إنڤرنس | عروس الشّمال

 

خلال رحلتي لبريطانيا جرّبت أشياء كثيرة للمرة الأولى. حتى تلك التي لم تكن مقنعة بالنسبة لي مثل التنقل في رحلة قصيرة بين عدة مدن. أفضل السفر لوجهة وحيدة وقضاء وقتي بالكامل فيها واكتشافها. هذه الرحلة غيّرت كل شيء. وخططت من منزلي في الرياض لوقفات متعددة في الشمال الاسكتلندي واشتريت التذاكر وحجزت السكن كي لا أتراجع عن قراري.

استيقظت صباح رحلتي إلى إنڤرنس وانتهيت من حزم أغراضي وفكرت ما زال معي الكثير من الوقت لتناول الفطور بهدوء والقراءة قليلًا قبل أخذ قطار الواحدة ظهرًا.

بينما كنت أذرع الغرفة لترتيبها تنبهت لصوت ركض خافت! وها هو أمامي عنكبوت ضخم يقطع الغرفة من أقصاها لأقصاها. العناكب كابوسي الأعظم. ركضت لارتداء حذائي والسيطرة على رعبي وترقبت اقترابه من باب الحديقة، فتحته له وخرج.

كمية الأدرينالين التي ضُخت في دمي تكفي لأيام. جمعت كل شيء على عجل وارتديت معطفي وطلبت سيارة للذهاب للمحطة بلا تفكير. تبقى خمس ساعات على الرحلة. لا يهم. تركت المفاتيح في الغرفة كما أوصت صاحبة الفندق الصغير وودعت الحي الهادئ. هذا ما يحصل عندما تسكن في منزل من العصر الڤيكتوري. ضيوف بلا دعوة.

وصلت للمحطة وقرأت عن خدمة تخزين الأمتعة وهو شيء جديد أجربه للمرة الأولى. تركت حقائبي (التخزين لـ ٦ ساعات يكلفكم حوالي ١٢ جنيه لكلّ قطعة) سعر باهض لميزانيتي المحدودة لكن لم يكن لدي خيار آخر.

خرجت من المحطة وقررت توديع المدينة بالمشي وعبرت الجسر بين الشطرين القديم والجديد، ثم عدت باتجاه معرض الفنون الوطني بأدنبره. سعدت كثيرًا بهذا الخيار لأنّ المعرض فاق كل توقعاتي بمجموعته الفنيّة وصالاته الدافئة. وتزامنت زيارتي مع استضافتهم لمعرض ما وراء كارڤاجيو“. المعرض استضاف لوحات الفنان العظيم وتابعي مدرسته. لقد كانت المرة الأولى التي تستضيف فيها اسكتلندا هذا الكم الضخم من لوحاته، وقُسمت قاعات دور كامل من المعرض لاحتضانها. كل غرفة تتبع حقبة معينة من حياته وأعماله ولولا أنّ الوقت بدأ يداهمني لكنت قضيت المساء كله في المكان.

هذه التدوينة جزء من حلقتين تحدثت فيها عن رحلتي لاسكتلندا.

لقراءة الجزء الأول أرجو منكم تصفح عدد نوڤمبر من مجلة إت | The *It

متابعة قراءة إنڤرنس | عروس الشّمال

كيف تختار نقلتك المهنيّة التالية؟

أهلًا بكم!

مضى وقت طويل على آخر تدوينة نشرتها هنا. كنت في دوامة صغيرة: بداية عمل وإجازة سنويّة ومشاريع تتوالد وكلّ ذلك في نفس الوقت.

آسفة لأنني خيبت ظنّ الذين ينتظرون تدوينة عن رحلتي الأولى إلى بريطانيا – قادمة في الطريقلكن وبسبب فكرة ذكية عبرتني قبل عدة أيام سأعود إلى الملفات التي فتحتها في رأسي لأنجزها وأقفلها تمامًا.

سأبدأ اليوم بتدوينة ولدت قبل خمسة أشهر على شكل سيناريو لحلقة پودكاست، أعلنت عن تقديمها أكثر من مرّة لكنني لم أجد في نفسي الرغبة لتسجيلها حتى الآن. لذلك وحتى لا تبقى معلقة فوق رأسي لمدة أطول قررت صياغتها ونشرها كتدوينة.

حسنًا.

