٣٣: السنة العائمة

.
.

هذه محاولة جادّة للعودة إلى التدوين هنا. مضت عدة أشهر ووصلت لمرحلة مضحكة من ترقب عودة الكتابة، أفتح المدوّنة لأفاجئ نفسي؛ انتظر أيّ شيء مغري للكتابةقبل يومين احتفلت بعيدي الـ٣٤، احتفالية عجائبية إذ توافق التاريخ بزواج أصدقائي، العروس والعريس رفاق مكان عملي الأول في مدينة الرّياض، وأصبحا لاحقًا جزء من الوجه الجميل للمدينة. سأسمّي الفترة بين أكتوبر ٢٠١٥ – أكتوبر ٢٠١٦م السنة العائمة، هذا أكثر وصف صادق لما مررت به من الشهر العاشر العام الماضي واليوم. غادرت وظيفة كانت مثل الوحش الجاثم على صدري، نلت كفايتي من الراحة وانطلقت للعمل في ثلاث جهات بمهامّ وأفكار مختلفة، أطفو على السطح لا أشعر بعمق الأشياء كما يجب لكنني كنت بشكل عام سعيدة ومكتفية وراضيةأن تقطع أيامك عائمًا يعني أن تفكر في شيء وحيد أحيانًا وهو: النجاة. نجوت بنفسي مرات عديدة، من الكسل ومن الضجر ومن أي ثقب حاول ابتلاعي في الطريق.

أقول لنفسي بأنني لا أتغير لكنني أفعل، وكيف اكتشف ذلك؟ فكرة صغيرة راودني الشكّ تجاه التزامي بها. في نهاية كلّ شهر أجلس للإجابة على عدة أسئلة الهدف منها تقييم أدائي أمام نفسي ونفسي فقط. كان هناك سؤال محبّب انتظر نهاية الشهر لأجيب عليه: ماذا تعلّمت هذا الشهر؟ بسيط وواضح. تعلّمت أن أعوم، تعلمت ألا أغرقأقيس نجاحاتي برضا العملاء ونسبة إنجازي لمهامّ العمل، تغير كلّ شيء، كنت أقيس نجاحي بعدد التدوينات التي أنشرها هنا، أو الكتب التي أتمّ قراءتها قبل أن احملها يائسة إلى المكتبة. أكتب لأعمل لأحظى بنهاية أسبوع ممتعة، ولأجيب على أسئلة نهاية الشهر بفخر.

