Once a teacher, always a teacher

هناك أشياء كثيرة في حياتك تعلم يقيناً بأنك لن تغادرها، ولن تغادرك. التعليم أحد هذه الأشياء في حياتي، أعمل به لفترات متقطعة وأتركه ثم أعود من جديد بشوق وحماس. أفكر مؤخراً: قد أكون تركت العمل المؤسسي في التعليم، لكنني لم اترك مهنة المعلمة في حياتي اليومية.

بعد أسبوع من اليوم أعود للتدريس، هذه المرة لن أكون أستاذة جامعية، سأدرّس في مدرسة ثانوية/متوسطة مواد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات– ICT” بمعنى آخر المقررات المرتبطة بالحاسب الآلي، تخصصي الأول. الجديد في تجربتي أن العمل سيكون في مدرسة دولية، والتدريس سيكون باللغة الانجليزية. أنا سعيدة جداً بهذه الخاصية، لأنني كنت أعاني مع المراجع العربية الشحيحة وأحتاج لترجمتها وتنسيقها لتقديمها للطالبات، الآن سأنقل المعلومة بشكل أسرع. من جهة أخرى، لست سعيدة بفقر المكتبة العربية في المراجع الاكاديمية المناسبة للدراسة، وأرجو من الله أن يهبني يوما ما وقت لترجمة وتحرير بعض من المراجع الجيدة التي استفدت منها.

كيف كانت أيامي الماضية؟

– استعدادات للتعرف على أجواء المدرسة، وترتيب معمل الحاسب، التعرف على طبيعة وطرق التحضير المعتمدة والجديدة كلياً علي. في التدريس الجامعي الموضوع أسهل قليلاً بالنسبة لي لأن القسم به أكثر من معيدة ومحاضرة يقدمن نفس المواد ونشترك سوية في تحضيرها. هذه المرة أدرس ثلاثة مراحل من الصف 8-10 وقد تتغير لاحقاً، لكن لكل مرحلة أهداف ومقرر ومهارات يحتاجون اتقانها.

– أحضّر لعطلتي بهدوء، كنت مهووسة بالتخطيط لها لفترة طويلة وما إن شُغلت بالعمل حتى نسيتها تماماً.

– بدأت بمشاهدة وثائقي ضخم عن مدينة نيويورك، مدته حوالي ١٨ ساعة ويقع في ٨ أجزاء. وجدت أغلبها في يوتوب لكن للأسف بعض منها مفقود وقد أبحث عن طريقة لمشاهدته. الوثائقي مثالي للمشي، لكن كل جزء منه مغري للجلوس وتسجيل الملاحظات، وتمنيت لو أجده مطبوعاً.

– انتهيت من قراءة رواية حكايات من ضيعة الأرامل ووقائع من أرض الرجاللجيمس كانيون، رواية زاهية وغرائبية تدور أحداثها في كولومبيا، أعادت لي شهيتي القرائية بقوّة وذكرتني بروايات ماركيز والواقعية السحرية التي أحببتها. سرد طويل وغني بالتفاصيل.

قرأت مقالة ملهمة للكاتب جيمي تود روبين الذي كتب يومياً بلا انقطاع لـ 373 يوماً، يسرد في المقالة تفاصيل تجربته وكيف استطاع المحافظة على هذه الدافعية والحماس، بكلمات أخرى: كيف صنع له روتين كتابي. وكان من بين ما ذكره هو تخطيطه المسبق ليومه وإذا كان يعلم بانشغاله خلال يوم ما، فإنه يجلس للكتابة في الصباح الباكر ولو لعدة دقائق، وهذا يساعد على تدفق حبره كل يوم. ملاحظة أخرى ذكرها أيضاً، إذا انحرف يومه عن مساره وتغيرت خططه، يحدث نفسه: عشر دقائق فقط! ويجلس للكتابة خلالها، فهو يكتب عادة 250 كلمة خلال هذه المدة، وعندما يكتب ينجز صفحة واحدة، صفحة واحدة لا يمكن تجاهلها فهي إضافة لما كتبه في اليوم السابق. النقطة الثالثة والأخيرة والتي تهمني بشكل أكبر، عندما يتعرض لحبسة الكاتب. صحيح تستطيع المحافظة على روتين كتابة يومي لكن ماذا يحدث اذا لم تجد ما تكتبه لمواصلة العمل على موضوعك؟ يشبه جيمي الموضوع بإخفاء الأوراق النقدية في جيوب محفظتك أو في مكان آخر لتفاجأ عندما تجدها وتستفيد منها عند الحاجة. عندما يصاب بالحبسة في موضوع معين، يعود لمواضيع أخرى وقصص خبئها لحين يجد الوقت لكتابتها، ويبحث فيها ويكتب. في نهاية اليوم سيكون منتجاً ويستعيد حماسته للكتابة من جديد.

