أسبوع بلا قهوة – اليوم الأول.

١٠:٠٠ ص

كبديل للقهوة اخترت اليوم الحليب الدافئ مع ملعقة عسل، ملعقة زنجبيل صغيرة، ملعقة قرفة.

الطعم لذيذ جداً والدفء انساني فقد الكوب الأسود اليومي.

١٢:٢٤ م

أشعر بالنعاس، مع أنّ الوقت غير مناسب، وقد نلت كفايتي من النوم بالامس.

أفكر في الركض قليلاً، لأن قراءة كتاب ستكون لها نتائج كارثية، وسأعود للنوم من جديد، ولكنني في عطلة لماذا أقسو على نفسي كثيراً؟

٢:١١ م

تجاوزت النعاس والصداع بمشاهدة برنامج كوميدي أحبه كثيراً اسمه “The Daily Show” أيضاً بحثت عن ملفات موسيقية لتحديث القائمة التي استمع إليها. سأتجاهل الآن القلق والكسل والفوضى، وأقرر أن مشكلتي الوحيدة في هذه الظهيرة: أي التفاح آكل الآن أخضر أو أحمر؟

٦:٣٤ م

غداء متأخر، كوب من شوربة الفطر بالكريما.

بعد انتهائي من الشوربة شعرت بأن طبقات الملابس التي اتحرك بداخلها بحاجة للتخفيف. معرفتي بالجوّ الحقيقي ورغبتي في اختصار وقت خلعها وارتدائها من جديد خرجت للجلوس على عتبة المنزل لموازنة كلّ شيء.

٨:١١ م

ساعة واحدة كافية لمشاهدة الأخبار.

٩:٣٨ م

تستخدم أختي الصغرى الانجليزية أكثر من استخدامها للعربية، هذا لا يزعجني كثيراً، لأنها بالمقابل تعرف لغتها وتعرف كيف تستخدمها عندما يتطلب الأمر ذلك. ما يزعجني في الحقيقة استخدامها للكنة فتيات كاليفورنيا التي أكرهها بشدة، وأحجم عن تعنيفها كلّ مرة وأتعلم الصبر.

٩:٥١ م

(هنا) وجهتي الجديدة لاختيارات الأفلام المميزة والموسيقى.

١٠:٢٣ م

الحياة أيضاً لا تتوافق، على الدوام مع المسار الروتيني للأيام. فكثيراً ما تختار إخضاعنا إلى نقلات وتكرار يجعلانها، في الجوهر، متقلبة وغير متوقعة.”

اقتباس من رواية الفارو موتيس عبده بشور: الحالم بالسفن“.

هدنة.

FRANÇOIS-JONQUET

(قصة قصيرة)

قالت لرأسها تعال نجلس، نجلس قليلاً هنا ونتأمل، لن أطالبك بشيء جدّي، لن تعمل لأكثر من ساعة صدقني، هيا نستمع للموسيقى. هذا الاسبوع اخترت لك روائع كلود ديبوسي للفلوت والهارب وآلة ثالثة نسيتها الآن بينما نحن نتأمل زجاج النافذة المتسخ. هل أنت بخير؟ هل الاريكة مريحة؟ هل أعطيك فرصة للردّ أو الصمت؟ لا شيء حسناً. دعني أخبرك بشيء آخر، الصناديق في زاوية الغرفة ستكمل شهراً بعد عدة أيام كان من المفترض – لو أننا لم نختلف – أن أملئها بملابس ومتعلقات أخواتي الغائبات قليلاً، لا أحبّ الحديث عن الغياب والوداعات، تشغلك؟ لم يكن من الجيّد اثقال الرفوف الآيلة للسقوط بالمزيد من الأحمال أليس كذلك؟. لكنّ رأسها لا يجيب، وتعود للصمت قليلاً، يتنفس الرأس الصعداء يتمنى أحياناً لو أنّ الذراع تطيعه وتصفعها، أو تسدد لكمة في وسط جبينها، لكنّه لا يصل لهذه المرحلة من الإجرام، ولو فعل ذلك ستكتشف نواياه، وتعاجله بقرصيّ آدفيل، آدفيل صديقها الآخر الذي يحضر بكثافة عندما يجتهد في الاحتفال بفوضاه.

(علبة)

 أخبئ عتبي المتراكم في علبة صغيرة، إلى جانب علبة الازرار البديلة للقمصان، ولم استخدم أياً منها لليوم!

