٥ أبريل

٨:١٠ ص

أسبوع جديد وموعد استيقاظ أبكر. بالأمس غفوت وأنا أشعر بكسل وغاب حماسي ليوم الأحد وتنفيذ أي أعمال واليوم بدأ باجتماع للعمل رتب أفكاري ووضح المطلوب من المهام.

١١:٣٠ ص

قضيت آخر ساعة من الصباح مع والدتي، تحدثنا عن أشياء كثيرة. ضوء الشمس من النوافذ والهواء النظيف وحركة الشارع البعيد كان لها مفعول السحر! أشعر أنّ نفسي هدأت للحظات، وتوقف كلّ الصخب في داخلي.

١:٤٥ م

ظهرت بقعة شمس صغيرة على أرضية غرفتي ولولو القطة احتفلت بها. وقفت على الأرض لتحرسها كي لا تهرب، لكنها للأسف اضطرت للرحيل. أتمنى أن تزورنا يوم غد في نفس الموعد.

٣:٤٥ م

غداء سريع مناسب ليوم عمل مزدحم. اشتريت قبل فترة سمبوسة الخضار البنجابية بعد قراءة تدوينة للصديقة مها البشر. أحببت سرعة تحضيرها في القلاية الهوائية وحضرت موضي غموس الزبادي بالثوم والبقدونس والنعناع. كانت وجبة سريعة ومنعشة وطاقتها مستمرة لنهاية النهار.

٦:٥٠ م

في اتصال هاتفي مع منى خططنا للحلقة القادمة من البودكاست، بعض التغييرات والمقترحات، واستمتعنا بقراءة التعليقات على الحلقة سوية.

١٠:٥٠ م

شاهدنا كلمة الملكة إليزابيث الثانية على التلفزيون، واستوقفتني الفقرة الأخيرة منها.

Better days will return: we will be with our friends again; we will be with our families again; we will meet again.

ستعود أيامنا الأفضل: سنكون مع أصدقائنا مرة أخرى، وسنكون مع عائلاتنا مرة أخرى؛ وسنلتقي مجددًا.

.

.

.

٤ أبريل

١٠:٣٠ ص

تأخرت بالاستيقاظ اليوم، وزارتني أحلام غريبة لكن تفسيرها طيّب (بالاعتماد على غوغل طبعًا). جهّزت إفطار لذيذ ومشبع لأنني نويت تأجيل الغداء. والخيار المفضل طبعًا شوفان مع موز وزبدة الفول السوداني.

١١:٤٥ ص

قرأت مقالات جديدة في The Creative Independent، وكتبت تدوينة الثالث من أبريل.

١٢:٣٠ م

عملت على كولاج سريع كنت أفكر به أمس.

١:٥٠ م

طفل الجيران يدرس في حديقة منزلهم مع والدته، ويبدو أنه يعاني مع جدول الضرب للعدد ٧، تحاول والدته تعليمه باستخدام أعمدة المنزل والشرفة، وقطتي سعيدة بالجلوس على النافذة وتأمل المشهد.

٣:٤٠ م

كتبت مقالة قصيرة لعميل. وجهزت مهام يوم غدّ التي يمكن اختصار وقتها الآن. ثم جهزت حلقة بودكاست قصاصات الجديدة، جربنا الصوت والاتصال بمنى للتأكد من جودته. وجربنا عدة افتتاحيات مع محاولة لكبح الضحك والحماس.

٦:٣٥ م

تمّت المهمة بنجاح، ونشرت الحلقة الجديدة من بودكاست قصاصات بعنوان حكايات من العزل المنزلي

٧:١٥ م

بعد المغرب جلسة مطولة مع والدتي والاتصال بمنى، لعبنا بعض المسابقات المنتشرة على تويتر، وشربنا قهوة المساء.

٨:٤٥ م

الفقرة اليومية من مسلسل Curb Your Enthusiasm الذي منذ اكتشفناه أصبح عنصر مهمّ في يومنا. وبعده قادتني شهيتي لعشاء ساندويتش بيض البوفيّه (والبوفيّه هنا هي مطعم صغير يقدم مشروبات ساخنة وساندويتشات سريعة) تذكرت ساندويتش البيض المسلوق بالتحديد لأننا كنا نشتريه من بوفيّة محطة قبل رحلات الرياض (أو تعدّه والدتي في خبز صامولي طازج) مع شرائح طماطم رقيقة وكاتشب، ثم يحمص في الحماصة. أطراف الخبز المقرمشة والخطوط التي تحفر عميقا في الخبز وتطهو الطماطم وتلصقه في البيض. كانت وجبة عشاء موفّقة.

