أول ما شفت الطلب الخاصّ بالتدوينة حسيت بالفشل، لسبب إني نسيت من فترة طويلة كيف أكتب بالعامية، كنت أدون من سنوات بالعامية بدون مشاكل، كان مضحك جداً ندرة استخدامي للغة الفصحى في الكتابة. ليش وقفت؟ يمكن لأني بديت أحسّ إن الكتابة بالعامية في المدونة يشبه الكتابة من غرفة الصالون بالبيجاما، وكل شي غرقان في فوضى. هذي هي القصة ويمكن تكون بعد أقصر تدوينة في التاريخ .
التصنيف: يوميات
–
لم أعد مجدداً لكسر الأشياء، كانت هناك مشكلة فيما مضى، الصراعات والاشتباك بالأيدي مع الصبية، أمور حلها الزمن سريعاً، قبل انتباهي، جاءت مع تنانير الجامعة الغامقة والطويلة، تعودت ألا أكسر شيئاً مع تعودي على السير في خط مستقيم بدون أرجحة كتفيّ كمغني هيب هوب! في الحقيقة ما زالت آثار تحطيم الاشياء ماثلة أمامي، في كلّ مرة نستقبل ضيوفاً، وبينما انهمك في إظهار مواهبي كمضيفة ممتازة، أرسل نظري لباب الصالون وأتذكر آخر مرة كسرت فيها شيئاً، أمي تبقي على الباب المكسور في مكانه، أظنها عقوبتي الأبدية في حالة فكرت يوماً بكسر شيء آخر، وقصة هذا الباب المكسور، أنني حملت كرسياً خشبياً صغيراً، وألقيت به باتجاه الباب ثم أغلقه أخي بسرعة وكُسر، هناك ثقب صغير وخدوش. الثقب لم يعبر للجهة الأخرى من الباب لكنه واضح للعيان، والكل يخجل من طرح السؤال ، فيما لو حدث ذلك سأجيب بلا تردد. كسر الأشياء يعيدني لزمان الغضب الشديد، وأنا لا أحب تذكره. لو وددت في كسر شيء سأكسر ترددي، سأكسر الضجر! استمعوا لشعائر الربيع لسترافنسكي، هذه مقطوعتي المفضلة للالهام .
* هذه التدوينة جزء من سلسلة تدوينات ضمن تجربة تدوين “العربية للاستخدام اليومي” وهنا التفاصيل.
التاسعة بتوقيت غرينتش .
مذيعة نشرة أخبار على بي بي سي، نعم كان حلمي أن أصبح مذيعة، على الرغم من أنّ والدي كان واضحاً بهذا الخصوص، ومنذ المرة الأولى التي قلت له فيها بأنني أريد أن أصبح مذيعة، وأعطاني محاضرة للتاريخ، فيها من العبارات القوية ما يثنيني حتى من التفكير بهذا الحلم. كنت أحلم باللحظة التي ينتظرني فيها العالم، لأقرأ الاخبار السعيدة والمخيفة، لأعلن في جملة واحدة خبراً يغير حياتهم، أتفاعل، أبكي، وابتسم، وأكون صارمة مع الاخبار الحزينة كما يجب لا كما يفعل بعض مذيعي الاخبار اليوم، ينتهي من الحديث عن مجزرة أطفال ويبتسم وكأننا ننتظر منه المشاركة في مسابقة أكثر المذيعين وسامة. أريد أن أفاجئ نفسي، وأشارك في تحرير الأخبار أيضاً، أرتبها حسب ما أراه مهمّ ، وأصنع وقفات مثيرة للاعصاب قبل إكمال الخبر. ليس الذنب ذنبي في انتظار أن أكبر وأصبح مذيعة أخبار، هالة الترقب والانتظار والانضباط أيضاً كانت تتسيد المكان عندما تعلن الموسيقى بأن نشرة أخبار بي بي سي على وشك البدء، كان والدي يسرد سلسلة من العقوبات التي ستطالنا في حالة أصدرنا صوتاً خلال النشرة، أو قاطعناه، أو طرحنا الاسئلة قبل أن يعلن المذيع انتهاءها. فيما لو كان هذا الحلم حقيقة سأختار الساعة التاسعة، النشرة الأشهر في القناة – والتي تأخرت حتى العاشرة مساءا– ، العمّال والموظفون في منازلهم، والطلاب، والأمهات، الكلّ أمام شاشة التلفزيون ينتظر .. ينتظرني.
