كيف تصبح مسوّف ذكي؟

قبل عدة سنوات وبينما كنت أعمل في وظيفة بشركة إبداعية؛ وجدت نفسي في لحظات كثيرة غارقة في المهام ولا أعلم من أين أبدأ. كنت أذهب لمديرتي في مكتبها لتبدأ بكتابة مهامي وتفكيكها واستبعاد غير العاجل أو المهم منها. كنت مذهولة من طريقتها في الترتيب وكيف تختصر ١٢ مهمة خلال دقائق إلى ٥ أو ٦! كانت تقترح تفويض مهمة لأفراد الفريق، أو تأجيلها بعد التفاهم مع العميل أو الغائها تمامًا. عرفت تفاصيل هذه التقنية لاحقًا بالممارسة والقراءة والتعلم الذاتي. قرأت عن تنظيم الوقت وإدارة المهام واستمعت وشاهدت وكتبت، لكنني مررت بتدوينة ممتعة حول الموضوع وقررت نقلها للعربية ومشاركتها بتصرف في المدونة.

لنتخيل السيناريو التالي:

  • لديك قائمة مهام طويلة دون تحديد أولوية.
  • تشعر باليأس وترغب في التوقف عن عمل كلّ شيء.
  • تبدأ العمل على مهام معينة وتقفز بينها دون إكمال.

إذا كانت السمات السابقة تنطبق عليك أنصحك بمتابعة القراءة والتفكير في طريقة مختلفة لمعالجة المهام المتراكمة. تركز الكاتبة على فكرة رئيسية في ترتيب قائمة المهام وهي: توضيح ما يجب استبعاده لا ما يجب فعله. أي أن تسوّف أو تؤجل بذكاء!

متابعة قراءة كيف تصبح مسوّف ذكي؟

٤٠ سؤال للأربعين

طرحت قبل أيام نموذج لاستقبال ٤٠ سؤال والاجابة عليها في مدونتي في يوم ميلادي الأربعين. 

جاء اليوم المناسب لمشاركتها معكم. 

 كيف اتخطى الفشل؟ خصوصا الفشل الدراسي.

هناك أكثر من طريقة لتخطي الفشل، وكلها ترتبط بنوع الفشل ووقته وفي أي مرحلة يواجهك في الحياة. إذا كان هناك دروس تعلمتها لتخطي الفشل ستكون كالتالي:

  • أفهم الرسالة من هذا الموقع وأتعلم الدرس حتى لا أكرره.
  • اسأل نفسي هذا السؤال: هل هذا الفشل بسببي؟ وإذا كانت الإجابة نعم، اتأكد أن ذلك لا يحدث مرة ثانية. وإذا كانت لا، أذكر نفسي أن هذا خارج عن إرادتي ولم يكن بيدي فعل أي شيء حياله. 
  • استعد للفشل بسيناريوهات مختلفة. إذا كان لدي توقع مسبق لما قد يحدث في حال الفشل يكون أثره أخف في نفسي وتجاوزه أسرع. 

ما هي الشخصية الأقرب لهيفا؟ (من شخصيات هيفا نفسها) 

ليست هناك شخصية مفضلة. لكن أحب الحالة التي أكون فيها عندما أشعر بالثقة والحماس وأركز على أهدافي. 

أكيد من وراء الكثير من الإنجازات في حياتك سبب من أسبابها عدم التسويف والتأجيل هل ممكن تجاوبينا على كيف نترك التأجيل والتسويف ؟

في البداية سعيدة بأنّ هذا هو التوقع الذي تحملونه عني: لا أسوف أو أؤجل وأن لدي الكثير من الانجازات. 

الحقيقة مختلفة جدًا. 

كل منا لديه صراعاته مع نفسه، في أحيان كثيرة يغلبني التسويف والتأجيل بشكل مرعب. تعطلت مشاريع هامة في حياتي، وخذلت نفسي أكثر من مرة. 

لكن، عندما تعرفت على السرّ الأهم في إدارة كل خططي، أصبحت لا ابدأ أي مشروع أو أدخل نفسي في خطة لا تناسب وضعي. الأمر مرتبط أكثر بالاولويات والقدرات التي لدي. عندما نلزم أنفسنا بفكرة لم نستعد لتنفيذها من البداية نحن نحكم عليها بالفشل دون أن نعلم.  

