حتى بي بي سي تخفق أحياناً.

 

shujaa

 

(أ)

الموسيقى التصويرية التي تسبق بدء نشرة الاخبار على قناة BBC WORLD لم تتغير منذ سنوات، حتى أنها تستخدم في القناة العربية كذلك، تمرّ الموسيقى وتبدأ عناوين الاخبار بالظهور بصوت المذيع، وخلال عدّ تنازلي حتى رأس الساعة، تتلاشى الموسيقى تدريجياً وتبدأ النشرة. ما حدث هذه المرّة مختلف، ظهرت المذيع بشكل مفاجئ وقبل انتهاء العدّ التنازلي، ارتبك وانهمك في تعديل جلسته ورفع الاوراق وفرزها في ثوانٍ هذه إشارة للمصور دائما اظن ذلكولكن خلال ثوان أيضاً اختفى المذيع وعادت الموسيقى التصويرية للظهور والعد التنازلي والعناوين، صوت المذيع مرتبك وهو يقرأ أهم الأخبار، لكنّه ما إن عاد للظهور ابتسم، المذيع الذي اعرفه منذ ١٧ عاماً، كان وسيماً آنذاك وكنت لا أفوت نشرة يقدمها، والآن أصبح أكثر وسامة بشعره الأبيض وتجاعيد عينيه الدقيقة، كيف يكبر الاعجاب معنا؟ يعني أفكر لو أنني عدت للوراء ١٠ سنوات وبقي المذيع على هيئته الحالية لأدرت القناة فوراً وبحثت عن مذيع وسيم آخر، الأخبار هي هي، المصائب والكوارث الطبيعية والاحصاءات الكاذبة، وابتسامات السياسيين البلاستيكية، سأخلط القنوات في رأسي وأكون نشرتي الخاصة على أية حال ولن يكون التلفاز مصدر المعلومة، لكن بينما احتسي قهوة العاشرة صباحاً أريد تأمل وجه جميلحتى بي بي سي تخفق، هذه الاخطاء الصغيرة التي تحدث بينما لا أحد ينظر، أو ينتبه، لا يحدث كارثة، قفزة صغيرة بعد هبوط اضطراري، نفض الغبار، والابتسام! حتى البي بي سي تخفق لذلك هوّنوا عليكم قليلاً وأنا سأهون على نفسي، لم نأتِ لهذه الحياة لنكون صورة للكمال. المتعة كل المتعة في العفوية، وتطبيق مبدأ الوابيسابي الذي حدثتكم عنه سابقاً.

(ب)