– اقتنيت مذكرة التدريس الرائعة من متجر ايرين كوندرن، يتيح الموقع لكم تخصيص الغلاف وبعض المحتويات واضافتها حسب احتياجكم. والتفاصيل هنا.

.

.

.

أين تأكل هذا المساء؟

Picture by : Romano’s Macaroni Grill

أين تأكل هذا المساء؟

يبدو مدخل مستهلك للموضوع الذي سأدون عنه الليلة. قبل انتقالي لمدينة الرياض وخلال زياراتي المتعددة واقامتي المتقطعة كنت أحبّ استكشاف المطاعم والمقاهي مع قريباتي وصديقاتي. والآن وبعد أن أصبحت الإقامة دائمة أصبح شغفي بالموضوع أقلّ، ليس لأنها لا تقدم طعام لذيذ وجيد. بل لأنني أصبحت أحبّ الطهي وتجربة الوصفات والمذاقات بنفسي. ولكن، أحياناً لا أشعر بالرغبة في دخول المطبخ ولا حتى الذهاب للتسوق وتصبح الفكرة: “رفقة جيدة وطعام لذيذمهمة جدا. منذ أن بدأت محاولاتي في المحافظة لفترات طويلة على نظام غذاء نظيف أصبحت اختياراتي في الأكل خارج المنزل محدودة. ونمط حياتي المتسارع لا يسمح لي بالمغامرة حتى لو فكرتوتجربة أي مطعم وأي غذاءفي السبعة أشهر الماضية حصلت أماكن معدودة على اهتمامي، وتكررت زيارتي وتوصياتي لها كذلك.

للأسف هذه التدوينة سينتفع بها ساكني الرياض وزوارها، وددت لو أن خارطة تذوقي تمتد لمناطق أخرى وأفيدكم.

١مطعم فايرجريل Fire grill

يعدكم المطعم بغذاء طازج ومكونات مميزة. وعود المطاعم لا تغريني عادة حتى أقوم بتجربتها، والحق أن هذا المطعم ادهشني!

كنت أعتقد أن ألذ سلطة يمكنني تناولها هي تلك التي أعدها في المنزل لكن عندما قمت بتجربة السلطة بمكونات مثل الكينوا والربيان والبقول والدجاج في مرات أخرى عرفت أنّ هناك مكان سيتفوق علي حتى اتقن وصفتهم طبعاً.

ميزة المطعم أن الخيارات وتنوعها تحددها أنت بنفسك. مجموعة أطباق مكسيكية بالاضافة للسلطات، كيساديا، شوربة، بوريتو، فاهيتا. تختار الحشوة أو المكونات وتزيد نسبة الحدة والحرارة وتخلط كما يحلو لك!

وفي المطعم أيضاً مشروبات لذيذة ومنعشة ستحتاجونها حتماً في الصيف وشرابي المفضل: سوبر بيري مارغريتا بفاكهة الأساي الغنية بمضادات الأكسدة.

٢سوشي يوشي Sushi Yoshi

جربت السوشي لأول مرة في نهاية ٢٠١٤م. كانت تجربة حذرة في الحقيقة ولم أكررها حتى انتقلت للرياض هذا العام، جربت أماكن كثيرة أعجبني بعضها والبعض الآخر لم يكن سوى محاكاة حزينة للسوشي مع كثير من المايونيز!