متابعة قراءة ٤٠ سؤال للأربعين

٢٧ يوليو – Life Update

توشك عطلتي الطويلة على الانتهاء وأفكر في تدوينة مناسبة لهذه المرحلة. أحب دائما مشاهدة فيديوهات يوتوب والتدوينات المعنونة بـ Life Update والتي أترجمها هنا حرفيًا في عنوان مدونتي: تحديث حياة! نعم، هذا هو التحديث الأكثر أهمية منذ عودة اخوتي واجتماعنا أخيرًا. أقول عطلة طويلة لأنني اخترت فاصلًا هادئًا بين وظيفتين. لقد فعلتها مجددًا وانتقلت لوظيفة جديدة. هذه المرة قضيت المدة الأطول في وظيفة ثابتة -إذا استبعدت العمل الحر والكتابة الصحفية-. لم يكن الأمر سهلا لأن وظيفتي السابقة حققت الكثير من المتطلبات والأولويات الشخصية لكنها مع مرور الوقت أصبحت ضبابية ومبهمة بالنسبة لي وودت البحث عن وظيفة جديدة أوظف من خلالها مهاراتي بالشكل الأمثل.

لقد اختبرت نفسي خلال الأشهر الماضية في تجربة البحث عن عمل وحضور المقابلات ومراسلة الجهات بلا توقف. تحدثت عنها في تدوينة سابقة. وفي نهاية تلك السلسلة الطويلة من المغامرات الصغيرة خارج ما ألفته عن نفسي حصلت على فرصة جديدة وأتممت الإجراءات وقبلت العرض الوظيفي. وجاءت لحظة الاستقالة التي لم تربكني من قبل قدمت عدة استقالات خلال حياتي العملية التي امتدت لأكثر من ١٥ عامًا ولم أجد أي تردد أو أسئلة في داخلي. عندما أحسم أمري أقرر وأكتب الخطاب وأرسله. لكن هذه المرة كانت القائمة التي وضعتها للإيجابيات والسلبيات بين الوظيفتين متقاربة وربما رجحت كفة الوظيفة السابقة قليلا بسبب عامل التعود والراحة.

لم يطل الوقت كثيرًا وربما لأنني لا أود التفريط في فترة الإخطار لأحوّلها إلى إجازة أو مرحلة انتقالية إذا صحّ التعبير. كانت جلسة سريعة ومباشرة وخلال شهر واحد أنجزت مهامي وودعت مكاني في وزارة الثقافة بحفلة لطيفة وهادئة. استقبلت إجازة الحج بالأحضان وقضيت أولها في فوضى بلا تخطيط استمع لذهني وجسدي وألبي احتياجاتهما. أنام لتسع ساعات في اليوم وإذا احتجت قيلولة زدت عليها. اقرأ حتى تشعر يدي بثقل واترك الكتاب لانتقل إلى مقالات طويلة أو مشاهدة مسلسل محبب. أطهو الغداء واستمتع بتذوق مكونات مختلفة مع والدي.

عندما عاد الجميع لأعمالهم قررت العودة بالتدريج فمباشرة العمل قريبة ولا أريد الانغماس تمامًا في أجواء العطلة. استيقظ كل يوم في وقت أبكر من سابقه وأحاول العمل على مشروع أو على الأقل الاستعداد والخروج من المنزل للقاء صديقة أو القراءة في الخارج أو التسوق. ما أحاول فعله هو تأسيس روتين يومي منظم يساعدني عند البدء. مثل جرد الغرفة وترتيب الأدراج. أو قيادة دراجة للتعلم ومن ثمّ إزالة عجلات التدريب. كلها ستضعني في مزاج جيد إذا بدأت العمل وسيكون شكل يومي واضح من البداية للنهاية.