شاركت للمرة الأولى في سحب على سيارة أمريكية من شركة فورد، لم أخطط لذلك، لكن حدث أن كنت في السوبرماركت المحليّ ذات مرة وثقبت ميزانيتي بالتسوق ومدّ لي الموظف ستة كوبونات للمشاركة، اخبرني بالاجوبة مسبقاً ولم يمنحني الفرصة للتفكير حتى! وقال ضعيها هناك في الصندوق والسحب بعد حوالي شهرين، فعلت ذلكوكنت في كل رحلة تسوق اسبوعي التفت باتجاه السيارة وأخبرها أنها لي وأننا سنلتقي قريباً، وانتظرت الرابع عشر من مارس، وعشت قصة شبيهة بقصة جرة الحليب على رأس البائعة المتحمسة لمستقبلها، واشتريت البيض وبعته، واشتريت بقرة حلوب ودجاجات، وسافرت، وتسوقت، واعطيت لصديقاتي مبلغاً محترماً ولعائلتي، وانتظرت كل يوم، حتى وصلت لليوم المحدد للسحب، وعشت حالة من التوتر الغريب الذي لم أشعر به من قبل حتى بانتظار نتائجي الدراسية، اتصلت بالاستعلامات لطلب رقم السوبرماركت وقال الموظف بأنه لم يسجل في النظام، عدت لفواتيري وكان الرقم المسجل بها عبارة عن أصفار متراصة، ما الذي يحدث؟ الكون كلّه يتفق على منحي المزيد من القلق والترقب. مر المساء سريعاً لأنني فكرت باستضافة صديقتي التي تجيد التهام الوقت معي، شعرت فجأة بأنني تخليت عن الانتظار، لم أعد لمراقبة الهاتف الذي احتفظ ببطاريته مشحونة طوال اليوم تحسباً لاتصال أو رسالة من إدارة السحب. ذهبت للسوبرماركت في الصباح بعد يومين، وتبضعت، وثقبت ميزانيتي من جديد، تذكرت أيضاً أنني اقتنيت من نفس المكان في المرة السابقة انبوب معجون أسنان بنكهة النعناع النقي، وفوجئت بعد فتحها واستخدامها أن المعجون بالقرفة، جربته عدة مرات وشككت في قدرات تذوقي، وجربته مع أفراد العائلة، فعلاً المعجون بالقرفة وليس بالنعناع النقي كما تظهر الانبوبة! قلت للبائع بينما كان يزحلق المشتريات بامتعاض لقد اشتريت منكم معجون اسنان بطعم النعناع ولكنّه لم يكن كذلك، كان بطعم القرفةقال:”وأين المعجون؟كانت ردة فعله مستفزة للأمانة، والقى السؤال بسخرية، فرددت عليه بذات اللهجة هل تعتقد بأنني سأحمل انبوب معجون اسنان في حقيبتي أينما ذهبت؟، أنا اخبركم لتراقبوا المنتجات فقط“. وبعد هذا الاحتقان فوجئت بأن الفاتورة أكبر من المبلغ النقدي الذي أحمله، واعتذرت وبينما كنت ابحث عن حلّ سريع كان يرسل نظرة سخرية أخرى، شعرت بأنني أريد ترك مشترياتي والركض للشارع، لكن الفراولة الطازجة عزيزة على قلبي، وعلبة العصير، وشرائح اللحم البقري والخبز الالماني بالحبوب! دقيقة لدي الحلّ، اخرجت بطاقتي البلاستيكية المنقذة، أعظم اختراع بشري بعد مسكن الألم والانترنت. ودفعت ما تبقى، لم تنتهي الحوارات بيني وبين الموظف، وقبل خروجي قلت له: هل انتهى السحب على السيارة؟ قال: نعم، وكان هناك فائز محظوظ. ما لم يقله وقالته عيناه: فائز محظوظ ليس أنتِ!

(ج)

الصورة أعلى التدوينة التقطها أخي خارج منزله في بنسلفانيا الامريكية، أحبّ أنه يحب التصوير، وأحبّ أيضاً الاشارة لحبّ التصوير وجمع الصور والذكريات كجينة عائلية مميزة ومهمّة لديّ. الصورة جعلتني أفكّر في الأمر الذي انتهجهأو أحاول المحافظة عليهالتركيز على اللحظة الحالية، التركيز على تفصيل واحد، التفصيل الأكثر وضوحاً في الصورة، وترك الهامش في الخلفية، الهامش عديم الوضوح، نقص التفاصيل دائماً يربكني، وبدلاً من التركيز على الصورة الواضحة القريبة المتاحة والبعيدة كلّ البعد عن القلق، تشغلني التفاصيل المغيبة في الخلفية. وهذا متعب، أعرف أنّني لم آتي بجديد، لكن أظنّ أن الوقت لم يتأخر لأتخذ قراراً حاسماً بالتخلي عن الصورة المهزوزة حتى تقترب، والتفاصيل التي لم تأتِ بعد ستأتي في وقتها المناسب.

(د)

كونشرتو التشيلو هذه استثنائية، ليست لأنّ مؤلفها إلغار Elgar كتب تحفة فنيّة، بل لأنّها اصبحت مرتبطة بالعازفة جاكلين دو بري بسبب أدائها المذهل وترجمتها للموسيقى لتصبح قطعة من روحها. التصوير أيضاً يُظهر زوجها دانييل بارنبويم عازف البيانو وقائد الاوركسترا الشهير، الذي بقي متزوجاً بها حتى وفاتها في العام ١٩٨٧م بعمر الـ ٤٢، جاكلين انهت حياتها الموسيقية باكراً بسبب اصابتها بالتصلب اللويحي، وبقيت هذه المقطوعة لتذكر بروعة ما كان ينتظر المستمعين لو استمرت.