سوشي يوشي في مفضلتي لأن الخيارات فيه كثيرة، وفيه أيضا جربت الانتقال للمرحلة المتقدمة من تناول السوشي، مذاقات مدهشة وغذاء صحي وغني بالتأكيد.

مفضلتي فيها من : نورويجان، برازيليان، كاليفورنيا رول، دايناميت رول.

مقبلات المطعم والأطباق الجانبية والحلوى لم تعجبني للأسف، ولا حتى الجلوس هناك فالمكان يعبق برائحة سمكية – وهذا طبيعي إلى حد ما، مناسب للطلب والذهاب للمنزل والغطس.

٣طوبقابي TopKapi

مكان هذا المطعم كان مطعم ايطالي نسيت اسمه للأسف. زرته أكثر من مرة وأحببت سلطة سيزر الدجاج.

الآن أصبح مكانه مطعم تركي أظنه والله أعلم سيكون مطعمي المفضل هنا، وسأكرر زيارتي له كلما استطعت. وكلما زارنا ضيف على المدينة صحبناه للمطعم. الاطباق تركية معدة بمهارة والخدمة ممتازة والأسعار لا تصدق!

احتجت للتأكد من طلبي في كل مرة لأطابق السعر وكميات الأكل التي وضعت على الطاولة.

اختياري من المشاوي دائما: كباب اضنة، كباب اسكندر، وأحب الخبز الطازج من الفرن والمقبلات الملونة التي تحتفل بك من أول لقمة.

٤رومانوز مكاروني غريل Romano’s Macaroni Grill

مطعم ايطالي بمذاقات منوّعة. افتتح في نهاية ٢٠١٤م وجديد نسبياً، ما زلت أدل سكان الرياض الاصليين عليه وهذا يشعرني بالسعادة. اكتشفته في غداء عمل ثم زرته مع عائلتي وأظن بأنني سأكرر الزيارة.

الجلوس فيه ممتع ولدي قائمة مفضلة مختصرة جداً لأنني لم أجرب كل شيء طبعاً لكن يمكنكم البدء بها.

باستطاعتي الذهاب كل يوم لمجرد تناول سلطة دجاج الفلورنتين والأورزو – لسان العصفور، وهي سلطة ملونة وشهية ووجبة مشبعة كذلك! طبق آخر أحببته الفطر المحشي بالثوم والتوابل والسبانخ وجبن الماعز الذي لن ترغب بمشاركته مع أحد حتى لو كان أمك.

القائمة طويلة وخيارات الأكل هناك متعبة أحيانا، مخبوزات ايطالية ومعجنات ومشاوي.

أما الحلوى فقد ذُهلت من حلوى الليمون وهي عبارة عن كعكة ليمون مع الكسترد والكريما.

أتمنى أن تكون هذه القائمة السريعة دليل جيد لمن يبحث عن اختيارات جديدة ومنوعة، الضغط على اسم المطعم سيأخذكم إلى صفحة الموقع لمزيد من التفاصيل.

أخبروني عن تجاربكم وعن اقتراحات لأجربها مستقبلاً : ).

.

.

.

.

عنبيّة.

Screen Shot 2015-08-02 at 11.20.34 PM

أهلاً بالعالم من جديد،

عودة للتدوين بعد مدة، اقفلت المدونة وانشغلت بأول عيد للعائلة في الرياض. أعتقد أن مقياس استعدادنا للحياة هنا كان مع شهر رمضان وأيام العيد، واجتزنا الاختبار بنجاح. دائما ما يطرح تساؤل يشبه: ما فقدتوا الجبيل؟ وإجابتي الحاضرة: فقدت الناس لا الأماكن والحجر، وما دمت استطيع رؤية الاصدقاء والأهل تحت سماء أخرى لا مانع لدي في الانتقال طبعاً. أخذت كفايتي من اليود وحان الوقت للعودة لمدينة جبال الاسمنت. ادهشتني الرياض خلال التسعة أشهر الماضية، الشيء الجديد في حياتي هذه المرة أن عائلتي معي، ولدينا بيت، وروتين نصنعه لا يرتبط بأحد. نلتقي بعائلتنا الممتدة، نحتفل، نشاركهم على قدر استطاعتنا، الوقت والمشاعر. ونعود لحصننا نرتب أنفسنا وننطلق من جديد.

