة أفضل وقت للكتابة بناء على عدة أسباب، وعليك عندما تتقرر الكتابة في ذلك الوقت أن تصنع الروتين، وتجبر نفسك، ولا تتبرم وتكتب، تكتب بلا توقف.

في البدء الكتابة صباحاً جيدة لعدة أسباب:

١لديك الارادة القوية في الصباح.

الارادة مورد يحترق بسرعة خلال اليوم وعليك الاستفادة منه فور نهوضك لأنه سيتناقص حتى موعد نومك ليلاً. لكنني جربت! إرادتي في الصباح موجهة للنهوض، لصنع افطاري وإعداد وجبة الغداء التي سأحملها معي للعمل، إرادتي موجهة للابتسام، وقراءة بعض المقالات وترتيب فوضى اليوم في ذهني. لم تنجح النصيحة، حتى عندما حاولت تطبيقها في نهاية الأسبوع، نهاية الأسبوع أسوأ بالنسبة لي فأنا أكتب كل يوم في عملي وتأتي نهاية الاسبوع فرصة للهروب من سيل الكلمات التي العب بها مثل مهرج في سيرك!

٢السبب الثاني للكتابة في الصباح، أننا أكثر إبداعاً.

فالنشاط الابداعي يبلغ أوجه خلال نومك وفور استيقاظك منه.

من جديد أعرف أنني أكثر ابداعا في الصباح، ابتكر افطاراً من علب الاجبان التي تشارف على الانتهاء، أو حواف الخبز اللذيذ، وأختار البن الذي أريد شربه. بقية طاقتي الابداعية موجهة بالكامل للعمل، للثرثرة في المكتب ومحاولة ايجاد طريقة أفضل لقراءة كتبي الحزينة. في نهاية اليوم، استنفذ آخر حبر الابداع على صفحة مذكراتي أو برسالة قصيرة على هاتف صديقة.

٣غالباً، نكتب ونحن في مزاج جيد.

لو افترضنا أنّ المزاج في الصباح طازج، سيكون كل شيء جيد، الكتابة ويومك بأكمله. ليس على كل حال، وشخصياً أكتب بغزارة عندما أكون محبطة أو حزينة! وكرهت أن أحدد لنفسي هذه الحالة، فالكتابة في يومياتي سهلة وممتعة كل ليلة، وقد استبعدت منها كلّ ما سيحزنني قراءته بعد حين. إذا لماذا عندما أجلس لمدونتي لا شيء يحدث؟ لماذا مستند خصصته لكتابي يحرر كل أسبوع من العام ٢٠١٠م ؟ ليس لدي إجابة. إنها حالة مذهلة وخاصة جداً أن تكتب كلما كان مزاجك جيد، أن تجد الوقت وأنت في مزاج جيد لتكتب. عندما أحصل على هذه اللحظات انغمس فيها تماماً لا أريد أن أغمض عيني، وأنتم تريدون مني أن أكتب؟

عندما أعود لمذكرتي بعد عطلة مدهشة أو نهاية أسبوع غنية بالمنجزات والمشاهدات والقراءات يصبح ما أدونه بمثابة القبض على رائحة من وردة سحرية بعيدة. لا شيء في الحقيقة، لا يمكنني الكتابة.

٤صنع عادة كتابية يساعد.

الفكرة الرابعة في الكتابة الصباحية، صنع عادة منها. ترجمت قبل سنتين سلسلة عن طقوس المبدعين واذهلتني فكرة استيقاظهم كل يوم في نفس الوقت، الوضع أشبه بمدرسة عسكرية، حتى وأنا أعلم أنني يجب أن أكون في مكتبي في ساعة محددة لا اتبع ذات الطقس كل يوم. أغير طريقي، أغير ملابسي وأغير مزاجي كل هذا في الصباح، لم أتمكن من صنع عادة ثابتة لأبسط الاشياء حولي، ويخيل لي أن الأمر سيتسبب بالفوضى. لذلك حتى أتقن هذه النصيحة تبقى الكتابة هدية عشوائية في أيامي.