قبل شهر ذهبت في رحلتي السنوية لنيويورك لكن هذه المرة اختلف الأمر، أقول دائمًا أنّ تجربة السفر وحيدًا تقرّبك من نفسك بشكل مدهش. والآن أقول أن السفر مع طفلة بعمر الخامسة عشرة تصنع منك بطلكيف ترفّه عن شخص يصغرك بعشرين عام دون أن يقتل أحدكما الآخر من الضجر؟ كيف تغير خطة عطلة كاملة لتتناسب مع مزاجه ومع ملاءمة الأشياء له، قررت العوم من جديد والاستفادة من السفر للاسترخاء وترك خططي الشخصية على الانتظار. بدأت بتهيئة نفسي قبل موعد السفر بشهر تقريبًا، رفقتي الصعبة كما تخيلت تحتاج تفهّم وانتباه. طلبت منها البحث عن أماكن تشدّ انتباهها وتصنع قائمة بها. استقبلت الخبر بسعادة ووجدت للصيف معنى أخيرًا. تذكرت الآن وأنا أكتب بأنني اصطحبتها للعمل معي عدة مرّات وطلبت منها إنجاز بعض المهام التي تفخر بها حتى اليوم. هل كنتُ أعدّ نفسي للوقت الذي سنقضيه معًا؟ جاء سپتمبر وفاجأت نفسي بقدرتي على إنجاز المهامّ المستحيلة قبل سفري بعدة ساعات، وتعرضت قدمي لإصابة خشيت أن تمنعني من السفر قبل الرحلة بست ساعات. آمنت بأن هذه الإصابة قد تكون القوة الخفية التي ترغمني على الراحة، وكان أول أسبوع من السفر مزيج من الآلام والتطبيب والحسرة وأنا أنظر لشوارع المدينة من الطابق ١٧، تمدّ لي لسانها، كنتِ تخططين لرحلة مشي هاه؟ الخطّ الزمني للرحلة كما أراه اليوم: إصابة، استعادة القدرة على المشي بلا ألم، اجتماع الأخوات بعد سنة، الكثير من السمك، ومسرح وسينما وموسيقى، القهوة والورق. الفكرة كانت الاستمتاع بكلّ لذائذ الحياة المتاحة وبأقصى درجات التركيز والاهتمام.  لو كان فيه لوح عظيم أجمع فيه نجمات الحياة لكلّ شيء مميز يمر بي، سيكون لهذه الرحلة النصيب الأكبر في المرات الأولىحضرت عرض مسرحي موسيقي على برودواي للمرة الأولى وهذه هي زيارتي الخامسة لنيويورك. كانت المسرحية الكوميدية عازف الكمان على السقفالمسرحية تحكي قصة قرية صغيرة يسكنها اليهود في أوكرانيا وتدور أحداثها حول التقاليد والحياة الريفية والتحولات التي يمرّ بها العالم بحجمه الصغير داخل القرية والعالم أجمع.  تجربة جديدة أخرى كانت مع مشاهدة فيلم سينمائي بينما تعزف أوركسترا نيويورك الفيلاهارمونية موسيقاه التصويرية على الهواء مباشرة! الفيلم الأول كان قصة الحي الغربيالتي وضع موسيقاها ليونارد بيرنستين. قصة الفيلم لم تكن جديدة فقد حضرت عرض مسرحي موسيقي خارج برودواي في دبي ٢٠١١م. رافقتني حصّة لحضور العرض وكانت المرة الأولى التي تشاهد فيها أوركسترا حيّة. التفتت باتجاهي وعبرت عن مشاعرها بعد مضي أسبوعين من وصولنا: شكرًا هيفا. شعرت بانتصار! إنها المرة الأولى التي تشكرني فيها، إذا استثنينا اللحظة التي سبقت غفوتها ذات ليلة وكانت تقول بانفعال بأنها لا تريد شيء من هذه المدينة، ولا تطمح لأي شيء سوى المشي معي لساعات وبلا هدف. تريد رؤية نيويورك التي أحبها كما رأيتها. لا أنكر بأنني حظيت بكثير من اللحظات الخاصة لنفسي، مشيت وتأملت، وقرأت، والتقيت بصديقي القديم مايكل سايدنبرغ صاحب المكتبة السرية في منهاتن. العام الماضي تواصلت معه خلال زيارتي للمدينة ولم يصلني منه ردّ حتى يوم عودتي وكان مقتضب ومحبط قليلًا: المكان القديم لم يعد هنا، والجديد لم يجهز بعد. كنت أتوقع هذه اللحظة فقد حدثني في ٢٠١٤م عن مشكلة الايجار والمبنى الذي تحاول إحدى ساكناته إخراجه منه.  هذا العام وصلت وانتظرت حتى نهاية الأسبوع الأول من وصولي، وغرقي في سلسلة من المزاجات السيئة، حتى وصلتني رسالته المبهجة: نستقبلك في مكاننا الجديد، وندعوك لقضاء أمسية السبت معنا. ذهبت لتجربة جديدة، الجلوس والحديث وترك شراء الكتب جانبًا – اشتريت ثلاثة كتب في النهايةتعرفت على وجوه جديدة ومتميزة تتحدث بتواضع عن قصص مدهشة.

