أسئلة بروست

Marcel Proust by Richard Lindner
Marcel Proust by Richard Lindner

أسئلة بروست يقصد بها مجموعة من الأسئلة للتعرف على الشخصية. سميت باسم مارسيل بروست لأنّ شهرتها تجددت معه. في نهاية القرن التاسع عشر وبينما كان بروست يافعاً أجاب على أسئلة باللغة الإنجليزية في “ألبوم الاعتراف” الخاص بصديقته أنطوانيت فور والذي كان معنوناً بــ “ألبوم تسجيل الأفكار والمشاعر..الخ”. كان هذا الألبوم متداولاً لدى الأسر الإنجليزية وكانت الإجابات التي يضعها الأفراد مؤشراً على أذواقهم وطموحاتهم. يمكنكم التعرف على المزيد من التفاصيل حول هذا الألبوم بزيارة صفحته على ويكيبيديا.

خط بروست واجاباته
خط بروست واجاباته

أجاب بروست على هذه الأسئلة لأكثر من مرة وفي فترات مختلفة. لا أعرف عددها على وجه التحديد، لكنه أجاب عليها بحماس واهتمام. ربما تكون نسخة 1890م أكثرها شهرة، كتبها بروست بخط يده وعنونها بـ “By Marcel Proust himself” ولقد بيعت في مزاد في 27 مايو 2003م بقيمة 102 ألف يورو.

تبنت بعض البرامج التلفزيونية والإذاعية فكرة أسئلة بروست وأصبحت تقدمها في لقاءات مع الفنانين والكتّاب والمشاهير عموماً. قد يطرأ عليها بعض التغييرات بحسب فكرة الحلقة والضيف لكنّها إجمالا تبنى على الأسئلة الأصلية.

كيف وصلت لهذه المعلومات؟ أقرأ منذ سنوات في مجلة Vanity Fair الشهيرة لقاء مميز في كل عدد. في الصفحة الأخيرة مجموعة أسئلة مع رسم كاريكاتيري للضيف وإجابات مدهشة وملهمة ومضحكة أحياناً في المجلة أرشيف لبعض اللقاءات قد تجدون فيها ما يهمكم وجُمعت أيضاً في كتاب تجدونه للبيع. لم أكن أعرف بروست حينها، ولم أمر باسمه من قبل حتى عدة سنوات قريبة أصبح الاسم يثير اهتمامي، لماذا بروست؟ ولماذا أسئلة بروست؟ نسيت الأمر لفترة طويلة حتى قررت البحث عنه اليوم .

قبل المجلة وقبل التعرف على أسئلة بروست كان دفتر الأسئلة حاضراً في الصيف وبداية السنة، لا أعلم كيف فكرنا بها لكنني ممتنة لساعات الصيف الطويلة في بيت جدي لوالدي رحمه الله، لا تلفزيون ولا راديو ولا أي وسيلة ترفيهية أخرى. فقط مخيلتنا والورقة والقلم. اخترنا دفتر بغلاف مقوى وكتبنا فيه مجموعة أسئلة عن انفسنا وعن اهتماماتنا وأصبحت كل واحدة تجيب عليه وتحدد اليوم والسنة، وكل سنة نعود للإجابة. توقفنا عن ذلك مع وصول الإنترنت وانبهارنا الطويل والساعات التي تحولت إلى بحث دائم. أعود لقراءة أجوبتنا أنا وأخواتي وتمتلئ نفسي بالسعادة للأمنيات التي تحققت والأفكار التي كانت حلم وأصبحت واقع. اضحك أيضاً على اهتماماتي والأشياء التي كانت جوهرية في ذلك الوقت وتحولت لتصبح ذكرى بعيدة.

proust
اضغطوا الصورة للتكبير

في هذه التدوينة فكرة لمتعة صيفية جديدة، بعيداً عن الإنترنت والتلفزيون والراديو. قمت بترجمة أسئلة بروست عن النسخة الأصلية التي وجدتها هنا. وارفقها لكم لتطبعوها وتبدؤون ألبومكم الخاص. استخدام الأسئلة للتعرف على أفراد العائلة والأصدقاء وتبادل الإجابات بينكم متعة جديدة وستصبح لديكم كبسولة زمنية خاصة تفتحونها كلما أحببتم. وإذا أحببتم اقتناء نسخة خاصة وفاخرة من كتاب الأسئلة تجدونها في أمازون

الغرب: قصة إبادة.

