مارس كان ..

بعد أمسية عائلية خفيفة وقفت أمام المرآة استعد للنوم، أنظف أسناني، أغسل وجهي. روتينية هذه الحركات تدهشني! ربما أنا الآن في عمق النوم، أو في عمق فكرة. لكنّني أعرف الكمية المضبوطة التي أحتاجها من معجون الأسنان، وكيف أمرر رغوة غسول الوجه حول ملامحي مع تفادي الوصول لمنابت شعري. يمكنني فعل ذلك في الظلام. لمحت على قميص البيجامة بقعة بلون ترابي غامق، حاولت التركيز والتفكير في سبب ظهورها هنا. تذكرت: كنت ارتدي نفس القميص ليلة زواج صديقتي أروى وبينما كنت استعد بوضع المكياج سقطت هذه القطرة وتمددت. تذكرت أيضًا أنّ الثاني والعشرين من ديسمبر كان آخر يوم عالجت فيه شعري بالسيشوار، وعرضته للحرارة والشد والتعذيب. كان اليوم السابع من ترك وظيفة لم أحبها. وكان اليوم السابع في حرّيتي والقفز إلى المجهول.

مارس كان شهر الانتظار.

وكل الانتظارات انتهت حرفيًا في أسبوعه الأخير.

استعد لرحلات متتالية خلال الأسابيع القادمة، منها ما هو موجّه للعمل وبعضها للاستجمام والبحث عن إلهام.

لقد فقدت لياقتي العمليّةقليلًا وهذا يخيفني، أجد نفسي الآن مدفوعة لمشاركة التجربة مع كل من يعمل بشكل مستقل. لماذا اختلفت الأمور؟ لأن المرة الأخيرة التي عملت فيها بشكل مستقل تمامًا كانت في ٢٠١٤م. بعدها انتقلت للرياض والتزمت بوظائف ذات دوام كامل. بالإضافة إلى مشاريعي المستقلة. كانت لدي ظروف يومية تضبط إيقاعي، الخروج من المنزل صباحًا والعودة مساء في نفس الوقت. ساعات العمل المستقل توزع بين الصباح الباكر ونهاية المساء. خلال الأشهر الثلاثة الماضية أصبح الوقت كلّه لي، أديره وأضبط جودته. أخفقت كثيرًا، تعرضت للانقطاعات، وبحثت عن مرساة.

خلال مارس زرت الكويت للمرة الأولى في حياتي! لقد كانت الوجهة الحلم منذ سنوات الطفولة الأولى. كبرنا ونحن نشاهد الفنّ الكويتي، نقرأ المجلات والأعمال الثقافية والكتب. نسمع قصص الأقارب والصديقات بعد عودتهن. خلال رحلة قصيرة امتدت لأربعة أيام تعرفت على سارة الهاجري، صديقة جميلة وملهمة أخذتني وأختي في جولة قصيرة حول العاصمة وضواحيها.

زرنا بيت السدو، وبيت السدرة، ومتجرًا جميلًا باسم زري للحرفحيث تُنتج وتباع قطع فنية للحياة اليومية مستوحاة من التراث الخليجي. تذوقنا القهوة الشهية في عدة وقفات وتناولنا الإفطار في بي كافيه، مقهى ومطعم صغير متخصص في الوجبات النباتية. تناولت هناك ألذّ فول مصنوع بحبّ! وإذا كنت سأوصي بمطاعم أو مقاهي أخرى في الكويت ستكون في القائمة التالية:

MAGNET

Three & Baristas

Vol.1

Ora Japanese Tapas

Veranda

عدنا محمّلين بالاكتشافات والذكريات الجميلة وبعض الكتب!

