لازانيا الخضروات

أحبّ اللازانيا كثيرًا بكل أشكالها، أختي موضي تعدّ لازانيا بالخضروات والباستا تشبه الحلم! تدهشني كلّ مرة. وخلال الأسبوع الماضي مررت بوصفة لازانيا خضروات بدون باستا، أي أن الخضروات هي نفسها طبقات اللازانيا، بالإضافة لذلك لا يوجد بها أي لحوم، وباستثناء الأجبان هي طبق نباتي دافئ بامتياز!

إليكم المقادير التي ستحتاجونها مع ضرورة البحث واختيار حبات الخضروات الكبيرة نسبيًا لتكون شرائحها أعرض:

٤ حبات باذنجان مقطعة شرائح متوسطة الكثافة (حجم متوسط وإذا كانت أكبر ٢ كافية)

٤ حبات كوسة مقطعة شرائح متوسطة الكثافة (حجم متوسط وإذا كانت أكبر ٢ كافية)

٣ بصلات بيضاء مقطعة حلقات

٤ حبات طماطم ناضج مقطعة حلقات

٤ فصوص ثوم كبيرة مقطعة شرائح رفيعة

كوب فطر طازج مقطع (أفضله على المعلّب بمراحل)

٢ كوب سبانخ طازجة

ربع كوب كيبر ( قبار) Capers

كوب زيتون أسود مقطع

علبتين فلفل أحمر مشوي (تجدون أنواع منه في التميمي والدانوب)

نصف كيلو جبنة قريش (Cottage cheese)

كوب جبنة بارميزان

٤٠٠ غرام موزاريلا طازجة

كوب فتات خبز (اشتريت النوع الإيطالي المخلوط بالتوابل والأعشاب الإيطالية)

كوب طماطم مقشور مع صلصته

٤ أكواب صلصة باستا

ملح وفلفل

مزيج توابل حسب رغبتكم (أخلط بشكل متساوي بودرة خردل، بودرة بصل، كمون، بودرة كزبرة، بابريكا، رقائق فلفل حار مجففة)

يمكنكم مشاهدة الفيديو على الرابط أو اتباع الطريقة المفصلة التي كتبتها.

الخيار لكم : )

.

طريقة التحضير

  • أبدأ بصفّ الخضروات المقطعة شرائح (الباذنجان والكوسة) في صينية مسطحة على ورق تحمير، وأضيف رشة من زيت الزيتون والملح والفلفل، أحمّرها في الفرن لمدة ٢٠ دقيقة بدرجة حرارة ٤٠٠ فهرنهايت/٢٠٠ مئوية

  • بانتظار استواء الخضروات أبدأ بتجهيز الصلصة في مقلاة عميقة، البصل أولًا حتى يتكرمل ثم أضيف الثوم، ومن ثم الكيبرز والزيتون والطماطم المقشرة والتوابل، بعد تحمير المكونات قليلًا أضيف الصلصة وأغطيها لعشر دقائق مع تخفيف الحرارة وأتركها حتى تمتزج جيدًا

  • تستوي الخضروات المحمرة في الفرن في نفس الوقت مع الصلصة، أختار صينية مستطيلة عميقة وأبدأ بصفّ المكونات

  • الطبقة الأولى صلصة، فوقها كمية من شرائح الخضروات المشوية، أضيف الصلصة من جديد وقطع من الجبنة القريش ثم طبقة شرائح الطماطم، صلصة من جديد وجبنة قريش والسبانخ الطازجة وفوقها شرائح الفلفل الأحمر المشوي، أختم بالصلصة وجبنة قريش وأضيف قطع الموزاريلا، جبنة البارميزان وفتات الخبز ورشة من زيت الزيتون ثم أدخلها الفرن

  • على درجة حرارة ٣٥٠ فهرنهايت/١٨٠ مئوية أترك اللازانيا لـ ٤٠ دقيقة ومن ثم أحمر وجهها Broil من ٣٤ دقائق

الطبق مذهل ولذيذ حدّ البكاء! والجميل فيه أنّ أختي الصغرى تناولته ظنًا منها أن الباستا تختبئ في مكانٍ ما، لكن الفكرة كانت أنه بدون باستا وغني بالخضروات! يمكنكم اللعب بالمكونات كما تحبّون، استبعاد الجبن؟ أو زيادة وتنويع الخضروات؟ حتى المقادير أعلاه تتغير بحجم الصينية والكمية.

