إفطار لشخص واحد

.

.

استيقـظت والدتي باكرًا هذا الصّباح لتعدّ القرص المفروك بالتّمر. وفي نفس اللحظة التي بدأ فيها المنزل بالاستيقاظ التدريجي انهارت قواي! ربّما كان ذلك بسبب مزيج من الهدوء والوحدة. أخواتي يقضين العيد في الطرف الآخر من الكرة الأرضية بينما أحاول صناعة تقليد جديد للاحتفال بيومي. استيقظت لاحقًا بعد الضحى بقليل، خرجت لشراء بعض الاحتياجات من السوبرماركت واخترت هدية صغيرة لقريبتي. نتبع تقليد جديد مستورد مثل كثير من التقاليدلكنّه ممتع! الفكرة تقتضي شراء الهدايا وتوزيعها على مجموعة الأقارب. تتم المزاوجة بين الأفراد بحيث تعرف ما الهدية التي ستختارها لأحدهم بينما تتوقع هدية لك من شخص آخر. التقليد مرتبط بأعياد الميلاد الغربية واسمه Secret Santaابحثوا عنه.

كان الشهر الماضي خفيفًا على قلبي بالرغم من الجهد الذي بذلته في تنظيم يومي بين العمل والاحتياجات الشخصية والاستمتاع بلياليه الطويلة.

أمضيت أيامي الأخيرة في وظيفتي ككاتبة محتوى بشركة تاكت للتسويق الرقمي، أنجزت مهامي وقدمت ورشة عمل مسائية ليومين في الأسبوع أشارك فيها فريق العمل بما تعلمته خلال السنوات الماضية في مجال صناعة المحتوى بشكل عام ومحتوى الشبكات الإجتماعية بشكل خاصّ. أحببت حماس المشاركين في الحضور مع أنّ مساءات رمضان مغرية للبقاء في المنزل والترفيه أو الانشغال بالتعبد.

المرحلة القادمة انتقل للعمل في القطاع الحكومي في تجربة مختلفة على جميع الأصعدة. صحيح سيكون مجال عملي مرتبط بالكتابة والتحرير، لكنني متحمسة للتحديات التي سأجتازها تباعًا وساكتشف قدرتي على التأقلم والتعلّم من جديد.

خلال الشهر القادم أيضًا أقدّم ورشة عمل مجانية عن البدء بالعمل المستقّل تستضيفها مكتبة الملك عبدالعزيزالفرع النسائي يوم السبت ١٥ يوليو بين الساعة ١١ صباحًا – ٢ بعد الظهر.

تناولت فطوري هذا اليوم وحيدة، مع ذلك أشعر بالرضا والسلام وتقبل كلّ ما سيأتي. اشتقت لمدونتي بعد تلك الإجازة القصيرة والأيام القادمة ستحمل تدوينات انتظرت نشرها طويلًا.

شكرًا لكم وعيدكم مبارك

 

حياة طيّبة

.

.

أهلًا يا أصدقاء!

كل عام وأنتم بخير وشهر مبارك عليكم. أسأل الله أن يكون شهر رضا وسلام وبهجة على قلوبكم ومن تحبّون.

سأكرر ما أقوله كلّ عام عندما أحتفل بالشهر الكريم وأدوّن في استقباله: هذا شهر استعادة ضبط المصنع السنوي. شهر التأمل وإنجاز كل الخطط المعلقة. الشهر الذي تفتح الروح بابها على مصراعيه.

خلال الأيام القادمة الكثير من الراحة والاستعداد والعمل في آن. ستذهب المدونة في إجازة قصيرة تنتهي بالعيد إن شاء الله. لكن المحتوى سيستمر عبر مجلة The *It Mag الإلكترونية من خلال سلسلة حياة طيبة“. سأكتب في مواضيع متنوعة تتناول الحياة بشكل عام، وتصبّ في موضوع خاص واحد: كيف نعيش حياة طيبة؟

خلال الشهر أيضًا، استعد بحماس لنقلة مهنيّة جديدة إن شاء الله، وأنهي ارتباطاتي مع مكان عملي الذي أتممت فيه سنة ونصف عملت من خلالها على العديد من المشاريع الملهمة وصنعت ذكريات لا تنسى.