ما الذي يجعل منزلكم بيتاً؟

homehouse

أصواتنا المرتفعة، صوت أمّي المنخفض، ضحكاتنا المتأرجحة، اللحف التي تخيطها أمي، كتبي التي احتلت كل رفّ فارغ في المنزل، الستائر النصف مفتوحة، اختيارات الأثاث العشوائية، الاطباق الملونة، أطباق الجيران المنسيّة، رائحة القهوة أول اليوم وأطرافه، طبق الفاكهة في الصالون، الزهور التي تزورنا كل أسبوع مرّة، شعر القطة المنثور، الزوايا المحجوزة باسم مدام إل، رسومات حصّه وكاريكاتيراتها لنا، علب أدوية والدي، علب المسكنات التي اتركها في متناول يدي، أكواب القهوة، مجلات الأزياء اللامعة، مواء لولو، علب العدد والأدوات، الشموع المعطرة، الشراشف القطنية الملوّنة، مشابك الشعر الهاربة إلى ثقب أسود، زوايا الأثاث الحادة وإصاباتها التي لا ترحم، الحقائب فوق، الحقائب تحت، زجاجات العطر المخزنة تحسباً لانقطاع المنتج، كعك التّمر، ماكينة إعداد الأرز، الاكياس المعطرة في رفوف الشراشف، غترة والدي على يدّ الاريكة، درج خشبي ضخم يحمل كلّ شيء، البومات الصور المتهالكة،حوارات والديّ على الافطار، زجاجات الماء الفارغة عند اقدام السرير، بخور الجمعة، العاب الطاولة التي تضيع قطعها من أول جولة، كابلات الاجهزة.. والمزيد من الكابلات.

ما الذي يجعل منزلكم بيتاً؟

ترجمت الجملة الانجليزية “What makes your house a home?” وحاولت في الترجمة توضيح الفكرة، كنت قد قرأت قبل عدة أيام مقالة في مجلة سايكولوجيز البريطانية، تطرح المقالة هذا السؤال. على اعتبار أنّه ليس كل منزل بيتكانت المقالة بمثابة استطلاع رأي سريع لعدة أشخاص، البعض قال بأنه المكان الذي يحفظ أعزّ ما يملكونه، والبعض الآخرة قال بأنه المكان الذي يتاح لهم فيه ممارسة الفوضى بلا حذر، وأيضاً المكان الذي يمكنك البقاء فيه طوال اليوم بملابس النوم! وعلماء النفس يقولون بأنّ مساحتك الشخصية في البيتهي مساحتك للتفكير والابتكار، وكلما كانت مريحة وملاءمة لما ترغب به وليس ما يراه مصممي الديكوركلما كنت منجزاً ورائقاً. وفي خلاصته يحددّ المقال أنّ البيت وليس المنزل فقطهو المكان الذي يجد فيه الانسان راحته التامّة، هو الدفء والأمن، والأهم من كلّ ذلك هو الذاكرة التي تصنعها فيهلذلك ليست البيوت بتصاميمها المبهرجة والفاخرة، وكلما كانت طبيعيةأكثر وأقل بلاستيكية كلما شاعت السعادة بين ساكنيها.

