يُقال بأنك لا تستطيع إجبار شخص على شراء شيء لا يريده، لكنّك تستطيع إقناعه بشراء شيء لا يحتاجه.
لو قرأت هذه العبارة لأول مرّة ستنتابك قشعريرة لوهلة وستفكر فيها بعمق، نعم إنها حقيقية جدًا. راجعوا آخر قائمة مشتريات لكم على موقع إلكتروني أو فاتورة أغراض البقالة التي ابتعتموها صباح اليوم! هناك على الأقل منتج واحد اشتريته لأنك تعتقد بأنك تحتاجه، وهذا الاعتقاد يمكن أن يكون وهمي للأسف.
تحديد الحاجة لشراء الأشياء يتطلب التفكير في حياة الشخص اليومية، كيف عمله؟ كيف حياته الاجتماعية؟ في المقال على سبيل المثال تورد الكاتبة حاجتها إلى شراء ١٢ قميص دفعة واحدة لأنها لا تستطيع الظهور أمام عملائها بملابس مكررة –مثلا– وأن عملها يتطلب التركيز على المظهر للنجاح.
أذكر نفسي قبل سنة تقريبًا عندما اضطررت مجبرة لشراء مجموعة من التنانير الداكنة والقمصان بالأكمام الطويلة بسبب وظيفتي الجديدة في قطاع التعليم. الاضطرار كان سمة رحلة التسوق هذه والرحلات التالية لها لشراء ما يلائم عملي.
لم تعرف البشرية فكرة التسوق فيما مضى لأسباب بسيطة: الارستقراطيين يحصلون على كل احتياجاتهم مفصلة على مقاس ذوقهم، وتصلهم عند الطلب. لم تكن هناك مجمعات تسوّق وحتى المحلات التجارية تقدم سلع متفردة تعيش طويلًا، ولا شيء يفنى بل يعاد تدويره واستخدامه. كان الناس يرتدون معطفًا واحدًا وحذاء واحدًا وزوج من القفازات.
فكرة حصولك على خيارات متعددة كانت ثورية!
يشير المقال إلى أن بداية التسوق كما نعرفها اليوم جاءت لتعطينا حرية الاختيار والتعبير عن الذات. لكن، مع هذا الوجه الجميل للتسوق والاستهلاك إلا أننا اليوم تجاوزنا حرية الاختيار والتمتع بالحصول على منتجات تشبهنا وتناسب احتياجاتنا. أصبحنا نجمع كل ما ينجح في تحريك مشاعرنا. هذا هو التحليل الذي تذهب إليه الكاتبة. نشتري القطعة ليس لحاجتنا إليها بل لأنها تضعنا في حالة معينة. نحن حينها لا نفكر كيف سنستخدم هذه السلعة؟ ومتى؟ ولماذا؟
لو تأملنا الكثير من السلع الاستهلاكية التي نعرفها اليوم، سنجد بأنها سلع تجعل حياتنا أسهل فقط، وليست لازمة لاستمرار الحياة. يمكنني التفكير الآن وأنا أكتب هذه التدوينة على عجل في قائمة بالمنتجات التي يمكنني التوقف عن اقتنائها وسأحاول!
نحن نشتري الاحاسيس التي تقدمها لنا الأشياء، نشتري المستقبل الذي نرى أنفسنا فيه وربما حالة اجتماعية.
دهشت وأنا أقرأ هذا المقال من الرابط السحري بينه وبين وثائقي شاهدته على الجزيرة الوثائقية عن“قصة التسوق” أدعوكم لمشاهدته ومشاهدة المسلسلMr. Selfridge لتتعرفوا على فكرة التسوق كما نراها اليوم.
لسببين: الأول تكثيف الجهود والتركيز على تحقيق أهداف الاجتماع في وقت قصير. والسبب الثاني إمكانية ترتيب عدة اجتماعات خلال اليوم مع مختلف فرق العمل.
