رامون الاسباني

ذات يوم اصطحبتنا والدتي للقائه.

التقينا برجل هيئته غرائبية، اصلع، يرتدي النظارات. قال بأنّه اسباني واسمه رامون، قال أنه صديق مقرّب من والدي. كان والدي يتصدّر الطاولة دائما. عندما جلس الاسباني هناك ركضت باتجاهه وأخبرته بأن هذا مكان والدي، وفي غيابه مكانياخبرتني والدتي لاحقاً بأنّ والدي سيكون فخوراً بي، بطفلة الخامسة وكيف تصرّفتسكب رامون لنفسه نبيذاً أحمر. كان والدي دائما يمزج نبيذه بالمياه المعدنية. سألته: كيف تقول بأنك صديق جيد لوالدي وتجهل كيف يحتسي نبيذه؟ اعطني كأسك قليلا لأريك. ومزجت النبيذ بالماء ومددته له، تهللّ وجهه فرحاًلاحقا في ذلك اليوم، وزع علينا رامون الحلوى، أنا وأخوتي، اعطى لكل واحدة من الفتيات علبة، واقتسم الصبية علبة واحدة بينهماعندما توفي والدي ارتنا والدتي صوره لرامون الاسبانيالذي تذكرتّه جيداًمحتضناً كفّيها ويسند رأسه على جبينها.

قلت: ما الذي كنتِ تفعلينه مع ذلك الرجل الذي ليس والدي؟

قالت: ولكنه كان والدك.”

هيلدا غيفارا (١٩٥٦١٩٩٥)

.

.

.

.

اختار السعادة.

على مدى ٥٠ عاماً جمعت باربرا آن كيفر أسباب سعادتها. بدأت بدفتر سلك صغير وامتدت الكتابة منه إلى مزيد من الدفاتر والمذكرات وصولاً إلى مستندات الكترونية على الكمبيوتر. محصلة كل هذا العمل؟ ١٤٥ ألف سبب للسعادة. واختارت منها ١٤ ألف كبسولة سعادة صغيرة وجمعتها في هذا الكتاب. لم أكن أبحث عنه وهذا ما يدهشني دائما في الكتب التي تعترض طريقي وتفرض نفسها. غلاف بسيط بنصّ واضح يقول: أنا هنا احمليني! وحسناً فعلت.

سيكون على الطاولة الصغيرة المجاورة لسريري، اقرأ فيه كل يوم لعدة دقائق واظلل الاسباب التي تلفت انتباهي، أو سبق وشعرت بالسعادة بسببها.

الكتاب رسالة للتذكير بالمتعة، بالالتفات للحظة وعيشها، للامتنان وتقدير الحياة. سعره لا يتجاوز ١٠ دولارات ومتوفر في مكتبة كينوكونيادبيويمكنكم طلبه من أمازون.

.

.

.

دليلك للعمل الحرّ (١ من ٥)

FU_Blog_FreelanceAutomate_Index

أقرأ على مهل في الكتاب الممتع Freelancer’s Bibleالذي ألّفته سارة هورويتز مؤسسة ورئيسة اتحاد العمال المستقلين بالولايات المتحدة الأمريكية. يقع الكتاب في خمسة فصول رئيسية هي: البداية، الحصول على عمل، تنمية عملك، إدارة عملك، وأخيرا عملك والمجتمع.

للتعرف على مفهوم العامل أو الموظف الحر/المستقل أرجو منكم زيارة هذا الرابط. ومن ثمّ العودة للقراءة.

يمكن أن تكون عاملاً مستقلا أو حرا إذا اندرجت تحت واحدة من التصنيفات التالية:

  • عامل مستقل يملك عمله ويحصل على عملاءه بنفسه ويقدّم لهم منتج أو خدمة.

  • موظف مؤقت، يعمل بالتعاقد مع جهة أو مؤسسة عن طريق وكالة توظيف.

  • موظف بديل أو طارئ، يقوم بالأعمال العاجلة عند غياب من يتقنها.

  • موظف يعمل بدوام جزئي، يعمل بوظيفة ثابتة وعقد عمل لكنّه ساعات عمل أقل من 35 ساعة أسبوعياً.

  • موظف مؤجر/معار، تعمل مؤقتا في جهة أو مؤسسة ويدفع راتبك من قبل جهة أخرى.

  • موظف بعقد لمشروع واحد ينتهي عملك بانتهاء المشروع أو مغادرة العميل.

  • عامل مياوم، أي عامل يشتغل باليوم، تحضر لمقرات العمل ويقف مع العمال حتى يتم استدعائه.

متابعة قراءة دليلك للعمل الحرّ (١ من ٥)

بيت صغير بمنهاتن.