(قهوة)

خلال عطلة نهاية الأسبوع وكلما صنعت كوب قهوة يذكرني أفراد عائلتي بالتحدي الذي قلت بأنني سأخوضه بداية من ١٩يناير وأسبوع بلا قهوة، أيضاً أذكر نفسي، كل فنجان قهوة يشبه العشاء الأخير، فأزيد من كثافته، وارتشفه ببطء حتى يفقد حرارته تدريجياً، وبمناسبة الحديث عن فناجين القهوة الباردة وجدت هذه المدونة التي تقدم قراءات موسيقية متنوعة – غالباً أجنبية – واسمها بالتأكيد يمتدح القهوة الباردةاليوم وبينما كنت أتأمل وحدتي وأتذكر محمود درويش وحيداً يصنع القهوة ووحيداً يشربها، أتأمل نظرات الآخرين الغرائبية بعد أن توسطت مقهى مزدحم وطلبت القهوة ومفن بالتفاح، عبر والدي أمام زجاج المقهى، ولم أحاول طبعاً الركض، اتصلت به وطلبت أن يشاركني الطاولة، اقتسمنا الكعكة، وطلب فنجاناً آخر، تحادثنا قليلاً وغادر المكان. القصة بلا هدف لمن يقرأها لكنها كذلك بالنسبة لي. لم يحظى رأسي المريض بلحظته العظيمة في اجترار الأحزان والغيابات، والكعكات المشتركة التي اقتسمتها مع الآخرين، وفناجين القهوة التي تدور وتدور. .

(حنجرة مسروقة)

Madeleine Peyroux،  هذه الجميلة سرقت حنجرة بيلي هوليداي.

النصائح الذهبية للأستذة الجامعية!

teaching101

خلال الاسبوع الماضي انتهيت من تسليم نتائج مادة التعليم عن بعدوهي المادة التي بدأت بها حياتي الاكاديمية، هذه المرة كأستاذة جامعية. كانت النية موجودة لدي مسبقاً للكتابة عن التجربة، ربما لأعيد التفكير بها من كافة النواحي، ولأفيد المقبلين على بدء التدريس سواء في الجامعة أو أي جهة أكاديمية أخرىلم تكن مهمة سهلة، هذا شيء لم اتوقعه في البدء، خصوصاً وكون المادة إحدى مواد تخصصي الدقيق سواء في البكالوريوس أو الماجستير، التعليم عن بعدمقرر درّست من خلاله التعليم الالكتروني بشكل عام، ثم المقررات الالكترونية، إعدادها وتدريسها بأكثر من طريقة، وأخيراً وكمشروع نهائي كان على طالبات المادة تقديم مقرر الكتروني قاموا برفعه على نظام إدارة تعلم مودلالمتخصص في تقديم المقررات الكترونياًارتكبت الكثير من الأخطاء – اعترف – ولو أنني اتبعت بعض النصائح التي سأذكرها من خلال هذه التدوينة لتفاديت الكثير منها. لستُ أفضل النصائح المعلبة وسرد النقاط لكنها الطريقة المثلى لتوضيح التجربة، وفي كل مرة أذكر فكرة سأعلق عليها بما قمت به – أو ما لم أقم به للاسف-.

متابعة قراءة النصائح الذهبية للأستذة الجامعية!

يطول الكلام بلا فائدة *

c5b2075876ce11e180c9123138016265_7

حاولت التفكير في العام الماضي مثل كلّ سنة وجمع الانجازات، الالتفات للأمس يصبح أصعب كلّ يوم، لنقل أنني بدأتُ انضج، أو اتسامح كثيراً مع نفسي، اتعلم الدرس وامضي. ٢٠١٢م كانت طويلة جداً، لم انتبه لذلك سوى هذا المساء، وربما طولها يقاس بما مررتُ به، أذكر أنني بكيت كثيراً في أبريل، وعُرضت علي ثلاثة وظائف في شهر واحد، قاومت مغريات كثيرة، وتخلصت من مهامّ وددت انجازها، سنة الاكتشافات العجائبية، وكالعادة سقوط الأقنعة، نظام الفلترة هذا الذي يمنحنا الله إياه كل فترة زمنية، كي نتخفف من البشر والاعباء والحقائب الخفية والظاهرة. الليلة عرفت بأنني تغيرت عندما توقفت عن حربي الدائمة مع أسرتي لتغيير ألوان جدران غرفتي والتخلص من الاثاث القديم، وافقت بعد جدال قصير وأهلاً بالتغيير!