تختم المقالة النصائح الصباحية بأفكار دكتاتورية سريعة، مثل اكتب كل يوم صباحا فقط ولا تكتب في أي وقت آخر من اليوم. اكتب ولا تدقق ولا تحرر وتفرغ للتحرير في نهاية يومك. وانفصل تماما عن التقنية والشبكات الاجتماعية وبريدك واجعل التحقق منها هدية استمرارك بالكتابة. وأنا اكتب هذا التعليق الآن شعرت بأنها نصيحة مغرية، فقط الآن، قرأتها للمرة الأولى وترجمتها على ورقة وكتبتها من جديد على لوحة المفاتيح وكأن كراهيتي للفكرة بدأت تتحول. “كافئ نفسك عندما تكتب”. سأحاول.

الجزء الثاني – الذي قد أميل لهيتحدث عن الكتابة في المساء ولماذا قد تكون فكرة مناسبة.

١الكتابة في المساء بلا انقطاعات.

في أغلب الأحيان لن تجد أحدا يقاطعك بعد أن تختلي بنفسك، أستخدم خدعة تنظيف الاسنان والبيجاما، واعلان النوم، وأقرأ قليلاً، ثم أجيب على سؤال اليوم في مذكرة مخصصة لذلك، واكتب عن يومي. هدوء تامّ، لا انقطاعات، ولكن طاقتي شارفت على النفاد ولا كلمة إضافية تخرج بعد أن أضع نقطة على السطر.

٢اليوم مليء بالالهام.

الكتابة مساء تعني أنك تلتقط حكايات يومك كله وتضعها في الكتابة أو على الاقل تلهمك. لو لم أكتب هذه التدوينة مساءً لما تحدثت عن منظر طالبة مدرسة تشتري البطيخ مع والدها على الطريق بزيها المدرسي، أيّ فرحة تشعر بها وقد صحبها والدها من المدرسة لبائع البطيخ؟ وفكرت ربما لا تحب البطيخ مثلي، الحمرة المذهلة اللامعة تحت الشمس والمذاق الذي يشبه الحلم! هاه لا تحب البطيخ؟ كيف ستكتب عن البطيخ وطالبة المدرسة إذاً. وهكذا أمرّ بأحداث كثيرة كل يوم، مهمة جدا للحديث لكن اذا لم يكن هناك وقت للجلوس لكتابتها ستتبخر بالتأكيد وتصبح أقل دهشة في اليوم التالي – على اعتبار أن البطيخ مدهش طبعا.

٣لست في عجلة للقيام بشيء آخر.

عندما تكتب ليلاً، أنت تكتب بعد انتهاء يومك وأصبح الارتباط ذهنيا وعاطفياً أكبر مع الأشياء التي تحب القيام بها، وليس التي يتوجب عليك انجازها.

لكن قائمتي طويلة!

أريد أن أقرأ، أريد أن أتواصل مع صديقاتي، أريد أن أقرأ مرة أخرى. وأريد أن استرخي واحظى بنوم الأطفال. هل تشاهدون الكتابة في أيّ مما سبق؟ مع أنني أتبرم كثيراً لأنني لا أكتب إلا أنها لم تعد تجد مكاناً في جدولي اليومي باستثناء تدوين اليوميات طبعاوالحل؟ عندما تصل القائمة السابقة إلى الاشباع والاكتفاء سيصبح للكتابة مكان.

أعتقد يا أصدقائي أنّ النصائح أعلاه جيدة، لكن المشكلة في طريقة التطبيق، والظروف المحيطة والاستعداد الشخصي. هل سأكرر تجربتها من جديد؟ لا أعلم، ربما إذا استعدت نظام حياتي وتقبلت جدولي اليومي وجملته بمزيد من التنظيم. حتى ذلك الحين لن أخصص وقتاً للكتابة، لا نهار ولا ليل، كلما شعرت بالحاجة إليها سأزورها.

والآن السؤال المهم لكم: كم مرة ذكرت كلمة كتابة في هذه التدوينة؟

.

.

.

في مكان ما من الصورة، كنت أركض.

Leon Levinstein

استيقظت صباح اليوم واختبرت قدمي على الأرضية الباردة.

أنا في حرب مع السجادة التي تسافر تحت سريري مرة لليمين ومرة لليسار، وأحاول أن أصنع التوازن بسحبها للوسط، كل يوم. إني في صراع مع حياتي يحاكي صراعي مع السجادة.

