أهلا رمضان.. كلّ مرة.

رمضان يطرق الأبواب.

ومنتصف السنة يمضي على مهل.

وموعد انتهاء استضافة موقعي قريب.

قبضت على نفسي هذا المساء وأنا اتأمل قصاصات الصحف التي فرشتها المساعدة المنزلية في أدراج المطبخ. هل يحدث معكم هذا؟ تقبضون على أنفسكم في لحظة صمت تامة تتأملون شيء لا يستوقفكم عادة؟ تاريخ القصاصة يشير إلى رجب الماضي. نظيفة جداً ومطوية، الأخبار فيها لم تتغير كثيراً ولا الكلمات.

أسأل نفسي هذا المساء لماذا أدوّن؟ لماذا كلما اقترب موعد انتهاء الاستضافة أصاب بالهلع وأعود لتجديدها. أدون هنا لأنني كلما ضقت بكل مكان وأصابني الضجر والهلع، عدت هنا. لأكتب، أكتب أي شيء. ورمضان فرصة لاختبار نفسي في شيء- تعرفون هذا من نسخ سابقة لهذه التدوينة- العام الماضي كان تمرين ترجمة يومية وسريعة. هذا العام تدوينات يومية مكتوبة وربما حلقات صوتية من بودكاست قصاصات الذي كلما جلست أمام الميكرفون لتسجيل الحلقة السابعة منه تراجعت لأسباب خفية لا أعرفها ولا أفهمها.

البرازيل وتشيلي على شاشة التلفزيون، المعلق يبذل مجهود بصوته وحماسه لكنني لا أرفع رأسي للمشاهدة.

ماذا سأفعل بعد؟

لستُ أدري!

الشهر الماضي قررت الاستمتاع بكل شيء بصورة كاملة، بدون اقتطاع، بدون تفكير، وبدون تردد. وجدت أن الكتابة والتدوين والتواصل على الشبكات كان آخر شيء فكرت به. الفكرة هي: كيف كنت أمضي أيامي قبل كل هذه الخيوط الموصولة؟ نجحت في السيطرة وقررت الاستمرار.

سأكتب تدوينة كل يوم، الهدف منها تمرين كتابي طبعاً والهدف الثاني الاحتفاظ بالمدونة حيّة. واحتفال برمضان أكيد.

في رمضان احتفل بعودة أخوتي للمنزل، ونشاهد ماراثون طويل من الوثائقيات التي أفضّلها على المسلسلات والأفلام. أخطط لرحلة في نهاية الصيف واجمع مصادر وحكايات ومراجعات المسافرين عن أماكن أود زيارتها. وسأنام أنام كثيراً كما لم أفعل من قبل.

كل عام وأنتم بخير، أتمنى لكم شهر ملؤه السكينة والسعادة مع أهلكم وأحبابكم.


17 يونيو

happinessis
Painting by Amanda Blake

“..عندما تكبر ستريد أن تكون سعيداً. أنت الآن لا تفكر في الأمر ولهذا بالذات أنت سعيد. عندما ستفكر، عندما تريد أن تكون سعيداً، ستكفّ عن البقاء سعيداً. إلى الأبد، ربّما إلى الأبد.. هل تسمعني؟ إلى الأبد. وكلّما كانت رغبتك في السعادة أقوى، ستكون أكثر تعاسة. السعادة ليست أمراً نكسبه. هم يقولون لك هذا. لا تصدقهم. إما أن يكون المرء سعيداً أو لا يكون.”

– المنور ، خوسيه ساراماغو.