ترفيه الشهر سيرتبط بالكتب الصوتية، وساعات وساعات من المشي. أنهيت خلال إجازتي القريبة قراءة المقالات التي جمعتها في تطبيق بوكيت والآن دور الكتب التي جمعها رفّي في أوديبل Audible. الثيمة العامة للشهر الطعام، الصحة، وتحفيز الإبداع.

هذه التدوينة السريعة تحيّة للقراء الذين لا يكفون عن زرع السعادة في المكان، سأكون بالقرب وانتظر مرئياتكم وتعليقاتكم على السلسلة التي أنوي تقديمها في The *It Mag الإلكترونية

شكرًا لكم

.

.

 

وش عندكم؟

.

.

أنهيت إجازتي برحلة قصيرة إلى المنطقة الشرقية بصحبة أختي موضي. كانت الخطة أن أذهب مبكرًا قبل اشتداد حرارة الجو وارتفاع الرطوبة، لكن الجو كان لطيف ومقبول أو أني اشتقت كثيرًا لهذه الأجواء.

قابلت صديقات جدد جمعتني بهم شاشة الهاتف لسنوات وتابعت كلماتهم وصور حياتهم اليومية. أربعة أيام فقدت فيها الشعور بالوقت. قرأت وأخذت كفايتي من النوم، تأملت البحر من شرفتي واستمتعت بصوت نافورة صغيرة تجاورني.

التقيت بصديقات الطفولة وتحدثنا لساعات عن حياتنا واكتشفنا أسرار جديدة عن بعضنا لم نتوقف للحديث عنها من قبل. هذه الاكتشافات العظيمة صنعت رابطة جديدة بيننا. غادرت الخُبر وقد تخففت من الكثير من مشاعري وقلقي، وحملت معي أفكار ملهمة ومشاريع لبقية العام.

القصة لم تكن هنا، القصة في السؤال الذي تكرّر علينا أنا وموضي منذ لحظة وصولنا الأولى: وش عندكم؟ ليش جايين؟

والإجابة الوحيدة: لا شيء، استجمام واكتشاف.

لفت السؤال انتباهي لعادة لم نتخلص منها حتى وقت قريب، العمل المتواصل!

نحنُ حتى في رحلاتنا التي نقصد بها السياحة والاستجمام نحشر مهامّ عمل، وزيارات وننخرط في التعلم والتجهيز لمشاريع لاحقة. لم يكن انتقالنا خارج المنزل مكرّسًا للراحة والاستجمام فقط، وأظنّ أننا ورثنا ذلك من والديّ.

صنعنا صورة نمطية حولنا دون قصد وكنا: العائلة التي لا تهدأ.

تذكرت أيضًا الملاحظة التي أسمعها من كثير من الأقارب في كلّ مرة اتساءل عن غيابهم وانقطاعهم عنّا ويقولون: نعتقد بأنكم مشغولون ونتجنب إزعاجكم.

ليس بعد الآن، لقد مللت حركتي الدائمة وركضي ومن تغييرات السنة المهمّة أبحث الآن عن أفضل طريقة للاستمتاع بالبطء.

بدأت من هذه الرحلة القصيرة و قررت استبعاد عقلية الإنسان ( الماكينة) واخترت الهدوء.

غادرت الرياض بلا جهاز محمول ولا توقعات.

اخترت غرفة فندق هادئة وخدمات جيدة.

تجنبت مشاهدة التلفزيون واستمعت للراديو المفضّل حينما كنت أسكن الشرقية راديو البحرين (96.5)

قرأت كتاب وبدأت بآخر.