هذه السنة الأولى التي أعمل فيها حتى نهاية الشهر. تزامن عيد الفطر بعيدي الشخصي فقد كنت بانتظار هذا الفاصل القصير من أكتوبر الماضي. لا أحد يصدق كمية الركض والتوتر والأرق والفوضى والخطط التي تبدأ وتبدأ من جديد، كل الاحداث التي مررت بها خلال الاشهر الماضية لم توقف نشاطي. وجاءت اللحظة التي أوقفت فيها المنبّه، وعدت لشغفي الأوحد: القراءة. بدأت بقراءة رواية توقفت عن اكمالها في ٢٠١٣م ولأنها توصية من أختي موضي التي لا تخيبني توصياتها في كلّ شيء عدت إليها، جامعة العطور – The Perfume Collector”. شاهدت الكثير من الأفلام وأكملت متابعة مسلسلي المفضل Peaky Blindersلكن الفيلمين التي بقيت معي:

Listen Up Philip , Child 44. ولكل منها موضوع وحقبة زمنية مختلفة تماماً عن الآخر.

هذه التدوينة كانت ستصبح مجموعة اختيارات لنهاية الأسبوع، لكنّ الجزء الرئيسي منها سأخصصه لوصفة كعك بدون زبدة أو زيت. القصة الطريفة وراء وصفة الكعكة تحدي لطيف في المكتب، وعدتنا الصديقة رزان الموسى بإعداد مفن بالموز وحلوى البترسكوتش وانطلقت لأعلن تحديها بمفن البلوبيري والليمون خاصتي! وهكذا بانتظار صباح الأحد بحثت عن وصفتي المفضلة ولم أجدها واعجبتني أخرى بنفس المكونات تقريباً، بدأت صباح اليوم بإعدادها ولم أجد أثر للزيت والزبدة، الفكرة مذهلة ولكن كيف سيكون قوامها وهل ستصمد؟

والنتيجة كانت أن القوام ممتاز ومتماسك، ومدة الطهو مناسبة، والمذاق رائع!

لذلك وبلا إطالة إليكم وصفة كعك المفن بالبلوبيري والليمون : )

المقادير:

  • بيضتين

  • كوب Sour Cream كريمة حامضة ( اقتني كريمة حامضة من الدانوب علامتها التجارية daisy)

  • كوب وربع سكر أبيض (أو بديل تفضلونه)

  • ربع كوب حليب

  • برش قشرة ليمونه واحدة

  • ملعقة طعام عصير ليمون

  • كوبين ونصف طحين متعدد الاستخدامات

  • ملعقة صغيرة ملح

  • ملعقة صغيرة Baking Soda

  • ملعقة صغيرة ونصف Baking Powder

  • كوبين بلوبيري (توت أزرق) طازج

الطريقة:

قبل البدء بالعمل تشغيل الفرن على درجة حرارة ٣٧٥ فهرنهايت (أو ما يعادلها في الفرن الذي تستخدمونه).

اخلطوا المقادير السائلة مع السكر بالترتيب أعلاه، وفي إناء آخر اخلطوا الطحين والمكونات الجافة. بعد ذلك اضيفوا الطحين تدريجياً للمزيج السائل حتى تكتمل الكمية، ستجدون كثافة وثقل في القوام لكن هذا كلّه جيد. بعد الانتهاء من الخلط اضيفوا كمية التوت الطازج وحركوها بخفة لتمتزج مع خليط الكعك دون هرسها. اذا كانت أكواب الكعك التي ستستخدمونها صغيرة مدة الخبز (١٦١٨ دقيقة) مع التأكد من استوائها، وإذا كانت من الحجم الكبير فتخبز حتى عشرين دقيقة.

أتمنى أن تعجبكم الوصفة وتجربوها.