.

.

نورس تائه في الصحراء

 by kayla varley 

.

.

لاحظت على نفسي خلال السنتين الماضية حالة غريبة، أصبحت أحبّ الاستماع للأغنيات ذات الألحان الخليجية، أغنيات دول الخليج، نغم المناطق الساحلية الشرقية، الغناء البحري الخليجي. أصوات الآلات وايقاعاتها يحملني للخليج مع أول نوتة. إذا كنتم متخصصين في الموسيقى ومصطلحاتها لا تضحكوا منّي وصوبوني أرجوكم فهذه الوصوف كلها لأصل لمعنى وحيد. تعرفون ألحان خالد الشيخ؟ وأغاني عبدالله الرويشد في الثمانينات؟ وبعض أغنيات عبدالكريم عبدالقادر؟ قائمة الأغاني تطول. ما أحاول قوله أن النورس داخلي يحب الاستماع لهذا النوع من الموسيقى، ويأكل السمك بشكل أكبر من المعتاد. فيما مضى كنت أتناول السمك والمأكولات البحرية بشكل محدود. والآن لا يكاد الأسبوع يمر حتى أتذوق من كلّ بحر ٍكائن!

قررت البحث عن سبب شهيتي المفتوحة على الأطعمة البحرية المطهو منها والنيءووجدت بين الأسباب حاجتي للبروتين، استبعدت هذا السبب لأنني أتناول البروتين في وجباتي كلّها وبأنواعه النباتية والحيوانية بشكل يومي، وإذا لم يكن هناك كفاية في الوجبات أصنع مخفوق الفواكه مع بودرة مصل اللبن Whey Protein.

المواضيع الأخرى التي توصلت إليها تقول أن هذه الشهية نفسية أكثر من أي شيء آخر. وربّما تريحني فكرة أن الهواء هنا لا يحتوي على اليود وجسمي ببساطة يحتاجه بشكل أكبر.

إذا كانت لديكم إجاباتك لتساؤلاتي أو فرضيات مثل التي طرحتها شاركوني.

شاهدت قبل عدة أيام الفيلم The Light Between Oceans الفيلم جميل ومليء بالمشاعر. أخطأت في شيء وحيد: شاهدته على مدى ليلتين كل ليلة ساعة لأنني لم احتمل السهر طويلًا وبدأت أفكّر هل فاتني شيء أم أن الفيلم فعلًا عادي وقصته كان يمكن اختصارها في مدة أقلّ؟ تأملت بعد الفيلم وفكرت: إلى أين سيذهب بك الحبّ؟ وإلى أي مدى ستُمسك بالأمل؟ عندما تشاهدون الفيلم ستعرفون لماذا لازمتني هذه الأفكار.

اليوم فكرت في إدوارد هوبر، وكيف أصبحت لوحاته محل دراسة مجتمعات وحقبة زمنية وتحليل وبناء أفكار ، مدهشة ألوانه الكثيفة. ومن المستحيل أن تنظر للوحة وتعبر ذهنك فكرة واحدة فقط! جمعت مقالات حول هوبر سأعود لقراءتها لاحقًا، لكنّي أشارككم إياها هنا: واحد واثنين وثلاثة.

نسيت أن أخبركم عن هوسي الجديد!