مشيت على قدمي منذ أسبوع تقريباً، كنت وضعت هدف مايو الأول أن امشي عليها، والآن أفكر في الركض، والرياضة والرقص بطبيعة الحال.

حجرات المنزل كلها مأهولة.

لم أعهدني قلقة ومؤرقة مثل الثلاثة أشهر الماضية. لم تكن القراءة تساعدني، ولا الثرثرة ولا الهرب من كل شيء، بالنوم.

لأول مرة منذ تسعة أشهر أنام نوماً عميقا لا يشوبه أرق أو تساؤل أو رسائل قصيرة عابرة للمحيطات. أخواتي معي، وتساءلت بعد مضي عدة أيام: هل كنت أشتاق إليهم حقيقة؟ أم أنه شوقي لنفسي التي أعرفها قبل دوامة الانتقال للرياض والتحولات الجذرية التي مررت بها في فترة قصيرة بلا تأهيل.

عزائي الوحيد أنني كنت هنا قبل عدة سنوات، أعرف الطرق الرئيسية، أعرف ما كنت ضائعة أو لا، وأعرف الطريق إلى أساسيات الحياة: مستشفيات، مراكز تسوق، منازل أقارب.

لستُ أكيدة من حبي للانتقال هنا لكنني أعرف بلا شك أن حياتي الآن أفضل وإن بدت وسط دوامة عظيمة.

أعمل في وظيفة ممتعة، وفيها فرصة للتعلم كلّ يوم، اسكن في منزل مع عائلتي لا ينقصنا شيء والحمد لله. لكنني افتقد لإلهام الكتابة العظيم. أريد أن أذهب في إجازة طويلة مع نفسي، وأترك قلقي وترددي وشكوكي ورائي، وأكتب. أكتب من شروق الشمس حتى الغروب، وإن أحرقت مسودتي في نهاية اليوم، لن أبالي، أريد أن أشعر بوقود الكلمات في أصابعي.

في نهاية شهر ابريل الماضي شاركت في مرحلة المقابلات الشخصية لمسابقة أقرأالتي تنظمها شركة أرامكو السعودية لإثراء الشباب. الفكرة في هذه المرحلة مقابلة المتسابقين والمتسابقات وطرح اسئلة تهتم بالقراءة للتعرف عليهم أكثر. في الأغلب سيتحدث المشاركون عن الكتاب الذي قدموا مراجعته في المرحلة الأولى في المسابقة وعن سبب اختيارهم له. أعجبت كثيراً بفكر المشاركات واختياراتهم، وشعرت من ناحية أخرى أن اختيارات بعضهن كانت أكبر من فئتهن العمرية وأكبر من فهمهم الحالي. نسيت أن أقول أنني قابلت المشاركات في المرحلة المتوسطة والثانوية. لكن بشكل عام بمسابقة أو بدونها شعور الحديث مع القراء مبهج ويبث الحماس وذكرني شخصياً ببدء قراءاتي واطلسي الذي حملته معي في كلّ مكان. العجيب في الأمر أنني أمرّ بفترة فقيرة في القراءة. أحاول تغيير المواضيع، واستعادة حماسي ولا أجد أي تجاوب من نفسي. أقرأ المقالات التي كدستها في مفضلتي وبدأت بقراءة كتاب يجمع مقالات للروائية سيري هوسفدت زوجة الروائي الأمريكي پول أوستر. بداية ممتعة وإن لم اتجاوز معها عدة صفحات.

جربت الكتب الالكترونية، والصوتية وعدت مجددا للورقية بلا فائدة. على الأرجح سأترك هذه المشاعر لتعبرني بهدوء ولن أقاومها. وسأقضم قليلا من الكتب هنا وهناك حتى أكتشف إلى أي اتجاه تشير البوصلة.

أقرأ مقالات وقصص عن الشخصيات الناجحة التي غيرت اهتمامات حياتها ومجال عملها بعد الثلاثين. لم يكن الوقت متأخراً أبداً. استسلم أحيانا إلى فكرة أنه فاتني الكثير، والكثير الذي لا يمكن استعادته. لكن العمل مع مجموعة من الشباب والشابات الذين يتجاوز الفارق العمري بيني وبينهم خمس أعوام جعلني اتراجع عن هذه الفكرة. شيء ما بداخلي يتحول، ضوء مبهر!