كان هناك بيل فقدت اسمه الأخير من ذاكرتيمعدّ ومنتج لوثائقيات من كاليفورنيا. وسط صمت المكان اللحظي التقطت اسم ماركيز وتحولت كلّي إلى برج مراقبة انتظر أن ينتهي من حديثه مع إحدى الزائرات لأطرح سؤالي الأهم: ماركيز؟ غابرييل غارسيا ماركيز؟ قال نعم وتحولت الأمسية إلى غيمة حملتني فوق سماء منهاتن. تحدث بيل عن لقاءه بالمايسترو وحضوره لورشة كتابة السيناريو التي أقامها في ٢٠١٣م. تحسون بهذه المشاعر؟ عندما يحدثكم شخص عن تجربة عظيمة وتتأثر كل خلاياكم من الحماسة؟ لم يكن بيل وحده المدهش هناك، كانت سيمونا اللطيفة أستاذة جديدة في كلية بكوينز وأعطيتها نصائحي القليلة والذهبية لما يجب فعله لتفادي موت روحك من التدريسصارحني مايكل تلك الليلة بأنّ التدوينة التي كتبتها قبل سنوات عن مكتبته السرية أوصلته وعشرات المهتمين من جزء الكرة الشرقي، تمنيت لو أنه يحتفظ بسجل تواقيع للمكتبة، وسعدت أيضًا وهو يحكي لبقية الزوار تلك الليلة عن المدونة السعودية التي أطلقت سيلًا من الاستفسارات والرسائل.  

حضرت عرض موسيقي آخر مع نيويورك فيلاهارمونيك، هذه المرة كان الأمر مدهش لأن الفيلم منهاتنيحوي واحدة من أحبّ المقطوعات الموسيقية لدي “Rhapsody in Blueلـ جورج غيرشوين. بالإضافة إلى أنّه من أجمل أفلام وودي آلن التي أجلت مشاهدتها.

المحافظة على رأسي فوق الماء يعني عدم الالتفات للمنغصات اليومية الصغيرة التي واجهتني خلال عطلتي، يعني أيضًا عدم التردد واتخاذ القرارت بسرعة. كل مرّة أعود من رحلة سفر أو إجازة ممتعة أحصى تجاربي المعنوية وأحتضنها، المقتنيات المادية دائمًا تأخذ مكانها في المقعد الخلفي ويكفي أن تكون محببة جدًا وقريبة لتذكرني بعطلتي السابقة وتملأني بالحماس لما هو قادم. جلست للكتابة عن مشاعري حول عيدي الرابع والثلاثين وتذكرت بأنني لم أحدثكم عن رحلتي حتى الآن وهكذا وُلدت تدوينة.

.

.

.

.

قصيدة شوق للوسادة

sleeping

.

.

قراءتك لهذه التدوينة تعني اهتمامك بمشكلة فوضى النوم ورغبتك الحقيقية في التغلّب عليها.

مضى على انتهاء شهر رمضان وأيام العيد حوالي ١٤ يوم. عدنا للعمل وممارسة حياتنا الطبيعية لكن للأسف لم تعد جداول نومنا لانضباطها. أسميه كما يسميه الكثيرون غيري جتلاغ رمضان، لكننا هذه المرة لم نسافر لمسافات وساعات طويلة بل أسرفنا في السهر!

في البداية ظننت بأنني انتصرت، لكن ما إن مضت عدة أيام على عودتي للعمل حتى انزلقت من جديد في دوامة أرق، وقيلولات السابعة مساء المأساوية، وسهر مبالغ فيه حتى ما بعد الفجر. اختلت انتاجيتي، وتدمرت مزاجاتي.

لكن الحمد لله، الآن ومنذ بداية الأسبوع – تقريبًاتخلصت من كل ذلك، وسأشارككم هنا نصائحي المجرّبة لاستعادة حياتكم ونومكم.

١لا لتأجيل الاستيقاظ، المنبّه يرن في السابعة والنصف؟ استيقظوا من المرة الأولى. سيبدو ذلك مؤلمًا ومستحيلا في بعض الأيام لكن صدقوني ما إن تتجاوزوا حدود السرير حتى يصبح كل شيء أسهل“.

٢تناولوا الفطور قبل خروجكم من المنزل. نعرف بقية القصّة إذا لم تفعلوا ذلك: تصلون للمكتب وتتناولون أول شيء أمامكم أو تغرقون في أباريق القهوة حتى ساعة الغداء. والنشاط الذي ستجدونه من الكافيين مؤقت وقابل للزوال سريعًا.

٣التعرض للضوء والأجواء والأصوات خلال ساعة من الاستيقاظ سينسيكم أمر العودة للسرير.

٤تأخير كوب القهوة الأول حتى العاشرة صباحًا أفادني كثيرًا. جرّبوها.

٥ابدأ بالمهام الأصعب أولًا، لأنني أخشى النعاس يداهمني في منتصف اليوم ويصبح الوضع خلال العمل يشبه الحلم ولا أذكر منه شيء في الغدّ.

