٧ أبريل

بين ٩:٥٠ و ١٠:١٥ ص

عندما استيقظ بدون منبّه تختلط عليّ الأشياء. هل نهضت من السرير بسبب منبّه أو بنفسي؟ أحاول كل يوم منذ بدء العزل المنزلي الامتناع عن فتح هاتفي فور الاسيتقاظ من النوم. أنجح أحيانًا وأفشل في أخرى. وغالبا السبب شاشة التنبيهات، ربما لو أقفلت ظهور الرسائل على الشاشة سيكون الأمر أقل إثارة لفضولي.

١١:١٥ ص

طحن القهوة يوميًا، وتجهيزها يضعني في مزاج ممتاز. اليوم لدي الكثير من العمل، لكنني في نفس الوقت بلا شهية أو اهتمام للشاشة أمامي. تزورني فكرة مهامّ العمل على شكل سباق التتابع. يجب أن أنهي العمل في مرحلة ما، لينتقل لمديري، ثم مديره وهكذا، حتى يتمّ كلّ شيء وتُنجز. ومن جهة أخرى اتأمل المشروع ككل، وأين تقع كل هذه المهام اليومية في الصورة الكبرى. أثقل نفسي بالقلق وأعود للحظة الحالية: أفعل ما أجيده على أكمل وجه، وأترك التفاصيل الكاملة لاحقًا.

٣:١٥ م

أحبّ مشاهدة شيء أو الاستماع إليه خلال المهامّ التي لا تتطلب انغماس وتركيز تامّ. بالأمس شاهدنا أنا وموضي حلقة برنامج في الصورةالتي استضافت مساعد وزير الصحة والمتحدث الرسمي د. محمد العبدالعالي. خفضت مشاهدتها منسوب القلق لديّ، وأحبب طريقة حديثه، ونصائحه التي أتمنى أن يستمع إليها الجميع لتجاوز هذه الفترة بسلام.

٥:٣٠ م

قراءات اليوم:

٦:٤٥ م

منذ الصباح وأنا أشعر بأنني في حفرة. ليس لديّ أي حماس للعمل أو التمرين، أو الطبخ. كل مباهج الأيام الماضية معدومة، وأريد فقط أن انتهي من العمل وأخلد للنوم لينتهي هذا اليوم سريعًا.

٩:٣٠ م

القمر جميل جدًا هذه الليلة. والنسمة كذلك. والذكريات التي تزورني مع أبريل كلّ سنة.

.

.

.

٦ أبريل

١٠:١٥ ص

استيقظت اليوم وأنا أشعر بثقل هائل. لم يكن هناك مسببّ واضح، لكن أليس كلّ ما نمرّ به الآن كافٍ؟ لدي الكثير من مهام العمل لليوم، لكن الخبر الجيّد أنني عملت لوقت متأخر يوم أمس حتى أتفادى تأخيرها. كنت أفكر في الذهاب لشراء التموين للمنزل من باب المساعدة وتبادل الأدوار، لكن مع هذا المزاج غيرت رأيي. لم أقاوم، بقيت في السرير لوقت، ودونت بعض الصفحات ثمّ التفتت لمذكرة الأسئلة اليومية وكان السؤال في أعلى الصفحة: ما هي آخر وجبة طعام طلبتها خارج المنزل؟ ضحكت من الفكرة، لا يمكنني التذكر! هل كانت شاورما؟ أو برغر؟ هل كانت كعكة الليمون في المقهى؟ نسيت تمامًا. وهذا خبر جيد لي. لقد أتممت الشهر الأول في حياتي بلا طعام خارجي. حتى عندما كان الطلب من الخارج متاحًا الفترة الماضية، أصدرنا قرار عائلي بالامتناع عن الطلب والاكتفاء بما يعدّ داخل البيت. هذا القرار سيغير حياتنا بالتأكيد، وقد تتراجع رغبتنا في طلب الطعام (ربما باستثناء الشاورما). الأكيد أن الفكرة نجحت في سحبي من الضيق لحظيًا وبعدها بدأت يومي بحمام منعش.

١١:٢٠ ص

كتبت رسالة للمجموعة الإبداعية، التي اسميتها العام الماضي بعد تأمل قصير صيّادو الكلمات“. سألت عن أحوال الأصدقاء وكيف تمضي أيامهم. هذه النافذة الإلكترونية قد تعوضنا اللقاء حتى نجد لها بديلًا.

