كيف تبدأ بالأكل النظيف؟

الرسم لـ Becca Stadtlander
الرسم لـ Becca Stadtlander

بدأت في مايو الماضي تقريباًخطة عظيمة لتغيير عاداتي الغذائية وأنشطتي البدنية. تحدثت أكثر من مرة عن ذلك في المدونة. لكن تدوينة اليوم خاصة وتحفيزية لكم بالمقام الأول. أريد أن أحدثكم عن رحلتي مع الأكل النظيف أو محاولة البدء بالأكل النظيف. ولكن قبل الدخول في تفاصيل ما تعنيه هذه العبارة وكيف يمكنكم البدء سأتحدث قليلاً عن النتائج التي وصلت إليها حتى الآن.

لن أتكلم عن خسارة الوزن، أو تغير المقاسات فهذه أشياء اضافية ستحصلون عليها على مدى رحلتكم. لكن الشعور العامّ بالخفة والصحة لا يستبدل بأي شيء في الحياة. عندما قلت البدء بالأكل النظيف كنت مستعدة للتخلي عن بعض الاشياء التي أحبها لأنني ومنذ سنوات توقفت عن العبث بغذائي وصحتي قدر الإمكان. لستُ مهووسة بالوجبات السريعة ولا المشروبات الغازية ومفهوم الحلويات والاسراف فيها مرتبط بالفواكة والكسترد والشوكولا الداكنة. لذلك لم تكن معاناتي شديدة مع الانقطاع عنها.

كان التحدي الأكبر هو الاحتفاظ بعادات الأكل النظيف خلال الزيارات والسفر. كنت كل مرة بحاجة للسؤال عن محتويات الاطباق وهذا يسبب لي الاحراج أحياناً حتى وجدت أن تناول الطعام النظيف المتوفر على الطاولة هو الحلّ. اعتذرت عن تناول الحلويات التي تعدّ بطريقة ابسط ما يقال عنها متوحشةيسكب فيها أنواع من السكر والدهون والمركبات المشبعة بالمواد المصنّعة. شيئا فشيئا بدأت استوعب نفسي واحتياجاتي للأكل وبقدر الامكان لا أحاول لفت الانتباه لاحتياطاتي وآكل ما أجده مناسباً واعتذر عن ما يثير في نفسي ومعدتي الريبة.

متابعة قراءة كيف تبدأ بالأكل النظيف؟

فتاة الشوكولا

long

شاهدت لوحة فتاة الشوكولاللمرة الأولى كغلاف لرواية جو بيكر Longbourn”. الرواية ممتعة! تحكي قصة الطابق السفلي وحياة الخدم ولكن أين؟ في رواية جين أوستن “Pride and Prejudice “. لكنّني لم أشعر بفضول للبحث عن لوحة الغلاف، ولم اقرأ حتى في تفاصيل التصميم من أين جاءت ومن رسمها. مرّ وقت قبل اكتشافي للوحة من جديد خلال تصفحي لموقع لوحات فنية. هذه المرة قرأت أكثر وانتقلت من صفحة لأخرى بسبب فضولي. هذه التدوينة إهداء للشتاء وأكواب الشوكولا الساخنة ولأشارككم بالطبع قصة اللوحة التي وجدتها.

Jean-Etienne_Liotard_-_The_Chocolate_Girl_-_Google_Art_Project

لوحة فتاة الشوكولا The Chocolate Girl لوحة رسمها السويسري جان ايتيان ليوتارد. تظهر في اللوحة فتاة في زيّ عاملة منزلية، تحمل كوب شوكولا ساخنة وكوب ماء في صينية. لهذه اللوحة تاريخ ملوّن وجميل. تنقلت بين عدد من الملاك وأصبحت ملصقاً إعلانيا وغلاف كتاب بالتأكيد.

متابعة قراءة فتاة الشوكولا

12 رمضان: صحتكم بالأرقام

  • 20 دقيقة قبل النوم. هذا هو الوقت المناسب لإيقاف استخدام أجهزتكم الإلكترونية.
  • 8 غرامات من الألياف على الفطور. للمحافظة على مستوى السكر في الدم خلال اليوم.
  • 30 دقيقة انتظار بعد الوجبة لتنظيف أسنانكم.
  • كوبان من القهوة يومياً قد تساعدكم على العيش لمدة أطول.
  • 7 ساعات نوم يومياً لا أقل. للحفاظ على صحتكم الذهنية والجسدية.
  • 8 إلى 9 أكواب من الماء يومياً للحفاظ على جسمكم من العطش والجفاف.
  • فحصان سنويان لأسنانكم.
  • 35 بوصة. محيط الخصر المثالي –للسيدات- للحفاظ على صحتهن وتفادي الأمراض المزمنة.
  • جرعة واحدة من الاسبرين يومياً. تقلل من احتمالية اصابتكم بالسرطان.
  • 2000 سعرة حرارية. الرقم الموصى به للسيدات في استهلاكهن الغذائي اليومي.
  • 28 يوم. المدة اللازمة لكسر عادة سيئة.
  • 300 سعرة حرارية إضافية تستهلكونها في حالة عدم حصولكم على نوم جيد.
  • 150 دقيقة. الوقت الذي يتوجب عليكم قضاؤه في التمارين أسبوعياً.
  • 7 دقائق. الوقت الذي يبدأ عنده الجسم حرق الدهون في أجسامكم مع تمرين رياضي بجهد عالٍ.

