شاهدت اليوم وثائقي خفيف وممتع يتناول كواليس المسلسل البريطاني الشهير “داونتن آبي Downton Abbey” الوثائقي يناقش الآداب الإنجليزية في العهد الادواردي. الوثائقي يقدمه الستير بروس – بروفيسور ومؤلف وخبير البروتوكولات الدينية والملكية والمستشار لمنتجي المسلسل فيما يتعلق بالآداب والتفاصيل الخاصة بساكني البيت من خدم وأرستقراطيين. أحببت في الوثائقي أنه مقسم إلى أكثر من جزء بحسب الآداب التي يتناولها، ولكل مجموعة من الآداب مشاهد مقتطفة من المسلسل وأحياناً مشاهد وقت التصوير والستير يبدي رأيه وتعليقاته وتعديلاته عليها.
مشاهدة الوثائقي زادت من دهشتي واهتمامي بتلك الفترة، المسلسل مثل قطعة فنية مشغولة هذا ما ستحدث به نفسك بعد مشاهدة الوثائقي الذي قد لا يختصر الجهد الجبار المبذول فيه.
الحديث في الوثائقي يتطرق لآداب المائدة، الزواج، التعامل مع الآخرين، كيفية كسب المال وغيرها. الكثير من التفاصيل للتنظيم الذي يصل حدّ الهوس والكثير من التكاليف التي قد لا تطيقها النفس البشرية اليوم.
اكتشفت مع مشاهدة الوثائقي أنّه ما من شيء يُترك للصدفة، من أثاث المنزل ومشاهد تناول الطعام، وحتى طريقة الجلوس والحديث والملابس التي ارتدتها الشخصيات. كيف يجب على الفتيات النبيلات التصرف، وكيف كنّ في سجون متحركة وبلا قرار.
هذه التدوينة محاولة لمساعدة نفسي ومساعدتكم في استعادة زمام أمور حياتنا. أرتب نفسي جيداً ثم أعود للفوضى قبل الاستفادة الكاملة من الترتيب. لماذا؟ لأنني لا أدير نفسي بصورة جيدة. تشغلني فكرة ما وتؤرقني لأيام، ثم أبدأ بقراءة كتاب ضخم يسرق كل ما بقي من وقتي، وفي العمل انهمك في مهمة واحدة لانجازها في الوقت. ثم اكتشف بأنني لا استريح ولا استمتع وعملي لا ينجز بالصورة المثالية التي أتمنى. أريد أن أفرغ ساعات الصباح الأولى من جديد، وأعدّ وجباتي بانتظام وأقرأ ولا انقطع عن المدونة. هذا ممكن وليس مستحيل كما تصورت.
الشيء المريح في الموضوع أنّ العظماء يعانون من الفوضى مثلنا، يعانون من انعدام الانتاجية ومن الروتين القاتل. لكنّ البشر يتفاوتون في تعاملهم مع هذه العوائق. كيف تصنع نسختك الأفضل؟
ترجمت عدة نصائح من قراءات مختلفة وجربت للمرة الأولى اعداد انفوجرافيك من الصفر حول الموضوع. لا أنسى أن أطلب منكم المشاركة بنصائحكم التي ستفيد القرّاء هنا.
١– افعل الأشياء التي تجيدها واستمتع بها.
ما الذي تجيده؟ البحث، المفاوضة، القراءة، الصبر، الاستيقاظ المبكر. ما هي أكثر الأشياء التي تجيد فعلها في الحياة وتخصّك. الآن وقد عرفت هذه الأشياء أو الجوانب من شخصيتك جد مكاناً في حياتك اليومية واستفد منها سواء لنفسك أو في عملك.
٢– تعرف على لحنك الداخلي.
نقوم بفعل الأشياء بطريقة مختلفة. أنا أقرأ بسرعة مختلفة عن أختي أو والدتي، أشاهد المسلسلات بسرعة مختلفة عن صديقتي وانجز عملي كذلك. هذا هو “لحني الداخلي” يصبح أحيانا سريعاً ويبطئ في أحيان أخرى. عليّ فهم اللحن واستيعابه حتى اتمكن من صنع نسختي الأفضل. كيف؟ أراقب لحني الداخلي خلال الأسبوع وأعرف متى يكون مناسباً لفعل الانشطة المختلفة. لا أكدّره ولا استعجله. هل انتاجيتي أعلى في الصباح؟ أضع المهام الصعبة هناك. إذا كان عملكم مرناً ومهامه الأسبوعية متوقعة جرّبوا تصميم الجدول كي يتوافق ولحنكم الداخلي.
٣– ضع خارطة للطريق.