لدي وأخوتي مجموعة اتصال على تطبيق انستقرام ونتبادل فيها الصور والفيديوهات وتعليقاتنا عليها، أكثر وسيلة تواصل خلال السنة الماضية كانت هذه المجموعة. إننا نتكلم بالاختيارات، لا نقول الكثير فقط نشارك المقاطع والصور وهي تتكفل بالباقي. منها المضحك ومنها المخيف ومنها اللطيف وبالتأكيد ولد هوسي الجديد منها كذلك. تعرفت على مقاطع الطهي القصيرة والسريعة، التي تجبرني على الخروج والتسوق والركض للمطبخ وتجهيز وجبتي القادمة. إنّهم يجعلون صناعة وليمة مسألة بسيطة، عدة ثوانٍ والخضار مقطعة ومطهوة والصلصات محضرة واللحوم على وشك الاستواء! البداية كانت مع هذه القناة Tasty التي أطلقتها شركة BuzzFeed لاكتشف لاحقًا أن الشركة أطلقت حسابات أخرى لتغطي كافة المذاقات، من الشرق للغرب وكل حساب بلغته:

أحيانًا يطول بي الوقت في تصفح الفيديوهات وسعدت كثيرًا بتحديث الانستقرام وإمكانية تفضيل المقاطع للعودة إليها لاحقًا. هذه المقاطع السريعة دربتني على إعداد صلصة البشاميل بنفسي، كنت دائمًا استخدم الخيارات الجاهزة أو أطلب من والدتي أو المساعدة المنزلية إعدادها. الآن بمهارة طاهٍ متمرس، أحمر الطحين في الزبدة وتبدأ الحكاية، والآن اكتشفت حساب عربي بنفس الفكرة: يومي يستعرض أطباق بمذاقات عربيّة لكل يوم. وأيضًا هذا الحساب هدية: Twisted Food

وأخيرًا،

أشعر بأنني قفزت من فوق حاجز.

لا أدري هل كانت فوضى العام الماضي؟ التأهب للانتقال لمنزل جديد؟ تجاوز مطبّ قرائي وإبداعي؟ أشعر بأنني أهدأ. واقتحمت تجربة جديدة سأحدثكم عنها قريبًا ما أن أجمع حولها الحكايات. أقرأ على مهل كتاب عن الوِحدة، وأفكر في جمالية الشعور وإن كان ثقيلًا وأزرقًا أحيانًا.

.

.

٢٠١٧: الفصل الأوّل

 

.

.الجمعة: ٦ يناير

أجلس الآن أمام صفوف من الكتب المستعملة التي عرضتها للبيع، لم تعد المساحة كافية، في حياتي وفي مكتبتي. لماذا استمر حملي لها من بيتٍ لآخر؟ لماذا لم أتخلص منها ورائي؟ ربما كنت بانتظار هذه اللحظة الحاسمة. لحظة التخفف الكبرى!

حوالي ٤٠٪ من مكتبتي على الطاولات أمامي، بعضها لم أحبه يومًا، بعضها قرأت فيه صفحات وامتنعت عن المتابعة، والبعض الآخر جاء محمولًا في هدية لم تناسب ذائقتي. أقول دائما انتبه قبل أن تهدي أحدًا شيئين: عطر وكتاب. إنّها أكثر الأشياء حساسية. لو لم يجد فيها الشخص التناغم وينجذب نحوها ستكون هديتك عبء يحمله من بيتٍ لآخر.

يكاد ينتهي الأسبوع الأول من السنة، قلتُ لنفسي لن يمرّ هذا العام دون حماس وإنجازات.

أمامي الآن فوضى غرفتي، الفوضى المحببة التي لا تحدث إلا بازدحام المكان بالزوار، أقول زوار لأن أختي وأخي الذان يسكنان أمريكا حاليًا يزوروننا في الإجازات فقط، لا غرف محددة ولا مسكن إلا مسكنهم المؤقت الذي تسمح به مساحتنا الحالية.

وصلوا للمدينة ليلة انتقالنا لبيتنا المؤجر (رقم ٢) في المدينة، لم تدم متعة الغرفة الجديدة التي اختلي فيها بنفسي وكتبي وموسيقاي. أقول لمنى: أحبك كثيرًا وسأشتاق لك، لكنّني أريد الاحتفال بغرفتي بعد مغادرتك وأضع كل شيء مكانه.

