كتاب الإبداع | الأسبوع التاسع

الأسبوع التاسع من كتاب الإبداع يقول لك: استيقظ من نومك الحالم!

يركز هذا الأسبوع على الوعي، الوعي التام والتركيز على مهاراتك وتفكيرك الناقد. لنتخيل للحظة حياتنا اليومية وكثير مما نقوم به ونعيشه بلا تركيز ويقظه تامّة. يمكن اعتبار كل هذا نومًا حالمًا أو روتين متتابع نقوم به بلا وعي.

يقظتنا الكاملة تحدث في جزء يسير من الوقت، واعتقد أن كثير منكم يتفق مع الكتاب في هذا.

يروي إريك مايزل في هذا الفصل قصة حدثت معه:

كنت في الثانية والعشرين من عمري وأدرس في جامعة أوريغون. واقتنيت حينها مجموعة من العملات المعدنية الأجنبية. لا أعرف لماذا؟ فقد كنت حينها لا أملك الكثير من المال بالإضافة إلى كراهيتي الشديدة لجمع الأشياء. أزعجني شراؤها لاحقًا. وبعد سنة من ذلك الوقت وبينما كنت أعيش في مدينة بوسطن؛ قررت بيعها وذهبت بها لمتجر العملات المعدنية. كان البائع مشغولا وباغتني أحد الأشخاص ليعرض علي شراءها بسعر جيد. كانت المشكلة الوحيدة أن هذا الشخص لا يملك النقود. وعرض عليّ اقتراحه متسائلًا: هل تذهب معي لبنكي لأدفع لك قيمتها؟ أجبته بالموافقة. كان تصرفًا غبيًا مني.

في الطريق إلى البنك أغرقني بالقصص وحدثني عن مهنته، كان جامع قرود أمضى وقته في أمريكا الجنوبية. والآن يقطن بوسطن ليتمكن من إيصال القرود إلى المعامل التي تحتاجها.

عندما وصلنا إلى البنك، كان مقفلًا. وهنا قدم اقتراحًا آخر. عرض عليّ أخذ العملات المعدنية على أن تبقى ساعة يده معي كرهن حتى يدفع لي النقد في اليوم التالي. وافقت من جديد، وكانت فكرة غبيّة.

في ظهيرة اليوم التالي، وقفت بانتظاره أمام المحل. عرفت بأنّه لن يأتي.

لقد أفقت حينها من صباي. شعرت بعيناي تفتح على اتساعها. وكلما وقفت لمدة أطول هناك، تعاظمت يقظتي. لقد استيقظت من نوم صبي حالم. الآن سأكبر وأعيش. في اليوم التالي بدأت كتابة روايتي الأولى.

كيف يمكننا الاستيقاظ من نومنا الحالم؟

أحيانا توقظنا صدمة، أو فقد. تفتح أعيننا على اتساعها فجأة. نتوقف لنجد بأننا نركض في سباق لا نعلم كيف ومتى بدأ. نريد تجربة أشياء جديدة. بوعي وانتباه أعمق. نريد أن نستبعد أوتوماتيكية الحياة وخياراتنا الافتراضية.

في الجزء الثاني من الأسبوع التاسع يطالبنا الكتاب بالتخلص من وعينا الذاتي. حسنًا أليست فكرة تناقض ما تحدثنا عنه في البدء؟ لا، طبعًا.

نتحدث هنا عن وعينا بمخاوفنا، بالعوائق التي قد تقف في طريقنا، بقلقنا. ننشغل بفكرة الأمان الذي نرغب بالمحافظة عليه ونجبن عن الانطلاق والتجربة ودخول مناطق إبداعية جديدة.

هذا الوعي الذي يجب أن نتحرر منه. هذا النوع من الوعي يقتل الابتكار ويزرع التردد في نفوسنا.