٦جرعة الكافيين تعمل في منتصف اليوم تقريبًا. والعمل مستمر. أحاول في هذه الفترة التحرك في المكتب والوقوف عند مكاتب الزميلات والحديث معهم قليلًا – لا أتجاوز دقيقة أو دقيقتين كي لا أدمر انتاجيتهم –

٧إذا كنت محظوظة فسلسلة المهامّ تستمر كي لا أركن للهدوء وأغفو، إذا لم تجد ما تفعله بادر بمساعدة الآخرين، وتناول غداء خفيف (شابورة مثلًا، أو تونة وخضروات) الغداء الثقيل سيحملك إلى نفق أرنب أليس.

٨تقول نصيحة قرأتها: توقف عن شرب الكافيين من ٥١٠ ساعات قبل موعد نومك. الساعة ٣ عصرًا وبقي ساعتين على انتهاء ساعات العمل. أشرب كوب قهوة سوداء أو كوب شاي.

٩إليكم سرّ خطير: لا تذهبوا إلى المنزل مباشرة! كل يوم أجد لي مشروع مختلف، أتسوق، أذهب للمكتبة، أزور صديقة أو أقاربي وهكذا يصبح وقت مشاهدتي للسرير متأخرًا.

١٠كتبت عن خطة ١٠٣٢١٠ في مدونتي (هنا) وقلت بأنني سأقوم بتجربتها خلال شهر إبريل، لم أنجح! لكن فكرتها العظيمة أعادتني إليها لاستخدامها في تعديل ساعات النوم وفوضاها.

١١قرأت في عدة مقالات آراء للمختصين الذين ينصحونك بعدم مقاومة الأرق، أو الاستيقاظ المفاجئ في منتصف الليل والاكتفاء بساعات قليلة من النوم. لكن وجدت أنني كلما أخرت وقت النوم حتى أصل نقطة وسط بين وقت النوم الطبيعي (أفضّل النوم في ١١ مساء) لذلك خلال الأيام الماضية تدرجت من الرابعة صباحًا حتى الواحدة، وقريبًا سأقترب من وقتي المثالي.

١٢نسيت نقطة مهمّة: مارسوا الرياضة أو شاهدوا مسلسل أو فيلم خلال الساعات بين ٧١٠ مساء وقاوموا بضراوة الغفوة القصيرة المخادعة.

١٣إذا لم تفدكم هذه الأفكار جرّبوا البحث عن حلول التخلص من أعراض الرحلات الطويلة، قد تكون جيدة. وتذكروا دائمًا أن التوتر والتركيز على المشكلة يجعل التخلص منها أصعب.

١٤كتبت هنا تدوينة عن النوم: معركة الانسانية الجديدة” 

ارتدي ساعة فتبت التي تراقب أدائي الحركي ونومي، سعيدة بالتحسن الواضح وازدياد ساعات نومي وأتمنى أن امتلك السيطرة التامة خاصة وأن عطلتي السنوية تقترب وأريد أن أحظى بكل النشاط والطاقة في استقبالها

.

.

لديكم نصائح أخرى؟

شاركوني في التعليقات : )

.

.

.

.

١٠-١١ رمضان: نمور تايسون البيضاء

١٢:٣٠ م

اليوم الخميس. استيقظت بحماس لمجرد التفكير أن الغد جمعةلم أكتب تدوينة للعاشر من رمضان لأنني ببساطة كنت مرهقة جدًا وكنت أمام خيارين البقاء لساعة أو أكثر لتدوين يومي، أو الذهاب للنوم والراحة فيومي مزدحم جدًا.

.

١٢:٤٥ م

قرأت بالأمس مقالة للكاتبة إليزابيث غيلبرت عن طاقتنا المهدورة ومعاركنا الخاسرة. لماذا نشعر دائمًا بالتعب؟ مناعتنا منخفضة؟ فاقدين الشغف والاهتمام بالأشياء؟ ماذا لو كنّا نصرف جهودنا تجاه المشروع الخطأ. وتنصح بالتخلص من كلّ هذه الأغلال التي قد يكون بعضها مزيف وغير حقيقي. واستخدمت تشبيه طريف لإيصال الفكرة: تحدثت عن نمور تايسون البيضاء التي أنفق عليها الملايين بالإضافة إلى متع باهضة وفائضة عن الحاجةثم يشكو لاحقًا من عدم امتلاكه للمال. المشاريع الفاشلة، العلاقات المهلكة كلها بمثابة نمور تايسون البيضاء ونحن بحاجة للتخلص منها.