خلال الشهر الماضي فكرت أكثر من مرة في كتابة تدوينة وداع لمدونتي، والتوقف عن الكتابة لفترة طويلة. شغلت بالعمل وأشياء أخرى ولم أكتبها، والآن أنا سعيدة بأنني لم أفعل. قد يبدو المكان هنا هادئا جداً، لكنه ما زال ينعم بالدفء والأشياء الجميلة التي أذكرها جيداً. شكرا لكل الرسائل والتنبيهات التي ذكرتني بالعودة وألحّت علي. سأحاول من أجل نفسي أولاً، ثم لأجلكم.

كسر جونز

bluestory

أعتقد بأنها نعمة عظيمة لو تمكنت من الوصول إلى عامك الثاني بعد الثلاثين بدون أي كسور. وهذا ما حدث معي. شاهدت أقاربي، وصديقاتي يعانون من كسور شتى وفي أكثر من مناسبة، وكنتُ دائما أفكر في شكل الحياة وأنت تقفز بقدم واحدة، أو تمضي عدة شهور ترتدي ملابسك بأكمام مقصوصة. لم يكن أحد يتكلم عن الألم، الليالي الطويلة، وقلة الحيلة. كانوا يضحكون وهم يمدون أقدامهم لنوقع عليها، ويحتفظون بالجبيرة الملونة تذكار عظيم من فترة مدهشة.

يسمونه كسر جونز، أو كسر الراقص. يحدث في العظمة الخامسة من مشط القدم وهي امتداد الأصبع الأصغر. وفي صباح الثلاثاء الماضي وقعت على درجات السلم الأخيرة وحصل ما حصل. يقول الأخصائي الذي زرته وأنا واثقة من أنني سأكون بخير، وأنني سأمشي، وأن خمسة أيام كانت كافية للجلوس. بأنّ الجبيرة ستبقى لشهر، وبأنني سأحتاج للعلاج الطبيعي والكثير من الراحة، وطبعاً لا للرياضة.

الحمد لله أن كسر جونز – الذي كسر قدمه وهو يرقص- لم يحدث في مكان آخر، وأنني ما زلت أمشي، واقفز كلّ صباح في محاكاة فاشلة لحياة الكنغر. يقول والدي بأنني احتاج الوقوف – أو الجلوس- لأنني أركض منذ عدة أشهر، لا أتوقف، لا استريح، ولا أفكر جيداً. تقودني ألف فكرة في الصباح، ويركض دماغي بلا كلل حتى اسقط في نهاية اليوم على وسادتي، اللحظة الواعية الوحيدة والواضحة جداً هي تلك التي قضيتها في غرفة الطوارئ. بلا حراك. انتظر فقط. ما الذي يحدث يا هيفا؟ من ديسمبر الماضي وأنا أتنفس تحت الماء، اتخذ القرارات بلا ندم، واركض في عجلة افتراضية.

قدمي اليمنى، سأكتب فيها قصة ذات يوم. وقعت عليها مراراً، ووجد الأطباء فيها إبرة بطول إنشين، وقبل عدة أشهر اقتحمتها زجاجة حادة خلفت جرحاً ظاهراً وعطلت ركضي عليها. قدمي اليمنى هي أيضا قدم الارتقاء، كيف تعرفون قدم الارتقاء خاصتكم؟ قفوا باتزان واطلبوا من أحد دفعكم من الخلف، القدم التي تستخدمونها لتفادي السقوط هي قدم الارتقاء. احرصوا عليها.

كنت لفترة طويلة مفتونة بجون سلفر وعكازه وأذكر جيداً مكنسة جدتي القديمة التي استخدمتها لأقلد عكازه العظيم. والآن وبلا جهد حصلت على عكاز سلفر.

أجرب أغذية جديدة وأتبع توصيات صحية من متخصصين ومن عجائز العائلة، آكل الكثير من الماش – عدس أخضر- وسأحاول شرب الحلبة في الصباح وأكل الكثير من الزبادي لأسرع عملية جبر الكسر.

أنا إنسانه يربكها الجلوس لساعات طويلة، لا أحبّ طلب شيء من أحد حتى ولو كان صنع فنجان قهوة، ما دمت استطيع فعل كل شيء بنفسي سأفعله. سأحاول الاستفادة قدر المستطاع من فترة الراحة الإجبارية، اكتب، اقرأ الكتب التي علقت في منتصفها، وأشاهد الكثير من المسلسلات والوثائقيات.