أنا سعيدة بالنتيجة، وأفكر بصوت مرتفع: أين كنت من كلّ هذا؟

آخر مرة استمتعت بالهدوء والعزلة والبطء قبل سنوات طويلة. وقد تكون هذه حياتكم كل نهاية أسبوع، وقد تبدو هذه التدوينة مضحكة ومبالغة في الحديث عن تصرف إنساني طبيعي جدًا.

ما أحاول قوله:

الحياة السريعة والركض والتعب المتواصل ليست ميزة أو شيء يدعو للفخر.

.

.

.

كفّ هرّة في قلبي

 

بعمر التاسعة سكنت عائلتي منزل جديد. ما زال هذا المنزل مكان أحلامي، وما زلت ما وجدت حلّ لهذا اللغز. ٨٠٪ ربما أو أكثر من أحلامي وكوابيسي اليوم تبدأ في ممرات ذلك المنزل الذي أحبّه كثيرًا. وحتى سنة انتقالنا من الجبيل كنت استغل مروري في المنطقة لعبور الشارع وتفقدّه ما استطعت. بنى صاحبه دور ثاني فوق الدور الأرضي وشوّهت مزيد من الغرف العشوائية حديقته الرائعة.

كانت أمي تقف على قطعة اسمنتيه لترتفع قليلًا فوق السور وتتفقدنا ونحن ننتظر الباص على الناصية. تعلو رأسها شجرة عظيمة – ربما لو وقفت بجانبها اليوم ستكون أصغر –. تلتقي أعيننا ونشعر بالأمان في الشمس والمطر والبرد الشديد. هذا الطقس وغيره حقق خلّد هذا البيت في ذاكرتي.

جدران غرفة المعيشة والمطبخ والمخازن لها لون كريمي فاتح، أما غرف النوم فجدرانها مغطّاه بورق حائط منقط. نقط متفاوتة الحجم كأنها لطخات حبر.

لم يعلم المصمّم الذي صنع هذا الورق بأنّه كتب أجمل حكاية قبل النوم لطفلة في التاسعة، نعم لقد فعل ذلك دون أن يعلم أو تراه فعلها عامدًا متخيلًا آلاف القصص والاكتشافات التي سيخرج بها أصحاب البيوت من حواراتهم مع الجدار؟

بين آلاف النقط تظهر لطخة صغيرة تشبه كفّ هرّة، أربع نقط صغيرة حول نقطة أكبر. تتكرر اللطخة هذه على امتداد الجدار. وكنت كلّ ليلة قبل النوم أحصيها. امرر يدي على الجدار الملاصق لسريري وأعد الكفوف، واحدة اثنتان ثلاثة تنتهي في المساحة القريبة منّي واتحرك ببطء لنهاية السرير لكنني لا ابتعد كثيرًا حتى لا أوقظ أخواتي الغافيات.

كيف واصلت العمل ليلة بعد ليلة حتى تجاوزت العاشرة وأصبحت أغفو من إعياء الدراسة أو القراءة أو اللعب.

لو عرفت اسم لهذا الورق، أو مصممّه سأكتب له رسالة مطوّلة. لقد صنع من الجدار منصة ترفيهية حقيقة. تعلمت منها التفكير والتركيز والبحث والصبر، والصمت الطويل.

أبحث اليوم عن لعبة تشبه لعبتي تلك، واشتري الكتب المليئة بالأحجيات، وأحلّ الكلمات المتقاطعة وأبحث عن الكلمة المفقودة واكتشف الفروق السبعة والعشرة.

لا شيء يشبه طبعة كفّ الهرّة ولا شيء ينجح في امتلاك انتباهي بالكامل، حتى القراءة، حتى الكتابة، حتى مشاهدة مسلسل عميق وصادق.

.

.

.

مغامرة غذائية: The Whole30

.

.