متابعة قراءة ما الذي يجعل منزلكم بيتاً؟

السرعة الأرضية ٧٠٠ كم/ساعة

Screen shot 2013-02-27 at 11.19.28 AM

١

 في محلّ صغير للسبح والاكسسوارت الملونة وقفت أنا وإبنة عمي التي تصغرني لنسأل عن مكان مقهى ستاربكس، ليست قهوتي المفضلة، لكنّها الشهية والرفقة التي تحكم أحياناً، مذهولاً من السؤال أعاد الجملة إلينا وبنطق مرتبك، وفهمنا فوراً أنّه لا يعرف ما سألناه عنه. بينما نحن نبحث عن مخرج، بعد أنا قطعنا عدة بنايات حول الحرم المكّي، وعبرنا المواقف المظلمة واجتزنا أعمال البناء، كنا نبحث عن مخرج، حتى تكلم من خلفنا رجل ضخم، شجرة بهيئة بشر، وصوته كان مناسباً تماماً لحجمه، قال بصوت جهور: تعالوا! وهكذا انطلقنا خلفه مهرولين – بسبب خطوته الطويلة طبعاًومن مصعد لآخر تنقلنا بين الادوار والمباني، ولوهلة التفتّ نحوها وقلت: ماذا لو كانت هذه عملية اختطاف، هل ترين ما يحدث؟ رجل غريب يقول تعالوا ونتبعه منوّمين! ولكن كان الوقت قد فات لمثل هذه التساؤلات، دخلنا معه المصعد الثالث في الرحلة وقال: اضغوا على الزر P1 وستجدون المقهى أمامكم، شكراً .. شكراً .. عفواً، وغاب الرجل الضخم بربطة العنق الانيقة، وبينما تبادلنا النظرات سريعاً فُتح الباب، وكان هناك مقهى ستاربكس ضخم، ومجمع تجاري ممتد بمتاجر عالمية، ستنسى لوهلة بأنك في مكة المكرمة، هذا رؤيتي، لا أريد أن أخبركم خجلاً منكممتى كانت المرة الأخيرة التي زرت بها المدينة المقدسةتغيرت مكة كثيراً، وبينما كنت أحاول التقاط صورة بانورامية للحرم وقفت خلفه رافعات البناء وكأنها وحوش مفترسة، تعلو وتهبط لتلتهم قطعة من الأرض، منظر الاصلاحات مرعب، ومزعج في نفس الوقت، لكن هل تعتقدون أنّ المعتمرين والزوار يتوقفون للحظة للالتفات لهذه الاصلاحات؟ لا أعتقد، حركة دؤوبه، الكل يبحث عن شيء أضاعه، وأنا معهم، أشعر بأن الشهور القليلة الماضية كومة من الفوضى، وهذه الرحلة المفاجئة لمكة جاءت لتغسل قلبي وتربتّ على كتفي، لا أقول أنني الآن وبعد عودتي للمنزل عدت للترتيب تماماً، لكنني على الطريق.

٢

 قبل مكة، كنت في الرياض في الفترة ما بين ٣١ يناير٨ فبراير، حضرت المؤتمر الثالث للتعليم الالكتروني والتعلم عن بعد، كان الهدف الأساسي من هذه الرحلة إلى جانب حضور المؤتمر، الحصول على وقت لنفسي، منذ سفر أخوتي مع مطلع العام، لم اترك المنزل لأكثر من يوم، لم أجرب أشياء جديدة، ولا شيء مهمّ يذكر! عندما ترى نفسك جزء من منظومة أي منظومة، ثمّ تُقتطع خارجها اضطرارياً يصيبك الدوار، أيضاً في هذا الفصل لم أعمل في التدريس، في محاولة لانجاز رسالتي ومساعدتي في ذلك، لم يُجددّ العقد مع الكلية التي عملت بها الفصل الماضي، جيد؟ ربما، الحقيقة أنني أفتقد وقوفي الطويل، نبرة صوتي المبحوحة من الكلام، ونعم .. تكرار المحاضرة لست مرات اسبوعياً. هذا الفاصل الاضطراري سيجهزني لأشياء وتغييرات لم يكن لي يدّ فيها، ومن هنا أيضاً تذكرت الايام قبل العام الجديد عندما قلت: هذا العام لن أضع خطة، لن اكتب تصورات، ولن أحدد وقتاً لأيّ شيء. الدليل على ذلك أنّ آخر تدوينة هنا كانت قبل شهر تقريباً– . حسناً المؤتمر، حضور هذا العام كان مميزاً، هناك ستيف وزنياك الرفيق الاثير لستيف جوبز، الرجل المدهش الذي كلما ظننتم أنكم عرفتم كلّ شيء عنه، ظهر المزيد. السبب في حضور المؤتمر كان ستيف، وأعتقد أن المنظمين يعرفون ذلك، كانت الجلسة الأولى من المؤتمر محجوزه له، تكلم بكل عفوية وتواضع، وأجاب على الاسئلة – ما فهمه منهاوهذا يذكرني بنقطة أثارت حنقي خلال المؤتمر، كانت الترجمة الفورية متوفرة على الجانبين انجليزي وعربيلكنّ البعض يصرّ بانجليزيته الركيكة في طرح الأسئلة وأخذ وقت طويل لشرح تفاصيل السؤال، وقت أطول مما ينبغي، وينتهي مدير الجلسة بالتأكيد على: يوجد ترجمة بالعربي، اطرحوا الاسئلة بالعربي! هناك أيضا سلمان خان وأكاديميته الرائعة، كانت جلسته تحقيقاً لفكرة التعلم عن بعد، إذ تمّ الاتصال به عبر الاقمار الصناعية وهو في أوريغونالولايات المتحدة الأمريكية، بينما يستعد لإنهاء يومه، نجلس بحماسه محقونين بالكافيين. تفاصيل المؤتمر تجدونها على الموقع هنا، وفي تويتر على هاشتاق (#ELI3) وهناك حساب للمؤتمر على تويتر (@NCEL_SA) سألتني إحدى المنظمات خلال وضعها لتقرير عن المؤتمر عن رأيي فيه، هذا العام كان أقل مستوى من حيث المحتوى والأفكار المطروحة، شعرت كثيراً بالملل والتكرار، ربما بسبب اختيار مواضيع متقاربة وأيضاً ضعف ثقافة العرض والتحدث لدى المشاركين المحليين، يضعون عرض تقديمي على الشاشة مليء بالكتابات والصور وتبدأ القراءة بلا وعي، حتى الوقفات لا توجد، سيل من الكلام الذي لو توقف قارئه للحظة وتسأله عنه لم يعرف منه شيئاً. لكن على مستوى التنظيم كان ترتيب جيد وخدمات متوفرة ومن أهمها الانترنت اللاسلكي الذي مكن الحضور من كتابة تغطياتهم الخاصة على الهواء وإثراء من لم يمكنه الحضور.