١٢:١٥ م

اعتدت وموضي العمل بين مكانين في المنزل، وذلك على حسب الاجتماعات الافتراضية المجدولة. يوم أمس لم يكن لديّ اجتماع لذلك نعمل من غرفة جلوسنا أمام التلفزيون. في يوم آخر ومع وجود الاجتماعات والعمل المكثف والحاجة للتركيز أعمل من مكتبي في غرفتي.

يوم أمس كلّه عملنا في غرفة الجلوس، وشاهدنا الحلقة الأولى من الوثائقي Atlanta’s Missing And Murdered: The Lost Children. الوثائقي مؤلم ولا أنصح به لمن بوقت صعب حاليًا. يتناول الوثائقي قضية طويت منذ ٤٠ سنة حول خطف وقتل ما لا يقل عن ٣٠ طفل وشاب أمريكي من أصل أفريقي في مدينة أتلانتا بين ١٩٧٩١٩٨١م . الوثائقي يتزامن مع إعادة فتح القضية ويتقصى عن حقيقة ربط الحالات كلها بقاتل واحد وإقفال القضية بلا محاكمة. ما زالت الأسر تبحث عن إجابة، ونحن كذلك وهذا ما سيحاول الوثائقي كشفه في خمسة أجزاء.

٣:٤٥ م

أحب فترات الاستراحة التي آخذها خلال يوم العمل. اليوم خرجت للجلوس في باحة المنزل واستمتعت بحرارة الشمس وقرأت قليلًا في كتاب جوليا كاميرون The Artist’s Way، شاهدت حمامة على السور وحمّلتها رسائل لأحبتي.

٤:٥٠ م

اليوم يوم البريد المحبب:

٥:١٥ م

جرّبت في لحظة فضول وصفة لإعداد البسكويت بقطع الشوكولاتة Chocolate chip cookies في أكواب خزفية! الوصفة سهلة جدًا وسريعة. والخوف الآن من إدمانها وتكرار تجهيزها كل يوم.

٦:٣٠ م

بعد المغرب قررت ترتيب غرفتي قليلا. وضع السجادة الجديدة مكانها لتحتفل بها القطة وتتقلب عليها وتشعر بدفئها. والدي يمشي يوميًا على جهاز المشي بسبب انقطاع المشي اليومي للصلاة فقد كانت الفروض الخمسة تمرينه والآن يحتاج لكثير من الحركة.

٧:١٠ م

مكالمة فيديو مع ربى. تحدثنا لبعض الوقت وشاركنا آخر تفاصيل أيامنا ومشيت خلال المكالمة وبعدها لأشعر بالنشاط قليلا. رائحة البيتزا المنزلية تفوح من الطابق السفلي، وقررت بدلا من تناول البيتزا اليوم استخدام مقاديرها في خبز التورتيا. جلست بعد العشاء لمشاهدة الحلقة السادسة والأخيرة من المسلسل الاسترالي Stateless.

٩:٣٠ م

أعلنت الجهات الرسمية منع التجول الكامل من اللحظة في المدن الرئيسية (الرياض، تبوك، الدمام، الظهران، الهفوف)، ومحافظات (جدة، الطائف، القطيف، الخبر). شعرت بالثقل من جديد. لم أهلع بعد ولكن هذا المتوقع عندما لا يلتزم ٥٠٪ من السكان بالإجراءات الاحترازية السابقة. لقد ذُهلت عندما تخيلت لوهلة أني في هذه العزلة وما زال الآخرون يزورون عائلاتهم وأصحابهم ويتحركون في المدينة وكأن شيئا لم يكن. هل هذا تعالي على المرض؟ أم تقليل من حجم الكارثة العالمية؟ لا أفهم!

الآن هذه اللحظة الحاسمة لنرى أثر جهودنا وتعاوننا مع الجهات التي تبذل كلّ يوم أفضل ما لديها لمساعدتنا على اجتياز العاصفة لبرّ الأمان.

١١:١٥ م

قرأت قليلا. وشاهدت المسلسل The English Game. رششت وسادتي بالمنتج المفضل deep sleep pillow spray واستسلمت للنوم.

.

.

.

٥ أبريل

٨:١٠ ص

أسبوع جديد وموعد استيقاظ أبكر. بالأمس غفوت وأنا أشعر بكسل وغاب حماسي ليوم الأحد وتنفيذ أي أعمال واليوم بدأ باجتماع للعمل رتب أفكاري ووضح المطلوب من المهام.

١١:٣٠ ص

قضيت آخر ساعة من الصباح مع والدتي، تحدثنا عن أشياء كثيرة. ضوء الشمس من النوافذ والهواء النظيف وحركة الشارع البعيد كان لها مفعول السحر! أشعر أنّ نفسي هدأت للحظات، وتوقف كلّ الصخب في داخلي.