بدأت في الأسبوع الأول من السنة قراءة سيرة تشارلز سيميك ذبابة في الحساء“. الكتاب لا يقع من يدي إلا عندما أغرق في العمل أو النوم! وددت لو أن باستطاعتي حمله لكل مكان، وفي ليلة الخميس خلال اجتماع العائلة في بيت خالي كنت أفكّر في الصفحة التي وقفت عندها وأحفز نفسي للمواصلة. كتاب ترجمته الرائعة إيمان مرسال وكل تفصيل فيه ينتظم في مكانه الصحيح. قرأت بعض المقاطع التي يأتي فيها على ذكر تعلّم اللغة الإنجليزية، ووصوله إلى نيويورك. تخيلوا شخص يروي عن تجارب طفولته بفاصل زمني يصل لثلاثين سنة وما زال يكتبها بنفس الكثافة وهامش خطأ يكاد لا يُذكر. قرأت مقاطع الكتاب بصوت مسموع وقال والدي بأنه يريد اختطافه من يدي، ليس بعد!

السبت: ٧ يناير

غادر اخوتي المنزل قبل الفجر بساعات، كنت بين الصحو والنوم أودعهم، لم أدرك الفراغ الذي تركته أصواتهم حتى طلع الصباح. قطّتي تدور في الغرفة وتحاول فهم الاختفاء المفاجئ للصبي والفتاة الذين حاولت جاهدة استيعابهم وتقبلهم من جديد. خاصة وأنّ حقائبهم وملابسهم تحمل رائحة قطّ آخر، القط أوليڤر الذي يثير حسدها على بعد أميال ومحيط.

أول شيء فعلته أخرجت المرتبة العشوائية التي نامت عليها منى خلال الأسابيع الماضية، رتبت المكان على مضض وتبدّى لي الفراغ الذي تركته بعد أن كنت أحارب يوميًا لأجد مساحة للقراءة أو العمل.

خدمة الانترنت مقطوعة اليوم، انتهى رصيدنا من البيانات وبدأت اكتشاف العالم الذي يعيشه كثير من الأفراد: الانترنت المحدود! أتابع كتابة التدوينة وأعلم بأنني سأنشرها باستخدام الانترنت في هاتفي المحمول.

بالأمس بعت جزء من كتبي المستعملة، وقابلت شخصيات لطيفة لفتيات يتابعنني منذ سنوات وأعرفهم باسمهم الإلكتروني. لقد أصابني الهلع بمجرد التفكير في فعالية اجتماعية أخرى أقحم نفسي فيها فجأة. لكنّ الحضور والتعارف المبهج غيّر من مشاعري فورًا، لقد استحق الأمر ذلك.

أفكر في تكرار العرض ما إن أجد فرصة أخرى وأرتب لها في مكانٍ عام لسهولة الوصول. حيث واجهت الحاضرات صعوبة في العثور على الموقع على الرغم من استخدام خرائط جوجل. أوصيت بقراءة كتبي المحببة وتركت فيها هدايا يكتشفها من يشتريها. فواصل كتب، ملاحظات، سنة الشراء وذكريات عابرة.

.

.

اليوم توجّهت للطبخ كفعل تسلية، أو سلوى إن صحّ التعبير. بدلًا من قضاء ظهيرتي في تأمل المنزل والهدوء الذي لم نعرفه خلال الأيام الماضية. قررت حمل نفسي للمطبخ والتفكير في وصفه جديدة تجمع اللذائذ التي أحبها. كنت قد مررت بوصفه لسلطة خضروات مشوية بالعدس وكان منظر مكعبات الجزر والعدس مدهشًا! بقيت الصورة في مخيلتي منذ ساعات الصباح الأولى وقررت طهو الدجاج والخضروات والعدس لصناعة طبق شتوي دافئ!

وإليكم الوصفة والطريقة بلا تأخير!