دعوة الفريق المناسب
توجيه دعوة حضور الاجتماع للاشخاص المعنيين بالأفكار أو لمهامّ مطلوب دراستها أو الذين تثقون بقدرتهم على الابتكار وتوليد الأفكار التي تحتاجونها دون تململ أو تشتت. يمكن إرسال تفاصيل الاجتماع ونتائجه لاحقًا لبقية الأعضاء كي يكونوا في الصورة مع الحفاظ على وقتهم.
تجهيز برنامج أو خطة واضحة للاجتماع
كلما كان الهدف من الاجتماع عائم وضبابي كلما ازداد هدر طاقة المشاركين فيه وضاعت إنتاجيتهم. والأمر ذاته ينطبق على جلسات العصف الذهني التي تنشط إقامتها في مجالات العمل الإبداعي. وضع خطة أو أجندة لا يعني إدراج كل تفصيل مرتبط بالاجتماع، تكفي نظرة شاملة على محاور النقاش لتهيئة ذهن المشاركين وإثارة حماسهم.
تحديد مدير للاجتماع
الفكرة لا تعني السيطرة على مسار الحديث أو الأفكار بقدر ما تعني ضبط الوقت وإعادة ترتيب مسار الجلسة كلما خرج الحضور عن الموضوع أو الهدف الذي حُدّد من أجله الاجتماع.
التقينا برجل هيئته غرائبية، اصلع، يرتدي النظارات. قال بأنّه اسباني واسمه رامون، قال أنه صديق مقرّب من والدي. كان والدي يتصدّر الطاولة دائما. عندما جلس الاسباني هناك ركضت باتجاهه وأخبرته بأن هذا مكان والدي، وفي غيابه مكاني. اخبرتني والدتي لاحقاً بأنّ والدي سيكون فخوراً بي، بطفلة الخامسة وكيف تصرّفت. سكب رامون لنفسه نبيذاً أحمر. كان والدي دائما يمزج نبيذه بالمياه المعدنية. سألته: كيف تقول بأنك صديق جيد لوالدي وتجهل كيف يحتسي نبيذه؟ اعطني كأسك قليلا لأريك. ومزجت النبيذ بالماء ومددته له، تهللّ وجهه فرحاً. لاحقا في ذلك اليوم، وزع علينا رامون الحلوى، أنا وأخوتي، اعطى لكل واحدة من الفتيات علبة، واقتسم الصبية علبة واحدة بينهما. عندما توفي والدي ارتنا والدتي صوره لرامون “الاسباني” الذي تذكرتّه جيداً. محتضناً كفّيها ويسند رأسه على جبينها.
قلت: ما الذي كنتِ تفعلينه مع ذلك الرجل الذي ليس والدي؟
هل سبق وتساءلتم عن الفرق بينكم وبين أقرانكم في الإنتاجية؟
فكروا معي بالإنتاجية على مستوى يومي: مع زملاءكم في العمل، وأفراد العائلة. هل تلاحظون أنهم ينتجون أكثر –أو أقل- منكم على الرغم من وصولكم لنفس الموارد وحصولكم على نفس الوقت؟
كنت دائما أتساءل وأقارن نفسي بالآخرين وألاحظ في أوقات مختلفة أنني أنتج أفضل تحت ضغط ساعات عمل روتينية طويلة أو خلال ارتباطي بالدراسة وارتفاع معدل التوتر في حياتي. وعندما حصلت على مرونة أكثر في العمل وتهيأت لي البيئة المناسبة، أصبح الإنتاج أقل وأسوأ. قبل الانتقال لفقرة الإجابة عن تساؤلي وتساؤلكم سأشرح باختصار نوعين من الإنتاجية التي اقصدها بالحديث، وجدت هذا التفصيل المفيد في مدونة 20literlife وأحببت بساطته، الإنتاجية نوعين وإذا طغى أحدها على الآخر أو خلطنا بينهما ستتأثر حياتنا بالتأكيد:
إنتاجية الحياة: يمكن أن تكون أي شيء تنجزه في يومك، طهي وغسيل وترتيب منزلك والخروج إلى وظيفة يومية تكسب منها المال. يندرج تحت ذلك أيضا الجهود التي تبذلها للحفاظ على النظام والاستفادة القصوى من الوقت وتسخير مواردك.