3594269

شاهدت مؤخراً وثائقي ضخم يحكي قصة الغرب الأمريكي. لا أستطيع الجزم بالنسبة الحقيقية لمعرفتي حول تاريخ تلك المنطقة والتحولات التي شهدتها، سأقول على سبيل التقريب 20% مقابل ما تعلمته وتعرفت عليه بعد مشاهدة هذا الوثائقي. حاول منتجو العمل تناول الحكاية بصورة موضوعية، وأقول أنّ القصة الحقيقية أكثر فظاعة مما سترونه. نحنُ نعرف جيداً وحشية الرجل الأبيض تجاه الأراضي الجديدة التي وصلها، وكيف تأسست الحضارات الحديثة والدول العظمى على عظام الشعوب الأصلية المطحونة. ستشاهدون أكثر من ذلك.

وثائقي “الغرب” لكين بيرنز وستيفن إيفز عُرض للمرة الأولى في سبتمبر 1996م ، عُرض بشكل متسلسل مجموعة من الوسائط المتعددة – صور وروايات وتسجيلات أرشيفية – بالإضافة إلى كنز من المعلومات والروابط على الموقع الرسمي له (هنا).

قُسّمت أجزاء الوثائقي إلى ثمانية حلقات مقسمة على فترات زمنية، تتفاوت القصص فيها وينتقل الراوي بينها بحسب تطور الأحداث.

الجزء الأول: الشعب (حتى عام 1806م)

يستعرض التركيبة السكانية لأمريكا والمناطق الغربية خاصة قبل وصول المهاجرين. يستعرض المستوطنات والمستعمرات المنتشرة على شواطئ المحيطين الأطلسي والهادي. وهناك تفاصيل عن أساطير ورؤى السكان الأصليين.

الجزء الثاني: إمبراطورية على الطرق (1806-1848م)

انطلاق الرحلات إلى الغرب واقتحام المجهول. في هذا الجزء قصص المستكشفين والمغامرين الذين مهدوا لضمّ المناطق الغربية للولايات المتحدة الأمريكية. في نفس الحلقة استعراض للمناطق الجغرافية وصعوبة طبيعتها. والحديث عن جماعة المورمن الأولى واستقرارهم في ما يعرف اليوم بولاية يوتا.

الجزء الثالث: ذرّة من المستقبل (1848-1856م)

تروي الحلقة الثالثة تفاصيل حمّى الذهب في الغرب وقصص المدن التي بدأت بالنمو والاتساع تبعا لذلك. حكايات التجار والمنتفعين الأوائل والجشع الإنساني الذي تحمل وصمته أمريكا اليوم. ثم تتحدث الحلقة عن العمال المهاجرين واستغلالهم. وسط كل ذلك وفي كلّ حلقة من حلقات السلسلة ستجدون أنّ العمود الفقري لهذه الحكاية “الإبادة” التدريجية للسكان الأصليين – الهنود الحمر- وهم الأحقّ بثروات هذه الأرض والعيش فيها بسلام.

الجزء الرابع: موت يشعل الشغب (1856-1868م)

وسط فوضى الغرب والحملات التي اقتحمته، انطلقت شرارة الحرب الأهلية الأمريكية. معارك بين مؤيدي العبودية ومن يحارب لإسقاطها. في الحلقة أيضا حديث عن الفوضوية وهجماتها. هناك أيضا شهادة للكاتب مارك توين –صموئيل كليمنز- ومراسلاته الصحفية والشخصية. هناك جزء مهمّ ومؤثر في الحلقة بعنوان “من المتوحش؟” سؤال مهمّ لأمريكا يبحث عن إجابة حول المذابح التي سجلها التاريخ – وغفل عنها- ضد السكان الأصليين.

الجزء الخامس: أعظم المشاريع في ظل الرب (1868-1874م)

سكك الحديد التي ربطت بين الشرق والغرب وهجمات الهنود لاستعادة أراضيهم المنهوبة. وفيها حديث عن مشكلات المورمن ومحاصرة الحكومة لهم من أجل معتقداتهم الدينية. في الحلقة التفاته إلى حيوان الجاموس -البافلو الأمريكي- وحملات الصيد والقتل التي حولته إلى حيوان شبه منقرض خلال عدة سنوات. ثمّ الانتقال إلى رعاة البقر والطرق التي سلكوها مع قطعانهم تبعاً لانتعاش تجارة لحوم البقر. ختام الحلقة يعود بنا إلى مأساة الجاموس وكونها “جرح في القلب”. قلب الأرض وقلب السكان الأصليين الذين استهدفوا بطريقة غير مباشرة عندما أبيد الحيوان الذي اعتمدوا عليه في العيش والدفء والحماية.