٣

من المشاريع التي انتظرت ولادتها منذ فترة، مجلة الكترونية جديدة للحياة، للأفكار، للفنون، والازياء. هذه المجلة من إعداد أخواتي، فخورة بهنّ فالمحتوى المكتوب والتحرير الفني كله من اعدادهم، شاركت قليلاً وعليكم أن تحزروا أيّ الاضافات في الصفحات منّي. أقدم لكم (The It mag).

 ٤

 لماذا يخبرنا الطيار بارتفاعنا؟ لماذا يلحّ ويكرر نحلق الآن على ارتفاع ٢٣ الف قدم، أو ٤٧ الف قدم، ويحولها بوحدات القياس كلها، ويذكرنا بأن الارض تركض تحتنا بسرعة ٧٠٠ كم، تراه يريد أن نفخر بأنفسنا، بأننا ارتفعنا، وركضنا، ولم تكن الطائرة هي الناقل؟ ما زلت اتساءل، وانظر لعيون المسافرين الفزعة عندما يذكرهم بارتفاعنا، بينما اتحسس اجنحة صغيرة على كتفي، وابتسم.

٥

شهيتي القرائية منتعشة مؤخراً، هذه الشهية التي لا تسبب لي حرجاً ولا أعراض جانبية، ولا تؤثر في خزانتي والحمد لله، قلت بأنني لن اشتري كتابا في ٢٠١٣م، والهدايا كل حين تصلني، لماذا لم أفكر في هذا التحدي قبل الآن؟

٦

 ماذا بعد؟ ليس لدي الكثير لأقوله، ربما هذه التدوينة لتمرين الحبر النائم في قلمي ودفعه للخروج، أو للاعتذار عن غياب طويل؟ كم مرة كتبت تدوينة مشابهة؟ لا اذكر.خلال الاسابيع المقبلة المزيد من التفاصيل المدهشة بإذن الله، وسأحاول تدوينها فوراً، لأجلكم أولاً ثمّ ليبقى ذهني حاضراً ولا أنسى كيف أكتب.  سأقرأ كتب تنتظر فيكتوريا لـ سامي ميخائيلو رأيت رام الله لـ مريد البرغوثيوسأعود من جديد لبول أوستر مع كتابه/السيرة “Hand to mouth”. سأشاهد أفلام الأوسكار الآن بعد أن خفتت الدعاية، وتوقف الناس عن الحديث والتوقع، وسأشاهد أيضاً وثائقي عن الحدائق الفرنسية من إنتاج بي بي سي، أعد نفسي بشهور ممتعة في انتظار عودة باقي الفريق، وسأجعلهم فخورين بأنني لم أفقد عقلي في انتظارهم.

أسبوع بلا قهوة -اليوم السابع.

١٠:٣٠ ص

مخفوق الفواكة المنعشة: أناناس، فراولة، توت، موز، كيوي، جوافة، ملعقة عسل ونصف كوب حليب.