إنتاجية إبداعية: هذه هي الإنتاجية التي أعاني معها وأجد صعوبة كبيرة في المحافظة على ضوئها مشتعلا. الإنتاجية الإبداعية ترتبط بأي شيء تبدعه وتبتكره، فنون، أدب، قراءة متعمقة للأشياء والحياة. أي شيء لا تقوم به بشكل روتيني أو آلي بفعل العادة، يعتبر إنتاجية إبداعية.
الآن اتضحت الفكرة التي تخصّ الإنتاجية، والآن نأتي للاختلاف في نسبتها. لماذا؟ بحثت عن المقالات التي تهتمّ بالإنتاجية وإنجاز المهام بشكل أفضل في العمل والحياة بشكل عام. وقبل فترة وجدت كتاب “Work Simply” أو العمل ببساطة، مؤلفة الكتاب كارسون تايت أفردت فصل كامل في كتابها الممتع عن أنواع الإنتاجية وتصنيفات أربعة للبشر تفصّل طريقة عملهم وكيف يمكنهم الاستفادة من خصائصهم لإنتاج أكبر. عندما تتعرف على نفسك وإلى أي تصنيف تنتمي ستتمكن من تحقيق أعلى مستويات الإنتاجية، هذه هي رسالتها.
التصنيف الأول: إنسان الأولويات
هذا الشخص يفضّل التفكير المنطقي والتحليلي المستند على الحقائق والواقع. تفكيره يسير في خط واحد. ولكي يزيد من مهارته وجودة عمله سيحتاج إلى معرفة الوقت الذي يلزمه للإنجاز، ثم يصنع خطته حول ذلك بتركيز ويحقق أهدافه. الأشخاص في هذا التصنيف يحملون روح تنافسية ويغرقون تماما حتى ينهون أعمالهم.
نقاط القوة: تحديد الأولويات، التحليل الدقيق وحل المشكلات بطريقة منطقية، ثبات العمل والقدرة على اتخاذ القرارات.
يكره: المحادثات الجانبية الفارغة، البيانات الغير دقيقة، سوء استخدام الوقت، المبالغة في مشاركة التفاصيل الشخصية.
يحب: التحليل الناقد، النقاشات المبنية على الحقائق، قضاء الوقت في ما يفيده وينفعه.
كيف تعمل مع أشخاص من هذا التصنيف؟
ناقشهم دائما عن الماهية. ما هدفك؟ ما هي المخرجات المتوقعة؟ ما هي الحقائق المرتبطة بعملك؟ إنسان الأولويات يحتاج لمعرفة كل شيء لإنجاز مهمة بدقة. ومع ذلك لا يريد تفاصيل زائدة عن الحاجة تشوشه.
أدوات مساعدة: moosti.com / 42goals.com / أدوات أخرى غير تقنية مثل الدفاتر المسطرة للملاحظات.
مشاهير في هذا التصنيف: أرسطو، كانط، اسحق نيوتن، شيريل ساندبيرغ.