الجزء السادس: توقف القتال إلى الأبد (1874-1877م)

نقلت القطارات الملايين من المهاجرين الجدد للبلاد وتوجه جزء كبير منهم إلى الغرب. لكن المقاومة التي أظهرها الكثير من السكان الأصليين باقية. يرفضون التغيير والخضوع والاندماج القسري. تُختم الحلقة بشهادة من الزعيم جوزيف –أحد زعماء الهنود- “الكلمات الطيبة لا تعيش طويلا، ولا تعيد قتلانا ولا وطننا الذي احتله البيض.. ” يتحدث بكل حرقة عن الاتفاقيات الواهية والوعود الكاذبة للسياسة الأمريكية.

الجزء السابع: جغرافية الأمل (1877-1887م)

أحكمت أمريكا قبضتها على الغرب في 1877م. الآن مقابل كل هندي أحمر أربعين رجل أبيض. نصف مليون مستوطن جديد وصلوا إلى الغرب في عام واحد. الهاربون من العبودية والأوروبيون المهاجرون وكلّ من يبحث عن بداية جديدة. السكان الأصليون وبضغط من الحكومة اجبروا على التخلي عن لباسهم ولغتهم وعبادتهم وحتى أسمائهم الأصلية. الصينيون الذين حفروا الجبال ومهدوا الطرق لسكة الحديد وأسسوا مدن الغرب غير مرحب بهم الآن. المكسيكيون-الأمريكيون غمرتهم الهجرات الضخمة وأخلّت بتوازن حياتهم الوادعة في كاليفورنيا وما حولها. سيتعلّم الأمريكيون بالطريقة الصعبة أن الغرب غير قابل للترويض.

الجزء الثامن: سماء واحدة فوقنا (1877-1914م)

حلقة تلخص كلّ شيء. تدق المسمار الأخير في نعش الطبيعة المخترقة والمخربة. في نعش الإبادة العظيمة للسكان الأصليين وتغيير الحياة في أمريكا للأبد. فيها قصص المناجم وأغنى أرض في العالم، ومذبحة Wounded Knee. فيها تحدي الإنسان لظروفه الصعبة ومقاومتها. هناك جانب طيب ومسالم لكلّ ما حدث، ربما لأننا الآن نعرف طاقات البشر وإلى أيّ مدى يمكن أن تصل.

ليست هناك طريقة مثالية لمشاهدة الوثائقي، لا تشغلوا أنفسكم بكتابة الملاحظات أو تسجيل التواريخ والأسماء، الموقع الرسمي يحتوي على النصّ  الخاص بالحلقات مع صور وروابط وأرشيف مذهل. الشيء الوحيد الذي يؤسفني فعلا أنه لم يترجم بعد – على الأقل على حد علمي- ولكنّه بطريقة عجائبية حرضني على قراءات ومشاهدات إضافية وربما زيارات لمتاحف تاريخية تبحث في الموضوع. الوثائقي موجود على يوتوب لكنني قمت بتحميله بالتورنت للمشاهدة بلا انتظار وانقطاعات. روابط الحلقات: ١،٢،٣،٤،٥،٦،٧،٨

سبق وشاهدت سلسلة أنتجها ستيفن سبيلبرغ عن الغرب “Into The West” درامية أكثر من كونها وثائقية لكنّها بنيت بالطبع على أسس حقيقية. كتبت عن السلسلة تدوينة هنا بعنوان “هل يشفى الجرح؟“. هناك أيضا بعض المسلسلات التي تمرّ على تلك الفترة وتذكر بها مثل “Hell On Wheels” الذي يتحدث عن إنشاء سكة حديد الباسيفيك. وفي رواية “ابنة الحظ” لإيزابيل آييندي صورة لسان فرانسيسكو الوليدة.