لا يمكنك الوصول لنقطة ما إذا لم تعرف اتجاهك. أحيانا نشتغل بالنتيجة النهائية المطلوبة منّا ونفقد التركيز على الكيفية التي نصل بها. ننتهي من الأعمال الفورية والمستعجلة ولا نقف قليلاً لنفكّر: هل هذا مهمّ الآن؟ وهذا بالطبع ينقلنا للجزء الضروري من التخطيط: تحديد الأولويات. اكتب قائمة أولويات لكل جانب من حياتك ورتب لها التفاصيل بما تراه مناسباً. صنع الخريطة سيقودكم بسهولة لنسختكم الأفضل.
٤– استثمر في نفسك.
شيء يجب أن نأخذه على محمل الجدّ. أثمن استثمار يمكننا العمل عليه، هو استثمارنا في أنفسنا. تطويرها، الاهتمام بها، وطبعاً، الوصول للنسخة الأفضل. أين تريد أن تكون بعد خمس سنوات؟ هذا السؤال ومهما بدا كليشيها مستهلكاً إلا أنه بوصلة لا يستهان بها ويعيدنا للفقرة السابقة “خارطة الطريق” وأهميتها للوصول.
٥– اعرف محفزاتك.
إدارة نفسك بكفاءة تتطلب منك معرفة ما الذي يدفعك للأمام. ما الذي يقدح شرارة العمل فيك. معرفة هذه المحفزات يساعدك في زيادة أداءها، وإطالة مدة أثرها إن أدرت. وسواء كانت سلبية أم ايجابية يستحسن التعرف عليها باكراً. اكتب قائمة بمحفزاتك المختلفة وفكر كيف يمكنك الاستفادة منها في أي مجال من مجالات حياتك.
٦– كن مبدعا خلاقاً.
من المدهش أن تحافظ على ذهن نشط وأفكار خلاقة كل يوم. الموضوع لا يأتي بسهولة وبلا جهد. يحتاج إلى وقت وترتيب حتى وإن كان في كثير من الأحيان عفوياً. احتفظ بدفتر أكتب فيه كل الأفكار الصغيرة المتطايرة لحين الحاجة إليها. أعود إليه وأعدل وابتكر أو ببساطة اسهب في الحديث عن فكرة ما.
في الفترات النشطة من التدوين أعود لذلك الدفتر واهتم به كثيراً. المزيد من الأفكار التي تضيفها للدفتر مثل مظلة في أيام المطر. اتركها مخبأه واستنجد بها عندما يغفو الابداع لسبب أو آخر. أقرأ أكثر، أشاهد لبرامج منوعة، وأغير قائمة الموسيقى. هذه أشياء أخرى تصنع مني نسخة أفضل كل حين.
٧– تفاعل مع أولوياتك بالشكل المطلوب وفي الوقت المناسب.
نقول بأننا مشغولون في أحيان كثيرة والحقيقة أننا لا نحسن إدارة الوقت أو اجلس واكتب قائمة بالأولويات ثم أضع أمامها الوقت المخصص لكلّ منها. هكذا، أرى الوقت المناسب للجميع ولا يخرج عن جدولي أحد. سأصاب بالدهشة بالتأكيد عندما اكتشف بأن الكثير من الأشياء التي أخصص لها الوقت ليست على قائمة أولوياتي.
وصولكم إلى هذه الصفحة بحد ذاته دليل على حماسكم لمعرفة كيفية تدمير انتاجيتكم.
بلا تأخير، هذه هي السبع خطوات.
١– تحققوا من بريدكم الالكتروني كل دقيقتين.
التحقق من بريدكم الالكتروني أصبح فعل بديهي لدرجة أنكم لا تفكرون فيه مرتين. لكن الرسائل التي تصلكم غالباً ما تطلب اتخاذ إجراء حيالها، وغالباً أيضاً هذه الأمور ليست بأهمية العمل الذي أمامكم. التحقق من رسائل البريد كل دقيقتين ضمانه لتشتيت الانتباه وتوقف الانتاجية.
٢– حافظوا على فوضى مكاتبكم.
أفضل طريقة لتدمير انتاجيتكم هي المحافظة على مساحة عمل فوضوية. للحصول على أعلى درجات التوتر وأقل درجات الدافعية، لا تضعوا شيئا في مكانه الصحيح. القلق والتفكير في الوقت اللازم لترتيب هذه الفوضى سيقتل الانتاجية بالتأكيد.
٣–ابتعدوا عن بيئة العمل المريحة قدر الإمكان.
اجلسوا على كرسي رخيص، في إضاءة سيئة وستشعرون بالألم في كل جزء من أجسادكم وسيستبدّ بكم الصداع ولن يترك لكم لحظة واحدة للانتاج.