التصنيف الثاني: المُخطِّط
يُفضل البعض التخطيط المتتابع، الواضح والمفصل. قد يبدو إنسان التخطيط في الوهلة الأولى شبيهاً بإنسان الأولويات لكنه على العكس منه: يهتم أكثر للتفاصيل الخاصة بالمهام أو المشاريع. بينما إنسان الأولويات يأخذ من المعلومات والحقائق قدر حاجته. المُخطط يحب كل أشكال منظمات الوقت – وأنا كذلك- الكترونية كانت أو تقليدية. لا يقفر على الأمور بعشوائية لأن ذلك يزعجه، وتضيع عليه فرص كثيرة لأنها كانت خارج الخطة. ينتعش المخطط عندما يبدأ بكتابة قوائم المهام وشطبها وإنجازها. ويعرف عنه متابعته الدقيقة لسير العمل سواء كان في فريق أو يعمل وحيدا. يكره حضور الاجتماعات التي لا تحمل أجندة واضحة. رسائله الإلكترونية مفصّلة ومقسمة لمقاطع ونقاط وخطوات تنفيذ واضحة.
نقاط القوة: ثابت وعملي، يجد الأخطاء والثغرات المحتملة في الخطط والعمليات، ينظم ويتابع البيانات، يطور الخطط.
يكره: قلة الوضوح وغياب الأجندة، القفز بين المواضيع، العمل المتأخر أو المفاجئ، غياب النهايات الواضحة، التعليمات الضبابية، الأخطاء الطباعية والأخطاء بشكل عام.
يحب: جداول المهام والخطط، المتابعة الدقيقة، المواعيد المرتبة والوصول على الوقت، المباشرة والحديث عن الموضوع بصورة محددة.
كيف تعمل مع أشخاص من هذا التصنيف؟
اسألهم عن الكيفية. كيف نبدأ العمل على هذا المشروع؟ كيف تعالج المشكلات؟ كيف تعاملنا مع مهام من هذا النوع ؟ وهكذا. يحتاج المُخطط لجمل كاملة ومعلومات طازجة وخطة للعمل.
هذا النوع من الأشخاص يفضل التفكير الداعم، المعبر والعاطفي. وجوده مهم في فريق العمل –والحياة عموماً- . عندما يندمج بالعمل مع الآخرين يصبح مثل المادة المحفزة لإنجاز الأشياء. في الاجتماعات واللقاءات يقدم المدبر التسهيلات اللازمة للتواصل. يكره المنظمون اعتماد الناس الكلي على الأرقام والحقائق والبيانات. المنظمون متحدثون جيدون بالفطرة، يحبون القصص، والتواصل البصري والتعبير عن قلقهم للآخرين، ودائماً سيسألون عن ما يمكنهم فعله لمساعدة الآخرين عبر المشاريع أو المهام التي ينجزونها. كما يحبون الأحاديث الجانبية خلال ساعات العمل ويخصصون لها ميزانية من الوقت اليومي.
نقاط القوة: الاهتمام والتوقع لمشاعر الآخرين، الحدس، الإقناع، التدريس.
يحبّ: التواصل والأحاديث، إيجاد الوقت لتحليل المشاعر والأحاسيس، الاعتراف بالجهود والامتنان، القدرة على التعبير عن القلق وطرح الأسئلة.
كيف تعمل مع أشخاص من هذا التصنيف؟
ينبغي طرح أسئلة على المنظم بالشكل التالي: من سيتأثر بمشروع ما؟ من سيستفيد من عملية معينة؟ ومن سيكون مشتركاً في العمل على هذا الشيء؟ الاعتماد فقط على الحقائق والأرقام سينفره ويصيبه بالتوعك. إذا أردت أن يتجاوب معك بالشكل المطلوب تواصل معه دائما بشكل شخصي قبل الانتقال لطلب المهمة منه.
أدوات مساعدة: stickk.com/ workshifting.com / دفاتر غير مسطّرة تسمح لهم بالتفكير والرسم والكتابة والكثير من الأقلام الملونة.
مشاهير هذا التصنيف: شوبان، غاندي، الأم تيريزا، أوبرا وينفري، بونو.