٩:٥٠ م

ساعتي تطلب مني النهوض واستغل التنبيه للنهوض والذهاب لغرفتي، يوم غدّ يوم عمل طويل واحتاج طاقتي وحماسي.

١٠:٣٥ م

وأنا أنهي اليوم تذكرت فقرة مررت بها في رواية الفتاة التي تحترق، ولم أجد شيء يشبه علاقاتي التي مضت بصمت مثلها. صديقات المدرسة، والجامعة والسنوات القليلة الماضية التي باعدت بيني وبينهم الأيام والظروف، واتفقنا بصمت ألا نسأل لماذا؟ ومتى؟

تكتب كلير مسعود على لسان بطلتها وتقول:

لكن صداقتنا كانت، في الوقت نفسه، أشبه بمدينة لم تزرها منذ زمن بعيد، تحفظ شوارعها عن ظهر قلب لكن المحلات والمطاعم فيها تغيّرت، لذلك، تستطيع أن تجد طريقك من الكنيسة إلى ساحة المدينة، لا توجد هنا مشكلة، لكنّك لم تعد تعرف من أين ستشتري بوظة أو سندويشة لذيذة.”

.

.

.

٣ أبريل

١١:٤٥ ص

تأخرت بالاستيقاظ لأقلل ساعات اليقظة قبل موعد الإفطار. حاولت عمومًا لأنّ نهاية الأسبوع عادة لا تعني النوم حتى الظهيرة. جدولي اليومي مضبوط ولا يتغير إلا بسهرة طويلة ومتعبة. سعيدة لأنّ اليوم الجمعة، يوم تغيير الشراشف، ولحاف جديد جاء كهدية قبل الحجر وينتظر دوره لتزيين السرير (هنا لحاف مشابه). واليوم أيضًا المرة الأولى التي أشاهد فيها خطبة وصلاة الجمعة من مكة منذ بدأت أحداث الجائحة، مشاعر مضطربة وقشعريرة وأنا أشاهد البثّ.

١:٣٠ م

قرأت قليلا، وتابعت ترتيب الغرفة وأخرجت ملفات وصناديق جمعت بها قصاصات رحلاتي من ٢٠١٣٢٠١٩م. ست سنوات مضت شهدت اكتشافات الحياة في جميع المجالات. أنظر لتذكرة طائرة في أغسطس ٢٠١٣ وأتذكر بأنها الرحلة الأولى لي خارج نطاق دول الخليج. أذكر عيدي الحادي والثلاثين، أذكر أول مرة شاهدت سنجاب، وأول مرة ركبت مترو، أول مرة مشيت خارج المنزل بلا عباءة، وأول مرة وقفت أمام المحيط، أول مرة وقفت على حافة بحيرة، وفهمت معنى نهر، وغابة، ونيويورك! استعيد ذكرياتي بكثير من الحبّ والامتنان، ودمعت عيناي أمام العشرات من اللحظات المنتظرة والأحلام التي تحققت.

٣:٣٠ م

شاهدت أربع حلقات من وثائقي قصير يروي سيرة علي عزت بيجوفتش. تبقى ثلاث حلقات أخرى وقد أنهيها غدًا.

٦:٣٠ م

رائحة البيت كانت تعبق بالقرفة هذا الصباح، وانتظرت الإفطار بحماس لتناول لفائف القرفة (شبه الطازجة) مع القهوة. حمّى الخبز طالت بيتنا وأنا مستمتعة بها جدًا وأهديت عائلتي وصفة اللفائف من كتاب New York Cult Recipes. نشاهد الآن على سي إن إن المؤتمر الصحفي اليومي لحاكم ولاية نيويورك، أصبح أحد نشرات الأخبار المهمة التي نتابعها، وتعكس الوضع الحالي ليس لنيويورك وحدها بل أمريكا كلها.

٨:٤٥ م

مدفوعة بشهية غريبة للسلطة أعددت واحدة سريعة مكونة من الجرجير، والفراولة، والصنوبر المحمّص، وجبنة الفيتا، وشرائح البصل الأحمر الطازج، مع تتبيلة Reduced Balsamic والحقيقة لم أجد ترجمة لهذا المصطلح، وطريقة تجهيز التتبيلة تتطلب طهي الخلّ لمدة بين ٥٧ دقائق على حرارة متوسطة حتى يكون له قوام الدبس، وقد تلاحظون استخدام هذه التتبيلة في المطاعم الإيطالية على المقبلات وسلطة الطماطم والخبز وجبنة الموازريلا أو البوراتا. السلطة كانت لذيذة وتحضن القلب!