أين أذهب من هنا؟

سأقرأ كتاب هوارد زن “التاريخ الشعبي للولايات المتحدة الأمريكية” و كتب منير العكش “أمريكا والإبادات الجماعية” و “أمريكا والإبادات الثقافية“. هناك أيضاً فيلم من إنتاج HBO بعنوان “Bury My Heart In Wounded Knee” وإذا زرت نيويورك أو واشنطن مستقبلاً ، هناك المتحف الوطني للهنود الأمريكيين. وقد أبحث عن وثائق ومشاهدات أخرى حول الفترة التاريخية وأشارككم بها يوما ما.

تنانير تفصيل ..وأشياء أخرى.

via Tumblr

أبحث دائماً عن أفضل مدخل للتدوينة الجديدة. كلّ مرة أقول هذه أفضل، أو تلك. لكن الرضا العميق لديّ لا يتحقق. وأعرف تحفز القراءة الذي يسكنني كلما قرأت عنوان مقالة جديدة أو حتى بداية كتاب. لا أريد مقدمات! أريد المحتوى وأريده الآن.

إبريل شهر مناسب لبدء التخطيط للصيف، والتخطيط للصيف لا يعني السفر فقط! خططوا صيفكم كما تريدون ولكل ما ترغبون بفعله. هذا العام أذهب في رحلة استجمام ومغامرة قصيرة الفرق بينها وبين رحلة العام الماضي لأمريكا أنّ الدعم المادي لها والتخطيط سيكون شخصي بامتياز، عندما ترغب بشدة في السفر وتخبرك أسرتك وبصراحة: لا يمكننا تحمّل التكاليف وعليك إيجاد طريقة لجمع المال.

الخطوة الأولى لتحقيق ذلك أولاً: إيجاد عمل! وبما أنني مشغولة بكتابة بحثي وأعمال أخرى أتنقل بين المدن لأجلها ولا استقر، فإنني أبحث عن عمل مرن، عمل يقدم لي مصدر دخل جيّد ويمكنني القفز من العربة وهي تسير وكلما أردت ذلك دون خسارة الكثير ودون التسبب بالمشاكل للمؤسسة. كانت فكرة العمل مع والدتي أعظم فكرة مضيت فيها منذ سنوات، بيئة عمل سعيدة وبرّ والدين، وإجازات اضطرارية والعمل عن بعد.

لا أريد الحديث الآن عن تجربة العمل –تدوينة مستقبلية وكثير من التسويف- لكن سأقول: بعد الراتب يأتي التوفير، والتوفير المقصود لا أعني به طبعاً التقتير الشديد وانتظار الصيف والحرمان حتى ذلك الحين، كلّ شيء رائع بالاعتدال. احتسب قيمة المصروفات الأساسية التي لا تستطيع الانتظار واقتسمها مع أختي: اشتراك قنوات التلفزيون، قهوتنا المفضلة، مشتريات السوبرماركت التي لا تدخل في ميزانية العائلة، رحلات التسوق الصغيرة، زيارات الصديقات وهدايا المواليد وأعياد الميلاد وغيرها. أما المشتريات المجنونة والتي بلا سبب تنتظر، تنتظر طويلاً.

من الأشياء التي قمت بتجربتها تغيير أماكن اقتناء الملابس، شراء أدوات تجميل بجودة عالية وسعر أقلّ، التوقف عن الأكل خارج المنزل والطبخ أكثر، تفصيل الملابس بدلا من شراءها-مثلا- أحبّ ارتداء التنانير الملونة وكلما وجدت قصة أحبّها أو لون مفضل تفاجئني الأسعار السعر عادة يبدأ من 250 ريال إذا كان نوع القماش ممتاز. الفكرة الحلّ: اقتنيت مجموعة أقمشة قطنية بجودة عالية – كلّفت حوالي 200 ريال – وأخذتها لخياط نسائي انجز العمل على خمسة منها بـ 400 ريال، بحسبة سريعة لو كنت سأقتني تنانير مماثلة سأصرف 1000 ريال أو أكثر، لكن التفصيل وبمقاس وفكرة مناسبة لم يكلف أكثر من 600 ريال. وهذا مثال بسيط. توقفت عن شراء الكتب بعد صراع عنيف مع نفسي! أصبحت أذهب لمجمعات التسوق للفرجة وأقاوم ويبدأ الحساب الذهني ليصبح كلّ شيء أمامي قابل للانتظار.