وضعت أفكار لتدوينات قادمة، سأحاول هذه المرة تحديد أفكاري وجمع القصص التي كنت أود الحديث معكم عنها ونسيت أو لم أجد الوقت.  خلال أغسطس بإذن الله سترون بعض من التحولات والتجارب. ما زلت أمشي لساعة يومياً مع بعض التمارين، وبدأت بتجربة أغذية جديدة سأعطيها شهر تقريباً ثم أحدثكم عنها. الأحد المقبل تأخذ حياتي منحى جديد مبهج إن شاء الله، وأخطط لرحلة عجائبية قبل عيدي الثالث والثلاثين. يوم الثلاثاء بإذن الله سأحدثكم عن مطاعمي المفضلة في الرياض وأكثرها ملاءمة للخيارات الصحية والاحتفالات العظيمة.

هذه التدوينة تشويقة!

.

.

.

#وثائقي_ومشي

كل عام وأنتم بخير ورمضان مبارك عليكم.

اعتدت كتابة تدوينة جديدة ليلة رمضان لأتحدث فيها عن أفكاري للشهر. فكرة تدوينات هذا العام زارتني خلال الأسبوع الماضي عندما قررت على سبيل التغيير مشاهدة وثائقي ممتع خلال المشي – أستخدم جهاز ثابت للمشي Treadmill- بدلا من الاستماع للموسيقى أو برامج البودكاست المفضلة. وجدت بأنني مشيت لفترة أطول من المعتاد واستمتعت ولم أشعر بالملل. في نفس اليوم كنت أبحث عن فكرة لتدوينات يومية خلال رمضان سواء هنا أو تويتر، ووجدتها! سأشاهد وثائقي يومياً مدته بين 45 دقيقة وساعة وهي الفترة التي أرغب بالمشي خلالها. ستتنوع الوثائقيات في مواضيعها وستكون تاريخية، أدبية، فنية وعلمية. سأحاول مشاهدة وثائقيات كاملة على يوتوب أو أي موقع فيديو آخر لكي لا أشغل نفسي بتحميلها، ولو كنت سأختار تحميلها سأبحث عن بدائل لاختصار الوقت. ما سيحدث يومياً هو نشر ملخص عن الوثائقي وأهم محاوره لمن أراد أن يستفيد. الدافع الأول لهذه التجربة هو الالتزام بالحركة اليومية واستعادة لياقة قدميّ. سأحاول اختيار وثائقيات منوعة اللغة، عربية وإنجليزية، وسأبحث عن وثائقيات صوتية لمن أراد أن يمشي خارج منزله أو يتعذر عليه المشي والمشاهدة بتركيز. في كلّ الأحوال ستكون المدونة مرجع للتجربة والروابط المفيدة بإذن الله. سيرافق التجربة هنا هاشتاق في تويتر بعنوان #وثائقي_ومشي ، سأضع فيه رابط الوثائقي في نفس اليوم لتشاركوني المشاهدة قبل كتابة التدوينة ويتسع النقاش حولها هنا. أحبّ رمضان، أحبّ استعادة ضبط المصنع التي تحدث في قلبي وروحي واستقبلها بحماس. أحبّ أن عائلتي انتقلت للرياض في الوقت المناسب، وأصبحنا أقرب من أحبتنا ورائحة الأجداد.

.

.

.

نصائح فاشلة للكتابة.

 

vintage-blindfold-typrewriters

اليوم سأجرب فكرة جديدة.

فكرة التعليق على النصائح التي أمرّ بها واكتبها في مدونتي للآخرين. بعد أن وصلتني عدة أسئلة – في مواضيع مختلفةعن رأيي الغائب فيما أطرحه هنا. بدأت أشعر أن المكان تحول إلى ماكينة روتينية بلا روح. مهما بدت فكرة جمع المحتوى ونشره ممتعه لكم إلا أنّ من كتبوا لي في مساحة الرسائل كانت لديهم فكرة ممتازة. أعادوا لي ذكريات المدونة في بداياتها. الكثير من المشاعر الشخصية والحكايات والقليل من المواضيع العامة والنصائح.

في التدوينة السابقة حدثتكم عن مشكلتي مع الكتابة، أنا لا أكتب كما كنت، وهذا الأمر يزعجني.