تذكرون أول كسر في حياتكم؟

شاركوني القصة هنا : )

حكايات تتحدى العزلة

مررت بوثائقي من ساعة واحدة يتحدث فيه غابرييل غارسيا ماركيز عن أمور شتى. يتحدث عن عمله كسيناريست للسينما والتلفزيون، عن الخيال الواقعي وأمريكا اللاتينية ومواضيع أخرى ذكرتني بكتاب رائحة الجوافة وحوارات ماركيز فيه. المعلق يتحدث بالإنجليزية وماركيز بالإسبانية وتمت ترجمة مشاهده.

رينوار وأصدقائه

A woman and a cat - Renoir
A woman and a cat – Renoir

مستمتعة جداً بقراءة سيرة رينوار التي كتبها وجمع حكاياتها ابنه جان رينوار. يتشتت الحديث في بعض المواضع لكنّ جمال الكتاب ككل لا يضيع.

أحببت هذا المقطع – سأقتبس لاحقاً الكثير من الكتاب- الذي يتحدث فيه ابن الفنان الشامل عن رفاقه في المدرسة الانطباعية وما الذي تعلمه منهم.

“كل واحد من أصدقاء رينوار منحه شيئاً ما كان هو ممتناً منه. بيبسكو أعطاه أول فرصة لرؤية الأكتاف العارية للنساء في ثياب السهرة الجميلة، أما سيزان فكشف له عن دقة التفكير المتوسطي، ومونيه فتح عينيه على المخيلة الفطرية لناس الأقطار الأوروبية الشمالية، أما بيسارو فصاغ بمصطلحات نظرية أفكاره وأفكار أصدقائه. كل من أصدقائه أسهم في خزين الغنى الجمالي الذي كانوا يشتركون به.”

.

.

.

آداب داونتن آبي

DA-PBS

شاهدت اليوم وثائقي خفيف وممتع يتناول كواليس المسلسل البريطاني الشهير “داونتن آبي Downton Abbey” الوثائقي يناقش الآداب الإنجليزية في العهد الادواردي. الوثائقي يقدمه الستير بروس – بروفيسور ومؤلف وخبير البروتوكولات الدينية والملكية والمستشار لمنتجي المسلسل فيما يتعلق بالآداب والتفاصيل الخاصة بساكني البيت من خدم وأرستقراطيين. أحببت في الوثائقي أنه مقسم إلى أكثر من جزء بحسب الآداب التي يتناولها، ولكل مجموعة من الآداب مشاهد مقتطفة من المسلسل وأحياناً مشاهد وقت التصوير والستير يبدي رأيه وتعليقاته وتعديلاته عليها.

MannersOfDowntonAbbey_lead_t1200

مشاهدة الوثائقي زادت من دهشتي واهتمامي بتلك الفترة، المسلسل مثل قطعة فنية مشغولة هذا ما ستحدث به نفسك بعد مشاهدة الوثائقي الذي قد لا يختصر الجهد الجبار المبذول فيه.

الحديث في الوثائقي يتطرق لآداب المائدة، الزواج، التعامل مع الآخرين، كيفية كسب المال وغيرها. الكثير من التفاصيل للتنظيم الذي يصل حدّ الهوس والكثير من التكاليف التي قد لا تطيقها النفس البشرية اليوم.

Hero Etiquette3

اكتشفت مع مشاهدة الوثائقي أنّه ما من شيء يُترك للصدفة، من أثاث المنزل ومشاهد تناول الطعام، وحتى طريقة الجلوس والحديث والملابس التي ارتدتها الشخصيات. كيف يجب على الفتيات النبيلات التصرف، وكيف كنّ في سجون متحركة وبلا قرار.

وثائقي The Manners of Downton Abbey لا تتجاوز مدته الساعة، وسيعجب حتماً محبي المسلسل وسيضيف لتجربتهم.

بقي أن أقول لكم بأنه أثار فضولي للبحث في بروتوكولات الادوارديين وتفاصيل حياتهم، وقد ابحث عن مزيد من البرامج أو الكتب والمقالات التي تفيد في الاكتشاف.