اختيار عنوان لهذه التدوينة كان أصعب من كتابتها، وحتى بعد أن وقع الاختيار على هذه العنوان ما زلت أشعر بأنّ هناك عنوان أفضل. لكن، أضع في ذهني المفردات التي سيبحث عنها شخص باللغة العربية وأردت أن تكون هذه التدوينة من نتائج البحث الأولى التي يصل إليها القرّاء المهتمون.

قبل أكثر من شهر، وفي اتصال هاتفي مع أختي منى أخبرتنا عن نظام غذائي تنوي البدء به لتنظيف جسمها واستعادة علاقة طيبة مع الغذاء. التقطت أطراف الحديث وسمعت أن الألبان والأجبان ستكون محظورة لثلاثين يومًا وصرفت النظر. قلت بكل صراحة: هذا النظام مستحيل! مع علمي أنّ تناول الأجبان بالكمية الحالية ومنتجات الحليب الأخرى يسبب لي بشكل يومي الكثير من المشاكل والصعوبات. من اضطراب الهضم، لثبات الوزن، للكسل وانتفاخ كاحلي. كلها أعراض ربطتها مباشرة بالأجبان بعد أن حظرتها على نفسي مدة أسبوعين في الماضي.

بعد التفكير العميق وجرعة الحماس التي أرسلتها أختي من وراء المحيط، قررنا بدء البحث والقراءة في نظام Whole30 الذي بدأته ميليسا هارتويغ وزوجها دالاس هارتويغ في ٢٠٠٩م.

قبل أن أبدأ بالحديث عن القوانين والممنوع والمسموح، أودّ التقديم بشكل موجز لرؤيتي في الموضوع. خلال الأشهر الماضية – كما سبق وحدثتكم في تدوينة استعادة ضبط المصنع – غرقت في جرعة زائدة من السكّر. امتدتّ كشبكة عنكبوت ضخمة حاصرت كل جوانب حياتي، أي يوم يخلو من الحلوى أو الأطعمة المسمومة بالمواد الحافظة والأخلاط غير الواعية يوم كئيب بالنسبة لي. وأيّ محاولة مني للفكاك من هذا الوحش تبوء بالفشل بعد أقل من ٢٤ ساعة. كنت بحاجة لشيء مثل تنظيف جسم المدمن من المخدّر، نظام صارم ومع ذلك لا يفقدني عقلي.

هذا من جهة، أما من جهة أخرى فأنا لا أحب الحديث عن شيء دون تجربة. ولا أحبّ أيضًا صرعات الغذاء واللياقة التي تجد اهتمام من الجماهير دون أسس علمية. حسنًا لا يوجد الكثير من الأسس العلمية التي تدعم نظام Whole30 لكن على الأقل يبدو مقنع بالنسبة لي، ولن يقتلني الالتزام لثلاثين يومًا! لذلك قررت التجربة وخوض تحدي مع نفسي ولآتي وأعطيكم مرئياتي حول الموضوع.

بدأت الخطة بعد قراءة الكتب التي أشارت إليها ميليسا لنجاح التزامكم بالنظام، قرأتها بشكل سريع وشاركت أخواتي الأسس الهامة لصناعة رابطة جديدة وصحية مع الغذاء. سنتعب قليلًا لكن سنتذكر كل هذا عندما يصبح جسدنا نظيف تمامًا.

تخلّصنا من كلّ شيء يمكنه تدمير حماسنا، ولم نقم بتلك الحفلة الوداعية التي يقيمها الكثير من الأشخاص قبل اقتحام حمية غذائية صارمة. كل ما فعلناه أننا خرجنا للتسوق بذهن صافٍ وقائمة مرتبة.

من الأشياء الطريفة التي لاحظتها في رحلة تسوق الاستعداد، أنّنا لم نحتج لزيارة ممرات كثيرة في السوبرماركت. كانت نقطة الانطلاق ركن الفواكة والخضروات الطازجة واللحوم والأسماك، والنهاية في ركن الخضروات والفواكة المجمدة إن احتجنا إليها.