قرأت في مقالة ممتعة عدة نصائح عن صنع روتين الكتابة وتشجيع الابداع، و و و و. نصائح مثالية جداً، وتبدو للوهلة الأولى ناجحة لو قررتم منحها فرصة. لكنني فعلت، وطبقت بعض النصائح مرات ومرات، ولم يحدث شيء.

تقترح النصيحة أفضل وقت للكتابة بناء على عدة أسباب، وعليك عندما تتقرر الكتابة في ذلك الوقت أن تصنع الروتين، وتجبر نفسك، ولا تتبرم وتكتب، تكتب بلا توقف.

في البدء الكتابة صباحاً جيدة لعدة أسباب:

١لديك الارادة القوية في الصباح.

الارادة مورد يحترق بسرعة خلال اليوم وعليك الاستفادة منه فور نهوضك لأنه سيتناقص حتى موعد نومك ليلاً. لكنني جربت! إرادتي في الصباح موجهة للنهوض، لصنع افطاري وإعداد وجبة الغداء التي سأحملها معي للعمل، إرادتي موجهة للابتسام، وقراءة بعض المقالات وترتيب فوضى اليوم في ذهني. لم تنجح النصيحة، حتى عندما حاولت تطبيقها في نهاية الأسبوع، نهاية الأسبوع أسوأ بالنسبة لي فأنا أكتب كل يوم في عملي وتأتي نهاية الاسبوع فرصة للهروب من سيل الكلمات التي العب بها مثل مهرج في سيرك!

٢السبب الثاني للكتابة في الصباح، أننا أكثر إبداعاً.

فالنشاط الابداعي يبلغ أوجه خلال نومك وفور استيقاظك منه.

من جديد أعرف أنني أكثر ابداعا في الصباح، ابتكر افطاراً من علب الاجبان التي تشارف على الانتهاء، أو حواف الخبز اللذيذ، وأختار البن الذي أريد شربه. بقية طاقتي الابداعية موجهة بالكامل للعمل، للثرثرة في المكتب ومحاولة ايجاد طريقة أفضل لقراءة كتبي الحزينة. في نهاية اليوم، استنفذ آخر حبر الابداع على صفحة مذكراتي أو برسالة قصيرة على هاتف صديقة.

٣غالباً، نكتب ونحن في مزاج جيد.

لو افترضنا أنّ المزاج في الصباح طازج، سيكون كل شيء جيد، الكتابة ويومك بأكمله. ليس على كل حال، وشخصياً أكتب بغزارة عندما أكون محبطة أو حزينة! وكرهت أن أحدد لنفسي هذه الحالة، فالكتابة في يومياتي سهلة وممتعة كل ليلة، وقد استبعدت منها كلّ ما سيحزنني قراءته بعد حين. إذا لماذا عندما أجلس لمدونتي لا شيء يحدث؟ لماذا مستند خصصته لكتابي يحرر كل أسبوع من العام ٢٠١٠م ؟ ليس لدي إجابة. إنها حالة مذهلة وخاصة جداً أن تكتب كلما كان مزاجك جيد، أن تجد الوقت وأنت في مزاج جيد لتكتب. عندما أحصل على هذه اللحظات انغمس فيها تماماً لا أريد أن أغمض عيني، وأنتم تريدون مني أن أكتب؟

عندما أعود لمذكرتي بعد عطلة مدهشة أو نهاية أسبوع غنية بالمنجزات والمشاهدات والقراءات يصبح ما أدونه بمثابة القبض على رائحة من وردة سحرية بعيدة. لا شيء في الحقيقة، لا يمكنني الكتابة.

٤صنع عادة كتابية يساعد.

الفكرة الرابعة في الكتابة الصباحية، صنع عادة منها. ترجمت قبل سنتين سلسلة عن طقوس المبدعين واذهلتني فكرة استيقاظهم كل يوم في نفس الوقت، الوضع أشبه بمدرسة عسكرية، حتى وأنا أعلم أنني يجب أن أكون في مكتبي في ساعة محددة لا اتبع ذات الطقس كل يوم. أغير طريقي، أغير ملابسي وأغير مزاجي كل هذا في الصباح، لم أتمكن من صنع عادة ثابتة لأبسط الاشياء حولي، ويخيل لي أن الأمر سيتسبب بالفوضى. لذلك حتى أتقن هذه النصيحة تبقى الكتابة هدية عشوائية في أيامي.