بذكر السفر والتخطيط، هناك شيء آخر أقوم به، في نهاية الأسبوع ابحث عن مواقع سياحية واقرأ آراء الزوار وتقييمهم لكلّ شيء وأدوّن، القائمة كبيرة جداً وقد لا تكفي للرحلة المنتظرة لكنّني وقبل السفر بقليل سأقوم بفلترتها بحسب الأهمية. هذا موقع رائع يساعدكم في التخطيط وصنع رحلة افتراضية قبل سفركم الفعلي، يسجل لكم المواقع والاهتمامات ويحسب لكم يومياً المسافات بين الأماكن والوقت اللازم لزيارتها وساعات عملها. هناك أيضاً فرصة الاطلاع على خطط الآخرين والحصول على أفكار إضافية لكم.

غير السفر يمكن التخطيط لتعلّم شيء جديد، أي شيء خلال إجازة الصيف. شيء تأجلونه من سنوات أو شهور. شيء لم يتوفر لكم تعلمه قبل هذه السنة وبسبب العمل أو الدراسة سيكون الصيف الوقت المناسب لفعل ذلك. في الانتظار ابحثوا عن مصادر تعلم، أو أماكن تعلم وابحثوا عن التكاليف والمعلم الأفضل. يمكن التخطيط لهواية جديدة مثلاً، أو نشاط عائلي. وكلّ هذه الاهداف ضمن خططي وأسعى لتنفيذها إن استطعت.

بالنسبة لي الصيف والنهار الطويل يرتبط بالقراءة، مضى وقت طويل على انهاء الكتب بحماس وسرعة. آنا كاريننا تحدق بي في زاوية المدونة كل مرة أزورها. لم انتهي من الاستماع للكتاب مع أنه ممتع وتولستوي لا غبار عليه. لكنّ المزاج السماعي لا يساعدني كثيراً. استمعت لكتب وبرامج أخرى، قرأت كتب الكترونية واغرق في مذكرات تشايكوفسكي على مهل. كتاب جديد اقرأ فيه الآن ببطء: قطط همنغواي. كتاب بتفاصيل حميمة وهادئة. ستتعرفون من خلاله على همنغواي وذكرني بتدوينة كتبتها عن قططه ذات الأصابع الستة. لكنني أفشل في التخلص من شعوري بالذنب مهما حاولت، أقول الشهية القرائية موجودة وهذا الأهم. للصيف كنت كل سنة أصنع قائمة قراءة، ربما لأنني مشغولة خلال العام الدراسي وأتوقف عن كل شيء مع الإجازة، والآن لا مجال فالعمل على مدار السنة. لكن سأشارككم بنصائح سريعة لصنع قائمة قراءة للصيف:

– راجعوا قوائم سابقة. كتب كنتم تريدون قراءتها أو توصيات أصدقاء تنتظر، زوروا مفضلة متصفح الإنترنت أو مفضلة تويتر أو قائمة To Read الخاصة بكم في موقع Goodreads. ستجدون عناوين واقتباسات تنعش ذاكرتكم بعيداً عن الانشغالات اليومية. ويمكن أنّ الكتب التي كانت تشعركم بالذنب لهجرها ستكون مناسبة.

– اختاروا كتب تناسب الوقت. الصيف يتخلله أوقات انشغال وأوقات فراغ (شهر رمضان مثلاً مناسب جداً للقراءة) قسموا الكتب على الصيف بحسب حجمها ونوعها. كتب للرحلات البرية، كتب للرحلات الجوية الطويلة، كتب للانتظار في المحطات. والقائمة تطول.

– ماذا أقرأ؟ حسناً هذا لمن لديه كمية كتب هائلة ويبدأ بالغرق فيها تدريجياً. أو سيقتني كتب للصيف مبنية على كتب قرأها سابقاً. أحبّ هذا الموقع وأتوقع أنكم تعرفونه What to read next? موقع تضعون فيه كتاب انتهيتم منه ويختار لكم كتب أخرى لتتبعه، أو هذا الموقع Your next read وفيه شبكة اجتماعية تابعة ومراجعات ويرتبط بـ Goodreads وأيضاً تبحثون فيه عن قراءتكم التالية باستخدام عنوان كتاب انتهيتم منه.

أحاول جاهدة ألا أفقد تسلسل أفكاري وأنا أدوّن الآن.

