وطّدت نفسك على تقبّل البرد والسماء القاتمة.
ومرور الزمن وتبدّل الأحوال وخيانة الأصدقاء.
.
لكنّك أحيانا تبكي. يغمرك جيشانٌ هائل فتبكي. وحيداً، على جانب نهر ذي مياه سوداء تبكي. تحت جسر لم تعد تمرّ عليه القطارات تبكي، أمام الشبح الذي يطلع لك في أسوأ الأوقات ويعقد ذراعيه على صدره ويصفن بك كمستنطق عنيد تبكي. لا تطول لحظات الجيشان التي تبعثها صورة تعبر الذاكرة، رائحة تذكّر برائحة أخرى، فسرعان ما تستعيد رباطة جأشك وانضباطك العاطفي. فهذا ثمن تعرف أنّه ينبغي أن يُدفع، رغم أنّ أحداً لم يعد يراجع كشوف الحسابات على ما يبدو.
أمجد ناصر “حيث لا تسقط الأمطار“