التزمت خلال شهر بالتالي-وأقول التزمت لأنني لم أترك لنفسي أي مجال أو عذر للتهرب:

  • تدوين اليوميات في موضوع وحيد وثابت: ماذا قدمتِ لنفسك اليوم؟ والفكرة هنا تدريب على اكتشاف أين يذهب وقتي؟ وإلى أي مدى أملك منه ما احتاج. هل جدولي سهل البعثرة من قبل الآخرين؟ هل ألزمت نفسي بمهام لا تعنيني أو ترهقني لكسب رضا من حولي؟ كل هذه الأسئلة يعالجها تأمل يومي بسيط من خلال الكتابة. ماذا قدمت لنفسك اليوم؟ قرأت رسائلي، قرأت عدة صفحات من رواية جميلة، جهزت الغداء، مشيت ثلاثين دقيقة، استغرقت في النوم باكرًا.. الخ.  
  • تخصيص ما لا يقل عن ٣٠ دقيقة يوميًا لنشاط بدني. لم أصعب الأمر على نفسي، يمكن أن يكون مشي بسرعة متوسطة، أو رقص أو تمرين يوغا أو تمدّد طويل استعيد معه مرونتي.
  • تناول ٨٠٪ من وجباتي الأسبوعية في المنزل. لا طلبات خارجية إلا في الحالات القصوى أو عند الخروج. لقد أدمنت خلال العامين الماضية الأكل الخارجي حتى وإن كان مصنفًا بالأكل الصحي وظهرت علامات هذا الإدمان على ميزانيتي وجسدي.
  • العودة لمفضلة يوتوب المكدسة واكتشاف فيديو مفيد وقصير (أقل من ١٥ دقيقة) كلّ يوم.
  • التخلص من تعدد المهام والعمل على أكثر من شيء في وقت واحد (أقرأ كتاب مثلا وأشاهد مسلسل أو أجري محادثة هاتفية وأقرأ مقال في نفس الوقت لأن هذا السلوك سبب لي تشتت شديد وانعدام الفائدة أحيانًا)
  • القراءة الحرة بلا تحديد أو تخصيص. بعد وقت طويل من القراءة بكثافة لأجل العمل أو مشاريعي المستقلة شعرت بشوق عارم لقراءة الروايات، والقصص القصيرة والشعر. أمدّ يدي لمكتبتي وأختار مجموعة وابدأ القراءة وإذا لم يعجبني كتاب لا أجبر نفسي على إكماله لأن الهدف الأساسي هنا الترفيه.

أنوي المحافظة على هذه العادات الأساسية في الفترة القادمة فهي الأنسب ليوم عمل يمتد من التاسعة صباحًا إلى الخامسة مساء وفي نفس الوقت يسهل علي الالتزام بها والاستمتاع بالإضافة إلي ذلك بحياة اجتماعية ممتعة.

كيف تبني يومك المؤثر؟

في تدوينة نشرت قبل أسبوعين تقريبا على  Zen Habits كتب ليو باباوتا عن موضوع بناء الأيام وكيف تصل مع الوقت والمران ليومك المؤثر. وجدت فيها تقاطع كبير مع ما بدأته مسبقًا لذلك سأشارك أهم المبادئ التي ذكرها الكاتب:

المبدأ الأول: المواءمة بين أهدافك.

إذا كان وقتك موزع على أشياء غير مهمة وأساسية وذات أولوية على المدى البعيد في حياتك. ستقضي جزء كبير من مستقبل في الندم للأسف. لذلك يقترح الكاتب طريقة جيدة لاكتشاف أهداف مصغرة من أهدافك الكبرى.

  • ضع أهداف متوسطة المدى من ٦ أشهر إلى سنة. ما هي أهدافك في العمل؟ والحياة الشخصية؟ والاجتماعية.
  • قسم الأهداف تلك إلى أهداف شهرية متوافقة معها، وهذا يتطلب مراجعة وتقييم كل أسبوع مثلا.
  • كل يوم اختر ١-٣ مهام تتواءم مع هذه الأهداف المصغرة. تفكيك الأهداف وتقسيمها إلى مراحل يساعدك أكثر في ضبط الوقت واستبعاد ما لا تحتاجه.

المبدأ الثاني: إعادة بناء تركيزك.