لقراءة المقالة اتبعوا الرابط.

.

٢:٤٥ م

بحثت اليوم عن رابط لوثائقي شاهدته بالأمس على الجزيرة الوثائقية بلا أثرالوثائقي تحدث عن مدينة الصويرة المغربية والتعايش بين الديانات الثلاث (المسيحية، الاسلام، اليهودية). أتوقّع توفّره للعرض على يوتوب قريبًا أو يعاد عرضه على القناة خلال الأيام القادمة.

.

٤:٢٧ م

يحدث مرة كل عدة أشهر.أكتب عبارة تسويقية أو تغريدة جذابة لعميل. وأعود لقراءتها مرة ومرتين وعشر! يحدث ذلك بكلّ سهولة، بينما أقضي أيام لكتابة سطر وحيد فريد من نوعه.

.

٧:٣٠ م

كلّ سنة يبدأ الاستعداد للعطلة السنوية من شهر مايو. هذه السنة لم أبحث عن أي شيء ولم أفكر في وجهات ومغامرات كالعادة. نحن الآن منتصف يونيو وإجازتي في سبتمبر ولا حماسة تلوح في الأفق. حتى مررت بتقرير في مجلتي المفضلة Good House Keeping يقدم نصائح وتلميحات ذكية للسفر يمكنكم تطبيقها في أي مكان في العالم. من بين النصائح فكرة جميلة لشبكة اجتماعية وموقع يدعوك لتجربة الطعام ومشاركته مع طهاة متخصصين وفي استضافتهم! تحتوي الشبكة حاليا على ٥٠٠ طاهٍ متخصص في ١٥٠ مدينة حول العالم. كل ما عليك هو التسجيل في الموقع، اختيار المدينة، حجز كرسيك معهم. ستجدون في الصفحة الخاصة بكلّ مضيف تقييمات مختلفة من زوار سبقوكم، ستختارون تاريخ وموعد الزيارة وعدد المدعوين معكم. اسم الموقع Eatwith ويعدكم بأن يكون مستقبل تناول الطعام التي نعرفها اليوم. فكرة الموقع ذكرتني بـ airbnb والبيوت التي تستضيفك حول العالم. هناك أيضًا فكرة ممتعة في الموضوع، عند تجربتك لهذه الضيافة لن تكون وحيدًا، بل ستجد نفسك محاطًا بالضيوف من مختلف بقاع الأرض أو أنحاء المدينة. قرأت عن التجربة وفجأة اشتعل الحماس لعطلتي، وسأكتب لكم يومًا ما بإذن الله عن التجربة وأتمنى منكم في حال كنتم على وشك السفر تجربتها كذلك واخباري بالنتائج وهل كانت على قدر التطلعات أم لا.

.

٩:٣٠ م – ١ ص

.

12367633

.

الليلة هي اللقاء الشهري الأول مع مجموعة قراءة صغيرة وسريّة. بدأت الفكرة برسالة إلكترونية واجتمعت الصديقات لالتهام الكتب وتبادل الأحاديث حولها. الشهر الأول قرأنا كتاب الزوجة الباريسية The Paris Wife” للروائية باولا مكلين. الرواية تاريخية مبنية على أحداث واقعية لسنوات همنغواي وزوجته الأولى هادلي ريتشاردسون في پاريس، تحكي بدايات حياته ككاتب وأجواء باريس بين الحربين العالميتين كل ذلك من وجهة نظر هادلي. قرأت الرواية قبل أربع سنوات تقريبًا – أو أكثر بقليلوكانت مدهشة وممتعة. استمتعت لها باللغة الإنجليزية وفتحت الباب لاستكشاف عصر الجاز وحياة الجيل الضائع. الرواية لحسن الحظ تُرجمت للعربية، ولستُ متأكدة من جودة الترجمة لكن يمكنكم التجربة وقراءتها. في حال لم ينجح ذلك التفتوا للنسخة الإنجليزية.