لن تكون مهمتنا سهلة لذلك يقترح مايزل في نهاية الفصل تمرين مريح نذكّر أنفسنا فيه كل مرة يغمرنا القلق:

أنا بخير

أنا على ما يرام

وهكذا سننجو.

.

.

* سلسلة كتاب الإبداع مستمرة وبشكل أسبوعي. ويمكنكم متابعتها من خلال مدونتي أو مدونة عصرونية

.

.

.

فبراير كان..

فبراير كان شهر ورش العمل بامتياز! على مدى أسابيعه الأربعة علّمت وتعلّمت من تجارب الحاضرات. في البدء كانت ورشة العمل المستقلبمكتبة الملك عبدالعزيز العامة والتي أذهلني عدد حاضراتها وأبهجني كثيرًا. هذه الورشة التي تجمع أساسيات العمل المستقل هي البداية في سلسلة لقاءات ستقام على مدى العام ٢٠١٨م أديرها واتشارك فيها مع المستقلات تجارب العمل ونصائح يمكنها تسهيل حياتنا في هذا المجال. بعد ورشة العمل المستقل قدّمت ورشة عمل عن تصميم يومك المثاليحيث التقيت بأكثر من ١٥ مشاركة وتحدثنا لعدة ساعات عن طريقة تصميم يومهن المثالي وتجربة تغيير حياتك بداية من يوم واحد فقط. تبعت ذلك في منتصف فبراير بورشة عمل التسويق بالمحتوىوالتي تعدّ الأطول والأولى من نوعها بالنسبة لي. خلال أربعة أيام قدمت أنا والصديقة مشاعل الدريعان خلاصة تجاربنا وسنوات عملنا في مجال التسويق الإلكتروني وصناعة المحتوى. كانت التجربة غنيّة وملهمة في كثير من الجوانب. أقول لمشاعل في لحظات وهي تتحدث وتروي تجربة تسويق مميزة كنت أجد نفسي وقد انتقلت ذهنيًا إلى كراسي الحاضرات. كنا نعلّم ونتعلم في نفس الوقت وانتهت أيام الورشة سريعًا لننسى كل التعب والتجهيز لها. حماس الحاضرات وقصصهم الفريدة سيبقى معنا لوقت طويل بالتأكيد.

خلال الشهر أيضًا مررت بتجارب ومشاهدات وأشياء أحدثكم عنها باختصار في التسلسل التالي:

أحبّ وجبة الشوفان التي أعدها من الليلة السابقة، أنقع الشوفان في الحليب واضعه في الثلاجة ليكون جاهز صباح الغد للأكل مع فواكه ومكسرات. لكن، لاحظت أنّ مشاكلي الهضمية عادت أقوى من قبل وكنت أفكر في السبب الذي جعلها تنشط بعد استبعاد مسبباتها من الأغذية. فكرت لأجد أن الشوفان وجبتي اليومية الجديدة كنت اتناوله مرة إلى مرتين في الاسبوعتعدّ بالحليب الطازج لكن هذا الحليب ليس صديقي! ومع أنني أتناول الأجبان ولم أعاني من أي مشاكل هضمية ربما لكونها عضوية أو من حليب الماعز. لكن حليب البقر بهذه الكثافة لم يكن خيار لوقت طويل. فكرت في الحليب النباتي (اللوز، جوز الهند، الأرز) وتذكرت بأنني أحبّ استخدامه في السموذيز ولم أعاني من أي مشاكل تذكر. ماذا لو تحولت هذا الشهر بالكامل إلى حليب اللوز مثلا؟ وأصبحت أجهز الشوفان وأي طبق يتطلب الحليب باستخدامه. بدأت فعليا من الأسبوع الأول بنقع الشوفان بحليب اللوز (تأكدوا إنه خالي من السكر إذا كنتم تهربون من السعرات الخفية) ولم يكن سيء بتاتا، بل أصبح ألذّ. تخلصت من شعور الانزعاج الذي يزورني بعد الافطار وعرفت الآن السبب.