Screen Shot 2015-12-18 at 3.40.30 PM

كنت سأجلس لكتابة هذه التدوينة قبل عيدي الثالث والثلاثين – أكتوبر الماضيلكنّني فشلت كالعادة في صنع الوقت. لا وقت أفضل من ديسمبر للحديث عن سنة ملوّنة شهدت تغيرات كثيرة. لكن تجربة السفر وحيدة غيّرت حياتي كلها وليس سنتي. لم تكن هذه الخطة الابتدائية طبعاً، لكن انشغال أخوتي بدراستهم جعلتني أواجه المدينة الضخمة واستمتع بإجازة مستحقة.

أعتقد بشدة أنك تحتاج للسفر وحيداً لتحتفل بنضجك وقدرتك على مواجهة أصوات روحك، ركضنا المستمر في العمل وروابطنا الاجتماعية التي لا تنقطع يجعل مهمة التركيز على أنفسنا صعبة وأقرب لدى البعض للمستحيلة. فكرت في كل المنافع التي سأجنيها من السفر وحيدة، بينما كان البعض يتساءل عن جدوى الذهاب لآلاف الأميال لترافق ظلك، لتشعر بالرعب في الشوارع الخالية، وتلتفت كل لحظة لتشارك دهشتك مع أحد ولا تجد رفيق.

الآن وبعد عودتي بشهور أتأمل التجربة بسعادة، لقد سيطرت على كل مخاوفي، النوم في بناية مرتفعة قرب الموقع الذي سقطت به أبراج التجارة في ٢٠٠١م، المشي مع شروق الشمس لمقهى قريب والوقوف في طابور مع عمال البناء الروس، واستكشاف خطوط القطارات التي لم أجربها من قبل، والصمت الطويل وأنا أراجع ملفاتي المعلقة لأصل لقرار بشأنها. لم تكن هناك ضمانات بأنني لن أشعر بالملل أو الخوف، حصلت على وقت فائض مع نفسي، أخذتها في مواعيد، واشبعت دهشتها.

آلان دي بوتون في كتابة فنّ السفريقول شيئا بمعنى أننا حينما نسافر وحدنا نتخلص من أثر رفقتنا التي تعجن آراءنا وتفاعلنا مع ما هو حولنا وبالتالي تكبح فضولنا. السفر مع الآخرين يقوم بفلترة التجارب حتى قبل أن تقدم عليها. أحبّ السفر مع أخوتي وصديقاتي كثيراً لكنّ هذه المرة كانت لي.

قرأت قبل عدة أيام مقالة لطيفة عن أهمية السفر وحيداً للكتّاب والمبدعين بشكل عاملم يكن ذلك هدفي من الرحلة، لكن هل ساعدتني؟ نعم كثيراً! ووجدت أنني بلا وعي منّي أطبق النصائح التي جاءت في المقالة لتفيدني لاحقاً بما سأكتبه.

خلال العشرة أيام التي قضيتها تأملت المبدعين وهم يعملون بحماس وتركيز، الرسام والنحات والموسيقي ونادل المقهى ومتسابقي الرسم على القهوة وقاطع تذاكر المسرح.

السّفر وحيدة ساعدني على تجاوز خجلي وخوفي من الحديث مع الآخرين، السؤال عن الاتجاهات ومكونات الاطباق وقياسات الملابس ومحتويات المشروبات، كانت مهمة رفقتي وكنت أتأمل وانتظر. السفر وحيدة منحني الوقت الكثير من الوقت. والشيء الأجمل من هذا كلّه: لم يكن معي خطة. كانت هناك بعض الفعاليات التي حضرتها وعدا عن ذلك لا شيء يلزمني بالخروج والعودة في وقت محدد أو الالتزام بطريق أقلّ ازدحاماً.

مشيت كثيرا حتى شعرت بأن قدمي كُسِرت واحتجزني الألم لساعات الظهيرة حتى انتهيت من تكميدها والتحقق من سلامتها.

التقطت خلال رحلتي هذه صوراً أقل بكثير من كل مرة، كان رأسي يقول ارفعي هاتفك والتقطي الصورة الآن، وكنت اتحسسه في جيبي واتجاهله. الآن كلما بحثت عن قصة لأرويها يطلب مني المستمع صورة وأخبره بكل حماس: لا يوجد صورة، الصورة هنا في قلبي.

هل سأكرر التجربة؟ بالتّأكيد، حتى لو كان الذهاب وحيدة لعدة ساعات يومياً داخل المدينة. لقد وجدت الكثير من الاجابات وواجهت الكثير من المخاوف. وتذكرت على طول الطريق أوسكار وايلد وهو يذكرنا بحاجتنا لتعلم الوحدة.

مخرج

art-of-travel

كتاب آلان دي بوتون عن فنّ السفرتوصية خاصة، ورفيق مبهج في السفر.

.

.

.

.