قبل أن أحدّثكم عن النتائج سأخبركم باختصار ما هي قوانين الـ Whole30 الرئيسية؟

تسمى الفترة الأولى من النظام Reset أو إعادة الضبط:

١نعم لتناول طعام حقيقي.

قد تضحكون من هذه الجملة لكن لو توجهون تفكيركم لها وتستعيدون وجباتكم اليومية ستجدون أنّ الكثير من وجباتكم اليومية مصنّعة، محفوظة وتحتوي على مواد عالية السميّة!

الأسماك كلها متاحة، واللحوم، والبيض، والخضروات والفواكة بلا حصر – هناك أنظمة غذائية كثيرة تحظر عليكم أنواع من الفاكهة والخضروات النشوية وغيرهاهنا كلّ شيء مسموح (تقريبًا) طالما هو أقرب لحالته الطبيعية.

٢لا، لثلاثين يومًا فقط! ستمتنعون عن القائمة التالية:

أ) السكّر بكل حالاته والعسل وشراب القيقب وسكر جوز الهند وأي طعام يحتوي على السكر المضاف (تعلمت قراءة مكونات كلّ شيء بصبر للتأكد من صلاحيته لي)

ب) البقول كلها بالاضافة للفول السوداني. نعم لا حمّص ولا فلافل ولا فول ولا عدس. لثلاثين يوم فقط!

ج) الحبوب كلها (القمح، الأرز، الذرة، الشعير، …. ) كل أنواع الحبوب حتى الشوفان والشعير والكينوا وغيرها.

د) منتجات الحليب كلّها ما عدا الزبدة المصفاة والسمن الطبيعي

هـ) المخبوزات والحلويات وأي طعام سريع غير نظيف

عندما قرأت قائمة الممنوعات مررت بإغماءه صغيرة، كل شيء ممكن بالنسبة لي إلا التخلي عن الجبن وزبدة الفول السوداني. لكن شجعت نفسي: لتفكري بكلّ شيء يمكنك تناوله!

وبدأت رحلة الثلاثين يوم مع أخواتي، باستعداد حماسي ووجبات منظمة. لقد كانت المرة الأولى التي نشتري فيها احتياجاتنا الأسبوعية وننتهي من أكلها بشكل كامل. لا شيء يفسد ولا نتخلص منه. لماذا؟ لأننا لا نعتمد على مصدر ثانٍ للطعام، كل ما نريد تناوله نحتاج تجهيزه بحذر حتى يتوافق مع القائمة أعلاه.

طهونا وجباتنا بحبّ وحماس، حتى أختى منى البعيدة التي لا تحبّ الطبخ وهي وحيدة أتقنت الكثير من الوصفات. ولا ألومها فالجوع والتزامك بخطة محكمة يتطلب ذلك.

استعنا بوصفات الكتب في موقع مليسا وبموقع بنترست وانستقرام ويوتوب. يكفي أن تبحثوا باسم النــظام Whole30 حتى تظهر لكم وصفات ووصفات من كل بقاع الأرض. أعددنا أطباق شرقية، وهندية وفرنسية ومحلية. كلّ ذلك باستخدام القوانين العامة التي يتطلبها النظام. هناك البابا غنوج النظيف بخضروات طازجة وزيت زيتون بكر وليمون ورقائق الفلفل الأحمر. هناك الخضروات المشوية التي أضفنا لها كل ما تمتدّ له أيادينا من رفوف السوبرماركت. جربنا خضروات ورقية وجذرية لم نجربها في حياتنا. وفي كل مرة نضع الطعام على طاولتنا كان والديّ يسترقان النظر إلينا ويتذوقون لقمة من هنا ومن هناك بكثير من الغبطة. ونردد تريدون تذوق هذا يجب عليكم الانضمام إلينا!

لم أصدق كيف تحولت شهيتي الموجهة بالسكّر والأكل الفارغ إلى الرضا والتلذذ بأطباق صغيرة ولقم متباعدة خلال اليوم. أيضًا لاحظت أنني أصبحت أحبّ التوابل والفلفل الحار بشكل خاصّ بعد أن كنت اشتكي من مشاكلي الهضمية التي ربما لم يسببها بل أخلاط أخرى دخلت نظامي.