تعرّفت على هذه القناة في يوتوب وشاهدت قائمة فيديوهات نشرتها المدونة في يناير الماضي. القائمة تحتوي على ثلاثين فيديو متنوعة بين وصفات شهية وصحية، وتغييرات على حياتكم اليومية.

عدت أيضًا للاستماع للبودكاست Stuff You Should Know واستمتعت بالبودكاست الذي تقدمه أوبرا وينفري Oprah’s SuperSoul Conversations

تابعت السلسلة الوثائقية اللذيذة Somebody Feed Phil بتوصية من الصديقة مها البشر. لا أستطيع إنكار أنّ هذه السلسلة جعلتني أسكن في المطبخ حرفيًا، لمحاولة تجربة كل الوصفات التي شاهدتها (حسنا هذه مبالغة جربت بعضها). حضرت حمص شهي، وحضرت ساندويتش خضروات مشوية مع الفيتا.

خلال الشهر أقرأ على مهل في سيرة الملكة إليزابيث الأولى التي كتبتها ليدي آن سمرست، مؤرخة إنجليزية وكاتبة إنجليزية.

حضّرت لوح الشوكولاتة الأول لي وأقول أنّ الحياة يجب أن تؤرخ قبل وبعد لوح الشوكولاتة الأول لكم (الصورة في التدوينة نتيجتي النهائية) من خلال هذه الوصفة المضبوطة التي أضفت عليها مع المكسرات والفواكة المجففة زهور اللاڤندر (فيديو

كتاب الإبداع | الأسبوع السابع

في الأسبوع السابع من كتاب الإبداع يعود إريك مايزل ليذكرنا بأن كتابه مختلف. إنه يتعامل معنا مباشرة، مع التحديات التي تواجهنا، مع مشاعرنا، مع أفكارنا قبل إبداعنا. لن نجد في الكتاب دروس وتقنيات للرسم، أو طرق مختصرة لكتابة رواية. ما يهمه هو أنت! يهمه الشخص الذي سيبدع ويبتكر بأي طريقة وفي أي مجال.

مهمّة كتاب الإبداع تتركز في مساعدتك على اكتشاف إمكاناتك الكامنة وتوظيفها.

في هذا الفصل تمرينات ستركز على التخلص من شياطينك، أو أفكارك السيئة وكل ما يكبّلك ويعرقل وصولك للإبداع.

التمرين ١٣: نظف ثلاجتك

الوهلة الأولى لقراءة هذا التمرين ضحكت. لكنني تذكرت السعادة والخفة التي تنتابني كلما نظفت الثلاجة أو أي مكان تغمره الفوضى. ماذا يحدث إذا لم تنظف ثلاجتك لفترة طويلة؟ تفسد الأطعمة وتتحول تدريجيًا لكومة من الرطوبة والعفن. بقايا أطعمة موزعة في علب على الرفوف، وكل مرة تتسوق تزداد الفوضى.

يمكن قول الأمر ذاته عن ذهنك. إذا لم تتخلص من الأفكار السيئة والاصوات التي تقرع بها ذاتك، لن يبق هناك مكان لأفكار جديدة. لن تبدع ولن تبتكر شيئا وبالتالي لن تتقدم.

خلال هذا التمرين ستجد نفسك في طقس تطهير. ستنقي روحك وذهنك من الشوائب:

كل صباح تعد نفسك بالتالي: لن أقرّعك ولن اتحدث معك بسوء.

خلال اليوم وفي كل مرة تداهمك فكرة سيئة حول عملك الإبداعي وحول نفسك بشكل عام. تفحصها جيدًا، هل كانت موضوعية؟ هل كانت صادقة؟ وتعامل معها بما تجده مناسبًا. هذا الحوار الداخلي الهادئ له نتائج مذهلة وقد تصل مع نفسك إلى تسوية ما.

كل ليلة وقبل النوم تأمل أحداث يومك. راجع أدائك تجاه الأفكار. هل انتصرت مرّات؟ وخسرت مرة أو اثنتين؟ لا بأس، سيكون الغدّ أفضل.