شاهدت وثائقيات كثيرة خلال الفترة الماضية وأعدكم بأنني سأكتب عنها بإذن الله، هناك بعض التدوينات التاريخية والأدبية، وقراءات في كتب وصور وترجمات. كان رأسي يدور من يناير الماضي وقد أتمكن من تثبيته أخيراً. في حلقة البودكاست السابعة والتي أنشرها يوم السبت القادم سأتحدث عن الفنادق، بعض الأفكار المرتبطة بالفنادق والسكن فيها واختيارها بمناسبة التخطيط للصيف، هذا استطلاع رأي سيسعدني مشاركتكم فيه. سريع وخفيف ونتائجه سأطلعكم عليها يوم السبت.

“a portrait of my children, once a week, every week, in 2014.”

أحبّ المشاريع السنوية على الرغم من أنني فشلت في بعضها، لكنّني أتابعها بحماس وأشجع من يقوم بها في أي مجال. مررت صباح اليوم بهذه المدونة اللطيفة والمنوعة. صاحبة المدونة اختارت مشروع صور (52 أسبوع) للسنة الحالية، ستكون الصور التي تلتقطها مجموعة بورتريهات لأسرتها –أطفالها بشكل خاصّ- وبدأت فعليا تسجيل هذه الصور ونشرها في المدونة، كمية الحبّ والسعادة فيها لفت انتباهي، في إحدى الصور التقطت صورة لبطنها وهي تحمل صورة لأشعة السونار الخاصة بالجنين في بطنها وأعلنت: “اليوم أخبرنا الطبيب بأنها بنت.” لم أتابع المدونة من بدء التجربة وجئت لأتعرف عليها بعد حين، أتصور اهتمام المتابعين من البداية ودهشتهم معها وفرحهم بالخبر السعيد. يمكنكم أيضاً متابعتها هنا.

بذكر المواليد والأطفال قرأت اليوم عن دراسة تجعل القلب يرقص، تتحدث عن رائحة المواليد الخاصة وتأثيرها على الأم والنساء عموماً. الباحثون راقبوا ثلاثين سيدة طُلب من كل واحدة منهنّ “شمّ” بيجامة طفل مولود. نصف السيدات أمهات فعلياً ونصفهنّ الآخر بلا أطفال. لكن في الحالتين وجد الباحثون أنّ رائحة المولود أثرت في دائرة المكافأة Reward System في الدماغ وهي الخلايا التي تخلق السعادة ومشاعر السرور. كأن السيدات تعاطين الكوكاين أو الشوكولا! لا يعرف الباحثين ما يجعل رائحة الأطفال تؤثر بهنّ بهذه الطريقة لكنّهم يعتقدون بأنّها مكونة من 250 عنصر كيميائي. يقول أحد الباحثين المشاركين في الدراسة بأنّ الرائحة تؤثر في الجميع لكنّها تؤثر في أمّ المولود بشكل مختلف. تخلق هذه الرائحة رابطة مشاعر بين الأمّ والطفل وهذه الرائحة تدفعها للاهتمام به.

كنزة حمراء.

redcardigan
By Amanda Blake

أعرف أنني أكثر صبراً الآن. كيف؟ لأنني لا اقتلع أوراق البقدونس من سيقانها بالسكين وبسرعة. أفكك الحزمة برفق واسحب السيقان واحدة تلو الأخرى برفق. ثم أقص الذي لا احتاجه منها. كانت هذه الحقيقة غائبة تماماً عنّي، الركض الدائم في رأسي لألحق بموعد لا أعرفه. وغير حكاية البقدونس الكثير من التصرفات التي لاحظت توقفي عنها مؤخراً. مقاومة الكرنفال في رأسي وعدم نقله للخارج آتت ثمارها كما توقعت. أتنفس، أعد حتى الثلاثة وأفكر: لماذا الركض على الدرج؟ لماذا اشد الملابس من علاقاتها؟ لماذا اصطدم بطاولة الطعام في طريقي للمطبخ وأُهشّم اصبع قدمي كلّ يوم؟ هل أنا في عجلة للحاق بشيء؟ لا طبعاً. استيقظ في وقت مناسب، واستعد في وقت مناسب، وأراقب الوقت إذا كان هناك شيء مُنتظر.