وما دمت في سيرة الأطعمة والوجبات سأشارككم فرحتي العارمة باقتناء القلاية الهوائية التي – ويا رب سامحني – كنت أقلل من شأنها كلما سمعت الحديث عنها. كنت أفكر هذه صرعة جديدة وجهاز تم التسويق له بعناية! مرت ثلاث سنوات تقريبًا منذ أول مرة سمعت بها. وقررت أخيرًا تجربتها بعد توصية من قريباتي وصديقة مقربة جدًا أثق برأيها. في الأسبوع الأول جربتها بحذر: كرات السالمون المقلية بدون زيت، أصابع البطاطا بالأعشاب، شيش طاووق بدبس الرمّان، فلافل أو برغر نباتي، بطاطا حلوة بالزعتر والقائمة قد تطول. في كتيب الوصفات الذي حصلت عليه مع قلايتي (فيلبس) يوجد كثير من الشروحات الواضحة. أيضًا نفكر أنا وأختي في اكتشاف المزيد من تجارب الآخرين عبر المدونات وبنترست.

مارس كان الشهر الأول لتجربة برنامج تمرين مصمم بالكامل، تبعته حرفيًا ولاحظت تغير قياساتي وملاحظة الصديقات والأقارب بعد انقطاعي عنهم لفترة. تجربتي مع تمارين Fitness Blender ليست بالجديدة. لديهم أكثر من ٥٠٠ فيديو مجانية متاحة عبر يوتوب وكثير من التمارين لا تحتاج منكم أيّ شيء، لا معدات ولا فلسفات زائدة. تحتاج حضور واستعداد فقط. التمارين المجانية متاحة لتصمم من خلالها برنامجك في التمارين. لكنني لاحظت صعوبة في ترتيبها وتصميم برنامجي خصوصًا وأنني لست متخصصة، كل شيء سيحكمه المزاج. وقد أغفل جزء من الجسم لأنني أفضل راحته بدلًا من تمرينه.

في موقعهم برامج كثيرة تم تصميمها مسبقًا، رتبوها بعناية بحيث تكون شاملة التهيئة والتسخين والتمرين والتهدئة. كل ما عليكم فعله هو التسجيل في موقعهم، شراء البرنامج (لا يزيد عن ١٠ دولار – ٣٦ ريال على الأكثر) وعند شرائه يبقى معكم مدى الحياة وهذا ما لا يحصل مع اشتراكات النادي للأسف، آلاف مؤلفة ولا يمكن تجميدها ولا إعادة استخدامها أو استرجاع قيمتها في حال لم تعجبكم! يمكن إضافة البرنامج على التقويم الخاص بكم في الموقع وتحديد متى تبدؤونه ومتى تنتهون منه. بالاضافة للتمارين نفسها هناك تحديات صغيرة يضيفونها لو أردتم اختبار أنفسكم أكثر.

انتهيت من برنامج الحرق، واليوم ابدأ في برنامج ثانٍ يركّز على تمارين وزن الجسم أو Bodyweight والتي لا تحتاج أي معدات غالبًا سوى وزن جسمكم ومرونته.

على صعيد المشاهدات والقراءات، قضيت الشهر اقرأ على مهل في ثلاثية غرناطة لرضوى عاشور. غارقة في هذه التفاصيل التي تجعلني ابتسم وأحنّ لمكان لم أزره ولم أره، وتدمع عيناي في حينٍ آخر لأحداث غيرت التاريخ.

انتهيت خلال الشهر الماضي أيضًا من مشاهدة مسلسل أمريكي درامي مظلم جدًا تدور أحداثه في نهاية القرن التاسع عشر بمدينة نيويورك، تبدأ سلسلة من الجرائم البشعة بالظهور في أنحاء المدينة. يبدأ فريق بالتحقيق فيها، بينهم مفوض وطبيب نفسي وصحفي ورسّام وأول امرأة تعمل في الشرطة النيويوركية. أحداث مربكة وحوادث وشيكة تحيط بهم. مسلسل The Alienist مقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم وهذه التسمية بالذات كانت تطلق على الأطباء النفسيين لأنهم يتعاملون مع الغرباء وهو اللقب الذي يطلق على أيّ شخص يعاني من اضطرابات نفسية، المسلسل به مشاهد مزعجة كثيرة وغير مناسبة لمن هم دون الثامنة عشرة.