التمرين ١٤: تخلص من التباهي!

نعم، هذه فكرة سيئة أخرى، شيطان بصوت مرتفع يدفعك للفخر والمبالغة في تقدير إمكانياتك. التباهي والفخر يقتلان الإبداع والابتكار. كيف يكون لديك مساحة لتبتكر إذا كان شغلك الشاغل الظهور بصورة مثالية بلا شائبة؟ كيف تبدع إذا كنت تعتقد بأنك فوق النقد – والرفض؟ كيف تبدع إذا كنت تعتقد أن ضحكة من القلب ستدمّر صورتك؟

يشاركنا مايزل أيضًا مجموعة من القصص التي وقع فيها فريسة للتباهي:

عندما كنت أعمل على أحد كتبي التي تتطلب بحث مستفيض شعرت بأنني لم أكن ملزمًا بذلك وكتبت مباشرة بمعرفتي البسيطة عن الموضوع.

لم أحضر أي مؤتمر للكتابة ما لم أكن أحد المتحدثين فيه. الكتاب الاعتياديون هم من يحضر المؤتمرات والعظماء لا يفعلون ذلك. هل نسيت بأنّها فرصة للقاء بزملاء المهنة وتعلم أحدث التقنيات وربما فرصة الالتقاء بناشرين؟

في مرّات كثيرة بعثت بنصوص روايات طبعتها على الآلة الكاتبة بصورة سيئة. لن يتمكن أحد من قراءتها. لكنني كنت أقول لنفسي: أن أعمالي رائعة كفاية لتدفع بالأشخاص إلى المحاولة والقراءة من نسختي السيئة. وذات مرة وصلتني رسالة من أحد الناشرين يقول فيها: أنت كاتب حقيقي. لكن لا يمكنني قراءة ما كتبته هنا، ولا أنوي المحاولة.

قراءة تمارين مايزل لهذا الأسبوع جعلتني أركز أكثر على نقطة التباهي، نقع كثيرًا فريسة له. لا أريد مشاهدة هذا الفيلم لأنّه مستهلك ويشاهده الكثيرون. لا أريد التسوق من هنا لأنّ الكل يفعل ذلك. لا أريد التعلم لا أريد المشاركة في فعاليات بنّاءة، ولا أريد دعم الأعمال المحلية لأنها أقل جودة من العالمية. هذه الرسائل الذهنية عبرت بي ذات مرة وربما حدث معكم ذلك.

التباهي يصطدم مع الفضول. التباهي يمنعك من اكتشاف آفاق جديدة. جرّب واقترب وارفض لاحقًا عندما لا تجد ما ينفعك أو يحسن من حياتك وأدائك.

*

*

*

سلسلة كتاب الإبداع مستمرة وبشكل أسبوعي. ويمكنكم متابعتها من خلال مدونتي أو مدونة عصرونية.

*

*

*

كتاب الإبداع | الأسبوع الخامس

مع الأسبوع الخامس من كتاب الإبداع يبدأ الجزء الثاني الذي يحمل العنوان كن إنسانافي هذا الجزء فترة تمتد بين الأسبوع الخامس والثامن.

يطلب منك مايزل أن تسامح نفسك على جميع إخفاقاتك. ويبدأ بالحديث عن حياتنا وكيف أننا نكبر ونبدأ بحصد النجاحات والإخفاقات على حدّ سواء. يتم تجاهل الاخفاقات دائما وينسى بأنها جزء مهم في تركيبتنا كبشر، ومبدعين.

يحكي مايزل قصة مكالمة هاتفية بينه وبين كاتب نيويوركي. ناجح في كتابة الخطابات والنصوص الدعائية. لكنّه كان يشعر بالإحباط بسبب عدم تمكنه من كتابة رواية أحلامه. مثل كثير من الناس، كبُر وهو مغرم بنوع معين من الكتب وخُيّل له بأن تأليفها مستحيل. لكن مايزل يخبرنا بأنّ هذا الكاتب المحبط نشر روايتين. لقد فشل في بيع كتبه، وبصورة أدقّ فشل في كتابتها بشكل جيد.