تختم المقالة النصائح الصباحية بأفكار دكتاتورية سريعة، مثل اكتب كل يوم صباحا فقط ولا تكتب في أي وقت آخر من اليوم. اكتب ولا تدقق ولا تحرر وتفرغ للتحرير في نهاية يومك. وانفصل تماما عن التقنية والشبكات الاجتماعية وبريدك واجعل التحقق منها هدية استمرارك بالكتابة. وأنا اكتب هذا التعليق الآن شعرت بأنها نصيحة مغرية، فقط الآن، قرأتها للمرة الأولى وترجمتها على ورقة وكتبتها من جديد على لوحة المفاتيح وكأن كراهيتي للفكرة بدأت تتحول. “كافئ نفسك عندما تكتب”. سأحاول.

الجزء الثاني – الذي قد أميل لهيتحدث عن الكتابة في المساء ولماذا قد تكون فكرة مناسبة.

١الكتابة في المساء بلا انقطاعات.

في أغلب الأحيان لن تجد أحدا يقاطعك بعد أن تختلي بنفسك، أستخدم خدعة تنظيف الاسنان والبيجاما، واعلان النوم، وأقرأ قليلاً، ثم أجيب على سؤال اليوم في مذكرة مخصصة لذلك، واكتب عن يومي. هدوء تامّ، لا انقطاعات، ولكن طاقتي شارفت على النفاد ولا كلمة إضافية تخرج بعد أن أضع نقطة على السطر.

٢اليوم مليء بالالهام.

الكتابة مساء تعني أنك تلتقط حكايات يومك كله وتضعها في الكتابة أو على الاقل تلهمك. لو لم أكتب هذه التدوينة مساءً لما تحدثت عن منظر طالبة مدرسة تشتري البطيخ مع والدها على الطريق بزيها المدرسي، أيّ فرحة تشعر بها وقد صحبها والدها من المدرسة لبائع البطيخ؟ وفكرت ربما لا تحب البطيخ مثلي، الحمرة المذهلة اللامعة تحت الشمس والمذاق الذي يشبه الحلم! هاه لا تحب البطيخ؟ كيف ستكتب عن البطيخ وطالبة المدرسة إذاً. وهكذا أمرّ بأحداث كثيرة كل يوم، مهمة جدا للحديث لكن اذا لم يكن هناك وقت للجلوس لكتابتها ستتبخر بالتأكيد وتصبح أقل دهشة في اليوم التالي – على اعتبار أن البطيخ مدهش طبعا.

٣لست في عجلة للقيام بشيء آخر.

عندما تكتب ليلاً، أنت تكتب بعد انتهاء يومك وأصبح الارتباط ذهنيا وعاطفياً أكبر مع الأشياء التي تحب القيام بها، وليس التي يتوجب عليك انجازها.

لكن قائمتي طويلة!

أريد أن أقرأ، أريد أن أتواصل مع صديقاتي، أريد أن أقرأ مرة أخرى. وأريد أن استرخي واحظى بنوم الأطفال. هل تشاهدون الكتابة في أيّ مما سبق؟ مع أنني أتبرم كثيراً لأنني لا أكتب إلا أنها لم تعد تجد مكاناً في جدولي اليومي باستثناء تدوين اليوميات طبعاوالحل؟ عندما تصل القائمة السابقة إلى الاشباع والاكتفاء سيصبح للكتابة مكان.

أعتقد يا أصدقائي أنّ النصائح أعلاه جيدة، لكن المشكلة في طريقة التطبيق، والظروف المحيطة والاستعداد الشخصي. هل سأكرر تجربتها من جديد؟ لا أعلم، ربما إذا استعدت نظام حياتي وتقبلت جدولي اليومي وجملته بمزيد من التنظيم. حتى ذلك الحين لن أخصص وقتاً للكتابة، لا نهار ولا ليل، كلما شعرت بالحاجة إليها سأزورها.

والآن السؤال المهم لكم: كم مرة ذكرت كلمة كتابة في هذه التدوينة؟

.

.

.