شاهدت أيضًا سلسلة وثائقية تسللت إلى أحلامي وحولتها إلى كوابيس، وأدخلتني لدوامة من التفكير، السلسلة تعرض على نيتفلكس بعنوان Wild Wild Country، يحكي قصة جماعة السنياسيين أو حركة راجنيش، أو أتباع أوشو وهذه بعض من مسميات الطائفة المتعددة. هذا الوثائقي سيفتح في عقولكم باب للأسئلة حول الدين، الحريّة، الانسانية، التعايش، الاستسلام للسلطة، وغيرها من المواضيع. وأكثر شيء فعلًا أدهشني معرفة كثير منّا لأوشو، ورؤية اقتباساته من حولي، وكتبه في أيادي الأصدقاء. لكن لا يوجد هناك أيّ فكرة عن ذلك التجمع، والطائفة التي التهمت أمريكا والعالم بأخبارها في ثمانينيات القرن الماضي. من جديد أنبّه محتوى الوثائقي غير مناسب للمشاهدة العائلية.

في مارس لم أفوت احتفالية الورق في الرياض، زرت المعرض بعد انقطاع وتسوقت حتى فقدت الاحساس بالوقت والمكان. فكرة زيارة المعرض في صباح الخميس الأول مفيدة إذا كنتم تبحثون عن الهدوء وتشترون كتب بلا تحديد وتختارونها بعد الاطلاع والتعرف على نبذة عنها. إذا كنتم تنتظرون إصدارات الدور الجديدة فهي عادة لا تصل مبكرة، قد تحتاج ليوم أو اثنين وأنتم وحظكم. كنت أخطط لزيارة ثانية لكن رحلة الكويت أعادتني لصوابي، بالإضافة إلى ميزانيتي المحدودة التي أعدّها لرحلتي القادمة.

نهاية الشهر شهدت خطوة أولى في مسار عمليّ جديد. سأحدثكم عنها عندما تكتمل الصورة إن شاء الله وأشارككم تفاصيلها. وخلال شهر إبريل سأحاول تقديم ثلاث ورش عمل متنوّعة وأتمنى بصدق أن ينجح الأمر وأن تساعدني طاقتي والمشاريع التي أعمل عليها. هناك أيضًا على بعد أسبوع تقريبا (٧ إبريل) ملتقى العمل المستقل الأول الذي تستضيفه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة – فرع السيدات في خريص، كونوا هناك لمشاركتي والحاضرات أفكاركم ومقترحاتكم وتجاربكم في مجال العمل هذا.  

.

.

والآن، كيف كان شهر مارس معكم؟

شاركوني اختياراتكم ومشاهداتكم وقراءاتكم الممتعة.

.

.

.

فبراير كان..

فبراير كان شهر ورش العمل بامتياز! على مدى أسابيعه الأربعة علّمت وتعلّمت من تجارب الحاضرات. في البدء كانت ورشة العمل المستقلبمكتبة الملك عبدالعزيز العامة والتي أذهلني عدد حاضراتها وأبهجني كثيرًا. هذه الورشة التي تجمع أساسيات العمل المستقل هي البداية في سلسلة لقاءات ستقام على مدى العام ٢٠١٨م أديرها واتشارك فيها مع المستقلات تجارب العمل ونصائح يمكنها تسهيل حياتنا في هذا المجال. بعد ورشة العمل المستقل قدّمت ورشة عمل عن تصميم يومك المثاليحيث التقيت بأكثر من ١٥ مشاركة وتحدثنا لعدة ساعات عن طريقة تصميم يومهن المثالي وتجربة تغيير حياتك بداية من يوم واحد فقط. تبعت ذلك في منتصف فبراير بورشة عمل التسويق بالمحتوىوالتي تعدّ الأطول والأولى من نوعها بالنسبة لي. خلال أربعة أيام قدمت أنا والصديقة مشاعل الدريعان خلاصة تجاربنا وسنوات عملنا في مجال التسويق الإلكتروني وصناعة المحتوى. كانت التجربة غنيّة وملهمة في كثير من الجوانب. أقول لمشاعل في لحظات وهي تتحدث وتروي تجربة تسويق مميزة كنت أجد نفسي وقد انتقلت ذهنيًا إلى كراسي الحاضرات. كنا نعلّم ونتعلم في نفس الوقت وانتهت أيام الورشة سريعًا لننسى كل التعب والتجهيز لها. حماس الحاضرات وقصصهم الفريدة سيبقى معنا لوقت طويل بالتأكيد.

