
مساء الخير،
خلال الشهرين القادمة بإذن الله، ستذهب المدونة في إجازة طويلة مليئة بالمفاجآت!
أشكر لكم متابعتكم وتعليقاتكم، وصبركم على الغياب المتكررّ للمحتوى.
يمكنكم متابعة تفاصيل رحلتي من خلال حسابي على Instagram هنا : @ihanq
مساء الخير،
خلال الشهرين القادمة بإذن الله، ستذهب المدونة في إجازة طويلة مليئة بالمفاجآت!
أشكر لكم متابعتكم وتعليقاتكم، وصبركم على الغياب المتكررّ للمحتوى.
يمكنكم متابعة تفاصيل رحلتي من خلال حسابي على Instagram هنا : @ihanq
رمضان مبارك يا أصدقاء!
انتظر هذا الشهر سنوياً لما فيه من خير عظيم، لأنه انتباهة نفسي واستعدادها، وأجد فيه البداية الحقيقية للسنة. متى حصل ذلك؟ لا أتذكر لكننه جميل. هذه السّنة سأعتزل الشبكات الاجتماعية في تجربة لم استطع مواصلتها من قبل، لكن لكي استطيع التركيز على المشاريع التي خططت لها يجب أن اعتزل الشبكات الاجتماعية التي تلتهم وقتي.
سأقرأ أكثر، سأشارك أختي الصغرى في مشاهدة فيلم كرتوني قديم وأحبه “صاحب الظل الطويل” وبالتزامن مع ذلك سنقرأ الرواية “Daddy Long Legs” للكاتبة جين وبستر والتي اقتبس الفيلم الكرتوني عنها، أتمنّى أن توقظ بها هذه الحكاية حبّ الكتابة والمغامرة والتفرّد! اقترح عليكم أيضاً اختيار كتب للصغار، أو مشاهدة مسلسل كرتوني مؤثر وذكي مع أخوتكم أو أقاربكم الصغار ستصنعون معهم تجربة لا تنسى وسترتبط بالشهر.
أو دفتر التغيير. كتبت عنه من قبل في تدوينة: “بدأت في منتصف مارس الماضي بتسجيل التغييرات اليومية الصغيرة التي وبعد فترة طويلة من تجربتها ستكبر، وسيكبر تأثيرها عليّ. كنت دائماً أبحث عن تغيير جذري وواضح لأغير حياتي ككل، وهذا متعب ونتائجه ليست مضمونة! بدأت بالتغييرات الصغيرة، وتسجيلها، والتي قد تبدو طريفة وغير مهمّة أحياناً إلا أنني بدأت اليوم بالاستمتاع بها. اقتنيت للفكرة دفتر مزخرف بالزهور الملونة واتركه في حقيبتي في كلّ مكان أذهب إليه، وإلى جانب رأسي لأكتب فيه قبل نهاية كلّ يوم. قد لا يكون هناك تغييرات يومية بالضرورة لكن فكرة التسجيل والتأريخ جميلة وممتعة.”
وما زلت أذكر بأنني وعدت بتخصيص تدوينة للحديث عن هذه التجربة. لن أبحث عن تغييرات مثالية قام بها أشخاص آخرون، بل سأتحدث واقتبس من الدفتر الذي خصصته لهذه التغييرات.
23 مارس 2013م
شربت كوباً من الحليب البارد بلا إضافات، من الثلاجة للكوب لفمي. وهذا نادر الحدوث، لم أستطع قبل اليوم تقبّل فكرة شرب الحليب الطازج بلا تدفئة أو إضافات، عندما فعلتها شعرت بأنني بطلة، وأنّ حياتي تغيرت. اليوم أيضاً اتصلت بصديقة لا أتحدث معها على الهاتف عادة، لم أتحدث معها على الهاتف أبداً بعد أن تبادلنا أرقامنا، التقي بها كثيراً من وقت لآخر ولكن لا نتحادث هاتفياً، اتصلت بها وقضيت وقتاً رائعاً في الحديث عن كلّ ما كان يشغل ذهني في تلك الفترة.
25 مارس 2013م
لمست شجرة تخيفني في حديقتنا، أخرج كلّ يوم للمشي حول المنزل لكن لم أملك الجرأة للمسها من قبل، تخيلت بأنها مسمومة وقاتلة! لكن بعد ساعات لم يحدث أيّ شيء والخيالات التي كوّنتها في رأسي كانت وهماً.