٤– تأكدوا من تعدد المهام.
أظهرت الدراسات أن تعدد المهام ينقص من ذكاءكم ١٠ درجات.
براڤو! ليس هناك طريقة أمثل من هذه الطريقة للتوقف عن إنجاز الأعمال. تنقلوا بين مهمتين و٣ و٤ أو حتى خمسة في نفس الوقت.
٥–ضعوا كلّ التنبيهات في حياتكم على وضعية التشغيل.
فعلوا خاصية التنبيه في تطبيقات هواتفكم النقالة وأجهزة الكمبيوتر من سكايپ للبريد الالكتروني لمواقع التواصل الاجتماعي والأخبار وتأكدوا أن أجهزتكم كلها متصلة بالتنبيهات. عندما تصل رسالة واحدة ستصل للكمبيوتر المكتبي، الهاتف النقال، الكمبيوتر المحمول والقارئ الالكتروني للتأكيد على استحالة تجاهلها.
٦–اسمحوا للآخرين بمقاطعتكم.
سياسة الباب المفتوح الزامية إذا أردتم تدمير انتاجيتكم بأسرع وقت. تواصلوا مع الموظفين على مدار الساعة، تجولوا في الممرات واطرقوا الأبواب بحثاً عن أحاديث ممتعة وطويلة كلما طالت كلما كانت العودة للعمل مستحيلة. امنحوا الآخرين الإذن لمحاصرتكم بطلبات عشوائية طوال اليوم.
٧– اصنعوا لائحة مهام مستحيلة.
في بداية كلّ يوم اكتبوا قائمة مهام طويلة مكونة من عدة صفحات. املؤوها بالعناصر التي يستحيل عليكم انجازها في يوم عمل واحد. استمروا بإضافة المزيد من المهام إليها. وعندما تنتهون من أحدها لا تتركوا علامة تفيد بذلك. هذه طريقة أكيده للبقاء تحت ضغط التوتر، على الحافة تفكرون في كل الأشياء التي ينبغي عليكم فعلها عوضاً عن التركيز على المهمة القائمة أو المشروع الحالي.
– لديكم أفكار أخرى لتدمير الانتاجية؟ شاركونا بها أرجوكم.
وأنا أجرب للمرة الأولى لوح شوكولاتة داكنة محشوة بالكرز المجفف واللوز المحمص. ٥٥٪ شوكولاتة أفريقية شهية. داخل لفافة التغليف كُتبت قصيدة حبّ، وأظن أنها ستختلف من لوح لآخر. سعيدة باكتشافي اللذيذ وسعيدة بتجربتي الأولى للطلب من موقع iherb.com بعد توصية مهمة من نورة – شكراً نورة للأبد– الآن عثرت على المكان الذي سأجد فيه المنتجات الصحية والنظيفة التي أحبها لكنها ما إن تتوفر شهراً في السعودية حتى تنقطع في الشهر التالي. بالاضافة طبعاً للأسعار الخيالية والتفاوت المزعج في جودة المنتجات وصلاحيتها.
لم احتج لأكثر من بطاقتي الائتمانية، رقم هاتفي ومدينتي. سعيدة بهذا لأنني لم أحصل على عنوان بريدي في الرياض حتى اللحظة، والموقع يشحن بأكثر من خيار أفضلها بحسب السعر والسرعة –وتجربتي– كان DHL EXPRESS.
طلبت من الموقع مجموعة غنية من الشاي، الواح غرانولا كوجبة خفيفة في العمل، مانغو مجفف، وفيتامينات ومكملات تخفف من الضغوط لهرّتي إل –التي بالمناسبة أحبّتها كثيرا– . الموقع ضخم وغني بالخيارات، المرة القادمة التي سأطلب منه سيكون قسم التجميل والعناية بالشعر والجسم وجهتي بالاضافة للغذاء والتوابل.
الأسعار لا تصدق، وقيمة الشحن كذلك –كلفني الشحن ١١ دولار ووصل الطلب سريعاً وفي صندوق موضب جيداً. انتهيت من طلبي مساء يوم الخميس الماضي، دفعت واستكمل الموقع الاجراءات في وقت قياسي ووصلتني الشحنة اليوم. الموقع فيه خيارات كثيرة وخصومات وأكواد تخفيض اطمح للحصول عليها مستقبلاً.
هل أوصي به؟
طبعاً، وسأحبّ أن تشاركوني تجربتكم هنا أو في مدوناتكم وتبلغوني عنها.