خلال الشهر أيضًا مررت بتجارب ومشاهدات وأشياء أحدثكم عنها باختصار في التسلسل التالي:

أحبّ وجبة الشوفان التي أعدها من الليلة السابقة، أنقع الشوفان في الحليب واضعه في الثلاجة ليكون جاهز صباح الغد للأكل مع فواكه ومكسرات. لكن، لاحظت أنّ مشاكلي الهضمية عادت أقوى من قبل وكنت أفكر في السبب الذي جعلها تنشط بعد استبعاد مسبباتها من الأغذية. فكرت لأجد أن الشوفان وجبتي اليومية الجديدة كنت اتناوله مرة إلى مرتين في الاسبوعتعدّ بالحليب الطازج لكن هذا الحليب ليس صديقي! ومع أنني أتناول الأجبان ولم أعاني من أي مشاكل هضمية ربما لكونها عضوية أو من حليب الماعز. لكن حليب البقر بهذه الكثافة لم يكن خيار لوقت طويل. فكرت في الحليب النباتي (اللوز، جوز الهند، الأرز) وتذكرت بأنني أحبّ استخدامه في السموذيز ولم أعاني من أي مشاكل تذكر. ماذا لو تحولت هذا الشهر بالكامل إلى حليب اللوز مثلا؟ وأصبحت أجهز الشوفان وأي طبق يتطلب الحليب باستخدامه. بدأت فعليا من الأسبوع الأول بنقع الشوفان بحليب اللوز (تأكدوا إنه خالي من السكر إذا كنتم تهربون من السعرات الخفية) ولم يكن سيء بتاتا، بل أصبح ألذّ. تخلصت من شعور الانزعاج الذي يزورني بعد الافطار وعرفت الآن السبب.

تعرّفت على هذه القناة في يوتوب وشاهدت قائمة فيديوهات نشرتها المدونة في يناير الماضي. القائمة تحتوي على ثلاثين فيديو متنوعة بين وصفات شهية وصحية، وتغييرات على حياتكم اليومية.

عدت أيضًا للاستماع للبودكاست Stuff You Should Know واستمتعت بالبودكاست الذي تقدمه أوبرا وينفري Oprah’s SuperSoul Conversations

تابعت السلسلة الوثائقية اللذيذة Somebody Feed Phil بتوصية من الصديقة مها البشر. لا أستطيع إنكار أنّ هذه السلسلة جعلتني أسكن في المطبخ حرفيًا، لمحاولة تجربة كل الوصفات التي شاهدتها (حسنا هذه مبالغة جربت بعضها). حضرت حمص شهي، وحضرت ساندويتش خضروات مشوية مع الفيتا.

خلال الشهر أقرأ على مهل في سيرة الملكة إليزابيث الأولى التي كتبتها ليدي آن سمرست، مؤرخة إنجليزية وكاتبة إنجليزية.

حضّرت لوح الشوكولاتة الأول لي وأقول أنّ الحياة يجب أن تؤرخ قبل وبعد لوح الشوكولاتة الأول لكم (الصورة في التدوينة نتيجتي النهائية) من خلال هذه الوصفة المضبوطة التي أضفت عليها مع المكسرات والفواكة المجففة زهور اللاڤندر (فيديو

كيف تمضي أيّامي؟

هذا أطول صيف مرّ علي من سنوات. ربّما لأنه سلسلة من انتظارات متتالية، انتظار بدء العمل، انتظار عودة أخواتي، انتظار رحلتي السنويّة العجائبية، انتظار مشاريع صيفية ممتعة أعمل على إنجازها. وكل انتظار يتركني مع آخر. والنهارات طويلة جدًا جدًا.