.

٢:٣٠ ص

أتابع يوميًا على الجزيرة الوثائقية برنامج حكاية طبق. قبل عدة أيام كان الكشري الطبق المدهش والمشبع جدًا. تجيد أختي طهي الكشري لكنّها غارقة في العمل وانشغالاته. قررت البحث عن بديل يمكننا شراءه منه. ووجدنا كشري نوّارة، المطعم نظيف وأسعاره ممتازة وكمياته معقولة ويقدم لكم الطبق بملحقاته.

.

.

.

٩ رمضان: عن الصدف المجنونة

١١:٥٠ ص

استيقظت لاجراء اتصالات تخصّ العمل. نومي قلق وهذه حالتي إذا كنت انتظر موعد أو إنجاز مهمّة. وكأن المنبّه لم يخترع بعد!

.

٣:٣٠ م

أرسلت خلال النصف الأول من السنة أكثر من ٥٩٠ رسالة إلكترونية.

لم أتوقف لحسابها حتى اليوم ودُهشت من كمية المراسلات التي أجريتها. وأعود بذكرياتي لبداية حياتي الانترنتية والنصف ساعة التي تعطينا إياها والدتي والتي بالكاد تكفي لإرسال رسالة مع بطء سرعة الاتصال. كنت أجهّز رسائلي على برنامج الميكروسوفت وورد وأدققها ألف مرة قبل يوم الأربعاء، اليوم الذي تذهب فيه الرسائل. وفي المرة القادمة، أفتح المتصفح ويبدأ تحميل الرسائل ثم اقطع الاتصال لقراءتها كي لا ينتهي الوقت سريعًا.

.

٥:٢٥ م

قررت اليوم تجربة تناول وجبة الإفطار في المكتب وإكمال العمل للمساءالتجربة غريبة بعض الشيء لأنني اعتدت تناول الإفطار مع العائلة وهو الوقت الذي نجتمع فيه سوية قبل الانطلاق للعمل أو العبادة.

.

٩:٣٠ م – ١٢ ص

هناك مشاعر مدهشة تحدث في قلبي عندما أخرج للتسوق ولو لمدة قصيرة مع صديقة مقرّبة. إنّ الأمر يشبه تعميد الصداقة أو نقلها لمرحلة جديدة. نتشارك انتقاد المنتجات أو الاعجاب بها، نتعرف على جانب جديد من معرفتنا ونتبادل أسماء المحلات المفضلة.

.

٢:١٨ ص

استمتع بعدم المعرفة.

استمتع بترددك.

استمتع بالبحث عن الإجابات.

استمتع بالطريق والانتظار.

أنا أحاول ذلك!

.

٢:٢٣ ص

.

https---blueprint-api-production.s3.amazonaws.com-uploads-card-image-109867-6e1fdf79gw1f4jbo96k0mj20go0b4ac5

.

https---blueprint-api-production.s3.amazonaws.com-uploads-card-image-109869-6e1fdf79gw1f4jbo9q1a6j20go0ci40l

.

https---blueprint-api-production.s3.amazonaws.com-uploads-card-image-109872-6e1fdf79gw1f4jboao1ekj20go0b5diu

خطيبان صينيان الآن زوجانيستعرضان صورهم القديمة استعدادا لحفلة الزفاف. بعمر الرابعة عشرة سافرت أسرة زانغ هيدونق في عطلة عائلية لزيارة نصب بوذي التقطت له العائلة صورة أمام النصب وكانت من بين الصور التي استعرضها مع خطيبته. لمحت الخطيبة شكل مألوف في الصورة واكتشفت لاحقًا بأن الشكل المألوف لم يكن سوى والدتها! بمراجعة صورها العائلية وجدت صورة لوالدتها في نفس المكان، في نفس السنة وترتدي المعطف الأحمر الظاهر في صورة زانغ. لتأكيد القصة وجدت العائلتان تذاكر تلك الرحلة التي تشير إلى ذهابهم في نفس اليوم.

.

.

.

١٦ ألف صباح مستعاد.