بعد سماعه لقصّته هنأه على كتابة هذه الروايات. لقد نجح في إتمامها فعلًا. قال له مايزل: الآن ضع رواياتك الفاشلة وراءك. ماذا ستكتب بعد؟ تحدثا لساعة عن مسامحة نفسه والتخطيط لجولته التالية من الكتابة.

يقول مايزل: عندما نمتنع عن تجاوز اخفاقاتنا في الماضي، ننتهي إلى الخوف من الفشل الجديد. ننتهي إلى الخوف من العمل والإبداع. ويقترح تمرين عمليّ وعلاجي للتعامل مع ذلك.

تمرين ٩ – أ

ارسم على ورقة علامات بقلم رصاص، واكتب بجانبها إخفاقات من الماضي. فشلت في تعلم شيء؟ فشلت في انهاء كتاب؟ فشلت في علاقة؟ أو مشروع؟ اكتبها كلها. ثم ابدأ بمسحها. هذه العملية بمثابة توديع للفشل ومسامحة نفسك. بعد الانتهاء من التمرين أخبر نفسك: أسامح نفسي على كلّ هذا. أعنيها بكلّ صدق.

تمرين ٩ ب

في اليوم الأول ارسم رسمة بسيطة. إذا أحببتها هذا جيّد. وإذا كانت فاشلة سامح نفسك.

في اليوم التالي اكتب مقدمة لقصة قصيرة وكرر نفس العملية. سامح نفسك حتى لا يبق للفشل أي وجود.

أما اليوم الثالث، فكر في مشروع إبداعي ضخم. أعطه الوقت وبعد الانتهاء من التفكير، هل ما زلت تحبّه؟ عظيم! إذا لم يكن سوى فكرة فاشلة جديدة، سامح نفسك.

* * *

لكي نتمكن من الإبداع علينا أن نمنح أنفسنا العذر والسماح الكامل بالتجربة والفشل والنجاح. علينا أن نعيش ونستمتع بالرحلة نحو انتاج أي شيء. ألا نخاف أو نتردد أو نبقى محبوسين في المربع الأول. أن نتوقف عن منح العلامات الدائمة لأنفسنا: أنا متردد، أنا فاشل، أنا خائف .. وغيرها. هذه الوصمة التي تمنحها لنفسك بصمت ودون معرفة الآخرين تصبح قيد. تصبح كابوس يلازمك.

وأنا أقرأ الأسبوع الخامس استحضرت تدوينة كتبتها بعد تجربة حياتية عظيمة. ما زلت أجرب وأخفق واستمتع. ما زلت أعطي نفسي العذر والفرصة والمساحة لتكون كما تحبّ. توقفت عن الضغط بشدة. توقفت عن الجلوس في مربع واحد. كل ما أفعله الآن هو تتبع بوصلة روحي دون خوف. كيف سامحت نفسي؟ هي تدوينة كتبتها في ٢٠١٦م توجز الطريقة التي اخترت العيش بها اليوم وكلّ يوم.

.

.

*

سلسلة كتاب الإبداع مستمرة وبشكل أسبوعي. ويمكنكم متابعتها من خلال مدونتي أو مدونة عصرونية.

.

.

.

يناير كان ..

يناير كان شهر إجازة بامتياز، إجازة ممتدة منحتها لنفسي ولا أعلم أين تتجه حتى الآن. بدأت من ١٥ ديسمبر تقريبًا وحاولت فيها بكل الطرق أن استرخي واستمتع بالبطء. نظفت غرفتي، نظفت رأسي، واستعديت بحماس للسنة الجديدة بخطة وحيدة وهدف وحيد. هدفي في هذا العام الوصول لأفضل نسخة من نفسي. بعد سنوات من التجربة والخطأ والبحث. لم يتأخر الوقت على الأقل بالنسبة لي.