٩:٣٠ م

سهرة الليلة مع حلقة جديدة من وثائقي نشاهده على Amazon Prime بعنوان Prime Japan، تقع السلسلة في ١٢ حلقة تذهب إلى عمق اليابان وتقدم تقارير متعمقة في مواضيع من الحياة اليابانية. من السوشي للسيوف والتصميم والأزياء والمساكن. نظرة فاحصة وقريبة من اليابان وكل حلقة مدتها ساعة.

١١:٣٠ م

أدوّن نهاية اليوم في مذكرتي، واقرأ قليلًا.

.

.

.

٢ أبريل

٨:٤٥ ص

سمح لنا الجار بالنوم لنصف ساعة إضافية. لا توجد أعمال حفر أو تكسير هذا الصباح. ورغبت باستغلال هذا الهدوء في تأمل السقف والتفكير في كلّ شيء. لديّ أعمال أنجزها، وخطة لحلقة بودكاست جديدة نهاية الأسبوع، وصيام أيام قضاء. ومرّت بي فكرة سعيدة للحظة: غدًا الجمعة، يوم تغيير الشراشف!

٩:٣٠ ص

قررت اليوم تجهيز القهوة في غرفة المجلس. طحنت القهوة (وهذه متعة كانت تقتصر على نهاية الأسبوع لضيق الوقت) وحملت الأدوات وبدأت صباحي. رائحة المكان تعبق بالقهوة الطازجة وبقيت كذلك عدة ساعات. شربت القهوة وبدأت كتابة سريعة لتدوينة الأمس.

١١:١٥ ص

وصلت شحنة من مكتبة جرير فيها مقصات، وصمغ، وورق ملوّن. أنوي العودة لهواية قديمة أحيي بها ذكريات مخزنة في الصناديق. لدي الكثير من الصور، والقصاصات، والمجلات، والأشياء التي لا أجد لها تصنيف. سيكون ممتعًا وضعها في كولاج!

١٢:٠٠ – ٣:٣٠ م

العمل والترتيب لمهام الأسبوع القادم.

٣:٤٥ م

مكالمة ممتعة وطويلة مع صديقة اشتقت لرؤيتها والجلوس معها. تحدثنا عن الفترة الحالية وما نمرّ به من تغيرات سريعة. تحدثنا عن اكتشافات الهوايات القديمة، وصنع وقت عمل يومي لا يطغى عليه شعور الإجازة!أعطتني فكرة لطيفة حاولت تطبيقها لعدة أيام لكن لم ألتزم، تنصح بعدم تشغيل جهاز التلفزيون أو مشاهدة أي شيء حتى تنتهي ساعات العمل المعتادة، وترتدي صباحًا ملابسها وكأنها ستخرج للعمل، لتغيرها مساءً في أخرى مريحة. نخطط أيضًا لتمرين رياضي نشترك فيه سوية عبر الاتصال المرئي. ربما الأسبوع المقبل.

٤:٣٠ – ٦:٣٠ م

قيلولة غريبة. استيقظت وكأني قضيت ليلة كاملة في النوم. والحقيقة لم أكن بحاجة لهذه القيلولة وعكّرت مزاجي للأمانة. تناولت الغداء في السابعة والنصف، وشربت عدة أكواب من القهوة لاحقًا.

٨:٠٠ م

شاهدنا حلقة جديدة من سلسلة ميل روبنز اليومية. واقترحت أننا سنبقى في هذا الوضع لعدة أسابيع قادمة (والعلم عند الله) لكنّ الشيء الأكيد أنّ الحياة لن تعود لطبيعتها بشكل كامل فورًا. سنحتاج لوقت لإعادة التهيئة والاستعداد لعودة مختلفة. تقترح ميل اختيار مشروع مدته ١٠ أسابيع للفترة القادمة. وكلّ منا لديه مشاريع وخطط يمكنه الاختيار منها. ركّز فقط على هذا المشروع حتى لا تغمر نفسك بالمهام ويصيبك الاحباط. وقسم المشروع لمراحل ومقاييس تقود نجاحه. ما سيحدث بعد ١٠ أسابيع أنّك ستخرج من هذه الحبسة بنتيجة، بتحقيق هدف، أو حتى اكتشاف قدرتك على الالتزام بفكرة!

٩:٤٠ م

مكالمة مسائية مع أختي منى، نشاهد نشرة الأخبار ونعلّق على الأحداث ونتساءل.