كيف شعرت؟

في البداية مررت بما يشبه الأعراض الانسحابية للإدمان. كانت هناك كوابيس وفرط تعرق في الصباح. لم تمر ليلة من الأسبوع الأول بلا كوابيس. لكنني كنت أدرك ما أمرّ به وكان جسمي يتخلص تدريجيًا من السموم. مع بداية الأسبوع الثاني بدأت شهيتي تستقر، ولم أشعر أبدًا طوال فترة البرنامج بأنني أحتاج للغش فيه أو اختراقه. خرجت وتنزهت وقابلت صديقات وأفراد من العائلة وفي كلّ تلك المرات وجدت ما يناسب اختياراتي أو لجأت للوجبات الخفيفة التي أحملها معي لتغذيني حتى أعود للبيت.

نومي أصبح أفضل، نعم الغفوة لم تتطلب أكثر من دقائق. نمت بعمق وتخلصت من الأرق لأن جسمي نظيف ويركز على راحته لا على حرب داخلية مجهولة العواقب. أصبحت استيقظ بلا منبّه وهذا الذي أدهشني مع أنني في إجازة من العمل إلا أن موعد استيقاظي اليومي ثابت وغفوتي كذلك.

جهازي الهضمي سعيد، لا انتفاخات ولا اضطراب. تنفسي أفضل ونشاطي مبهر لساعات طويلة خلال اليوم. كانت الفترة بين ١١ صباحًا و٢ ظهرًا مأساوية بالنسبة لي. كنت أدفع نفسي دفعًا لإنجاز العمل بالسكّر والكافيين. منذ الأسبوع الثاني من البرنامج وأنا أفضل حالًا. أقرأ وأكتب وأخرج من المنزل وأعمل وأمارس الرياضة بنفس الحماس طوال اليوم. بشرتي أفضل ووجهي متورد وهالاتي السوداء تلاشت تقريبًا.

لاحظت أيضًا انقطاع عادة سيئة لازمتني منذ عدة أشهر: صرّ الأسنان. نعم منذ بدأت هذا النظام أعصابي أهدأ حتى تحت الضغط وكثرة المشاغل أحيانًا.

برنامج Whole30 يعزز النجاحات البعيدة عن الميزان والقياسات. يهتمّ بشعورك وصحتك وطاقتك خلال اليوم. لكن إذا حصل وتحقق لك أكثر من ذلك هذا عظيم جدًا. فقدت عدة إنشات من جسمي بالكامل، وارتديت قياس أصغر في رحلة تسوقي بالأمس. أما على الميزان فقد خسرت ستة كيلوجرامات! مضت سنة كاملة وأنا أحارب مع الميزان لخسارة أقل من هذه. لكن البرنامج أذهلني حقيقة وأوصلني لاستنتاجات عظيمة.

ماذا بعد الثلاثين يوم؟

النظام لا ينتهي ببساطة هنا. مع أنّ الخطة الصارمة لا تتجاوز ثلاثين يوم، لكن العمل الحقيقي يبدأ بعد انتهاء الفترة. كيف ستعود لنظام الأكل القديم؟ ما الذي سيحدث لك؟

فكرة النظام تدرس أثر أنواع الأطعمة المحظورة والتي تسبب بعض الحساسيات لدى الأشخاص، عندما تعيدها إلى نظامك تعيدها بحذر لتكتشف أيّها يسبب الأذى لك ولنظام حياتك.

تسمى هذه الفترة Re-introduction وإعادة المجموعات الغذائية المحذوفة، ستتم العملية بواسطة سيناريوهات معدّة مسبقًا وقد تكون الخطة السريعة كالتالي:

اليوم ٣١: إعادة البقول

اليوم ٣٢ و٣٣: العودة لنظام Whole30

اليوم ٣٤: إعادة الحبوب الخالية من الجلوتين (الأرز، الكينوا، الشوفان..)

