قطار الحياة.

أول مستشفى متنقل على سكة حديدية في العالم ، وربما على عجلات

الفكرة بدأت كحلم لجواهر لال نهرو ونفّذت في العام ١٩٩١م من قبل جون ويلسون مؤسس “Impact India Foundation”.مهمة هذا القطار، التنقل والوصول إلى مناطق هندية يقطنها ٧٠٪ من سكان الهند، ولكن لا ترقى فيها الخدمات الطبية للمأمول. المشروع جاء بتعاون بين وزارتي الصحة والسكك الحديدية ويُدعم اليوم من عدة جهات. ويتطوع فيه أفضل أطباء البلاد، لا يبالون بمجانية الخدمة، وسوء الاحوال الجوية، والانقطاع عن العالم الحديث. كلّ ما يرجونه هو تقديم أمل في الحياة لمن فقده. وإذا كنتم تعتقدون أن الخدمات ومستوى الجودة والنظافة المقدم على هذا القطار منخفضة، فكروا مجدداً، بعض الاطباء يصرح بأن بعض المعدات وجودتها لا يتوفر في أفضل المستشفيات والجامعات في الهند. لأن الفقراء والمقطوعين في الارياف بشر ، ويستحقون الأفضلشاهدت وثائقي بي بي سي حول الموضوع، وذهلت، شيء مبكي في الحقيقة، بينما تنتحر قطاراتنا كمداً، وتأخذ معها الارواح، تجوب القطارات الهند لعلاج المرضى وتوفير الخدمات الصحية لهمخلال الوثائقي ستشاهدون عدة حالات مرت أولا بمراكز الكشف المحلية لتحديد مدى حاجة المرضى للعمليات، من ثم نقلهم للقطار، ثمّ يعرض الوثائقي في نهايته حالة كلّ منهميتوقف القطار في محطته ولحوالي الشهر، كلّ أسبوع تُجرى عمليات جراحية في مجال، الاسبوع الأول لعمليات الأذن، والثاني لشلل الاطفال والثالث للشفاة، والرابع للعينينينقطع الطريق بسبب المظاهرات واعمال العنف، يتأخر وصول الاطباء والمساعدات، لكن العمل لا يتوقف، يبحث الاطباء عن مخرج دائما، ولا يضيعون الوقت في البحث عن مهربسنوياً يعالج حوالي ٥٥٠٠ مريض من خلال مشاريع قطار الحياة، ومنذ العام ١٩٩١م تلقى حوالي ٦٠٠ الف مريض العناية الطبية المجانية، وأجريت ٨٥ الف عملية جراحية في مختلف المجالاتالسرّ في نجاح مشروع كهذا؟ التعاون بين عدة جهات حكومية وخيرية، ونجاح السكك الحديدية الهندية ودقة عملها ووصولها إلى أقصى مناطق البلاد. مناطق لم تصلها الرعاية الصحية إلا بنسبة ضئيلةمن جهة أخرى حماس الاطباء، أولئك الذين يتركون أماكن عملهم سواء كان ذلك حكومياً أو خاصاً، سعادتهم ودقة عملهم تمنح البهجة والأمل للآخرين. كل هذه العناصر ساهمت في استكمال واستمرار العمل على هذا القطار.

يمكنكم التعرف على المزيد في هذا المقال، وفي صفحة ويكيبيديا الخاصة بالمشروع، وموقع مؤسسة Impact India.

أيضاً يمكنكم تحميل الوثائقي من (هنا) ومشاهدة ملفات الفيديو هنا


.