التصنيف الرابع: المتخيل
يفكر المتخيل بطريقة شمولية، ويستخدم حدسه وبديهته. يعمل بجد تحت الضغط ويشعر بالضجر بسهولة إذا لم يكن يعمل على عدة مشاريع في نفس الوقت. المتخيل يرى الصورة كاملة ويقوم بالربط بين الأشياء مع إغفال الكثير من التفاصيل وتقديم الاحتمالات على العمليات. عفويته الشديدة واندفاعه تؤدي أحيانا لأفكار خلاقة مميزة لكنه قد ينحرف عن مسار العمل وخططه بسهولة. مكتبه فوضوي وتضيع فيه الأشياء ورسائله الإلكترونية مسهبة ومليئة بالأفكار والمفاهيم.
نقاط القوة: انفتاح الذهن، القدرة على رؤية الصورة الكبيرة، اكتشاف الفرص والأفكار والمفاهيم، الإبداع والابتكار وتحدي الذات، حل المشكلات بطريقة مبتكرة.
يكره: التكرار والبطء، المشاريع التي تفتقد للمرونة، التفاصيل الكثيرة وخاصة بالأرقام، أن يقال له “لا تستطيع فعل هذا” أو “لقد قمنا باستخدام هذه الطريقة دائما ولا نرغب بتغييرها”.
يحب: قضاء أقلّ وقت ممكن على التفاصيل، الوصول إلى أكثر من طريقة لإنجاز العمل.
كيف تعمل مع أشخاص من هذا التصنيف؟
يحتاج المتخيل لمعرفة “لماذا؟” لماذا هذا المشروع أفضل؟ لماذا ننجز الأمور بهذه الطريقة؟ لماذا القيام بهذا الفعل مهم؟
المتخيل يحتاج مرونة ومساحة عمل ضخمة لاستكشاف الأفكار وتجربتها.
أدوات مساعدة: zenpen.io/ lifetick.com / ورق ملون، ملفات ملوّنة، دفاتر بورق غير مسطر، أقلام ملونة، لوحات بيضاء ضخمة للكتابة.
* بعد إنجاز كتابة هذه التصنيفات وترجمتها عن كتاب “Work Simply” وجدت اختبار الكتروني مطابق للمذكور في الكتاب ومن خلاله ستتعرفون على تصنيفكم الخاص بالإنتاجية، بعد أن تتعرف على نفسك ستصبح أكثر وعياً لما تعمل عليه وتطلب التوضيحات والمساعدة اللازمة من الآخرين لتحقق أهدافك. أتمنى أن أرى تحسناً ملحوظا في إنتاجيتي بعد أن تعرفت على نمطي، وأرغب في التعرف على نتائجكم كذلك.
فكرة التعليق على النصائح التي أمرّ بها واكتبها في مدونتي للآخرين. بعد أن وصلتني عدة أسئلة – في مواضيع مختلفة– عن رأيي الغائب فيما أطرحه هنا. بدأت أشعر أن المكان تحول إلى ماكينة روتينية بلا روح. مهما بدت فكرة جمع المحتوى ونشره ممتعه لكم إلا أنّ من كتبوا لي في مساحة الرسائل كانت لديهم فكرة ممتازة. أعادوا لي ذكريات المدونة في بداياتها. الكثير من المشاعر الشخصية والحكايات والقليل من المواضيع العامة والنصائح.
في التدوينة السابقة حدثتكم عن مشكلتي مع الكتابة، أنا لا أكتب كما كنت، وهذا الأمر يزعجني.
قرأت في مقالة ممتعة عدة نصائح عن صنع روتين الكتابة وتشجيع الابداع، و و و و. نصائح مثالية جداً، وتبدو للوهلة الأولى ناجحة لو قررتم منحها فرصة. لكنني فعلت، وطبقت بعض النصائح مرات ومرات، ولم يحدث شيء.
تقترح النصيحة أفضل وقت للكتابة بناء على عدة أسباب، وعليك عندما تتقرر الكتابة في ذلك الوقت أن تصنع الروتين، وتجبر نفسك، ولا تتبرم وتكتب، تكتب بلا توقف.