أتممت شهري الأول في وظيفتي الحالية ببرنامج يسّر للتعاملات الحكومية الإلكترونية. وبرنامج يسّر بشكل مختصر هو الذراع المساند لكافة قطاعات الحكومة لدعمها وتيسير تحوّلها الرقمي. سواء كان ذلك من خلال البنى التحتية، أو التطبيقات والتقنيات، أو تدريب الكوادر. أعمل في إدارة الإعلام والتوعية بالتحديد، هذه الإدارة معنيّة بإنتاج المحتوى للبرنامج، وبناء الخطط التسويقية وتنفيذها، وبعض المهام الأخرى المرتبطة بالمحتوى.

مهامي الجديدة مليئة بالتحديات وكل يوم يمثّل لي فرصة جديدة للتعلم والمراقبة. لأول مرّة منذ سنوات احتاج الاعتياد على شيء، واحتاج تعلّم الكثير من الأشياء.

.

.

اقتنيت نوعين من البنّ من مقهى Gimme Coffee اكتشفته صدفة صباح يوم جميل في بروكلين قبل أربع سنوات.

كل سنة في هذا الوقت تقريبًا، وقت زيارتي الأولى أطلب القهوة من جديد.

.

.

أسافر نهاية الشهر لوجهة جديدة وعلى ميزانية محدودة جدًا مقارنة بالسنوات الماضية. وهذه الفكرة دفعتني لسؤال المتابعين كيف توفرون خلال سفركم وما هي المصروفات الثانوية التي يمكنكم استبعادها؟

كان السؤال نافذة للكثير من المقترحات المفيدة، بعضها طبّقته من قبل وبعضها الآخر جديد عليّ.

أما بالنسبة لخطتي:

الجزء الأكبر سيكون للسكن لأن العطلة في هدفها الأساسي للاستجمام والتأمل والراحة، لا استطيع السكن في مكان اقتصادي يفتقر لأبسط مقوّمات الاستجمام، ولا استطيع أيضًا اختيار مكان منخفض التكلفة لأنني أحتاج لمكان آمن.

حجزت الفندق مع وجبة فطور غنيّة، وهكذا أخرج بداية يومي بنشاط لاكتشاف المدينة ويبقى جوعي ساكنًا لنهاية اليوم (بين ٤٧) تقريبًا ثم أتناول وجبة ثانية كبيرة وهذا كافٍ.

أحمل معي وجبات خفيفة مثل المكسرات، وفي رحلات سابقة أخذت معي علبة تمر كان غذائي العظيم!

لتخفيض تكلفة المصاريف أخطط لعدة أماكن قريبة من بعضها يمكن الوصول إليها بالباص أو المترو والمشي بينها حتى لو قضيت ساعات

بنيت أساسات خطتي لاكتشاف المدن التي سأزورها في الرحلة على الخدمات المجانية مثل جولات المشي، المتاحف والمعارض، الحدائق، موسيقى الشارع، المكتبات العامة والمتاجر المدهشة (لا يعني دخولها شراء شيء)

آتي من بلادي مستعدة بالأساسيات لأن تكلفة شرائها هناك أعلى: أدوات التنظيف والعناية الشخصية، المظلات مثلًا، الأدلة السياحية (حملتها رقميًا على الأيباد) وأي شيء يمكن الاستغناء عن شرائه بعد وصولكم طبعًا

.

.

وجدت هذه القناة على يوتوب وأشاهد عليها الوثائقيات بلا توقّف منذ الأسبوع الماضي

.

.

التدوينة القادمة ستكون حول السّفر أيضًا، يبدو أنّه الفكرة الوحيدة التي تشغل بالي حاليًا.