قبل بداية العام كتبت أربعة عشر هدفاً لأحاول تطبيقها، وذكرت بأنني سأذكر تجربتي في ذلك وأدوّن عنها كلما سنحت الفرصة. في هذه الحالة وللحدّ من العجلة والركض –بلا سبب- يمكن التفكير في هدفين: التنفس بشكل أفضل، وتجنّب الدراما! تحتاج هيفا التفكير بهدوء والتحرك بهدوء أكثر ويمكن بالتنفس علاج ذلك، كلما أصبح التنفس أبطأ كلما زاد تركيزي في المحيط حولي واللحظة المهمّة التي لا تتكرر.

خلال فبراير يرتدي الكثير من السيدات –والرجال أحيانا- اللون الأحمر دعماً لنشر الوعي بأمراض القلب. هناك يوم قوميّ أمريكي وبريطاني لذلك، ويقع كلاهما في شهر فبراير. بالأمس -7فبراير- كان يوم ارتداء الأحمر في أمريكا والذي يحلّ في أول جمعة من كلّ فبراير. وإذا فاتكم ارتداء كنزة حمراء أو شال للتعبير عن دعمكم للمبادرة. يمكنكم مشاركة البريطانيين في يومهم لارتداء الأحمر والذي يحلّ في 26 فبراير الجاري.

12109743

أقرأ منذ عدة أيام في “قصص تولستوي” بترجمة غائب طعمة فرمان والصادرة من دار المدى. وهكذا بقراءة الكتاب والاستماع لـ “آنا كاريننا” تبدأ رحلتي مع الأدب الروسي، وقد يكون هذا مشروعي القرائي لهذا العام إلى جانب قراءاتي الأخرى. القصص المنشورة في هذا الكتاب كُتبت بين (1828-1910م)، كتبها تولستوي على مدى نصف قرن وتشمل نماذج من مجمل إبداعه. أحبّ دائما البحث عن قصص الكتاب القصيرة، واعتقد شخصياً إنها الطريقة الأفضل للدخول لعالمه، لسببين: لأنه يكتبها على مسار حياته الأدبية وفيها تتضح شخصيته وهي تتبلور، والسبب الآخر كونها نماذج مصغرة لما يمكن للقارئ توقعه في الروايات أو الأعمال الأخرى.

الأسبوع الماضي أيضاً شاهدت هذا الفيديو الخفيف والممتع لغريتشن روبن –مؤلفة كتاب مشروع السعادة وكتب أخرى- تتحدث فيه عن اكتساب العادات وتغيير الحياة وارتباطها بالسعادة. تناقش موضوع مهمّ وقد لا ننتبه له، وهو اختلاف البشر وطبائعهم في تلقّي الأوامر وتغيير العادات وكيف يمكن لفهمنا الأعمق بهذه الاختلافات مساعدتنا في اكتساب العادات بسهولة وتغيير حياتنا.

قسّمت غريتشن الأشخاص إلى الأقسام التالية:

– المؤيد: وهو الذي يتفاعل بسرعة وجاهزية تجاه الأوامر التي توجه له، سواء كانت داخلية من نفسه أو خارجية من رؤسائه أو المجتمع أو أيّ شخص سواه. والأمر نفسه ينطبق على العادات.

– المستفهم: شخص يطرح الأسئلة ويشكك في كل الأوامر التي توجّه له، ويحتاج المزيد من التوضيحات حتى يصل للاقتناع بها أو إيجاد سبب منطقي لها.

– الثائر: يقاوم كلّ القوانين والأوامر. سواء كانت داخلية أو خارجية.

– المدفوع: يتجاوب مع الأوامر الخارجية ويجد مشقة في التجاوب مع الأوامر الداخلية التي تصدر من نفسه.