في البدء الكتابة صباحاً جيدة لعدة أسباب:
١– لديك الارادة القوية في الصباح.
الارادة مورد يحترق بسرعة خلال اليوم وعليك الاستفادة منه فور نهوضك لأنه سيتناقص حتى موعد نومك ليلاً. لكنني جربت! إرادتي في الصباح موجهة للنهوض، لصنع افطاري وإعداد وجبة الغداء التي سأحملها معي للعمل، إرادتي موجهة للابتسام، وقراءة بعض المقالات وترتيب فوضى اليوم في ذهني. لم تنجح النصيحة، حتى عندما حاولت تطبيقها في نهاية الأسبوع، نهاية الأسبوع أسوأ بالنسبة لي فأنا أكتب كل يوم في عملي وتأتي نهاية الاسبوع فرصة للهروب من سيل الكلمات التي العب بها مثل مهرج في سيرك!
٢– السبب الثاني للكتابة في الصباح، أننا أكثر إبداعاً.
فالنشاط الابداعي يبلغ أوجه خلال نومك وفور استيقاظك منه.
من جديد أعرف أنني أكثر ابداعا في الصباح، ابتكر افطاراً من علب الاجبان التي تشارف على الانتهاء، أو حواف الخبز اللذيذ، وأختار البن الذي أريد شربه. بقية طاقتي الابداعية موجهة بالكامل للعمل، للثرثرة في المكتب ومحاولة ايجاد طريقة أفضل لقراءة كتبي الحزينة. في نهاية اليوم، استنفذ آخر حبر الابداع على صفحة مذكراتي أو برسالة قصيرة على هاتف صديقة.
٣– غالباً، نكتب ونحن في مزاج جيد.
لو افترضنا أنّ المزاج في الصباح طازج، سيكون كل شيء جيد، الكتابة ويومك بأكمله. ليس على كل حال، وشخصياً أكتب بغزارة عندما أكون محبطة أو حزينة! وكرهت أن أحدد لنفسي هذه الحالة، فالكتابة في يومياتي سهلة وممتعة كل ليلة، وقد استبعدت منها كلّ ما سيحزنني قراءته بعد حين. إذا لماذا عندما أجلس لمدونتي لا شيء يحدث؟ لماذا مستند خصصته لكتابي يحرر كل أسبوع من العام ٢٠١٠م ؟ ليس لدي إجابة. إنها حالة مذهلة وخاصة جداً أن تكتب كلما كان مزاجك جيد، أن تجد الوقت وأنت في مزاج جيد لتكتب. عندما أحصل على هذه اللحظات انغمس فيها تماماً لا أريد أن أغمض عيني، وأنتم تريدون مني أن أكتب؟
عندما أعود لمذكرتي بعد عطلة مدهشة أو نهاية أسبوع غنية بالمنجزات والمشاهدات والقراءات يصبح ما أدونه بمثابة القبض على رائحة من وردة سحرية بعيدة. لا شيء في الحقيقة، لا يمكنني الكتابة.
٤– صنع عادة كتابية يساعد.
الفكرة الرابعة في الكتابة الصباحية، صنع عادة منها. ترجمت قبل سنتين سلسلة عن طقوس المبدعين واذهلتني فكرة استيقاظهم كل يوم في نفس الوقت، الوضع أشبه بمدرسة عسكرية، حتى وأنا أعلم أنني يجب أن أكون في مكتبي في ساعة محددة لا اتبع ذات الطقس كل يوم. أغير طريقي، أغير ملابسي وأغير مزاجي كل هذا في الصباح، لم أتمكن من صنع عادة ثابتة لأبسط الاشياء حولي، ويخيل لي أن الأمر سيتسبب بالفوضى. لذلك حتى أتقن هذه النصيحة تبقى الكتابة هدية عشوائية في أيامي.