يوجهك تحديد الأهداف في المبدأ السابق إلى معرفة ما تريد التركيز عليه. لكن العمل عليها في وقت واحد أو التشتت بينها لا يعني بالضرورة نجاح مهمتك.

لذلك يقترح الكاتب الخطوات التالية:

  • اختر شيء واحد فقط لتركز عليه.
  • إذا كنت تعمل على جهاز الكمبيوتر مثلا: ضع الشاشة في وضعية التركيز واستبعد كل التطبيقات الأخرى لتكرس وقتك لمهمة واحدة.
  • هذه هي الخطوات التي تحتاجها، وفكر في كل شيء تفعله كيف يمكنك تطبيق وضعية ملء الشاشة عندما تتمرن أو تلتقي بصديق؟ وهكذا.

المبدأ الثالث: ابتكار طرق تحفزك على التركيز

لتجنب المماطلة والغرق في الملهيات أو الشعور بالملل، ابحث عن طريقة تحفزك داخليا. ويرى الكاتب أن الأفكار التالية ستخدمك:

  • اللعب – كيف يمكن أن تكون هذه المهمة ممتعة؟
  • السهولة – كيف يمكن تسهيلها؟
  • الفضول – هل يمكنني تعلّم شيء بينما أنجز هذا العمل؟
  • الخدمة – كيف يخدم هذا الشيء الأشخاص الذين أهتم لهم (أو كيف يخدمني؟)
  • الحب – هل هذه المهمّة تعبير عن الحبّ؟
  • الاتصال – كيف تربطني هذه المهمة بالآخرين؟
  • ابحث عن أفكار أخرى تناسبك واطرح أسئلة مشابهة.

المبدأ الرابع: إيجاد إحساس بالحيوية في يومك

يقترح الكاتب النظر ليومك بشكل متكامل، لا تركز فقط على مهام بعينها إنما على تجربتك طوال اليوم. كيف يكون يومك حيوي وفعال؟ اسأل نفسك الأسئلة التالية:

  • هل تبحث عن الشعور بالرفاهية؟ كيف يمكنك الوصول إليها؟ النوم الجيد، الحركة والغذاء الطيب والرعاية الذاتية؟
  • هل تشعر بقيمة ومعنى ما تفعله؟
  • ما مدى ارتباطك بالآخرين خاصة أولئك الذين يهمونك في حياتك؟ كيف يمكنك تحسين التواصل معهم؟ هل يمكنك تحقيق التواصل الأفضل مع الآخرين بينما تعمل على أهدافك الشخصية؟
  • كيف تشعر بالإلهام والحيوية طول اليوم؟ وكيف يمكنك الحصول على المزيد من ذلك؟

ويختم الكاتب التدوينة بتفضيلاته الشخصية لإيجاد يوم ملهم وحيوي: يتساءل، ويشعر بالفضول، والحب، ويركز أيضا على المغامرة واللعب والفرح. كل منا لديه قائمة تخصه سيكتشفها مع العمل بالقرب من نفسه والاهتمام بها.

هذه هي تحديثات للفترة الماضية، أشعر بانتعاش وراحة وأقارن شهر يوليو هذا بمثيله في العام الماضي. كانت سنة اختبار واكتشاف وأنا سعيدة بما وصلت إليه هنا والآن. كيف أعزز شعور الرضا والراحة بالرغم من انتقالي لمساحة جديدة في العمل والحياة بشكل عام، هذا ما سأحاول اكتشافه ومشاركة تفاصيله معكم هنا.

شكرًا لكم دائمًا

للقراءة والمشاركة والمتابعة المستمرة.

Painting by: Floris Verster

.

.

.

١٨ يونيو – قائمة مفضلات

في التدوينة السابقة وعدتكم بمشاركة قائمة مفضلات الفترة الماضية، هذا الملخص السريع المحبب يذكرني بالمدونات التي أحبها وأتابعها باستمرار. تدوينة سريعة بمجموعة روابط واقتراحات تلفت انتباهي لأشياء مختلفة لم أعرف عنها أو اكتشفها من قبل. الشهرين الماضية حاولت تدريجيًا العودة لأيام تخفف من ضغوط وأحداث الحياة التي لا يمكنني التحكم بها وجزء من هذه العودة الانتباه واكتشاف مفضلات مختلفة.