كيف تختارون نقلتكم المهنيّة التالية؟

قد يبدو السؤال حصري لمن يمتلك وظيفة حاليًا، لكن مجموعة الأفكار التي سأشاركها معكم يمكن تفعيلها حتى لو كنتم تبحثون عن فرصتكم الوظيفية الأولى. أما سبب الحديث عن النقلة فيعود لتجربة شخصية، بين سنة تخرجي من الجامعة – وحتى قبلها بقليلعملت في عدة مجالات. وكانت كل نقلة بينها مغامرة حقيقية. كيف كنت أفعلها باطمئنان تامّ؟ فضولي ربما ورغبتي في التعلّم ولسبب أهمّ: شح فرص العمل للسعوديات واقتصار كثير من مجالات العمل على الرجال فقط.

في فترة من حياتي كنت أمام خيارين: العمل كمدرسة في منطقة نائية، أو البقاء في المنزل بلا عمل ولا مصدر دخل يغطي احتياجاتي التي لا تستطيع عائلتي التكفل بها. اخترت وضعية البحث عن مخرج وكان العمل المستقل فرصة جيّدة.

بعد أن نضجت تجربتي وزادت فرص العمل المتاح لي اقتحامها، بدأت بتجربة العمل بوظائف كاملة، لم تكن مثالية طبعًا وبعضها كان كابوس حقيقي. لكن الرابط المشترك بينها كلها كان: التعلم، الاكتشاف، وحمل أفضل التجارب معي للمستقبل.

قبل البدء في التفكير بالاستقالة والهرب ضعوا خطة تشمل المراحل التالية:

أتحليل الوضع الحالي

بالتفكير في المستقبل والنقلة

جإعادة تعليب أنفسكم (مصطلح عجيب اعترف)

دالقفز!

.

.

وجدت تمرين بستة خطوات في مجلة Fast Company والتالي ترجمة لما جاء فيه ويندرج تحت مرحلة “تحليل الوضع الحالي:

١خططوا ليومكم المثالي (اتبعوا الرابط لتدوينة كتبتها قبل عدة أشهر حول الموضوع)

٢أعطوا الأشياء قيمة على ميزان السعادة. كيف؟ مع ضغط العمل والاحتراق الذاتي نغفل عن الأشياء الصغيرة والكبيرةالتي تشعرنا بالسعادة والبهجة. لذلك، نعود لكل تفاصيلنا اليومية ونقيّمها بحسب مقدار السعادة التي نجدها من خلالها. هل تفضلون ميزان بالأرقام؟ جربوه. أو فقط تدوينها كقائمة وتأملها. وشيئًا فشيئًا تتضح لكم جوانب الحياة السعيدة والأخرى المتعبة.

٣تنبّهوا لما يزعجكم في عملكم الحالي. هل هو الفريق الذي تعملون معه؟ أو المهامّ التي تكلفون بها؟ التحديات كثيرة؟ ملاحظة هذه الأشياء ستعطيكم فكرة عن المخرج الذي تبحثون عنه: هل تتركون الوظيفة تمامًا لمكانٍ آخر. أم ستعالجون المنغصات وتبقون في مكانكم؟

٤تعاملوا مع بحثكم عن عمل جديد وكأنه مهمة محقق بوليسي. ابحثوا في قدراتكم ومهاراتكم الخاصة، سماتكم الشخصية، وكل ما تحبّون العمل من خلاله دون أن تشعروا بالملل والاحباط. من أين تبدأون؟ ما الذي يمكنكم الانتقال به؟ وهكذا. اجمعوا كل هذه التفاصيل والبيانات لترشدكم إلى النقطة التالية.

٥لا تفكّروا في أبدية. فكروا في الخمس سنوات القادمة أو الثلاث – في حالتي أفكر أحيانا في سنة واحدة من العمل وهذا الشيء جرّبته عند الانتقال بين العمل الأكاديمي والإداري، ثم دخول مجال صناعة المحتوى والتسويق والعودة إلى التعليم. ثم تكرار الدورة من جديد. لكنني اليوم أعرف أنّ صناعة المحتوى ستكون مستقري لفترة طويلة حتى اكتشاف مجالٍ آخر.

٦اصنعوا خطة انتقالية. ستصلون هنا في نهاية مرحلة التأمل والدراسة وستتضح الرؤية أكثر. أين تريدون الذهاب من هنا؟ هل هناك جهة معيّنة في بالكم ترغبون بالتقدم إليها؟ ستبحثون؟ يجب أن يكون هناك سيناريو مبدئي للمهام الانتقالية.