يناير كان ممتع، هادئ ومكرّس بالكامل لاكتشاف الأشياء التي أحبها من جديد. تخلله رحلة قصيرة جدًا لدبي، زيارات عائلية هادئة. تعرف على مزيد من الأصدقاء. احتفال بمطبخ صديقتي وليلة طهي جماعية في بيتها.و التخطيط لورش عمل ستقام تباعًا خلال الأيام القادمة.

هذه قائمة عشوائية لأشياء أحببتها خلال يناير:

شاهدت مسلسل Manhunt: Unabomber على نتفليكس، يحكي قصة البحث والتحقيق في سلسلة جرائم تفجير حيّرت أمريكا لعدة شهور. المذهل في الفيلم أن البحث عن المجرم تمّ من خلال الكلمات والنصوص التي كان يكتبها. مدهشة هذه اللعبة وستفهمونها بعد مشاهدته. أظن أيضًا من عنوان المسلسل أنها سلسلة ستتابع نتفليكس تقديمها وكل موسم يتناول قضية مطاردة مماثلة.

شاهدت مسلسل قصير بني على رواية مذهلة أوصتني موضي بقراءتها قبل سنوات، وعندما سمعت خبر تحويلها إلى مسلسل تحمسنا كثيرًا للتفاصيل والتصوير والقصة. المسلسل والرواية بعنوان The Miniaturist للكاتبة جيسي بيرتن، والرواية تمثيل رائع لأدب الواقعية السحرية الذي نشترك أنا وموضي في حبّه. لن أحرق أي تفاصيل فقط سأخبركم أنّ القصة تدور أحداثها في القرن السابع عشر بمدينة امستردام الهولندية.

قرأت عدة كتب بالتزامن ولم انتهي منها جميعها لكنها ممتعة وعظيمة! أولها كتاب توايلا ثارب عن العادات الإبداعية كيف نتعلمها ونستخدمها مدى الحياة. أمشي في قراءته على مهل فهو مليء بالقصص والتمارين. ومن بينها تمرين اكتشاف الحمض النووي للإبداع لديكم! فيه ٣٣ سؤال تجلسون للإجابة عليها بكل صراحة وعفوية. أعمل على ترجمة هذه الأسئلة وسأشاركها معكم خلال الشهر القادم بإذن الله. الكتاب The Creative Habit – Twyla Tharp

أما الكتاب الثاني فكان منتظرًا وتفاجأت عندما وجدت نسخة وحيدة على رفّ مكتبة كينوكونيا بدبي تنتظرني. رواية ما وراء الشتاء لإيزابيل آييندي نُشرت بالإنجليزية خلال العام الماضي. وتابعت رحلتها على انستقرام وهي توقع الكتاب وتلتقي بجمهورها حول الولايات المتحدة الأمريكية. وكلما فكرت في قراءته بالإنجليزية أتردد وانتظر قليلًا. وجدته قبل أسبوعين بترجمة صالح علماني والتهمته في ثلاث ليالي. في الرواية تلتقي مصائر ثلاثة أشخاص، ريتشارد البروفيسور النيويوركي، ولوثيا الهاربة من ديكتاتورية تشيلي العسكرية، وإيفيلين الفارة من غواتيمالا وحروب العصابات الضارية. ستجمعهم مغامرة واحدة تتعرفون عليها من خلال الرواية. الكتابة بتفاصيل حابسة للأنفاس وتدعي للركض بين الصفحات ليست جديدة على إيزابيل هذا ما فكرت فيه وأنا أضعه من يدي. وفي مواضع كثيرة وجدت إيزابيل تحكي نفسها، وتحكي أفراد عائلتها مثل زوجها الأول ميغيل وزوجها الثاني ويلي الذي يشبه ريتشارد كثيرًا! كيف عرفت؟ من قراءة سيرها السابقة.