.

.

.

مباهج يومٍ غائم

 

.

.

هذا المساء طلبت كاميرا كنت أحلم بها لأكثر من سنتين! كنت أؤجل شراء الكاميرا ليس بسبب عدم قدرتي على تحمّل التكلفة، لكن مع ترتيب الأولويات الشهري تهبط تدريجيًا لأسفل القائمة وتختفي. درّبت نفسي على الصبر والانتظار، ذهبت في رحلتين لنيويورك وتمنيت بصدق أن تكون رفيقتي لتصوير الحياة في الشارع لكن قيمتها كانت توازي سكني لنصف الرحلة، أو تناول الطعام في أماكن مدهشة، وحضور حفلات موسيقية وشراء الكتب وغيرها من التجارب التي لا تقدّر بثمن. بعد التأجيل تواصلت مع متجر قمرة وطلبتها من خلال المتجر الإلكتروني، خدمة التوصيل تعد بوصول المنتج من ١٣ أيام عمل، والتوصيل مجاني داخل مدينة الرياض. سأخبركم بتجربتي حال اكتمالها لكنّي سعيدة، على الرغم من أنني لا أعرف كيف سأكمل الشهر وحسابي البنكي يعاني من الثقب العظيم الذي تركته الكاميرا. كفكرة مبدئية: لا يمكن أن يكون الوضع سيئًا جدًا، ولديّ الآن كاميرا مستعملة من طراز Nikon-D40 باستخدام نظيف وعدسات وملحقات ممتازة سأعرضها للبيع وستصنع حلا لنهاية الشهر.

* * *

قرأت هذا المقال الذي يقدم نصائح مختلفة في تجهيز الوجبات وتذكرت بأنّي وعدت بعض المتابعين أنني سأدون عن تجربتي في تجهيز الوجبات الأسبوعية، وكيف قللت من مصروفاتي بشكل مذهل! بالاضافة طبعًا إلى التحكم في عاداتي الغذائية خلال ساعات العمل الطويلة. سأضع موعد لهذه التدوينة وأقول بأنها ستكون يوم السبت المقبل، وهنا ألزم نفسي بتصوير طقوسي وكتابة قائمة من الملاحظات لمشاركتها هنا.

* * *

إلى أي مدى أنتم متعاطفون مع أنفسكم؟

شاهدوا هذا الحديث الذي قدمته الدكتورة كريستين نيف، واختبروا أنفسكم على المقياس الذي وضعته للاجابة على هذا التساؤل.

* * *

الخبراء يقولون أن الضجر الشديد مرتبط بالابداع، خبر ليس بجديد وأعلم بأنّكم قد جربتم حالات الحبسة الإبداعية التي تغرقكم في الضجر ثمّ ينبثق منها النور. لكن قراءة هذا المقال ممتعة.

* * *

عندكم مشكلة في نسيان ما تقرأونه؟

قرأت هذه المقالة التي تلخّص الحلّ في:

١اعطاء أنفسكم المساحة للتذكر، العقل يحتاج لمسافات بين المعلومة والأخرى ليستوعبها لأن الإعادة والتكرار ستصيبه بالملل

٢الاستفادة من أثر زيجارنك، الذي يقول بأنّ الانسان يتذكر الأشياء عندما تتركها بلا اكتمال ويبقى متأهبًا للعودة إليها (وهنا الفكرة بتفصيل أكثر)

٣تقسيم المادة الجامدة لقطع أصغر

٤صناعة مسار ذهني مثل ممر في قصر أو منزل وتوزيع صور ذهنية للمعلومات الهامة التي تودّ تذكرها على امتداد الطريق

* * *

يوم أمس وفي محاولة مني لصناعة أجواء عمل ملهمة، حوّلت جهازي المكتبي لشاشة تلفاز وشاهدت الفيديوهات التالية وكانت النتائج منعشة:

.

.

.