المقادير:

قطعتين صدر دجاج مقطعة مكعبات

بصلتين حمراء مقطعة صغيرًا

٣ فصوص ثوم

فلفلة خضراء مقطعة شرائح

فلفل أحمر مشوي مقطع مكعبات (اشتريه معلب في زيت زيتون)

فلفل أحمر حار مقطع

تين مجففّ مقطع شرائح

كوب جزر مقطع مكعبات

كوب طماطم كرزيّ مقطع أنصاف

ملعقة كبيرة صنوبر

نصف كوب بقدونس مفروم

كوب عدس أسمر مسلوق

شراب القيقب Maple Syrup

بهارات مغربية (اشتري هذه من iherb)

فلفل أسود وملح بحر

الطريقة

أبدأ بتحمير البصل والثوم في مزيج من الزبدة وزيت الزيتون، ما أن تبدأ المكونات بالذوبان أضيف بقية المقادير

أضيف الخضروات (الجزر، الطماطم، الفلفل، التين، الصنوبر) وأقلل درجة الحرارة إلى قبل المنتصف

أترك الخضار تذوي تدريجيا مع التقليب المستمر وإضافة مزيج التوابل والفلفل والملح

أسكب كمية صغيرة من الماء المغلي حول المكونات لتتكون مرقة بسيطة

أضيف العدس وأقلب مجددًا وأتذوق التوابل وأضيفها إن كانت بحاجة للزيادة

أضيف مكعبات صدور الدجاج وأغمر المكونات كلها بشراب القيقب (ملعقة طعام كبيرة تقريبًا)

أقلب المزيج وأرفع الحرارة قليلًا وأراقب استواء الدجاج

قبل نضوج الدجاج تمامًا أضيف كوب البقدونس المفروم وأقلل درجة الحرارة

أترك المكونات تحت الغطاء لحوالي ٧ دقائق قبل الاستواء، وتقديمه مع الأرز الأبيض المسلوق

اقترحت أختي موضي إضافة شرائح رقيقة من الليمون على وجه الخليط قبل الاستواء كي تمتزج الحموضة مع حلاوة المكونات. للأسف لم أفكّر في الموضوع، ولاحقًا وبعد تقديمه لاحظت والدي يعصر كمية سخية من الليمون على الطبق ويستمتع به! فكرة أخرى سأجرّبها، زيادة الخضروات واستبدال الدجاج بالسمك، أو استبعاد اللحوم تمامًا وتحويله لطبق نباتي نظيف، سيكون احتفالية عظيمة من المذاقات.

.

.

.

٢٠١٧: سنة خضراء

Painting by Amanda Blake

.

.

مضى وقت طويل وأنا أحاول الكتابة هنا واختيار قالب جديد فريد من نوعه لتسامحوني على الغياب.

فشلت.

هذا القالب اللطيف هو آخر فكرة وصلت إليها.

٢٠١٧م، تكمل مدونتي عامها العاشر!

غمرتني سعادة مباغتة وتوقفت للتفكير في كل ما كتبته هنا، كل اللحظات التي قررت فيها التوقف. المواضيع التي تطرقت لها والبلدان التي سافرت إليها بالقراءة والكتابة. التدوين هو أجمل تجربة إلكترونية عايشتها منذ دخولي لعالم الانترنت في بداية الألفية. لم استبدل بهجة الإنجاز هنا بأي شيء آخر – حتى الكتابة في الصحف والمجلات الورقية والتي كانت حلمي الأوحد. تدخل مدونتي عامها العاشر، وأكمل عامي الثاني في مدينة الرياض. وعامي الأول في وظيفتي الحالية ككاتبة محتوى إبداعي. إنها سنة الاحتفالات والقرارات الحاسمة والعودة لهواياتي الأولى، الهوايات الخام.

سأغادر منصة تويتر الاجتماعية دون عودة، هذا قرار العام الجديد، وسأكتفي فقط بنشر روابط تدويناتي من المدونة كي لا ينقطع فتات الخبز بيني وبينكم. الفكرة جاءت من أوقاتي الضائعة بشكل مهول! والمواضيع التي ترهق عقلي وتركيزي بمجرد المرور عليها في صفحتي. قالوا لي غيري من قائمة المتابعة، جربت ونوّعت دون أي تأثير. بالإضافة إلى أنّ تواجدي في تويتر قلّص قدرتي على صناعة تدوينات طويلة، عميقة، ومركزّة. تولد الفكرة وأذهب لنشرها في ١٤٠ حرف وبضعة روابط وصور. أريد بشدة العمل على إثراء المحتوى العربي خلال السنة القادمة وما بعدها، والشيء الوحيد الذي سيعينني على ذلك: التوقف عن نشر الفكرة فور ولادتها والعمل عليها بشكل أفضل.