اليوم ٣٥ و٣٦: العودة لنظام Whole30

اليوم ٣٧: إعادة منتجات الحليب

اليوم ٣٨ و٣٩:العودة لنظام Whole30

اليوم ٤٠: إعادة الحبوب التي تحتوي على الجلوتين

مع ملاحظة أن الأيام التي تضيفون فيها مجموعة غذاء محظورة يجب ألا تحتوي على مجموعات أخرى، ويجب أيضا تجربتها مع الوجبات الثلاث مثلا لو كانت البقول: الفطور تفاح وزبدة فول سوداني، الغداء شوربة عدس وخضروات، والعشاء حمص ودجاج مشوي.

أيضًا فكرة اليومين التالية هي لمراقبة أنفسكم، هل سببت لكم هذه المجموعة أي مشكلة غذائية؟ إذا استبعدوها أو تناولوها بشكل نادر. هل كان الأمر جيد؟ ممتاز هذا الطعام صديقكم.

أما الخطة الثانية لإعادة المجموعات الغذائية فتتطلب البطء، إعادة الغذاء الذي تحتاجون إليه فقط. هل ستؤجلون السكر؟ ممتاز هكذا الحياة أفضل. هل تؤجلون مجموعة الحليب لأنكم لا تحتاجون إليها؟ جيد.

استنتاجات هامة

كثير من الأشخاص لا تعجبهم هذه الخطة، إما لأنها صعبة التنفيذ مع نمط حياتهم أو لأنها تضع تقييد عليهم بشكل أو آخر.

  • سأستمر على النظام لأطول فترة ممكنة مع التلذذ من وقت لآخر بالأجبان النظيفة والمخبوزات التي أعدها في المنزل

  • لا مزيد من الحلوى والسكر المضاف

  • الطهي النظيف وتجهيز الوجبات سيستمر. (اطلعوا هنا على موضوع مهم عن الأكل النظيف)

  • عززت فكرة الثلاثين يوم لديّ التخفف من أثر الارتباطات وأصبحت أكثر جرأة في رفض أي طعام يقدم لي بحجة أنها لقمة واحدة ولن يؤثر علي وغير ذلك

  • نظام Whole30 وإن لم يجد استحسان كثير من الخبراء إلا أنّ نتائجه الساحرة لا يمكن إنكارها.

  • كنت دائمًا أتخوف من قطع نوع من الغذاء لكن اليوم أعرف بصورة أكيده أنني لن أتناول الحلويات التجارية التي تباع على رفوف الأسواق وقد أكتفي بالشوكولاتة العضوية والمكسرات والتمر، لن أشرب العصائر المحلّاه ولن أقتني الصلصات المعلبة التي تزيد مكوناتها عن ٥

حسنًا كتبت الآن أكثر من ١٦٠٠ كلمة، وهذا كثير!

ما وددت مشاركته هو تجربتي أنا وأخواتي، واحدة منهن عمرها ١٥ ولكم أن تتخيلوا كيف قاومت وحاربت كل المغريات لتشاركنا. جربت أن أغيّر الفكرة لتناسبها واقترحت عليها مثلًا أن تتناول المخبوزات الكاملة كإفطار ورفضت تمامًا.

التزمت معنا لثلاثين يوم وشعرت بتحسن ونشاط وحتى مهامها الدراسية أصبحت أكثر سهولة.

هذا النظام يحتاج تخطيط وحماس وأعتقد بأنني أجملت كل ما يمكنكم معرفته وهنا الموقع الرسمي الذي يحتوي على كل ما يهمكم، ولا تنسوا البحث باسم البرنامج في بنترست وانستقرام ويوتوب.

خلال الفترة القادمة سأشارككم نماذج من قوائم التسوق، وصفات معتمدة، وأفكار لتجاوز المطبات!

.

.

.