١:٤٥ م

ظهرت بقعة شمس صغيرة على أرضية غرفتي ولولو القطة احتفلت بها. وقفت على الأرض لتحرسها كي لا تهرب، لكنها للأسف اضطرت للرحيل. أتمنى أن تزورنا يوم غد في نفس الموعد.

٣:٤٥ م

غداء سريع مناسب ليوم عمل مزدحم. اشتريت قبل فترة سمبوسة الخضار البنجابية بعد قراءة تدوينة للصديقة مها البشر. أحببت سرعة تحضيرها في القلاية الهوائية وحضرت موضي غموس الزبادي بالثوم والبقدونس والنعناع. كانت وجبة سريعة ومنعشة وطاقتها مستمرة لنهاية النهار.

٦:٥٠ م

في اتصال هاتفي مع منى خططنا للحلقة القادمة من البودكاست، بعض التغييرات والمقترحات، واستمتعنا بقراءة التعليقات على الحلقة سوية.

١٠:٥٠ م

شاهدنا كلمة الملكة إليزابيث الثانية على التلفزيون، واستوقفتني الفقرة الأخيرة منها.

Better days will return: we will be with our friends again; we will be with our families again; we will meet again.

ستعود أيامنا الأفضل: سنكون مع أصدقائنا مرة أخرى، وسنكون مع عائلاتنا مرة أخرى؛ وسنلتقي مجددًا.

.

.

.

٤ أبريل

١٠:٣٠ ص

تأخرت بالاستيقاظ اليوم، وزارتني أحلام غريبة لكن تفسيرها طيّب (بالاعتماد على غوغل طبعًا). جهّزت إفطار لذيذ ومشبع لأنني نويت تأجيل الغداء. والخيار المفضل طبعًا شوفان مع موز وزبدة الفول السوداني.

١١:٤٥ ص

قرأت مقالات جديدة في The Creative Independent، وكتبت تدوينة الثالث من أبريل.

١٢:٣٠ م

عملت على كولاج سريع كنت أفكر به أمس.

١:٥٠ م

طفل الجيران يدرس في حديقة منزلهم مع والدته، ويبدو أنه يعاني مع جدول الضرب للعدد ٧، تحاول والدته تعليمه باستخدام أعمدة المنزل والشرفة، وقطتي سعيدة بالجلوس على النافذة وتأمل المشهد.

٣:٤٠ م

كتبت مقالة قصيرة لعميل. وجهزت مهام يوم غدّ التي يمكن اختصار وقتها الآن. ثم جهزت حلقة بودكاست قصاصات الجديدة، جربنا الصوت والاتصال بمنى للتأكد من جودته. وجربنا عدة افتتاحيات مع محاولة لكبح الضحك والحماس.

٦:٣٥ م

تمّت المهمة بنجاح، ونشرت الحلقة الجديدة من بودكاست قصاصات بعنوان حكايات من العزل المنزلي

٧:١٥ م

بعد المغرب جلسة مطولة مع والدتي والاتصال بمنى، لعبنا بعض المسابقات المنتشرة على تويتر، وشربنا قهوة المساء.

٨:٤٥ م

الفقرة اليومية من مسلسل Curb Your Enthusiasm الذي منذ اكتشفناه أصبح عنصر مهمّ في يومنا. وبعده قادتني شهيتي لعشاء ساندويتش بيض البوفيّه (والبوفيّه هنا هي مطعم صغير يقدم مشروبات ساخنة وساندويتشات سريعة) تذكرت ساندويتش البيض المسلوق بالتحديد لأننا كنا نشتريه من بوفيّة محطة قبل رحلات الرياض (أو تعدّه والدتي في خبز صامولي طازج) مع شرائح طماطم رقيقة وكاتشب، ثم يحمص في الحماصة. أطراف الخبز المقرمشة والخطوط التي تحفر عميقا في الخبز وتطهو الطماطم وتلصقه في البيض. كانت وجبة عشاء موفّقة.

٩:٥٠ م

ساعتي تطلب مني النهوض واستغل التنبيه للنهوض والذهاب لغرفتي، يوم غدّ يوم عمل طويل واحتاج طاقتي وحماسي.