لماذا نشتري أشياء لا نحتاجها؟

يُقال بأنك لا تستطيع إجبار شخص على شراء شيء لا يريده، لكنّك تستطيع إقناعه بشراء شيء لا يحتاجه.

لو قرأت هذه العبارة لأول مرّة ستنتابك قشعريرة لوهلة وستفكر فيها بعمق، نعم إنها حقيقية جدًا. راجعوا آخر قائمة مشتريات لكم على موقع إلكتروني أو فاتورة أغراض البقالة التي ابتعتموها صباح اليوم! هناك على الأقل منتج واحد اشتريته لأنك تعتقد بأنك تحتاجه، وهذا الاعتقاد يمكن أن يكون وهمي للأسف.

قرأت في مقالة حفظتها في حسابي على Pocket عن تأملات وحقائق حول التسوّق، وفكرت في مشاركتها هنا بالإضافة لرابط لوثائقي ممتع شاهدته مؤخرًا عبر قناة الجزيرة الوثائقية.

تحديد الحاجة لشراء الأشياء يتطلب التفكير في حياة الشخص اليومية، كيف عمله؟ كيف حياته الاجتماعية؟ في المقال على سبيل المثال تورد الكاتبة حاجتها إلى شراء ١٢ قميص دفعة واحدة لأنها لا تستطيع الظهور أمام عملائها بملابس مكررة مثلاوأن عملها يتطلب التركيز على المظهر للنجاح.

أذكر نفسي قبل سنة تقريبًا عندما اضطررت مجبرة لشراء مجموعة من التنانير الداكنة والقمصان بالأكمام الطويلة بسبب وظيفتي الجديدة في قطاع التعليم. الاضطرار كان سمة رحلة التسوق هذه والرحلات التالية لها لشراء ما يلائم عملي.

لم تعرف البشرية فكرة التسوق فيما مضى لأسباب بسيطة: الارستقراطيين يحصلون على كل احتياجاتهم مفصلة على مقاس ذوقهم، وتصلهم عند الطلب. لم تكن هناك مجمعات تسوّق وحتى المحلات التجارية تقدم سلع متفردة تعيش طويلًا، ولا شيء يفنى بل يعاد تدويره واستخدامه. كان الناس يرتدون معطفًا واحدًا وحذاء واحدًا وزوج من القفازات.

فكرة حصولك على خيارات متعددة كانت ثورية!

يشير المقال إلى أن بداية التسوق كما نعرفها اليوم جاءت لتعطينا حرية الاختيار والتعبير عن الذات. لكن، مع هذا الوجه الجميل للتسوق والاستهلاك إلا أننا اليوم تجاوزنا حرية الاختيار والتمتع بالحصول على منتجات تشبهنا وتناسب احتياجاتنا. أصبحنا نجمع كل ما ينجح في تحريك مشاعرنا. هذا هو التحليل الذي تذهب إليه الكاتبة. نشتري القطعة ليس لحاجتنا إليها بل لأنها تضعنا في حالة معينة. نحن حينها لا نفكر كيف سنستخدم هذه السلعة؟ ومتى؟ ولماذا؟

لو تأملنا الكثير من السلع الاستهلاكية التي نعرفها اليوم، سنجد بأنها سلع تجعل حياتنا أسهل فقط، وليست لازمة لاستمرار الحياة. يمكنني التفكير الآن وأنا أكتب هذه التدوينة على عجل في قائمة بالمنتجات التي يمكنني التوقف عن اقتنائها وسأحاول!

نحن نشتري الاحاسيس التي تقدمها لنا الأشياء، نشتري المستقبل الذي نرى أنفسنا فيه وربما حالة اجتماعية.

دهشت وأنا أقرأ هذا المقال من الرابط السحري بينه وبين وثائقي شاهدته على الجزيرة الوثائقية عن قصة التسوقأدعوكم لمشاهدته ومشاهدة المسلسل Mr. Selfridge لتتعرفوا على فكرة التسوق كما نراها اليوم.

..

 

.

.

.

.