١:٠٨ م

مع الوقت والمتابعة تتمكن من صنع نشرة أخبارك بنفسكأشاهد يوم الجمعة فوق ٧ برامج اخبارية من قنوات ودول مختلفةالتضاد، اختلاف الصياغة، الافكار المطروحة، وترتيب الأولويات في كلّ منها متغيرلكن في المحصلة، لا أصدق أيّ منها بشكل كاملأصدق نفسي أولاً!

٢:١٧ م

فنجان شاي إيرل غراي وحبق.

وَ وثائقي عن نابوكوف.

٥:٢٢ م

كيف تحلّ مسألة مثل لوليتا؟

ستيفن سميث يذهب في رحلة عجائبية، للبحث عن لغز لوليتا، لغز فلاديمير نابوكوف بشكل أوسع. يذهب لسانت بطرسبرغ مسقط رأسه ومقر عائلته الارستقراطية العريقة التي هجّرتها الثورة البلشفية إلى ألمانيا أولاً ثمّ إلى أمريكا. يزور الفندق الذي سكن فيه لعقود في مونترو بسويسرا، يزور كامبردج، ونيويورك، وايثاكا حيث استقر كأستاذ للأدب في جامعة كورنيل، ويزور البيت الذي كتب فيه لوليتا، وكاد يحرقها مرتين لولا إنقاذ فيرا زوجته للقطعة الفنية التي شغلت العالم وما زالتفي الوثائقي أيضاً يستعرض سميث المجموعة النادرة من الفراشات التي جمعها نابوكوف والفراشات هوسه الآخر الذي لم يمت منذ الطفولةيستعرض سميث مجموعة الفراشات النادرة والمصنفة ككنز علميّ. ستشاهدون كما شاهد سميث، بعض الحقائق الانسانية العظيمة المرتبطة بهذا الكاتب

٦:١١ م

لو عاش أورويل لليوم ..

مقال جميل في الغارديان البريطانية (هنا)

٨:٢٨ م

tumblr_mghitjcgjg1qzr04eo1_500

لا تستوقفني كثيراً العبارات المحفزة والايجابية، أستطيع القول بأن شعوري تجاهها محايد بعض الشيء. قد أحبّ بعضها وقد اتجاوزها سريعاً. المهمّ الآن ليس رأيي المهمّ حساب تمبلر الجميل (هذا) فيه عبارات جميلة، ليست بالضرورة محفزة دائماً لكنني أحببت طريقة عرضها.

٩:٢٠ م

وصلنا إلى نهاية التجربة تقريباً، لم تكن الفكرة للتوقف عن شرب القهوة فكرة صائبة، اعترف بذلك، عانيت من الصداع، ومن التفكير طوال الوقت بأنني لن أشرب القهوة وهذا منهك. هذه هي مشكلة الاقلاع عن شيء، أيّ شيء، ذهنك يكون حاضرا طوال الوقت وموجهاً لهذه الفكرة. مع أنني وجدت البدائل، ولم اشارف على اختراق ما اتفقت عليه أنا ونفسي، لكن الفائدة الوحيدة التي جنيتها من هذه التجربة هي العودة للتدوين بحماس، مهما كانت التدوينات التي ادرجتها هنا. أشعر بأنني استعدت توازني، ورغبتي الشديدة في الكتابة هنا بالتحديد، في وقت التهم فيه تويتر كلّ ما أريد قوله، وحتى الافكار التي تدور في رأسي إما أنها تموت، أو تطهى وتقدّم على عجلوصلت لليوم السابع بدون خروقات، وكل ما سأتذكره الصور الكثيرة التي تظهر أمامي في كل صفحة ويب، أو برنامج تواصل اجتماعي اتصفحه، أكواب قهوة، أكبر كمية من أكواب القهوة، التي لن اشربهاعندما سألتني صديقة والدتي عن سبب هذه المغامرة الغريبة قلت لها بأنني أتدرب على فقد القهوة في حالة حصلت كارثة كونية ودمرت محاصيل البنّ، جواب غير منطقي، لكنه أصبح نكتة ذلك اليومشيء مهمّ سأعطيكم إياه بمناسبة احتفالي بعودتي للقهوة، كيف تصنع أفضل قهوة في المنزل؟