27 مارس 2013م
تعرّفت على سيدة جلست بجانبي في صالون التجميل، تحادثنا وعرضت عليها بسكويت مع كوب القهوة الذي كنّا نشربه، علمت من حديثنا أنها طبيبة نفسيّة.
29 مارس 2013م
تحدثت مع فتاة جلست بجانبي في رحلة الطائرة، لا أتحدث مع الغرباء وأجد صعوبة في ذلك، خوف بلا مبرر، أو خجل؟ الله أعلم. انتهى الحديث بوصولنا للأرض وأعطيتها عنواني على شبكة تويتر الاجتماعية.
5 أبريل 2013م
جففت شعري من اليمين إلى اليسار. وهي الطريقة التي لا أحبها، هناك جانب مفضل من شعركم؟ ودائما تبدؤون به ويحصل القسم الأقلّ تفضيلاً على طاقة أقل، ومزاج أسوأ وهكذا يكون المظهر العام للجانبين مختلفاً.
17 أبريل 2013م
اشتريت هدايا لأطفال العائلة. ليست المرّة الأولى لكنني هذه المرة أخذت وقتي للتفكير في هدية مناسبة لكل طفل، وكانت النتائج مذهلة.
9 مايو 2013م
اخترت كتاب للقراءة خلال الشهر. هذه المرّة سأقرأ الكتاب بصوت مرتفع لوالدي، بقية العائلة في سفر خارج المنزل ونقضي وقت طويل سوية، هذا الكتاب أصبح رفيقي في رحلات السيارة، ومع قهوة المساء، وكلما كان ذلك متاحاً.
اعترف بأنني ومع الانشغال ونسيان الكتابة أحياناً، أصبحت أكتب التغييرات بلا تواريخ، من التغييرات التي أجريتها أخرجت جهاز الكمبيوتر المكتبي من غرفتي، غيّرت حبوب الإفطار التي أتناولها عادة إلى تلك الغنية بالألياف والمكسرات. في مطعمي المفضل الذي أزوره كلّ مرة غيرت أطباقي التي اختارها من اللحم البقري إلى المأكولات البحرية. جربت شراء قطع ملابس بقصات وألوان لم ارتديها من قبل وكانت النتيجة مبهجة. أكتب رسائل أسبوعية لصديقاتي وقريباتي البعيدات أحفزهم فيها لفعل تغييرات مشابهة، وأخبرهم كم أحبهم واشتاق إليهم كلما شعرت بأنني أريد قول ذلك. أصبحت أنصت أكثر لوالدي ولا أجادله كثيراً – أنا أكثر شخص يجادل والدي في المنزل- واكتشفت بأنه أحيانا يتكلم لمجرد تنفيس الضغوط والقلق ولا يبحث عن علاج أو حلول من قبلي. أيضاً في الشهر الماضي قررت تغيير أثاث غرفتي ولون جدرانها وخلال ذلك قمت بجردتي العظيمة التي تحدثت عنها في تدوينه سابقة.
وبما أننا نتحدث عن سلسلة التغييرات المفيدة، كنت قد مررت بمدونة أجنبية قامت صاحبتها بتطبيق فكرة مذهلة ساعدتها على قراءة أكداس الكتب التي تريد البدء بقراءتها لكنّها وبسبب التردد تتركها كلها الفكرة ببساطة تتلخص في وضع أسماء الكتب التي لديكم وترغبون بقراءتها على قصاصات ورق وجمعها في مرطبان –أو علبة- ومن ثمّ اختيار اسم الكتاب كل أسبوع أو كلّ شهر بحسب سرعتكم في القراءة. السرّ في الالتزام بهذا الخيار، عندما تسحبون اسم الكتاب يجب عليكم حينها قراءته ومن ثمّ الانتقال للتالي وهكذا. بالأمس جمعت أسماء الكتب الإلكترونية التي تراكمت خلال الشهور الماضية في القارئ الإلكتروني، بالإضافة لبعض العناوين الورقية التي أؤجل الوصول لها منذ زمن. استخدمت في القصاصات لون واحد من الورق، بينما كانت المدونة صاحبة الفكرة استخدمت عدة ألوان لكل نوع من الكتب، روايات، سير، قصص، الخ .. لكنّ ذلك بالنسبة لي يقلل عنصر المفاجأة في القراءة.