وسأشارككم إياها بإذن الله.


كيف تقرأ أكثر؟

Ink Paintings on Vintage Books by Ekaterina Panikanova
Ink Paintings on Vintage Books by Ekaterina Panikanova

أفضل وقت لكتابة هذه التدوينة الآن.

الكثير منكم يحمل أكداس الكتب الجديدة ويبدأ الأسبوع بحماس بعد انتهاء معرض الكتاب. والذي لم يحضر معرض الكتاب في الرياض، زار مكتبة ما في مكان ما من العالم ويحاول بجد أن يرفع معدل القراءة. يريد أن يقرأ أكثر لأن القراءة نافذة للعلم والمتعة والاسترخاء في وقت واحد. تجاهلك أو امتناعك عن القراءة يعني الحرمان من كل ما سبق. التدوينة هذه دليل مختصر ومفيد يحتوي على ١٥ خطوة لتقرأ أكثر.

١اقرأ لأنك تريد ذلك.

هناك كثير من الأسباب لتقرأ، جميعها غير مهمة إذا لم تجد في نفسك الرغبة والحماس. لا تجعل القراءة مهمّة الزامية جديدة ضمن قائمة مهامك اليومية. اقرأ للمعرفة والمغامرة، واقرأ قبل كل شيء للمتعة وليس لأننا نتوقع منك ذلك.

٢غير عقليتك القرائية.

ما الذي تقرأه اليوم؟ هل تبحث عن الكتب التي تثير اهتمامك؟ هل تزور الروابط التي تظهر على شاشتك؟ لتقرأ أكثر عليك تغيير عقليتك، وطريقتك التي اعتدت عليها. ستحتاج لمزيد من الجهد لكن النتائج النهائية ستكون مدهشة. ما هو أكبر تغيير ستجربه؟ أن تكون مبادراً لا تابعاً في قراءتك.

٣خصص وقتا للقراءة.

تحتاج لتخصيص وقت للعادات الجيدة التي تودّ جدياًالاحتفاظ بها، والقراءة لا تختلف عن أي عادة أخرى. إذا كان صنع الوقت مشكلة، ابدأ بمدة قصيرة. ١٥ دقيقة يوميا ستفيدك. ادخل القراءة في روتينك الصباحي، اقرأ في السرير، أو في استراحة الغداء، خلال تنقلك، اقرأ لأطفالك. نحنُ نشجع القراءة اليومية لنساعدك في تبنّي العادة والالتصاق بها. ولا تنسى أيضاً أن القراءة الأسبوعية يمكن أن تساعدك.

شخصيا: القراءة خلال ظهيرة الجمعة وحتى نهاية النهار تناسبني كثيراً، وهي أكثر الأوقات بركة مقارنة بباقي الأسبوع. تقول النصيحة أن قراءة ٢٠٤٠ صفحة يومياً بداية جيدة.

٤احمل كتابك معك.

كم يضيع من وقتك يوميا؟ جرب استبدال الدقائق التي تقضيها على لعبة الكترونية بقراءة عدة صفحات من كتاب. ضع كتاباً تحبه وتود قراءته في مكان ظاهر من المنزل، على طاولة القهوة مثلاً. أو اصنع رفا مختصرا للكتب خارج مكتبتك في غرفة الجلوس، ضع فيه مجموعة من الكتب الممتعة تلتقطها كلما كانت اللحظة مناسبة. بضع دقائق يومياً تصنع الفرق.

٥لا تحدّ نفسك بالورق.

تقول بعد الدراسات تشير إلى أنّ القراءة من مصادر ورقية تجعل الاحتفاط بالمعلومات أسهل. لكن دراسات أخرى وجدت أن مستخدمي القارئ الالكتروني اصبحوا يقرؤون ٣٠٪ أكثر من السابق، أي حوالي ٢٤ كتابا سنوياً مقارنة بـ ١٥ فقط. الكتب الالكترونية أقل تكلفة، وأسهل للحمل والتنقل. ولا أنسى بالمناسبة الحديث عن الكتب الصوتية المتعة التي اكتشفتها قبل عدة سنوات. الكتب الصوتية مناسبة إذا كنت تقود السيارة أو تمشي لعدة ساعات أسبوعياً.

متابعة قراءة كيف تقرأ أكثر؟