.

.

المرحلة التالية: التفكير في المستقبل والنقلة

١خلال بقائكم في مكانكم الحالي، تعاملوا مع الثبات والانزعاج بطريقة ايجابية. ما هي المهارات الهامة التي يمكنكم أخذها للوظيفة التالية؟ هل يوفر لكم عملكم الحالي تدريب متميز ومجاني؟ استفيدوا من كافة البرامج طوال فترة بقائكم. ابنوا جسور بينكم وبين زملاء العمل الذين تطمحون لتحقيق نجاحاتهم في طريقكم الخاصّ. تعلموا منهم، استفيدوا من طريقتهم في تجاوز التحديات والمشاكل وهكذا.

٢مرحلة البحث عن وظيفة ثانية ينطوي تحتها جهود كثيرة لكنّها توزع بشكل عامّ على الجوانب التالية:

الناس

العمل عليها يتطلب مدّ دائرتكم الاجتماعية والتواصل مع أشخاص قد يفيدونكم في الوصول لفرص وظيفية جيدة، أو يساعدوكم في تطوير مهاراتكم، أو يلهموكم.

المهارات

المهارات تُبنى بالتدريب والتعلم. نحنُ اليوم في عصر إتاحة التعلم بشكل مدهش وغير مسبوق! التعلم يتم مجانًا عبر مقررات إلكترونية على بعد نقرة. يمكنكم التطوع أيضًا وتجربة أنفسكم في مجالات مختلفة قبل اقتحامها بالكامل.

الفرص

زيارة معارض التوظيف، والفعاليات التي تربط الباحثين عن العمل بجهات متنوعة. مواقع التوظيف والتواصل المباشر مع جهات ترغبون بالعمل لديها.

.

.

المرحلة التالية: إعادة تعليب أنفسكم Repackaging Yourself

كتبت عنّه تساؤلات في التغريدة التالية وشارك فيها البعض بردود قد تفيدكم.

.

تلميحة ذكية

من الأفكار التي تعرفت عليها مؤخرًا: صياغة عدة سير ذاتية لتقديمها، بنفس الخبرات والشهادات التعليمية لكن طريقة ترتيب المهارات والتفاصيل يختلف بحسب الجهة التي تنوون إرسال السيرة إليها. في السابق كنت اكتفي بحفظ نسخة PDF من صفحتي على Linkedin. لكن بعد الاطلاع على هذا المقترح سأجرب تجهيز سير وملفات تعريفية مختلفة خصوصًا عند التواصل مع العملاء المتوقعين لمشاريع مستقلّة.

.

المرحلة الأخيرة: القفز

الآن توصلتم لمرحلة الانتقال الفعلية، سواء بالاستقالة، ببدء وظيفة جديدة أو مشروع مستقل، أو حتى طلب تحسين وضعكم الوظيفي بالشكل الذي تطمحون إليه. هذه المرحلة في نظري، أكثر المراحل حاجة للشجاعة والتركيز والراحة – الكثير منها – لأن أي قرار تقفزون إليه بدافع الاحتراق والتعب وتشوش الأفكار قد تندمون عليه لاحقًا وهذا الكلام أيضًا من تجربة شخصية. أذكر أنني ذهبت لوظيفة دون مستوى تطلعاتي، وظيفة كانت تصرخ: أنا سيئة جدًا! لكنني فعلتها لأنني كنت مدفوعة بالغضب وعدم الرضا. لم أفكر فيها بشكل منطقي. لكنّه كان درس للحياة وحصلت على تجاربي الجيدة من خلاله.

.

.

.

يهمّني أيضًا التعرف على تجاربكم الشخصية في تغيير مساركم الوظيفي، كيف كانت؟ هل ترغبون بمساعدة الآخرين بنقلها؟

مساحة التعليقات متاحة ومتأهبة!

.

.

.

قصة نجاح منتجات بلا علامة تجارية

ما الذي قد يحدث عندما تقرر الشركات إزالة علاماتها التجارية والاكتفاء باسم ونوع المنتج.

حسنًا سأوضح الموضوع أكثر. تخيلوا لو أنّ ممر علب صلصة الطماطم لا يعرض اسم أيّ شركة، فقط علب متفاوتة الأحجام. زجاجية ومعدنية وورقية ولا تحمل أي علامة تجارية. فقط عبارة (صلصة طماطم) بالخطّ العريض.