* هذه التدوينة جزء من سلسلة تدوينات ضمن تجربة تدوين “العربية للاستخدام اليومي” وهنا التفاصيل.
الوجه الآخر لغضب أمي.
أمي سيدة لا تغضب بصوت، لا تكسر أواني، لا تضرب الأبواب، لا تكسر شيئاً حتى صوتها. هادئة جداً منذ أن عرفتها عندما يتعلق الأمر بالغضب. ولا أنكر بأننا جميعنا أصبحنا على النقيض من ذلك، نصرخ، نكسر الأشياء، نقول الكثير ونندم بعد دقائق على ما قلناه. يحزنني أحياناً بأنها لم تمرر لي هذا الهدوء، الهدوء الذي تختبرني به كلّ مرة أخطئ. يكفي أن ترسل نظراتها التي تقول بصراحة “خيبتي ظني فيك” حتى اتهشم إلى ألف ألف قطعة، ثمّ تذهب في صمت طويل، يمتد لأيام أحياناً، لا تتحدث معي، لا تقول شيئاً قد تندم عليه، لكن صمتها يجعلني أعترف بأخطاء حياتي كلها بصوت مسموع، وأعتذر وأعتذر ثمّ أعتذر من جديد، بالاضافة لذلك لا أعود لفعلتي أبداً، صمتها يترك علامة غائرة مثل وشم تأديبي على كتف مجرم عتيد! واستغرب كيف أن أختي وأخي الصغار -تقريباً- لا يصابون بالهلع من نظرتها تلك أو صمتها، كيف يتعاملون مع هذا بأريحية ويستمرون في الخطأ. أذكر بأنني كنت طفلة شقية لعدة سنوات، كانت تحرص أن تبقيني على مدّ بصرها، كي ترسل لي نظرتها الشهيرة وامتثل، عندما أكون خارج نطاق تغطية نظرتها أخفق، مجازاً وحقيقة، ما إن يحدث ذلك حتى يختل توازني. لا أعلم متى سأتمكن من السير بلا أخطاء بدون نظرتها ، بدون صمتها التأديبي. إنه الوجه الآخر لغضب والدتي، الوجه الذي أحبّ !
* هذه التدوينة جزء من سلسلة تدوينات ضمن تجربة تدوين “العربية للاستخدام اليومي” وهنا التفاصيل.
داء الانتقالات السريعة !
بسم الله وعلى بركة الله !
في البداية احب ان ارحب (بي) و (بكم) في مدونتي الصدقية !!
بافتراض انني قررت الهروب من الموقع المجاني الذي اخشى وبشدة ان يقفل يوماً ما من قبل الرقابة و اتحطم بقوة وافقد كافة تدويناتي السابقة،
لذلك حجزت المساحة + الاسم + تركيب المدونة و الشكر الكبير لــ هيفاء التي اشارت علي بــ اونيكس ، كانت خدمتهم مميزة ولو انني تعبثت في عملهم قليلاً ..
لكنهم اصلحوا الاخطاء ، و دائما في الخدمة 🙂
نرجع لداء الانتقالات التي في الحقيقة اعترف انني اصبحت سيدتها ..!
التغيير كل فترة والانتقال من مكان لآخر ، هو داء اخشى ان يطال نطاقات اخرى في حياتي .. وقتها فقط لن يكون الــ return سهلاً ..
الآن اعمل على البحث او تصميم قالب جديد للمدونة بدلاً عن الكلاسيكي ..
لن استعجل !!
لكي يكون متقنا وسليماً ،
صباحاتكم نعناع !!