 

JjdWbOCTlemWMuvC0BeF_DSC_0867edit (1)

.

.

.

تقول الاحصائيات إن متوسط العمر المأمول لسكان السعودية هو ٧٦ سنة تقريبًا – تجاهلوا الاحصائية المرعبة قليلا-.

وإذا كنت سأعدّ الصباحات المتبقية لي في الحياة بإذن الله ستكون: ١٦.٤٢٤ بدءا من الغدّ.

أحبّ الصباح كثيرًا واربط بين فوضى حياتي وانقطاعي عن الصباح والاستمتاع به، كيف استعدت صباحي إذا؟

خلال الربع الأخير من العام ٢٠١٥م تورّطت حرفيًا – بوظيفة لم أحبّها، وقضت بشكل كامل على صباحاتي. كنت أخرج من المنزل والشمس لم تشرق تماما، ويبدأ الركض في الحصص من ٧ ص حتى الـ٢ مساء. نسيت كثير من هواياتي اليومية بسبب انعدام الوقت. روتين الصباح ينحصر في محاولاتي الجادة للخروج من الغرفة للعالم الخارجي وبأقل ضرر ممكن.

عدت لممارسة العمل الذي أحبّ وعادت شهيتي للحياة والصباح. أصبح السؤال الذي يشغلني عندما استيقظ:

ماذا أفعل الآن؟

كيف أقضي ساعات النهار الأولى بحب وتركيز؟

وبدأت العمل بمبدأ جميل جدًا التركيز على إدارة الطاقة لا الوقت“. ما المقصود بذلك؟ لن أطيل عليكم التفاصيل فالموضوع ممتع ويمكنكم القراءة في مقالات ومواضيع مدونات عند البحث باستخدام Manage your energy not your time.

لدي حوالي ١٠ ساعات متاحة للعمل يوميًا، سواء من المنزل أو من المكتب، لكن هل ال١٠ ساعات كلها منتجة؟ لا للأسف. وجدت أنّ ساعات الصباح الأولى بلا طاقة عالية لكنّها الوقت الأنسب لمشاهدة التلفزيون، إعداد فطور شهيّ، والقراءة الكثير من القراءة. متى يبدأ نشاطي الفعلي؟ ١٢ مساء ولبقية اليوم حتى الساعة السابعة تقريبًا.

لذلك وبكلّ سعادة وجهت اهتمامي من جديد للصباح وتوقفت عن الشعور بالذنب وأجّلت كل الأعمال حتى الظهيرة – إلا ما كان مستعجلا منها– . طاقتي الموجهة للكتابة الابداعية بين الظهيرة والمساء واضحة ومسخرة بالكامل للعمل. وقبل أن تبدأ التساؤلات لديكم على شكل: لماذا تستيقظين باكرًا إذا؟ أو لماذا لا تحصلين على ساعات نوم أكثر لتكون طاقتك أفضل في الصباح؟

طاقتي لا تعاني من مشكلة فيما يخص الاستيقاظ بحماس، أو المشي أو ترتيب غرفتي وغير ذلك من النشاطات التي تتطلب طاقة جسدية قبل الذهنية. الموضوع مرتبط بالمزاج والاستعداد للعمل فقطاستعدت الصباح عندما بدأت الاستعداد لوقت العمل من المساء السابق، تجهيز رسائل البريد الالكتروني وحفظها في المسودات وارسالها في الوقت المناسب لساعات العمل.

من الأفكار الجيدة التي جربتها أيام التدريس والمدرسة: كيّ ملابسي وقمصاني لعدة أيام مستقبلية، تجهيز وجبات الغداء وغير ذلك من وسائل تبسيط الحياة. شيء آخر أصبح سهل بالنسبة لي مع ساعات عملي المرنة وهو انهاء المشاوير الخاصة أو التسوق خلال ساعات الصباح الأولى ومن ثمّ التوجه للعمل.  

.

مخرج:

بالعودة للاحصائية أعلاه والتفكير فيها، الصباحات القادمة من حياتنا تستحقّ الاهتمام والتقديس. حتى ولو أمكنكم القبض على ساعة واحدة بلا توتّر أو تفكير في الأعمال القادمة، والتحقق من الأجهزة والبريد الإلكتروني.

.

.

.