السرّ المهم الذي سأطلعكم عليه: انجاز هذا العام كان العناية بهرة صغيرة والتأقلم معها، اتحسس الخدوش التي تركتها اسنانها الصغيرة، وانظر لمكانها حولي. للزوايا التي تغفو بها، واستعيد مواءها المحبب. أمّا بالنسبة للعمل في المجلة والتدريس في الجامعة، سأفرد لهما تدوينة مستقبلية ان شاء الله، والآن .. إليكم التدوينات الاثني عشر التي فضلتها خلال ٢٠١٢م.

تسعة أرواح وستة أصابع.

ماذا يفعل الناجحون قبل الافطار؟

 النّوم: معركة الانسانية الجديدة.

هُما.

روائع لم تكتمل .

ڤرساي..من المستنقع للتاريخ.

لماذا لا أحبّ النسكافية؟

هل نكتفي بالرواية؟

مدينة اسمها الجحود.

حكاية السطر الأرمل .

التاريخ الكوني للضجر .

سنة أولى جامعة.

 

 

بيت الدرج.

By: Jill McLaughlin
By: Jill McLaughlin

(أ)

إنّ الأحداث تتسارع أحياناً بطريقة لا يعود معها لدى أحدنا متسع من الوقت أو من الأنفاس لروايتها“.

(ب)

على ذراعي اليمنى بقعة حمراء، التحليل الأولي واستنادا لتاريخي العائلي إكزيما، والتحليل الثاني، تحسس من أخلاط الأدوية التي اجرعها بحثاً عن صحة سريعة خلال الايام الماضية. ولكن ..أظنني أمرّ بـ ٢٠٠٦م جديدة، على الرغم من سوداوية الأمر والذاكرة، إلا أنها تعود بي للفترة التي نشطت فيها شهيتي القرائية، والسبب أنني أصبحت حبيسة الغرفة، السرير تحديداً، وقرأت بلا توقف. الغثّ والتافه والجيد، خلال تلك الأيام عرفت أنّ قراءاتي المتخبطة يجب أن تتزن ويجب أن أبحث عن هدف خلف فعل القراءة، وهذا الهدف هو بالتأكيد: المتعة أينما وجدتها. ولو حصل ووجدت الفائدة سيكون ذلك جيد.. جيد جداً.

(ج)

أفكر في بيت الدرج“.

يقول بعض علماء النّفس أنّك عشت طفولة سعيدة إذا كنت تحبّ الجلوس على الدرج، وأقول أنّ الخيال الخصب للاطفال وأجمل ألعاب حياتهم تبدأ من المكان المدعو بيت الدرج“. وقد عرفت في حياتي الكثير منها. البدء كان في بيت جدي الكبير، بيت الدرج رقم ١، ورقم ٢كذلك، أحدهما يخبئ تحته صندوق ثلج ضخم فريزرتتكدس فيه الدجاجات متوسدة كل منها الاخرى، وبعض علب الحلوى، وبقايا المثلجات الشهية التي نخبئها من بعضنا حسداً. كانت ابنة عمي تتسلق على صندوق، ترفع غطاء الثلاجة المستلقية على جنبها – كما كنت اصف الفريزروتحك الثلج بملعقة أو بأداة قاسية وتلتهمه، أذكر أن له طعماً غريباً، ولو عدت بالزمن لتلك الأيام لما وضعته في فمي، مجرد تصور أن دماء الدجاجات، واشياء حيوية دقيقة تنمو ملتصقه به تبعث على الغثيان والندم، الكثير من الندم

بيت الدرج رقم ٢في نفس المنزل، في الدور الثالث – إلى الاسفلتوجد غرفة جلوس قديمة، ومطبخ واعشاش حيوانات داجنة، وأسوأ كوابيسي، لم أكن اتجاوز الدرج للالتفاف لتلك الجهة من المنزل، لكنني كنت استرق النظر واركض صعوداً. الآن المنزل لم يعد في ملكية العائلة، لكن لو قُدّر لي العودة هناك، سأهبط الدرجات سريعاً، وسألتفّ وادخل تحت وانظر بنفسي لا شيء هناك أنا أكيدة!

متابعة قراءة بيت الدرج.