هذه القائمة بلا ترتيب:

  • شاهدت سلسلة من الجزيرة الوثائقية بعنوان «أطعمة غيّرت العالم» السلسلة ممتعة وغنية بالتفاصيل التاريخية التي ناقشت مجموعة من أهمّ الأغذية التي يعرفها البشر في كل مكان. من حروب الكولا، إلى العلكة، وصولا إلى البيتزا والبرغر وحبوب الإفطار.
  • اقترحت عليّ قريبتي مشاهدة مسلسل The Lincoln Lawyer وقالت بنبرة أكيدة: سيعجبك! لم انتظر كثيرًا ووجدتني اقفز من حلقة لأخرى وحاولت جهدي ألا انتهي من المسلسل القصير دفعة واحدة. أحبّ كيف أن قريباتي وصديقاتي يعرفن جيدًا ما هي المسلسلات أو البرامج التي تثير اهتمامي. في نفس السياق اقترحت عليّ الصديقة مها البشر مشاهدة مسلسل The Split مسلسل بريطاني أيضًا شخصياته الرئيسية تعيش في عالم المحاماة وأروقة المحاكم. الحوارات والتفاصيل في المسلسلين وطبيعة الشخصيات ممتعة وأعرف أنها ستبقى معي طويلًا.
  • أحبّ منتج من أفران الحطب يسمونه «اسبيشل الحطب بارد» لا أعرف لماذا يسمى هكذا لكنّه لذيذ جدًا وينقذني في ليالي الأسبوع التي لا أجد أي فكرة مقترحة للعشاء، أحبه مع قليل من العسل والخبز الحار، أو مع الطماطم كساندويتش، وأحيانا مع البيض في الإفطار. تتكون السلطة الباردة من الجبن الأبيض معتدل الملوحة، والزيتون الأخضر والأسود، والشبت، والفلفل وزيت الزيتون.
  • زرت اليوم مطعم دقيق وحطب بصحبة الصديقة شوق البرجس وجربت سلطة منعشة وصيفية. بمجرد ما اطلعنا على قائمة الطعام حتى أشارت عليها وقالت: أعرف أنها ستعجبك! بعد تجربتها أفكر في تحضيرها في المنزل. مكوناتها جبن حلوم مكعبات، وبطاطا حلوة مشوية، وأورزو وخضروات ورقية والطماطم المجففة مع تتبيلة بالخل والعسل وقليل من الجبنة الزرقاء. قد تكون المكونات مختلفة قليلا لكن هذه هي محاولتي في تذوقها.
  • قرأت قبل عدة أشهر كتاب Reinventing You دوري كلارك وصادف أن عثرت عليه في الوقت الذي كنت أحضر لتقديم ورشة إعادة بناء هويتك الشخصية. الكتاب مليء بالقصص والاكتشافات التي قد تدفعك لإعادة التفكير فيما تعمله وطريقة عيشك بالكامل. ما هي هويتك الجديدة؟ وكيف ترغب بالمضي إلى الأمام؟
  • أحبّ العلامة التجارية NYX وأحب خيارات الماكياج الخاصة بهم وتنوعها والأهم سعرها المغري! اكتشفت مؤخرًا منتج Butter Gloss واقتنيت منه مجموعة ألوان ستكون صديقتي في الصيف.
  • بودكاستي المفضل الجديد من مجلة الاتلانتيك How to Start Over، والذي يشير وصفه المختصر بأنه سيكون مكانك المفضل للتعامل مع مصاعب الحياة التي قد تواجهك عندما تقرر تغييرها.
  • مقالة عن اتاحة مساحة للصدف! الموضوع مثير للاهتمام وتكلمت الكاتبة لورا فاندركام عن استراتيجيات ذكية نصنع من خلالها مكان أو مساحة لحدوث المواقف العفوية والمصادفات السعيدة.

.

.

