أعطيت نفسي مهلة لاستعادة تركيزي وتوازني وحددت موعد حدوث ذلك مع شهر مارس.
كنت في فترة من حياتي أتمنّى رؤية رزنامة شهرية على الجدار وعليها الكثير من العلامات والمواعيد، ولا دقيقة واحدة من الراحة أو الفراغ. حدث ذلك مؤخراً بطريقة مرعبة!
اعتمدت مع نهاية فبراير طريقة جديدة لتقييم نفسي – ستحتاجونها إذا كنتم تعملون بشكل مستقلّ– شيء يشبه التقرير الشهري الذي يقدّمه مدير المشروع لجهة عليا، أو حتى للاحتفاظ به في سجلاته.
في صفحة الملاحظات الفارغة داخل مذكرتي السنوية كتبت النقاط التالية وملأت فيها المعلومات، سأفعل ذلك نهاية كلّ شهر وأدرس تقدّمي.
-
مشاريع العمل التي انجزتها.
-
مشاريع تقدم العمل عليها (لم تنجز بعد)
-
أحداث ومناسبات مهمّة
-
مهارات/أشياء تعلّمتها وأرغب بتذكرها
-
أمنيات للشهر المقبل.
بعد ملء السطور بمشاريع الشهر الماضي والمهام التي انجزتها شعرت بالرضا والراحة، صحيح أنني لم أقرأ كما يجب، لم احصل على كفايتي من النوم أو المتعة، لكنّ الناتج النهائي مذهل.
هذا الشهر مميز لأنني فكّرت في تحوّل جديد للمدونة، سأدرس تنفيذه خلال الأيام الماضية وإذا نجح وكان العمل عليه سهل، سأتابع.
الفكرة باختصار اختيار ثيمة معيّنة للشهر كله، صحيح أنني أدون في مواضيع عدة واهتمامات لكن اختيار فكرة أساسية يعطيني متعة أكبر! ومارس شهر أمريكا اللاتينية مع عدد من المفاجآت المميزة.
اقتنيت بداية فبراير عدة صنع القهوة اليدوية، مطحنة وابريق وقمع للتقطير، كلّ شيء للعودة بالزمن إلى الوراء، أريد تجربة الاقتراب أكثر من حبة البنّ الغنية التي تعطي بلا شروط! كنت أفكر قبل فترة في الفكرة المرعبة: انقطاع الكهرباء! كيف سأحتسي فنجان قهوتي والماكينة لا تعمل؟ التجربة ممتعة وأوصي الجميع بها، قد يستغرق اعداد قهوتك مدة أطول من المعتاد، لكن هذا الجهد الذي قوامه الحبّ سيصفّى الذهن ويجعل بداية اليوم هادئة، بالاضافة للمجهود العضلي بالتأكيد. صوت الطحن والرائحة الزكية وهي تتسلل للمكان ولكفيّ. ثم سكب الماء الساخن على القهوة في فلترها والزبد الذي يرتفع، الزبد الذي لا يذهب هباء كما أحبّ أن أقول.
جرّبت خلال الشهر الماضي أيضاً قهوة محلية مميزة – ليست محلية تماماً فبلد المنشأ للبن كولومبيا– لكنها حُمّصت هنا وتمت تعبئتها. أنا في مسيرة طويلة لتجربة كلّ أنواع القهوة الممكنة وفبراير كان شهر لتجربة: بيت التحميص، وهي محمصة سعودية متخصصة مقرها الرياض، ويمكنكم طلب منتجاتهم وأدوات اعداد القهوة. طلبت من الموقع الالكتروني مع إنه كان بإمكاني زيارة المحلّ، وصلت المنتجات والقهوة المنعشة بالشحن مع أرامكس – يمكنكم اختيار سمسا أو الاستلام من المحل– وبالتأكيد زيارة الموقع ستطلعكم على المزيد من المعلومات.
خلال رحلتي الاخيرة لنيويورك وحضور مهرجان القهوة جربت شرب القهوة الباردة للمرّة الأولى، لم تكن الأخيرة لكنني لم أغامر بشربها في المقاهي التجارية التي تعدّ كلّ شيء غير القهوة. حصلت التجربة القريبة خلال معرض The Gathering الذي استضافته منطقة البجيري بالدرعية. سأتحدث قبل القهوة عن المناسبة الجميلة وسعادة سكان المدينة بها، لا يحدث أن نشهد سوق نهاية الأسبوع المفتوح في الهواء الطلق بمتاجر صغيرة تقدم الاطعمة والحرف اليدوية الجميلة. كان الازدحام هائلاً واجتهد المنظمون في ابقاء كلّ شيء تحت السيطرة.
سأحارب الاستطراد وأعود للقهوة، جربت قهوة مقطرة باردة لدى ركن 12 Cups وهو متجر متخصص بالقهوة ومعداتها. تصنيف أنواع القهوة في المتجر اذا اطلعتوا على الحساب في انستغرام بسيط وواضح، يقسم الانواع حسب درجات التحميص.
هذا الحديث يدفعني لاعداد كوب قهوة بعد منتصف الليل، لكن الوقت تأخر.
مع الازدحام المجنون في العمل سرقت وقت لقراءة كتاب “عشر نساء” لمارثيلا سيرانو التي قال عنها كارلوس فوينتس بأنها وريثة شهرزاد. هذه مقالة جميلة عن الرواية كتبتها هيفاء بيطار.
والآن اقرأ بحماس كتاب آذر نفيسي الجديد “جمهورية الخيال” الكتاب سيرة للكاتبة أو أغنية في حبّ للكتب والأدب لستُ أدري أين يبدأ أحدها وأين ينتهي. هنا مقطع من الرواية.
إلى جانب القراءة البطيئة شاهدت مسلسلات وأفلام وثائقية متنوعة، التلفزيون أصبح الخلفية الموسيقية لساعات العمل الطويلة، أركز في مشاهدتي على بعض المشاهد وأعود لأغرق في الكتابة.
شاهدت سلسلة The Chef’s Table الذي يقع في ست حلقات، فكرة الوثائقي الذي انتجته نتفليكس تعرض حياة أشهر الطهاة في العالم، وتتحدث عن شغفهم وتفاصيلهم اليومية وابداعهم. مشاهدة الوثائقي أعادت لي شغفي وانتباهي للطعام وبسببه جاءت فكرة مشروع شخصي بدأته في نهاية الشهر، ألا وهو : ثلاثون يوماً من السلطة يمكنكم متابعة التحديثات على حساب انستغرام الخاصّ بي وهاشتاق #30daysosalad
.
في مجال الدراما شاهدت مسلسل يحكي قصة ڤرساي، كيف وُلد وما الاحداث السياسية والاجتماعية والثقافية التي أحاطت بانطلاقته. إذا كنتم تبحثون عن مشاهدة اضافية انصحكم بزيارة تدوينتي “ڤرساي من المستنقع إلى التاريخ“.
احتفلت كذلك بمشاهدة مسلسل الحرب والسلم المقتبس عن رواية تولستوي العظيمة وانتجته بي بي سي. أشعر دائما بالفراغ والندم عندما انتهي من مشاهدة انتاج مميز وأودّ لو أنني شاهدته ببطء شديد.
* أخبروني، كيف كان شهركم الماضي؟
.
.
.