الكتاب الثالث رواية قصيرة، أشبه بسلسلة عذبة عن الحبّ. كتاب فصول الصيف الأربعة رواية كتبها الفرنسي غريغوار دولاكور . أحب مما يكتبه جدًا وأحببت كتابه الذي اكتشفته قبل ثلاث سنوات تقريبًا (لائحة رغباتي). في هذه الرواية قصص أربعة تحدث في مدينة ساحلية فرنسية، تتداخل حيوات أربعة أشخاص، من أربعة أجيال مختلفة دون أن يشعروا بذلك. كلهم عشاق ولكل منهم قصته. في نبذة الكتاب جاءت الفقرة التالية «هذه القصص تمثّل قصص حبنا المختلفة: حبنا الأول، حبنا الرومانسي، حبنا المؤسف، حبنا العابث، حبنا الأبدي..»

في كلّ رحلة إلى دبي أحب زيارة مكان محببّ ودافئ، طعامه لذيذ وصحي وشهي وقهوته ممتازة! أعتقد أن كثير منكم جرّبه لكن لا يمنع التذكير به The Sum of Us مكان ممتاز لغداء أو فطور متأخر، أو مشروبات فواكه باردة في منتصف اليوم. لم أجرّبه في المساء ولا أعرف لماذا لكن المكان أجمل في النهار.

مكان آخر قادتني إليه توصية من صديقة أحبّها، يشبه أماكن جميلة زرتها في بروكلين. Comptoir 102 هو عن مقهى ومتجر وبقالة صغيرة للأطعمة العضوية بحديقة وجلسات رائعة. تناولت الغداء مع أختي وكانت القائمة نباتية غالبًا مع بعض الخيارات الأخرى. كلّ شيء محضر من الصفر وبمكونات نظيفة وعضوية وخالية من الغلوتين. كانت أختي الصغرى ١٥ سنة – برفقتي وتوقعت أن تكره المذاقات المقدمة لكنها نالت استحسانها وهذا عظيم بالنسبة لمكان يقدم أغذية صحية. في المتجر أيضًا قطع منتقاة من المجوهرات والاكسسوارات والملابس. أيضًا هناك ركن لمستحضرات التجميل والشعر العضوية من مختلف أنحاء العالم. أحب أنني اكتشفت مساحة هادئة ومنعشة بعيدًا عن صخب المدينة. بالإضافة إلى أنّ هذا المكان يبعد دقائق من شاطئ لا مير الجديد الذي اكتشفته خلال هذه الرحلة. جلست هناك بصحبة النوارس والبحر المنعش. (الصورة في التدوينة من الجلسة الخارجية للمكان)

خلال يناير أيضًا تابعت مغامراتي في الطبخ وجربت وصفات جديدة. آخرها مساء أمس مع وصفة للكوكيز! إنها المرة الأولى التي أجرب فيها صناعة هذا النوع المحبب من البسكويت. كانت الفكرة إما ناجحة أو أصرف النظر تماما عن تكرارها. النتيجة جعلتني أفكر الآن، ربما يأخذني الحماس لتجهيز كميات وبيعها. أو على الأقل سأحمل معي دزينة في كل مرة أزور أحد أقاربي أو صديقاتي. الوصفة وجدتها في كتاب شامل للطبخ وتجدونها على هذا الرابط.استبدلت السكر البني بسكر جوز الهند مع الزنجبيل. والسمن بزيت جوز الهند. أيضًا أضفت مزيج من الشوكولاتة المرّة والشوكولاتة بالحليب، وأضفت الجوز المكرمل. لا حدود لهذه الوصفة وأتخيل أنني أضيف لها مكسرات أخرى، أو قطع الزبيب والفواكة المجففة. لقد التزمت تماما بطريقة ووقت الطهي وكانت النتيجة مذهلة.

.

.

.