مرعبة الفكرة؟

كيف يمكنكم اختيار السلع بهذه الطريقة؟

ستقضون ساعات من يومكم تتأملون الأشكال حتى تقرروا أيّها تحملون للمنزل. أو ستقضون الأشهر القادمة تحملون علبة مختلفة في كلّ مرة وتجربون محتوياتها لتحكموا عليها.

قد اختار الفكرة الثانية لأني حينها سأعتمد على تجربتي فقط. والأمر الطريف في الموضوع، هذه هي الطريقة التي اكتشفت بها الكثير من الأشياء والأماكن والأشخاص. فلن تكون تقنية التجربة والحكم جديدة.

ما دفعني لكتابة هذه المقدمة التشويقية، شركة أمريكية تقدم منتجات متنوعة من الأغذية لمنتجات التنظيف للعناية الشخصية والقرطاسية ومستلزمات المطبخ. كل هذه المنتجات تشترك فيما بينها بأن سعرها ٣ دولار فقط!

علبة كبسولات القهوة البيروڤية التي اقتنيتها بثلاث دولارات، غرانولا الفانيلا والكاكاو بثلاث دولارات، ومجموعة أقلام التحديد الفسفورية .. نعم حزرتم: ٣ دولارات.

وصلت لموقع Brandless وتسوقت وشحنت الطلب لعنواني الأمريكي بثلاثة دولار فقط لأنني استخدمت كود أول طلب hello3 لأجرب المنتجات قبل أن أحدثكم عنها. الأغذية كلها مثلا غير معدلة وراثيًا، ومصنوعة من أجود المكونات العضوية، بلا سكر مضاف وغلوتين، وتتبع سياسة التجارة العادلة.

بعد اكتشاف الموقع وهوية المنتجات البسيطة جدًا قرأت عنهم وتعرفت على الفكرة التي قادت مؤسسيها للمبادرة والبدء. يريدون ببساطة إلغاء الوساطات بين المنتجات الممتازة والمستهلك. أنت لست مضطر لدفع ضريبة العلامة التجارية أو BrandTax™ وهي بالمناسبة مصطلح مسجل باسم الشركة الآن.

الضريبة هذه تشمل مجموعة من المحددات والمصاريف الإضافية منها تسويق المنتج بكل الطرق وإيصاله للسوبرماركت والمحلات التي تبيعه. فكرة براندلس تختصر حوالي ٤٠٪ من التكاليف وتعطيك منتج متميز بقيمة تناسب حياتك

حسنًا، ما الذي سيجعلك تتخلى عن منتج تستخدمه من عشرات السنين (زبدة فول سوداني مفضلة مثلًا) أقول لكم ما يفكر فيه أصحاب الشركة: السعر المنخفض يشجّع على التجربة والتحول.

لقد عمل فريق متكامل من الشركة على دراسة عشرات العلامات التجارية التي تقدم منتجات مختلفة ليتوصلوا لمزيج الجودة المثالي ويصنعوا نموذجهم الخاصّ.

قد تكون هذه المرة الأخيرة التي أطلب فيها منتجات Brandless لأسباب لوجستية، فقد كلفني الشحن للسعودية أكثر من قيمة كل مشترياتي منهم مع شحنها لعنواني الأمريكي. لكنني أنصح ساكني الولايات المتحدة الأمريكية بخوض التجربة والاستفادة من انخفاض تكلفة الشحن. اطلعوا على منتجاتهم واختاروا ما تحبّونه. الجدير بالذكر أن براندلس لا تبيع المنتجات الخاصة بها على رفوف السوبرماركت. بل توفرها للولايات كلها بدعم مستودعين ضخمين، أحدهما في الشرق والآخر في الغرب. 

هناك أيضًا أمر آخر، في كل مرة ينهي زبون عمليته الشرائية يتم التبرع بوجبة لـ Feeding America وهي منظمة تعنى بإطعام الجوعى هناك.

في عصر ارتفع فيه الوعي الاستهلاكي، نحنُ في أمسّ الحاجة لمثل هذه المبادرات المدهشة! لأنّ الحصول على منتج أفضل لا يعني بالضرورة ارتفاع التكلفة. ونعم أدركت بعد لحظة إتمام الشراء أنّ الشركة نجحت في التسويق لمنتجاتها لمناطق غير متوقعة من العالم. فقط ببناء قصة ملهمة وراء كل منتج. وأنّ المربعات البيضاء التي تحمل اسم المنتج ومحتوياته وخصائصه ستلفت انتباهي في أي مكان. 