تختم المقالة النصائح الصباحية بأفكار دكتاتورية سريعة، مثل اكتب كل يوم صباحا فقط ولا تكتب في أي وقت آخر من اليوم. اكتب ولا تدقق ولا تحرر وتفرغ للتحرير في نهاية يومك. وانفصل تماما عن التقنية والشبكات الاجتماعية وبريدك واجعل التحقق منها هدية استمرارك بالكتابة. وأنا اكتب هذا التعليق الآن شعرت بأنها نصيحة مغرية، فقط الآن، قرأتها للمرة الأولى وترجمتها على ورقة وكتبتها من جديد على لوحة المفاتيح وكأن كراهيتي للفكرة بدأت تتحول. “كافئ نفسك عندما تكتب”. سأحاول.
الجزء الثاني – الذي قد أميل له– يتحدث عن الكتابة في المساء ولماذا قد تكون فكرة مناسبة.
١– الكتابة في المساء بلا انقطاعات.
في أغلب الأحيان لن تجد أحدا يقاطعك بعد أن تختلي بنفسك، أستخدم خدعة تنظيف الاسنان والبيجاما، واعلان النوم، وأقرأ قليلاً، ثم أجيب على سؤال اليوم في مذكرة مخصصة لذلك، واكتب عن يومي. هدوء تامّ، لا انقطاعات، ولكن طاقتي شارفت على النفاد ولا كلمة إضافية تخرج بعد أن أضع نقطة على السطر.
٢– اليوم مليء بالالهام.
الكتابة مساء تعني أنك تلتقط حكايات يومك كله وتضعها في الكتابة أو على الاقل تلهمك. لو لم أكتب هذه التدوينة مساءً لما تحدثت عن منظر طالبة مدرسة تشتري البطيخ مع والدها على الطريق بزيها المدرسي، أيّ فرحة تشعر بها وقد صحبها والدها من المدرسة لبائع البطيخ؟ وفكرت ربما لا تحب البطيخ مثلي، الحمرة المذهلة اللامعة تحت الشمس والمذاق الذي يشبه الحلم! هاه لا تحب البطيخ؟ كيف ستكتب عن البطيخ وطالبة المدرسة إذاً. وهكذا أمرّ بأحداث كثيرة كل يوم، مهمة جدا للحديث لكن اذا لم يكن هناك وقت للجلوس لكتابتها ستتبخر بالتأكيد وتصبح أقل دهشة في اليوم التالي – على اعتبار أن البطيخ مدهش طبعا.
٣– لست في عجلة للقيام بشيء آخر.
عندما تكتب ليلاً، أنت تكتب بعد انتهاء يومك وأصبح الارتباط ذهنيا وعاطفياً أكبر مع الأشياء التي تحب القيام بها، وليس التي يتوجب عليك انجازها.
لكن قائمتي طويلة!
أريد أن أقرأ، أريد أن أتواصل مع صديقاتي، أريد أن أقرأ مرة أخرى. وأريد أن استرخي واحظى بنوم الأطفال. هل تشاهدون الكتابة في أيّ مما سبق؟ مع أنني أتبرم كثيراً لأنني لا أكتب إلا أنها لم تعد تجد مكاناً في جدولي اليومي –باستثناء تدوين اليوميات طبعا– والحل؟ عندما تصل القائمة السابقة إلى الاشباع والاكتفاء سيصبح للكتابة مكان.
أعتقد يا أصدقائي أنّ النصائح أعلاه جيدة، لكن المشكلة في طريقة التطبيق، والظروف المحيطة والاستعداد الشخصي. هل سأكرر تجربتها من جديد؟ لا أعلم، ربما إذا استعدت نظام حياتي وتقبلت جدولي اليومي وجملته بمزيد من التنظيم. حتى ذلك الحين لن أخصص وقتاً للكتابة، لا نهار ولا ليل، كلما شعرت بالحاجة إليها سأزورها.
والآن السؤال المهم لكم: كم مرة ذكرت كلمة كتابة في هذه التدوينة؟