دونت ١٧ هدف للعام الجديد، وأطلعت أختي عليه وكان من بين الأهداف: القراءة كما لو كانت ٢٠٠٦! ضحكت من الهدف وتناقشنا فيه، استبدلت في ذلك العام ساعات وساعات من التلفزيون والمسلسلات والأفلام بالقراءة ولا شيء غيرها. التهمت كتب لمؤلفين على التوالي دون أشعر بالضجر أو التشتت. التفسير الوحيد لهذه الحالة؟ كانت خدمة الاتصال بالانترنت أقل جودة من الآن، ولم يكن هناك منصات اجتماعية كتويتر وغيره.

لماذا لا أمنح نفسي فرصة عيش تلك الحياة من جديد؟ خاصة وأنني ما زلت امتلك علاقة طيبة مع منصة اجتماعية أخرى أرى فيها الحياة والجمال والالهام دون المرور بما يثقل روحي من كلمات وأخبار، والحديث هنا عن انستقرام طبعًا.

هل تشعرون بالتشتت وأنتم تقرؤون مدونتي؟ دائما أفكر في هذا الموضوع وأنا استطرد وانتقل من مقطع لآخر. سأحاول تنظيم نفسي أكثر : )

٢٠١٦: تدويناتي المفضلة

كيف سامحت نفسي؟

تأبين حذاء

وداع مؤقت للعمل المستقل

رحلة لاتينية مع سامي الطخيس

كيف أنقذت عائلتي الكوكب؟

قصيدة شوق للوسادة

لماذا نشتري أشياء لا نحتاجها؟

٣٣: السنة العائمة

كيف تكتب محتوى شيق لموضوع ممل؟

.

.

.

آكل شوكولاتة وأنقذ الكوكب!

اقتنيت هذا الأسبوع مجموعة من ألواح الشوكولاتة العضوية. كانت الفكرة الأوليّة تجربة منتج جديد من موقع iherb وعادة هذه الشهور مناسبة لطلب الشوكولاتة.

أحب الشوكولاتة الداكنة العضوية وأحاول البحث عنها في كلّ مكان. بحثت في قوائم الأغذية حتى وصلت لشوكولاتة الكائنات المهددة بالانقراض Endangered Species Chocolate Bars تساءلت عن سرّ اسمها وقرأت قليلًا في مكوناتها التي أعجبتني: ملح بحر وكراميل مع شوكولاتة داكنة، شوكولاتة داكنة مع توت أزرق مجفف، والقائمة تطول. تابعت إضافتها في السلة وتنبهت للملاحظة المحفزة: ١٠٪ من قيمة هذه الألواح يخصّص لدعم المنظمات العالمية التي تهتمّ بالحيوانات المهددة بالانقراض، وخاصة التي تظهر صورها على أغلفة الألواح. وجدت في الموقع الرسمي ملف كامل عن اسهامات الشركة بالأرقام والصور.

.

.

وصلت الشحنة وفتحت لوح الشوكولاتة الأول الذي يحمل صورة النسر الأمريكي، داخل لفافة الورق معلومات واحصائيات عن المبادرة. خلال ثلاث سنوات فقط وصلت الايرادات من مبيعات ألواح الشوكولاتة حوالي ١.٢ مليون دولار. الشركة تعمل بمبادئ التجارة العادلة وتضمن الحياة الكريمة لمزارعي غرب أفريقيا – مصدر الكاكاو الذي تُصنع منه الألواح. الشوكولاتة بالإضافة إلى كونها تصنع من مكونات عضوية، خالية من الجلوتين وغير معدلة وراثيًا. أنصحكم بزيارة الموقع والتعرف على المنتجات والمدونة الملونة الغنية بالمعلومات والقصص. أحبّ تجربة منتجات تحمل قصة وراءها وتخدم الكوكب والكائنات التي تعيش عليه، وسأجرّب التدوين عنها كلما استطعت.

.

.