١٠:٤٥ م

عودة لمتابعة المسلسل البريطاني Beecham House الذي توقفنا عن مشاهدته قبل سنة تقريبًا. (المسلسل متوفر على Wavo)

١٢:٠٠ ص

القيلولة الغريبة سهّلت هذه السهرة الطويلة، غدًا أصوم وهذا وقت مناسب للسحور. وقرأت مقالتين وقتها جيد. الأولى عن الكولاج (مصادفة مروري بها اليوم) وصنع الفنّ من القمامة، والثانية عن صنع القوائم الطويلة والتفكير في كيفية إنجاز سلسلة من المشاريع، والأحلام.

١:٣٠ ص

شاهدت الحلقة الأولى من مسلسل جديد على نتفلكس The English Game، يبدو لطيفًا.

.

.

.

فناجين القهوة المنتظرة

قد تبدو أنانية للوهلة الأولى.

الكلّ يفكر متى يعود لعمله؟ وحياته الطبيعية. متى يخرج للشارع؟ متى يزور أحبّته؟ ويفكر بالتأكيد بسلامته، لا يريد لهذا المرض أن يقبض على رئتيه.

استيقظت هذا الصباح وأنا أشعر بالضيق، ضيق وفوضى وأفكار مؤذية لا ينجح في دفنها شيء. وللتخفيف عن نفسي هذا الثقل بدأت بتدوين قائمة افتراضية لما سأفعله بعد أن يُرفع الحجر وتعود للحياة بهجتها وألوانها.

أريد فناجين قهوة مضبوطة بيني وبين ربى. وأن نسرد يومياتنا وتفاصيل الساعات التي قضيناها بعيدًا خلال الأيام الماضية.

لدينا روايات متضاربة، أين بدأت القصة أولًا؟ الرسائل بيننا تقول ٢٠١١م واللقاءات الفعلية بدأت في ٢٠١٣م. كنت في مؤتمر للتعليم الإلكتروني في الرياض، زائرة من الجبيل لتغطية المؤتمر لصحيفة الاقتصادية. بيننا عدة صفوف، واكتشفنا بأننا في نفس المكان من خلال تويتر والكتابة الحيّة.

التقينا في الاستراحة بين المحاضرات، وتحدثنا عن كلّ شيء في نفسٍٍ واحد. تقول ربى بأنني فتحت هاتفي المحمول وعرّفتها على اخواتي وتحدثت عن اشتياقي لهنّ. نحبّ رواية هذه القصة كلما عرفنا بأنفسنا كتوأم تفصله سنوات، وجينات، ومسافات.

القهوة التي بدأت لقاءنا منذ سنوات، كانت في مرّة عشاء تحت نجوم منهاتن، وفي مرة أخرى مشية هادئة في مغارة بالأحساء، وبينهما مدن، وقصص، ووجوه.

ربى التي تنجح كلّ مرة بالعلامة الكاملة، بلا تكلّف أو حفلة صاخبة. ربى تكون نفسها، وفي الوقت نفسه: كتف وذراع قوية، وعقل إضافي، وقلب أكبر من الحياة!

والقهوة بيننا ليست مشروب ساخن وحسب، بل ذخيرة وهدنة. نجلس وبيننا طاولة وعليها دفاتر، واستراتيجيات، واقتباسات، وخطط. مرة نفكر في مشروع مليوني سيغير العالم، ومرة أخرى نفكك المكونات الأوليّة لوصفة طبق سحرنا ولم ننسه لأيام.

لقد وصلنا لمرحلة الصمت المحبب، وقد تمر أيام لا نتبادل فيها كلمة واحدة، لكنّها تعلم وأعلم أن أماكننا لا تتحرك. وكأنها دخلت غرفة خاصة في قلبي، وتخلصت من المفتاح منذ زمن ولا أحد منا يتساءل أين هو؟ أعدّ أخواتي فينطلق العدد إلى أربعة، ولن أكون مخطئة بضمّها إليهن.

وجدت قبل ساعات رسالة منسية وصلت منها تتساءل عن كيفية انتقالي للرياض؟ وهل هذا ممكن؟ أقول لها استجيبت دعوتك!

أفكر في ربى اليوم، في هذه الساعة الخانقة من المساء، كيف تفكّك هذا الضيق وتحيك قصة جديدة ممتعة؟

وأعود لقائمتي التي بدأت كلّ هذا، سيكون الربيع، وسنلتقي، ونحتفل بفساتيننا البيضاء الجديدة، والقصص التي لم نشاركها، والغد الأجمل.

.

.

.