9 رمضان: Contagious

شاهدت الفيديو أعلاه العام الماضي في مثل هذا الوقت تقريباً، وبحثت عن كتاب المؤلف جوناه بيرغر ومنذ ذلك الوقت وهو في قارئي الإلكتروني ولم أجد مساحة لقراءته حتى اليوم. الكتاب “Contagious” أو “معدي” بالعربية يناقش فكرة انتشار الأشياء وكيفية انتقال الاهتمام والهوس بشيء بين البشر. بيرغر أستاذ في التسويق يناقش في كتابه التسويق بطريقة التوصية الشفهية أو ما يسمى بالإنجليزية “
Word of mouth” وكيف ينتقل خبر منتج جديد وينجح بمساعدة عدة عوامل.

Screen-Shot-2013-03-05-at-2.56.58-PM

في الفصل الأول الذي انتهيت منه يوضح أن هناك أسباب أخرى للنجاح بالإضافة لجودة وسعر وطريقة تسويق المنتج. التوصية الشفهية طريقة ناجحة لتسويق حوالي 20% من 50% من المبيعات، ومن خلال نفس طريقة التسويق يحصل مطعم ما على خمس نجمات ويسقط آخر في النسيان وتباع الكتب في أمازون وإن لم تحصل على تقييم جيّد!

الكتاب يتحدث أيضا عن سيكولوجيا المشاركة في الشبكات الاجتماعية وكيفية انتقال المعلومات بطريقة لا يتوقعها البشر. فبعض القصص والروايات لها ميزة انتقال العدوى والفيروسات وأخرى لا. هناك محتوى الكتروني جذاب وآخر لا. كيف يحدث كلّ هذا؟ الكتاب يوجز الأسباب – أو المبادئ- في ستة نقاط ويفرد لكل منها فصل.

Chart-001

يسميها بيرغر STEPPS. وهي اختصار لـــ:

  • Social Currency العملة الاجتماعية، وهي ما يتشاركه المستخدمون للإنترنت ليظهروا بصورة جيدة.
  • Triggers البواعث أو المسببات، ترتبط بالمنتج وتذكر المستهلك أو المتلقي به دائماً.
  • Emotions العواطف، عندما نهتم بشيء، نشارك الآخرين ما نعرفه حوله.
  • Public كون الشيء علنيّ أو مشاع ويمكن للجميع مشاهدة بعضهم وهم يهتمون به أو يستخدمونه ويتحدثون عنه.
  • Practical Value الجانب العملي، كيف يمكن الاستفادة من أيّ شيء؟ هل يسهل التعامل مع منتج ما؟ هل يساعدنا في حياتنا اليومية؟ وغيرها من العناصر التي تجعل الناس يتحدثون عن شيء وينشرون الأخبار حوله.
  • Stories القصص تنقل معلومات أكثر عن الأشياء ويتداولها البشر بسرعة. لكي يعلق منتج في ذهن المستهلك أو ينتقل خبر لصرعة جديدة أو غير ذلك، يحتاج المسوّق لقصة، القصص هي أحصنة طروادة للمنتج ومن خلالها سيصل للناس بشكل أفضل.

في الفيديو اختصار جيّد لفكرة بيرغر وكتابه أيضاً، لكنني أحببت اقتناء الكتاب وبدء قراءته لأن فيه أمثلة وإحصائيات لا يوردها الفيديو. وقد يفيد المهتمين بالتسويق والشبكات الاجتماعية الاطلاع عليه. هذه التدوينة قراءة أولية للكتاب وسأعود بتدوينة أخرى عنه بإذن الله.

4 رمضان: صباح الثاني من يوليو

Photo by: Jessica Portuondo
Photo by: Jessica Portuondo

إرنست همنغواي يشتاق للبراري، يفتقد غابات متشيغن، والخليج. أصبح حبيس مساحة ضيقة في مدخل بيته. صوب بندقيته فوق حاجبيه ودمّر نفسه. مضى يومان على عودته من مايو كلينك، ركب من أيداهو في سيارة أجرة من هرتز بصحبة زوجته ورفيق قديم. الليلة الفائتة، ماري همنغواي تنام في الغرفة الرئيسية للمنزل في الدور العلوي، وإرنست في غرفة صغيرة في نهاية الممر. من غرفتيهما نسمع صوت غناء، أغنية فولكلور إيطالية قديمة، يغنيان مقاطعها لبعضهما حتى غالبهما النعاس.

الساعة 7:25 ص، ماري تستيقظ على صوت غريب. كأنه صوت درج خشبي ثقيل يسحب ويسقط على الأرض. استيقظت ورفعت جسدها على كوعها ونادت على زوجها. ولكنه لا يرد. القت باللحاف جانباً وركضت لغرفته، لحف السرير الصغير في فوضى لكنّه لم يكن هناك. عادت تركض باتجاه معاكس، لرأس الدرج، وقفزت الدرجات العشرين لتقطع غرفة الجلوس وترى لمحة مما فعله زوجها هناك.

الساعة 7:40 ص، ماري تتصل بطبيب إرنست ليأتي سريعاً. تشير له بأن يدخل من الباب الخلفي للمنزل. تلتقي به عند باب المطبخ. تبقى هناك وتشير له بأن يذهب لغرفة الجلوس. عبر الطبيب الممر، وهناك في مدخل المنزل الرئيسي رأى كلّ شيء. شظايا من عظام، وأسنان وشعر ولحم. الجدران والأرضية ملطخة بالدماء. أحمر مصفر. وجسد ممدد بين ساقيه بندقيته. مكان رأسه قرص، قرص يشبه جمجمة.

لم تستخدم ماري همنغواي مدخل المنزل بعد ذلك اليوم أبداً.

 – مترجم بتصرف من كتاب “Hemingway’s Boat”