.

.

.

.

وجبات الوعاء الواحد | One Pan Meals

بعمر العاشرة تقريبًا أو بعدها بقليل بدأت تجربتي في المطبخ في النمو. أذكر أنّ والدتي شرحت لي طريقة اعداد القهوة العربية والشاي. ومن يومها لم تتغير طريقتي ولا مقاييسي. حتى الإبريق المعدني الذي كنّا نطبخ القهوة فيه ما زال رفيقنا في انتقالاتنا المتعددة. في تلك الفترة أيضًا، بدأت والدتي بالخروج من المنزل لتعلّم بعض الحرف اليدوية خلال عطلتنا الصيفية. وكانت رعاية الإخوة والأخوات مسؤوليتي. بالاضافة لمراقبتهم والحرص على استتباب الأمن والهدوء. كنت أجهز الغداء أو العشاء بحسب الوقت. هناك اكتشفت وجبات الوعاء الواحد، وطريقة طهي الأرز الأبيض وتحمير الدجاج وغيرها من الخدع الصغيرة لمائدة مدهشة!

كانت والدتي تقطع الخضروات المتنوعة والدجاج وتجمعها في كيس للفرن مع تتبيلة سخية. كل ما علي فعله إدخال هذا السيرك في الفرن وانتظار نضجه. خلال ٤٥ دقيقة أو ساعة على الأكثر، تصل والدتي ونحضر الطاولة ونتناول طعامنا الشّهي.

وعلى مدى السنوات القادمة تعلمت تقطيع الدجاج بنفسي، واختيار الخضروات المصاحبة وتتبيل الخليط وطهيه بالكامل دون مساعدتها. أذكر أيضًا تجاربي الفاشلة في طهي دجاجة مشوية بالكامل، ليكتشف رفاق الوجبة أنّ الدجاجة لم تنضج ويحاولون التمثيل وابتلاع الأكل لتفادي جرح مشاعري.

الشيء الأكيد أنني اكتشفت مؤخرًا أن هذه الاحتفالية والوجبة الغنية تأتي ضمن فكرة عظيمة لتجهيز الغذاء، تسمّى وصفات والدتي الشاملة بـ One Pot Meal أو One Pan Meal وأترجمها بـ وجبات الوعاء الواحدسواء كان هذه الوعاء قدر أو صينية فرن أو مقلاة.

الفكرة من هذه التقنية تسهيل تجهيز وجبات صحية ونظيفة تتناسب ونمط حياتنا المتسارع. خاصة وأنّ الحصول على وجبة دافئة في المنزل قد لا يتفق والوقت اليومي المتاح لنا. ونجد بأن الكثير منّا مدفوعين للأسف لاختيار الوجبات السريعة أو وجبات المطاعم التي لا يُعلم كيف تجهز وعلام تحتوي. يمكنكم اعتماد هذه الطريقة التي ستضمن التالي: سرعة، راحة، سهولة ونتيجة مغذية.

في وعاء واحد يمكن طهي اللحوم والخضروات والبقول والحبوب والفواكة والقائمة تطول. يمكنكم تجهيز طبق دافئ واستكماله بخبز طازج وعلبة زبادي أو أرز مسلوق أو سلطة خضراء. كل هذا لن يستغرق إلا ساعة على الأكثر وقد يكون وقت الطهي أقل بحسب استعدادكم.

سأخصص الحديث في هذه التدوينة بشكل أكبر وسأختار وجبات الوعاء الواحد التي تعدّ في صينية الفرن Oven Pan, Sheet Pan وأي صينية تفضلونها.

أدناه مجموعة من النصائح الذكية التي قد تساعدكم في اكتشاف الخيارات الهائلة لوجبات مغذية، تُحضر وتطهى في صينية واحدة.

١اختاروا مكونات (خضروات ولحوم مثلا) تنضج في نفس الوقت لتفادي الاختلافات في درجة الطهي وخروج الصينية بمكونات نيئة وأخرى محروقة.

