مررت مؤخرًا باقتباس للكاتبة أليس ووكر تصف فيه الانزعاج المصاحب للنموّ. وتقول إن بعض فترات نموّنا مربكة للغاية لدرجة أننا لا ندرك أن النمو يحدث خلالها. نجد أنفسنا في حالة عدائية، يغمرنا الغضب والانزعاج ونستسلم للبكاء كثيرًا وقد ننزلق للاكتئاب. ولن نعلم أبدًا أنّ هذه هي أعباء النمو والتغيير حتى نمرّ بنصّ أو كتاب أو شخص يوضح لنا أن هذا طور من أطوار التغيير. تشبّهنا ووكر بالبذرة الصغيرة التي تشعر بثقل الأرض ومقاومتها وهي تسعى لكسر قشرتها ومد براعمها فوق السطح. شعور غير ممتع بالتأكيد ومليء بالتساؤلات والضبابية. إن أكثر ما يربكنا في هذه الفترات هو طولها، وكأننا ننتظر رحلة بعيدة، أو نحبس أنفسنا لعبور عاصفة دون التأكد من الخطوة القادمة. وقفت طويلا عند هذا الاقتباس واستعدت الفترة الماضية من حياتي وما دوّنته من هواجس وأفكار. أدرك الآن أن الحياة سلسلة من لحظات عنق الزجاجة التي ما أن نعبرها حتى نجد أنفسنا فيها من جديد. هذا التكرار يعلّمنا كيفية تغيير الطرق التي نعبرها ونجرّب مهما كان المستقبل مجهولًا. في المرة القادمة التي أكون في مواجهة مع موجة الانزعاج وعدم الجدوى سأذكر نفسي بهذا بدلا من رغبتي الدفينة في الوقوع على الأرض وركلها بقدميّ كالأطفال.
أبريل كان شهر لطيف ومتعب في نفس الوقت وضعت له خطط متفائلة قبل البدء وغيرتها أكثر من مرة حتى توصلت أخيرًا أن دخول رمضان يعني أن أهتم بنفسي أكثر واتجاهل القيود التي وضعتها. لم أقرأ الكتب التي انتظرت رمضان للبدء بها بعد، لكن قراءة المقالات أسهل مع عبء العمل والتفكير والبحث. أقف أحيانا أمام مكتبتي لدقائق في محاولة لاختيار كتاب وانتهي إلى التمدد على السرير المجاور لها وتأمل السقف بينما تتوسد هرّتي ذراعي وهذا يهدئ من قلقي ويعطيني استراحة مثالية قبل العودة من جديد لمكتبي وأعمالي.
وعلى غرار تدوينات الصديقة مها البشر سأشارك معكم مباهج الأسابيع الماضية من أبريل:
- متأخرة عشرين سنة! حضرتً مع أختي الصغرى الجزء الأول من ثلاثية ملك الخواتم Lord of the Rings في سينما Vox بالرياض. الفيلم ممتع جدًا وسعدت بأني أجلت مشاهدته أكثر من مرة حتى أحتفل بروعة الإنتاج على شاشة كبيرة وصوت غامر.
- اكتشفت بودكاست Life Kit من NPR خلال الفترة الماضية والآن اختار المواضيع التي تهمني من حلقاته السابقة واستمع لها بشكل يومي. المواضيع متنوعة جدًا والبودكاست اسم على مسمّى فهو يقدم مواضيع ويستضيف مختصين لمناقشة مواضيع من الحياة. الأمر يشبه حقيبة الإسعافات الأولية التي تمدّ لها يدك كلما احتجت التعامل مع موقف جديد.
- هذا المقال من سوزان أورليان عن تصنيف الأصدقاء.
- سلسلة أعراس عربية من الجزيرة الوثائقية.
- في مدونة جوانا غودارد التي أحبها كثيرًا قرأت عن تقليد عائلي تتبعه مع أسرتها في اجتماعاتهم وتسميه «وردة، شوكة، برعم». كل فرد من الأفراد المجتمعين يتحدث عن يومه مع الآخرين ويشاركهم وردة (شيء إيجابي حدث له في ذلك اليوم) وشوكة (شيء سلبي حدث في ذلك اليوم) وبرعم (شيء يتطلّع لحدوثه). تصف جوانا طلب المشاركة هذا بأنه طريقة أفضل للسؤال عن الحال وتفاصيل كلّ شخص دون الاعتماد على السؤال التقليدي الواسع: كيف حالك؟ أو كيف كان يومك؟
- في المطبخ اكتشفت عجينة سمبوسة البف من الكرامة. العجينة لينة ومقطعة على شكل دوائر جاهزة للحشو والطهي. يفضلها البعض مقلية لكنني فضلت اعدادها في الفرن مشوية أو في القلاية الهوائية بدون زيت فهي معجونة بالزبدة مسبقًا. واستمتعت بقراءة مقال ميليسا كلارك على نيويورك تايمز والذي تناقش فيه سرّ المخبوزات الصيفية!
- بدأت باستخدام موقع وتطبيق notion للدمج بين ملاحظاتي الورقية والالكترونية، أصبحت أرمي بكل ما يمر ببالي تجاه موضوع معين على شاشة الموقع، وأصنف وألون وأضيف الروابط والجداول. ما زلت استخدم النسخة المجانية منه ولا أفكر في الترقية فالنسخة الحالية تغطي احتياجاتي.
كيف كان الشهر الماضي؟ حدثوني عن وروردكم وأشواككم وبراعمكم؟
.
.
.
الصورة من موقع Unsplash