١٠:٣٥ م

وأنا أنهي اليوم تذكرت فقرة مررت بها في رواية الفتاة التي تحترق، ولم أجد شيء يشبه علاقاتي التي مضت بصمت مثلها. صديقات المدرسة، والجامعة والسنوات القليلة الماضية التي باعدت بيني وبينهم الأيام والظروف، واتفقنا بصمت ألا نسأل لماذا؟ ومتى؟

تكتب كلير مسعود على لسان بطلتها وتقول:

لكن صداقتنا كانت، في الوقت نفسه، أشبه بمدينة لم تزرها منذ زمن بعيد، تحفظ شوارعها عن ظهر قلب لكن المحلات والمطاعم فيها تغيّرت، لذلك، تستطيع أن تجد طريقك من الكنيسة إلى ساحة المدينة، لا توجد هنا مشكلة، لكنّك لم تعد تعرف من أين ستشتري بوظة أو سندويشة لذيذة.”

.

.

.

٣ أبريل

١١:٤٥ ص

تأخرت بالاستيقاظ لأقلل ساعات اليقظة قبل موعد الإفطار. حاولت عمومًا لأنّ نهاية الأسبوع عادة لا تعني النوم حتى الظهيرة. جدولي اليومي مضبوط ولا يتغير إلا بسهرة طويلة ومتعبة. سعيدة لأنّ اليوم الجمعة، يوم تغيير الشراشف، ولحاف جديد جاء كهدية قبل الحجر وينتظر دوره لتزيين السرير (هنا لحاف مشابه). واليوم أيضًا المرة الأولى التي أشاهد فيها خطبة وصلاة الجمعة من مكة منذ بدأت أحداث الجائحة، مشاعر مضطربة وقشعريرة وأنا أشاهد البثّ.

١:٣٠ م

قرأت قليلا، وتابعت ترتيب الغرفة وأخرجت ملفات وصناديق جمعت بها قصاصات رحلاتي من ٢٠١٣٢٠١٩م. ست سنوات مضت شهدت اكتشافات الحياة في جميع المجالات. أنظر لتذكرة طائرة في أغسطس ٢٠١٣ وأتذكر بأنها الرحلة الأولى لي خارج نطاق دول الخليج. أذكر عيدي الحادي والثلاثين، أذكر أول مرة شاهدت سنجاب، وأول مرة ركبت مترو، أول مرة مشيت خارج المنزل بلا عباءة، وأول مرة وقفت أمام المحيط، أول مرة وقفت على حافة بحيرة، وفهمت معنى نهر، وغابة، ونيويورك! استعيد ذكرياتي بكثير من الحبّ والامتنان، ودمعت عيناي أمام العشرات من اللحظات المنتظرة والأحلام التي تحققت.

٣:٣٠ م

شاهدت أربع حلقات من وثائقي قصير يروي سيرة علي عزت بيجوفتش. تبقى ثلاث حلقات أخرى وقد أنهيها غدًا.

٦:٣٠ م

رائحة البيت كانت تعبق بالقرفة هذا الصباح، وانتظرت الإفطار بحماس لتناول لفائف القرفة (شبه الطازجة) مع القهوة. حمّى الخبز طالت بيتنا وأنا مستمتعة بها جدًا وأهديت عائلتي وصفة اللفائف من كتاب New York Cult Recipes. نشاهد الآن على سي إن إن المؤتمر الصحفي اليومي لحاكم ولاية نيويورك، أصبح أحد نشرات الأخبار المهمة التي نتابعها، وتعكس الوضع الحالي ليس لنيويورك وحدها بل أمريكا كلها.

٨:٤٥ م

مدفوعة بشهية غريبة للسلطة أعددت واحدة سريعة مكونة من الجرجير، والفراولة، والصنوبر المحمّص، وجبنة الفيتا، وشرائح البصل الأحمر الطازج، مع تتبيلة Reduced Balsamic والحقيقة لم أجد ترجمة لهذا المصطلح، وطريقة تجهيز التتبيلة تتطلب طهي الخلّ لمدة بين ٥٧ دقائق على حرارة متوسطة حتى يكون له قوام الدبس، وقد تلاحظون استخدام هذه التتبيلة في المطاعم الإيطالية على المقبلات وسلطة الطماطم والخبز وجبنة الموازريلا أو البوراتا. السلطة كانت لذيذة وتحضن القلب!

٩:٣٠ م

سهرة الليلة مع حلقة جديدة من وثائقي نشاهده على Amazon Prime بعنوان Prime Japan، تقع السلسلة في ١٢ حلقة تذهب إلى عمق اليابان وتقدم تقارير متعمقة في مواضيع من الحياة اليابانية. من السوشي للسيوف والتصميم والأزياء والمساكن. نظرة فاحصة وقريبة من اليابان وكل حلقة مدتها ساعة.

١١:٣٠ م

أدوّن نهاية اليوم في مذكرتي، واقرأ قليلًا.

.

.

.