٢أضيفوا الخضروات التي لا تحتاج لوقت طهي طويل مثل البروكلي والطماطم الكرزي والورقيات كالسبانخ في آخر مرحلة. قبل اخراج الصينية بدقائق أضيفوها جانبًا لتسخن قليلًا وتكتسب مذاق الشواء

٣حضروا صلصات للتقديم مع المكونات المشوية. يمكن للصلصة أن تبدأ بالطحينة أو الزبادي أو البيستو والطماطم والخردل وغيرها من المنكهات التي ما إن تندمج مع الخضروات واللحوم حتى تعطيها حياة أخرى. فكرة جيدة ستكون بتجهيز الصلصات في الثلاجة وتبريدها لاستخدام متكرر

٤استخدموا ورق الخبز Baking Sheets من جهة سيمنع احتراق المكونات والالتصاق بالصينية، ومن جهة أخرى يسهّل تنظيف الصينية بعد انتهاء عملكم

٥بعد الانتهاء من طهي المكونات واخراج الصينية من الفرن زينوا وجهها بالبقدونس المفروم، المكسرات المشوية، الصنوبر، البلسميك، الفواكة المجففة، الأجبان وأي مكون آخر تحبونه. ستضيف هذه المكونات القرمشة وتنوّع من نتائج الطبخ كي لا يصيبكم الملل

٦للحصول على خضروات ولحوم مقرمشة يُنصح بتحمير المكونات في آخر عدة دقائق (Broil)

٧تقطيع اللحوم وتتبيلها جيدًا قبل الطبخ بليلة أو في الصباح قبل خروجكم للعمل يساهم في تشبعها بالنكهات وتكون مرقة شهية تغمر الخضروات

٨لا تخافوا من تجربة كلّ شيء. مثلا: شواء حبات بطاطا ضخمة وحولها خضروات وبقول صغيرة والبصل والطماطم مثلا. ثم بعد شواء البطاطا استخدموا بقية الخضروات كحشوة لها واغمروها بصلصة الزبادي

٩غسل وتقطيع الخضروات التي يمكن تجهيزها في نهاية الاسبوع وحفظها جيدًا في الثلاجة

١٠يمكنكم تقليد والدتي وتجهيز كل المكونات في الصينية وتبريدها، وما إن تصلون للمنزل اتركوها خارجًا حتى يسخن الفرن ثم جهزوا العشاء.

أتمنى أن تساعدكم هذه الفكرة الذكية في تجهيز وجباتكم من الليلة، وقد تجدون عشرات الوصفات بمجرد البحث عن العبارة One Pan Meal, One Pot Meals, Sheet Pan Meals في بنترست كنز من الوصفات وهنا روابط لمفضلتي حول الموضوع:

وصفات من مارثا ستيوارت

وصفات من د.أكس

كونتري ليڤنق

.

.

.

 

حياة طيّبة

.

.

أهلًا يا أصدقاء!

كل عام وأنتم بخير وشهر مبارك عليكم. أسأل الله أن يكون شهر رضا وسلام وبهجة على قلوبكم ومن تحبّون.

سأكرر ما أقوله كلّ عام عندما أحتفل بالشهر الكريم وأدوّن في استقباله: هذا شهر استعادة ضبط المصنع السنوي. شهر التأمل وإنجاز كل الخطط المعلقة. الشهر الذي تفتح الروح بابها على مصراعيه.

خلال الأيام القادمة الكثير من الراحة والاستعداد والعمل في آن. ستذهب المدونة في إجازة قصيرة تنتهي بالعيد إن شاء الله. لكن المحتوى سيستمر عبر مجلة The *It Mag الإلكترونية من خلال سلسلة حياة طيبة“. سأكتب في مواضيع متنوعة تتناول الحياة بشكل عام، وتصبّ في موضوع خاص واحد: كيف نعيش حياة طيبة؟

خلال الشهر أيضًا، استعد بحماس لنقلة مهنيّة جديدة إن شاء الله، وأنهي ارتباطاتي مع مكان عملي الذي أتممت فيه سنة ونصف عملت من خلالها على العديد من المشاريع الملهمة وصنعت ذكريات لا تنسى.

ترفيه الشهر سيرتبط بالكتب الصوتية، وساعات وساعات من المشي. أنهيت خلال إجازتي القريبة قراءة المقالات التي جمعتها في تطبيق بوكيت والآن دور الكتب التي جمعها رفّي في أوديبل Audible. الثيمة العامة للشهر الطعام، الصحة، وتحفيز الإبداع.

هذه التدوينة السريعة تحيّة للقراء الذين لا يكفون عن زرع السعادة في المكان، سأكون بالقرب وانتظر مرئياتكم وتعليقاتكم على السلسلة التي أنوي تقديمها في The *It Mag الإلكترونية

شكرًا لكم

.

.