تذكر روبن أنّ الثوار يشكّلون أقل نسبة من البشر، ثم يزيد عنهم بقليل المؤيدون، ويقع الغالبية بين المستفهمين والمدفوعين. أيضاً لكل من هذه الأنواع هناك إيجابيات وسلبيات، ومعرفة أنفسكم ونقاط ضعفكم أو قوّتكم سيساعدكم في التوصل لأفضل الطرق التي تروضون فيها حياتكم للتغيير. فالمؤيد يجد دافعيته في الإنجاز التام لما يُطلب منه والعمل معه جيد لأنه يتبع القوانين ولا يحتاج لرقابة ومتابعة ويفعل ما يتوقع منه لكنّ ذلك أيضاً يدفعه لظهور أسوأ ما فيه وهو القلق الدائم والتوتر كي لا يفشل أو يخذل الآخرين وأولهم نفسه وتحدّه القوانين وتؤطره وتتعبه بيئات العمل التي لا قوانين بها. لا يريد المؤيّد أن يلام، ويستيقظ صباحا ليتساءل
“ماذا على جدولي اليوم؟ ماذا أفعل اليوم؟”،
لدى المؤيد فكرة ثابتة عن القوانين ويريد للجميع العمل بها. أما النوع الثاني “المستفهم” فيجد دافعيته في صوت المنطق. يحتاج أولا التحقق من وجود المنطق ليقرر بنفسه اتباع الأمر أو تجاهله. ولا يتبع القوانين التي تتعارض مع المنطق أو تميل للعشوائية. العمل معهم صحيّ للمنظمات فهذا يعني الدقة والتحقق من الأمور قبل القيام بها. لكنّ ذلك يجعلهم يخفقون في أمور أخرى تظهر سلبياتهم، المستفهم لا يتناول الدواء الموصوف له إذا لم يكن منطقياً ويجيب على تساؤلاتهم. يحتاج المستفهم للمزيد من المعلومات كذلك وهذا يعني تعطله عن إنجاز العمل. ويعترف كلّ منهم بأن هذا متعب على المدى البعيد. يستيقظ المستفهم ويسأل نفسه “ما الذي يحتاج للإنجاز اليوم؟”.
أما النوع الثالث “الثائر” فيجد دافعيته في رغبته الحالية. يقاوم الثائر السيطرة والتحكم سواء كان مصدرها خارجياً أو داخلياً. يحبّ أن يتخذ قراراته من شعوره بالحرية. يجد الثائر نفسه مدفوعاً لكثير من التصرفات بالحدس أو الرغبة فقط. وستجدون في حديثه إحساس بالتحدّي “سأريك..” “انظر كيف افعل ذلك..”. و عبارات مثل “سأفعل ذلك لأنني أحبك وليس لأنه يتحتم علي” وجمل على شاكلة “لا يمكنك إجباري على فعل ذلك” و “سأفعل ذلك لأنني أريده وليس لأنك طلبته مني”. أي شيء تطلبه من الثائر سيفعل عكسه، ويقاوم كلّ التحكم ولا يعطي نفسه أي قوانين. ميزة العمل مع الثائر تتمثل في الابتكار والعمل خارج الحيز المرئي، لديه حماسة واندماج في العمل والمشاريع. لكنّ مساوئ شخصيتهم تتمثل في مقاومتهم للقوانين وعكس الكلام وهم أيضاً متعبون من ذلك ولا يستطيعون الالتزام بعادات شخصية. الثائر يستيقظ صباحا ويتساءل “ماذا أريد أن أفعل اليوم؟”. أما النوع الرابع والأخير “المدفوع” ويجد دافعيته في الأوامر الخارجية والمسؤولية. سيجد صعوبة في الأوامر أو العادات الداخلية ويكره أن يخذل الآخرين أو كسر توقعاتهم. ستجدونه يتفاعل بشكل جيد مع مواعيد تسليم المهام النهائية، مع التدريب وجماعات العمل والمرشدين، ويحمل على عاتقه مسؤولية القدوة الجيدة. العمل معهم عظيم لأنهم يسمعون ويطيعون. أما مساوئ شخصيتهم فيشعرون بها في أنفسهم بسبب سعيهم الدائم لإرضاء الآخرين ينسون أنفسهم كثيراً. وهم الأكثر عرضة للاحتراق النفسي، وليس لديهم الدافع للبدء بمشاريع أو مهامّ تخصهم.

هذه هي النقاط الرئيسية التي احتوى عليها الفيديو، حاولت ترجمتها بأفضل شكل ممكن واختصارها لكم.

مخرج تولستويّ:

“أيعقل أن الناس يشعرون بالاكتظاظ في العيش في هذه الدنيا الرائعة، وتحت هذه النجوم التي لا تسبر؟ وهل يمكن حقاً أن يبقى في نفس الإنسان شعور الحقد والانتقام ونوازع القضاء على بني جنسه؟ يبدو لي أن كل ما في قلب الإنسان من شر لا بد سيختفي في تماسه بالطبيعة، بهذا التعبير الأعظم فصاحة عن الجمال والخير”