BBC Antiques Uncovered

انتهيت من تحميل الوثائقي ثلاثي الأجزاءبلا أية توقعات مسبقة، الإسم محفز لأنني أحبّ مشاهدة برامج الانتيك، هناك برنامج يعرض على بي بي سي اسمه Antiques Roadshowيعرض مزادات مفتوحة للانتيكات في بريطانيا والأفراد يجنون كنوزهم منها، ثم يعرضونها على متخصصين لتحديد ما إذا كان ما عثروا عليه كنزاً فعلاً أم لا. البرنامج روعته تكمن في الدهشة التي تظهر على وجوه الناس وهم يحملون قطع صغيرة تعود لمئات السنين، ولها قيمة هائلة ولكن يحصلون عليها بضربة حظّ! هذا البرنامج على أية حال ليس البرنامج محط الحديث في هذه التدوينة، بل BBC Antiques Uncovered الاسم يعلن بأنّ عالم الانتيكات سيكشف وستظهر الأسرار وراءها، هذا صحيح إلى حدّ كبير، لكن الفكرة الرائعة في الموضوع أنّ سيعود بنا إلى عصر صناعة هذه التحف الفاخرة، لقد كانت في وقت ما أدوات رفاهية، أو هدايا للتاريخ، أو كنوز صنعت لتعيش لأطول وقت ممكن. مقدمي البرنامج هما الدكتورة لوسي ورسلي مؤرخة ومتخصصة، وخبير الانتيكات مارك هيل، وهذا ما أحبّه في وثائقيات بي بي سي، يقدّم البرامج متخصص ليعرف ما الذي يتحدث عنه، ويبهرك بالتفاصيل والمعلومات التي يضيفها على كلّ شيء. الجزء الأول من الوثائقي يتحدث عن الترفية، ويُقدم من ووبورن آبي قصر دوق بيدفورد، والسبب في اختياره كونه ولقرون مركز للترفيه واستضافة ارستقراطيي انجلترا. وهناك كان يعرض آخر ما توصلت إليه البشرية من اختراعات في مجال الضيافة. والبدء كان مع الشاي ! ففي نهاية القرن السابع عشر تعرف الانجليز على البورسلان الخزف الصينيوسمّوه حينها الذهب الأبيض، ومنذ ذلك الوقت بدأ الهوس باقتناءه وحاول صنّاع الخزف الانجليزيين انتاجه محلياً ونجحوا في ذلك، وأشهر هؤلاء كان بنجامين لند الذي اكتشف المكون السحري (بودرة التالك) صنعت الفناجين التي قاومت الكسر بسبب الصدمة الحرارية، وهنا بالتحديد عرفت معلومة مثيرة للاهتمام، في انجلترا طريقة صبّ الشاي اختلفت بين طبقات المجتمع، فالفقراء يسكبون الحليب أولاً والأقل حرارة قبل سكب الشاي، بينما الأغنياء الذين تمكنوا من شراء البورسلان الفاخر يسكبون الشاي الساخن بلا خوف! لاحقاً ظهرت أنواع من البورسلان تمكن أفراد الشعب على اختلاف طبقاتهم من اقتنائها بسبب سعرها المناسب. لم يستورد الانجليز رفاهيتهم من الصين فقط، في الوثائقي نتعرف على الصوفا، والمفاجأة أنّ الكلمة الانجليزية Sofa وقطعة الأثاث أيضاً جاءت من العالم العربي، والأصل صفا، لا أعلم هل كان القصد من هذا المصطلح الوقت الذي يجعل الانسان يجلس على الصوفا، الصفاء، التأمل، خصوصاً وإنها عندما وصلت لانجلترا كانت مخصصة للقيلولات قبل أن تقتحم غرف الجلوس وتغير حتى طريقة الجلوس والاسترخاء حول العالم. بعد الحديث عن الصوفا والأثاث يستعرض البرنامج تاريخ توماس تشيب آند دايل، صاحب أول كتالوج للأثاث في التاريخ ، شيء يشبه كتالوج آيكيا الذي نقتنيه اليوم وصدر في العام ١٧٥٤م ، قطع الأثاث التي صنعها تقدر قيمتها اليوم بالملايين، وما زالت طرقه التقليدية تستخدم في مدرسته لصنع الأثاث خارج ادنبره الاسكتلندية. ومن الأثاث إلى الإضاءة، والثريات الكريستالية التي قطّعت اجزاءها لتنشر الضوء في الغرف. إذ كانت الشموع باهضة الثمن آنذاك وبعدد قليل منها كانت الثريات تعلق على ارتفاع منخفض أو تزاد فيها القطع الكريستالية لاستثمار الضوء القليل، وهناك قصص من البلاط الفرنسي تحكي عن احتراق الشعر المستعار للسيدات عند مرورهن من تحت الثريا المنخفضة. في انجلترا اليوم محلات معدودة تصنع الثريات الكريستالية بالطرق القديمة، وتعيد ترميم القطع الاثرية، هناك يأتي الزبون ليعلق إضاءة فيكتورية في منزله، ليس للضوء بحدّ ذاته بل لاستعراض الثراء والمركز الاجتماعي. من الاضاءة للطعام، قبل القرن التاسع عشر كان الطعام يوضع كله تقريباً على الطاولة ويمدّ الآكلون ايديهم باتجاهه ويلتقطون ما يحبون، ولكن مع دخول القرن التاسع عشر أصبح الطعام يقدم على شكل كورسات أو مراحل، لذلك مع تعدد وسائل التقديم ازدهرت صناعة أدوات التقديم والتقطيع والملاعق وبقية أدوات الأكل، وأصبحت الأسر الارستقراطية تضع شعار الأسرة محفوراً على ملاعق الفضة.

متابعة قراءة BBC Antiques Uncovered