Once a teacher, always a teacher

هناك أشياء كثيرة في حياتك تعلم يقيناً بأنك لن تغادرها، ولن تغادرك. التعليم أحد هذه الأشياء في حياتي، أعمل به لفترات متقطعة وأتركه ثم أعود من جديد بشوق وحماس. أفكر مؤخراً: قد أكون تركت العمل المؤسسي في التعليم، لكنني لم اترك مهنة المعلمة في حياتي اليومية.

بعد أسبوع من اليوم أعود للتدريس، هذه المرة لن أكون أستاذة جامعية، سأدرّس في مدرسة ثانوية/متوسطة مواد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات– ICT” بمعنى آخر المقررات المرتبطة بالحاسب الآلي، تخصصي الأول. الجديد في تجربتي أن العمل سيكون في مدرسة دولية، والتدريس سيكون باللغة الانجليزية. أنا سعيدة جداً بهذه الخاصية، لأنني كنت أعاني مع المراجع العربية الشحيحة وأحتاج لترجمتها وتنسيقها لتقديمها للطالبات، الآن سأنقل المعلومة بشكل أسرع. من جهة أخرى، لست سعيدة بفقر المكتبة العربية في المراجع الاكاديمية المناسبة للدراسة، وأرجو من الله أن يهبني يوما ما وقت لترجمة وتحرير بعض من المراجع الجيدة التي استفدت منها.

كيف كانت أيامي الماضية؟

– استعدادات للتعرف على أجواء المدرسة، وترتيب معمل الحاسب، التعرف على طبيعة وطرق التحضير المعتمدة والجديدة كلياً علي. في التدريس الجامعي الموضوع أسهل قليلاً بالنسبة لي لأن القسم به أكثر من معيدة ومحاضرة يقدمن نفس المواد ونشترك سوية في تحضيرها. هذه المرة أدرس ثلاثة مراحل من الصف 8-10 وقد تتغير لاحقاً، لكن لكل مرحلة أهداف ومقرر ومهارات يحتاجون اتقانها.

– أحضّر لعطلتي بهدوء، كنت مهووسة بالتخطيط لها لفترة طويلة وما إن شُغلت بالعمل حتى نسيتها تماماً.

– بدأت بمشاهدة وثائقي ضخم عن مدينة نيويورك، مدته حوالي ١٨ ساعة ويقع في ٨ أجزاء. وجدت أغلبها في يوتوب لكن للأسف بعض منها مفقود وقد أبحث عن طريقة لمشاهدته. الوثائقي مثالي للمشي، لكن كل جزء منه مغري للجلوس وتسجيل الملاحظات، وتمنيت لو أجده مطبوعاً.

– انتهيت من قراءة رواية حكايات من ضيعة الأرامل ووقائع من أرض الرجاللجيمس كانيون، رواية زاهية وغرائبية تدور أحداثها في كولومبيا، أعادت لي شهيتي القرائية بقوّة وذكرتني بروايات ماركيز والواقعية السحرية التي أحببتها. سرد طويل وغني بالتفاصيل.

قرأت مقالة ملهمة للكاتب جيمي تود روبين الذي كتب يومياً بلا انقطاع لـ 373 يوماً، يسرد في المقالة تفاصيل تجربته وكيف استطاع المحافظة على هذه الدافعية والحماس، بكلمات أخرى: كيف صنع له روتين كتابي. وكان من بين ما ذكره هو تخطيطه المسبق ليومه وإذا كان يعلم بانشغاله خلال يوم ما، فإنه يجلس للكتابة في الصباح الباكر ولو لعدة دقائق، وهذا يساعد على تدفق حبره كل يوم. ملاحظة أخرى ذكرها أيضاً، إذا انحرف يومه عن مساره وتغيرت خططه، يحدث نفسه: عشر دقائق فقط! ويجلس للكتابة خلالها، فهو يكتب عادة 250 كلمة خلال هذه المدة، وعندما يكتب ينجز صفحة واحدة، صفحة واحدة لا يمكن تجاهلها فهي إضافة لما كتبه في اليوم السابق. النقطة الثالثة والأخيرة والتي تهمني بشكل أكبر، عندما يتعرض لحبسة الكاتب. صحيح تستطيع المحافظة على روتين كتابة يومي لكن ماذا يحدث اذا لم تجد ما تكتبه لمواصلة العمل على موضوعك؟ يشبه جيمي الموضوع بإخفاء الأوراق النقدية في جيوب محفظتك أو في مكان آخر لتفاجأ عندما تجدها وتستفيد منها عند الحاجة. عندما يصاب بالحبسة في موضوع معين، يعود لمواضيع أخرى وقصص خبئها لحين يجد الوقت لكتابتها، ويبحث فيها ويكتب. في نهاية اليوم سيكون منتجاً ويستعيد حماسته للكتابة من جديد.

– اقتنيت مذكرة التدريس الرائعة من متجر ايرين كوندرن، يتيح الموقع لكم تخصيص الغلاف وبعض المحتويات واضافتها حسب احتياجكم. والتفاصيل هنا.

.

.

.