مضى وقت طويل، طويل جداً بالحساب الرقمي للوقت، لكنّه تعاظم بداخلي عندما كنت استرجع كلّ مرّة مدونتي وفكرة هجراني الطويل لها. السبب؟ لا توجد أسباب مُقنعة للتوقف عن التدوين إلا إذا استبد الكسل بالكاتب. والكسل هو السبب الوحيد. لأنني ومن جهة أخرى وجدت الوقت للتدوين المصغر على تويتر، والتدوين المصور –اليومي- على شبكة Instagram الاجتماعية. خلال الأشهر الأولى من هذا العام تنقلت كثيراً وأهملت غرفتي سكني الأول والأهمّ، كنت أعود لعدة أيام وارتدي ملابسي من الحقيبة وأعيدها فيها وانطلق من جديد وهكذا. تكدست الأوراق والكتب والهدايا وطرود البريد على طاولة في طرف الغرفة، وكانت الصدمة الحقيقية في منتصف مايو الماضي عندما فتحت الستائر أخيراً وعلمت بأنني سأبقى عدة أشهر في المنزل. لم يكن هناك عذر واحد للفوضى العارمة التي أعيشها، وأصبحت الفوضى تهدد صحتّي وصحة الهرة المسكينة التي تشاركني السكن في الغرفة. قررت خلال عدة ساعات أنّ الجردة العظيمة آن وقتها، وأنّني لن اكتفي بتنظيف الغرفة ومسح الغبار وإعادة كلّ شيء مكانه، بل سيمتد العمل لنقل الأثاث والتخلص من كلّ ما اثقل كاهل البناء ورأسي للابد! بالإضافة طبعاً لتغيير لون الجدران واقتناء خزائن واستكمال ما أجلت القيام به منذ وقت طويل.
قبل عدة أشهر وُلدت الفكرة، لكنني ترددت في تنفيذها، لدينا دائما ذلك الشعور المخيف في التمسك بالمقتنيات المادية –والمعنوية بالضرورة- ونتصور أن هذه الأكداس اكسجيننا الذي لا نمكن العيش بدونه. ما إن نفتح الصناديق ونبدأ الترتيب سنفاجأ بحقيقة إنها كومة قمامة ستلتهمنا يوماً ما. وهذا ما حصل معي. ولدت فكرة الجرد والترتيب بعد قراءة لعدد خصصته مجلة أوبرا الأمريكية لنفي الفوضى من حياتنا. لم يكن مصادفة فأنت ما إن تقرر القيام بأمر، تجتذب عينيك كل الصور والكلمات المرتبطة به لأنك تنبهت له بالكامل. وبعد مجلة أوبرا توالت التدوينات والمواقع التي تحرضني على فعلها و”تنظيف حياتي”.
بعيداً عن المنزل لشهر أو يزيد، في الرياض لعمل مؤقت ومشاريع أخرى. الانتقال من مكان لآخر خلال الأشهر الماضية وهبني شيء من الخفّة، خفة حسية ومعنوية، مع بعض المطبات خلال الأيام الأولى من الانتقال. يخففّ الانتقالات والتغييرات صحبة أشخاص تحبّهم وتشاركهم تفاصيلك اليومية بلا ترددّ أو حرج. أفكر في إجازة مثالية، بكثير من النوم، بلا وميض أجهزة وبلا منبّه بالتأكيد. أريد التوقف عن الانشغال بكلّ شيء ما عدا الانشغال بنفسي. أريد أن أسيطر على قلقي من كلّ ما تركته ورائي، أنّ أركز بصري أمامي وأمامي فقط. مهووسة حالياً بالصحة، التغييرات الصحية، وترك العادات السيئة التي لازمتني منذ سنوات المراهقة. اقرأ مجلات جديدة تهتمّ بالصحة والترتيب وإعادة التأهيل – الكثير منه -. واعتقد أنه هذا الوقت من السنة، كلّ سنة. أجرب أطعمة جديدة، أصبح الشوفان صديق الإفطار، والفواكه التي لا أتناولها عادة جربتها وأحببتها، جربت الـ Milkshake في هذا العمر للمرة الأولى أجربه هذا مضحك صحيح؟ جربته هذا الأسبوع وأخشى على نفسي من الإدمان فهذا المشروب غارق في السكّر والحبّ. وبعد محاولة ترك القهوة لأسبوع خضت تجربة أسبوع من البروتينات على سبيل تجربة حمية جديدة من فرنسا، شعرت في نهاية الأسبوع بأنني دجاجة، أو بيضة! وأظن بأنني سأترك البيض لفترة لا بأس بها. استمع لموسيقى سترافنسكي، موسيقاي الكلاسيكية المفضلة، الفوضى الرائعة، وحصلت على الأعمال الكاملة وقمت بتحميلها من خلال التورنت (هنا).