آخر أسبوع في الرّبيع

قضيت الأيام الماضية في العمل من المنزل، يتيح لي نظام العمل في الجهة اختيار خمس أيام شهريًا والعمل فيها عن بعد. لم يكن هناك الكثير من المهام للإنجاز، فقط متابعة واتصالات خلال اليوم. لذلك كان من أجمل الأسابيع الماضية، يشبه عطلة لكنه ليس تمامًا. قضيت الصباح الباكر في القراءة عدة ساعات، وكتبت قليلا وترجمت في مشروع جانبي. أعددت الإفطار وبدأت العمل بعد أن شعرت بالامتلاء الحقيقي وهذه الفكرة التي تزورني دائمًا وأجد الكثير يشجعون عليها: افعل شيئًا تحبّه في بداية اليوم. قبل أن تذهب للعمل، وقبل أن تفتح جهاز الكمبيوتر ويمطرك بالمهامّ والرسائل.

هذا الوقت الفائض في الأسبوع ساعدني في ترتيب غرفتي بعد عطلة طويلة وتنظيف سطحي. أعدت تنظيم مهامّ الفترة القادمة من الحياة، وتلصصت على الكتب الجديدة التي تنتظر القراءة. رتبت قائمة سألتزم بها قبل القفز لغيرها. وهذا التأهب وحده كفيل بمنحي البهجة والاستعداد لعطلة الحج الطويلة (أسبوعين من القراءة والنوم العميق).

بدأ الأسبوع بلحظة درامية أجلتها في كل مرة تأتي سلة الغسيل النظيفة لغرفتي. أسبوع بعد الآخر وأنا أرتدي قطعة ملابس عمرها عشرة أعوام. مثقوبة في كلّ اتجاه ولكنه هذا الارتباط السحري الوثيق. هذه آخر قطعة ملابس من بداية العقد الأجمل والأصعب في حياتي. اشتريتها من محل أُقفل اليوم وأقفل المجمع الذي يضمه. حملتها معي في كل رحلة خارج المنزل. لبستها في التجول، في التمارين، في اكتشاف أماكن جديدة، وفي العمل من المنزل بعد أن فقدت شكلها ومعالمها. كل مرة أوشك على التخلص منها اتردد وأضعها عوضا عن ذلك في سلة الغسيل. سأعطيك وأعطي نفسي أسبوع آخر من المغامرات! ما الذي يدفعنا للاحتفاظ بقطعة ملابس باهتة لا تصلح لشيء أو ربما تحويلها لقصاصات أصغر واستخدامها كممسحة أرضيات؟ أو أربطة قطنية؟ أو أي شيء آخر غير الارتداء.

هل هذه الملابس تحلّ محل بطانية الرضيع التي لا يغفو بدونها؟ تسمى بالإنجليزية comfort blanket والتي توصف بأنها أي شيء مألوف يشعرك بالأمان والثقة. بحثت عن معنى عربي للعبارة حتى توقفت عن المحاولة: هل هي بطانية الطمأنينة، أو ملاءة الطمأنة؟ لحاف الحنان؟ (إذا وجدتموها شاركوني) الأكيد أنني ودعت هذه البطانية للأبد.

وهكذا تخلصت من آخر قطعة ملابس قديمة ومتهالكة. كانت اللحظة بلا مشاعر، لكن الحقيقة داهمتني في اليوم التالي: هل كان ما فعلته صائبًا؟ الأمر ينطبق على الكثير من الحاجيات التي تخلصت منها تباعًا خلال السنوات القليلة الماضية. إما بسبب المساحة التي تضيق وتتسع في المسكن، أو لأن النظر إليها يطلق سلسلة من الذكريات التي طويتها وأخفيتها بحرص.

ما زلت استعيد ذكريات الرحلة القريبة إلى لندن، وبينما اتصفح الصور القليلة التي التقطتها وجدت صورة للوحة أحبها للرسام الانطباعي إدغار ديغا مهزوزة ومظلمة. لم يكن التقاط الصورة عملية سهلة وتذكرت السبب. في هذه الرحلة وفي كلّ متحف أو معرض فنّي زرناه وحتى عندما خرجنا بعيدًا عن المدينة والصخب إلى قصر هامبتون كورت، سبقتنا الرحلات المدرسية! في نصل باكرًا مع فتح الأبواب ويصطف إلى جوارنا طوابير لا نهائية من الصغار.