الساعة على شاشة جهازك تشير للرابعة مساء. لا تصدق ذلك؟ لماذا؟ لأنك قضيت يومك في الحديث مع الزملاء في العمل، ضيعت الوقت. والآن نهاية يومك بلا إنتاج يعوّل عليه. في الوضع المثالي لحياتك العملية هذا لا يحدث كثيراً، لكن قد تزورك أيام مجدبة. والآن، قائمة مهامك تمددت للضعف منذ الصباح، ومديرك نافذ الصبر ينتظر منك إنهاء المهام، وتفكر في شيء واحد فقط: لا يمكن أن يتكرر هذا في الغدّ.
كيف تمنع حدوث ذلك؟ هذه التدوينة ستلخص لك الطريقة في أربع خطوات.
1- انجز شيئاً– أي شيء – اليوم.
إذا تركت مهام اليوم بدون إنجاز هناك احتمال كبير بأن تبقى معلقة فوق رأسك، تقلقك وتسبب لك التوتر. حتى تصل لمكتبك في اليوم التالي وهذا ما يسمى بتأثير زيجارنيك. لن تتمكن من إنجاز القائمة كلها في وقت ضيق وإن حاولت. ولكن إنجاز بعض المهام البسيطة وجزء من المهام الصعبة سيمنحك بعض الهدوء والسكينة بالإضافة لتشجيعك على الحضور في الغد وإكمال ما بدأته.
إذا، ألق نظرة على قائمتك واختر منها شيء، أيّ شيء لتنجزه في الوقت المتبقي من اليوم، اجلس بتركيز وأعمل عليه قبل خروجك. قد تكون خطوة صغيرة لكنها خطوة في الطريق للغد المنتج.
2- استرح، وأعد ترتيب استراتيجيتك.
في نهاية يوم عملك خذ جهاز الكمبيوتر الخاص بك إلى المنزل –إذا كنت تستخدم جهاز مكتبي خذ معك قائمة مهامك– لا نقصد بذلك أنك ستكون مضطراً للعمل من المنزل، طبعاً لا. عندما تغادر مكتبك غادره تماماً، استرخ، وتناول طعام العشاء. لكن قبل خلودك للنوم خذ عدة دقائق للتخطيط ليوم الغد. رتب أولوياتك، وحدد أصعب المهام التي تحتاج للمعالجة فوراً وأيّها قابل للمفاوضة والتأجيل ليوم آخر. حدد أهداف واضحة ليوم الغدّ لتعرف ما الذي يتوجب عليك إنجازه ومتى. هذه الخطة الواضحة ستساهم في المحافظة على وقتك في اليوم التالي وتبدأ صباحا بنشاط وحماس ورؤية واضحة.
3- اصنع طريقة للدخول في حيّزك الإنتاجي.
عند عودتك للمكتب في اليوم التالي يأتي الوقت لتصبح جاداً. لديك الآن الكثير من العمل لتنجزه، ربما مهام مكدسة ليومين أو أكثر ويجب أن تنجزها خلال يوم عمل واحد. أو في أقرب فرصة ممكنة. بعد يوم ضائع كيف يمكنك التحول والتركيز؟ تدخل في “حيز الإنتاج” وتنعزل تماماً عن كل ما سيقتطع من وقتك ويشغلك. لا تتحقق من حساباتك على الشبكات الاجتماعية ولا حديث مع الزملاء. ضع سماعات الأذن وانعزل تماماً. اجلس بجانب موظف منتج ويعمل بتركيز وهدوء – إن استطعت– وتذكر الأوقات النهائية التي وضعتها في خطتك بالأمس.
إذا لم تستطع تطبيق هذه الطريقة في الانعزال والعمل جرب استخدام “تقنية الطماطم” أو أي طريقة ناجحة للحفاظ على التركيز لفترات معينة والعمل.
4- الخطوة التالية، جد طريقة أفضل لإدارة وقتك.
لو كانت الأيام المجدبة حالة نادرة في حياتك العملية، لا تقلق أنت محظوظ. ومع بعض الجهد والتنظيم ستتجاوزها وتعود لإنتاجيتك المعهودة. لكن، إذا وجدت هذه الأيام تتكرر معك، ربما حان الوقت لإعادة التفكير في الطريقة التي تقضي بها وقتك وأين يذهب يومك. جرّب مثلا استخدام تقنية “عجلة الإنتاجية” لمراقبة وقتك وإعادة تأهيله.
هذا هو نموذج “عجلة الانتاجية” الذي عرّبته عن الأصل (اضغطوا عليه للتكبير والطباعة).
*ما سبق مجموعة من التمارين البسيطة لإيجاد الحل في ضياع وقتك بلا إنتاجية واستعادة أيامك وتركيزك بأسرع وقت ممكن.