يركضون في كل اتجاه وتصرخ بهم المدرّسة: لا تلمسوا شيئا. يتحداها أحد المشاكسين ويضع يده على تمثال عمره مئات السنين أو يقترب ليقف بيني وبين لوحة اقتربت بحذر لرؤيتها. كنا ننتقل من غرفة لأخرى ونحذر بعضنا: هيا قبل أن يهجموا. وفي اللحظة الانتقالية للعبور، يمكننا سماع الأحذية الصغيرة تتدافع.  هذه المرة الأولى التي أشهد فيها هذا العدد من الرحلات المدرسية. ربما لأنني أسافر صيفا أو في وقت الأعياد حيث يمضي الصغار لعطلاتهم الخاصة.

لقد التهمني وجودهم بالكامل! وفكرت في هذه الفرصة العظيمة التي تتاح لهم في هذا العمر، أن تخرج من مدرستك صباحًا لتتأمل ديغا وبيكاسو وفان غوخ. لست بحاجة للسفر آلاف الأميال والتعرض للمشقة. تنادي المعلمة مجددًا: تأملوا هذه اللوحات جيدًا لديكم مهمة للكتابة عنها. وفي زاوية من هامبتون كورت تمدّ معلمة أخرى أوراق لأسئلة اختيار من متعدد عن زوجات هنري الثامن الستة. أليس مبكرًا الحديث عن المقصلة في هذا العمر؟ لا أعرف شيئًا غير الغبطة في هذه اللحظة.

قرأت خلال الأسبوع عن عملية الـ unlearning ودخلت من جديد عن بحث عن أفضل ترجمة لها: نبذ الطباع؟ نبذ المعرفة؟ اللاتعلم؟ المقصود بها هو التخلص من معرفة أو معلومة عن شيء أو سلوك التصق بك طويلًا وترغب في استبعاده. والوصف الحرفي يقول: تجاهل (شيء تم تعلمه خاصة العادات السيئة أو المعلومات الخاطئة أو القديمة) واستبعاده من ذاكرة المرء.

أقول إن هذه السنة بالنسبة لي سنة الـunlearning، لكن هذه العملية غير سهلة! تبدأ بالوعي، ثم اكتشاف البديل وتبنيه. في مقال نشرته مجلة Breathe حول الموضوع، يقترح ريتشارد آيفري أستاذ علم النفس والأعصاب بجامعة كاليفورنيا- بيركلي  الخطوات التالية لعملية استبعاد ناجحة:

  • حدد ما تودّ تغييره. إذا كنت تعرف أن ادائك في مكانٍ ما لا يتفق مع ما تريده راجع أسلوبك ومهاراتك وأهدافك واسأل نفسك ما هي الجوانب التي يمكنني تغييرها؟
  • حدد حجم التحدّي. هل ستحاول تضمين إصلاحات بسيطة أو ستذهب إلى حلول جذرية؟
  • قيّم تجربتك. راجع التغييرات التي أجريتها على حياتك، هل أدت إلى النتائج المرجوة؟ إن تتبع هذا التغيير واختباره يضمن ثبات الجيّد منه.
  • تحمّل المطبات. ستشهد تذبذب في الأداء حتى تصل للمستوى المطلوب. والأهم هنا أن تكون صبورًا لتجني الفوائد على المدى البعيد.

لم أطلع على اقتراحات ريتشارد من قبل ولكنها ذكرتني بمساري العفوي الذي لم اختر له أي خطة. يمكن أن يكون نبذ المعرفة أو اللاتعلم الخاص بك في مجال شخصي، أو مهني، أو حتى في علاقتك مع الناس حولك، وعلاقتك بالمال مثلًا. إذا كنت سأقترح شيء ما من تجربتي: لا تحاول فرض التغيير دفعة كاملة. تدرج مع نفسك وعاملها برفق حتى لا تفقد شهية التغيير بالكامل.

أتمنى لكم نهاية أسبوع سعيدة!

يوم السبت بإذن الله سأشارك معكم تدوينة منوّعة عن مفضلات الفترة الماضية.

.

.

.

Painting by Henri Matisse – Interior with a Young Girl (Girl Reading)

,

,

,