أنا ألعب كأس العالم الخاصّ بي.
تذكرت تدوينة كتبتها خلال الأولمبياد، تحدثت فيها عن أولمبيادي الخاصّ، وتدوينات أخرى تحدثت فيها عن التغيير الأفضل الذي أنشده، صحياً ومعنوياً. أصنّف نفسي عادة بشخص نشيط من متوسط إلى مرتفع، أمشي تقريباً معظم أيام السنة، لا أجلس في مكان واحد، أحب نوبات اللعب المفاجئة مع قطتي، أو لعبة الكترونية تطلب منك الرقص مع شخصية افتراضية أمامك، كلّ ذلك متوسط في نظري. لا أحبّ الجلوس أمام التلفزيون أو الكمبيوتر لساعات طويلة، أتنقل حول المنزل، اقرأ وأنا أتحرك، اصنع طعامي بنفسي كلّ يوم وللوجبات الثلاث، وطبعاً لا أحد يعدّ القهوة مثلي. مؤخراً وقبل بداية شهر رمضان بعدة أسابيع قررت خوض تجربة جديدة ألا وهي تحديد وقت يومي للرياضة وتقنين السعرات الحرارية التي أتناولها للحدّ الملائم صحياً وتخلصت من كل الأعذار بالمشاركة مع فريق الدعم الأفضل: أخواتي. كل واحد قام بحساباته الخاصة سواء كان يبحث عن نقصان، أو محافظة، أو نمط حياة صحي للأبد. وبدأنا بمراقبة طعامنا باستخدام التطبيق Fitness Pal الذي ستجدون فيه خيارات عظيمة من أطعمة وأنشطة رياضية وحتى حساب كمية الماء التي تشربونها يومياً. يذكركم الجهاز اذا عانى جسمكم من فقر في عنصر غذائي معيّن وينبهكم لتسجيل غذاءكم كل يوم في موعده على شكل فطور وغداء وعشاء ووجبة خفيفة. مضى 15 يوم على بدء التجربة والنتائج مفرحة مشجعة. كان الاختبار الأهمّ رحلة عائلية للعاصمة، ومقاومة كل المغريات وحفلات الطعام المجنونة كان هدفنا ونجحنا، لم نتجاوز الحد المسموح وحافظنا على هدوءنا لنخفف الهوس الذي بدأ به التسجيل عندما كنا ننهي الوجبة ونركض للأجهزة للتسجيل. شيئا فشيئا أصبح هناك تركيز وقياس نظري ومعرفة بالأطعمة التي ستحرمنا من تحلية آخر الليل أو حصة إضافية من فطائر رمضان الشهية.
أما النشاط الرياضي فهذا قصة أخرى، أتابع من فترة حساب Fitness Blender على يوتوب ولديهم موقع خاص بشروحات وكتب وبرامج غذائية للياقة والصحة. بدأت بالتمرين منذ عدة أيام، تمارين حقيقية مجهدة لا تشبه المشي أو الرقص أو الركض مع القطط. التمارين مرتبة بحسب تمرس الشخص ومعرفته بها، هناك مراحل وهناك أنواع مختلفة للتمارين لن تشعروا معها بالملل أو التعب. فقط اعرفوا مقدار طاقتكم، وجهدكم بإجراء الاختبارات التي يضعونها في القناة.
حدث شيء غريب خلال الأيام الماضية، أحببت شعور التعب والألم الذي تصنعه التمارين وقررت صنع خلطة عجائبية من تمرينين في يوم واحد. وكان ذلك ممتعاً في وقته، حتى مضت عدة ساعات واكتشفت بأنني آذيت ركبتي، وأطرافي كلها كل منها بطريقة مختلفة، لم أتمكن من السير بشكل طبيعي، كانت الصلاة بمثابة عذابات يومية. ما الذي حدث؟ أقول لكم تجربتي هذه حتى لا تقعون في الفخ، صحيح أن التمارين كلها موجهة للمبتدئين، لكن هناك أنواع من التمارين تمدد العضلات وأخرى تقلصها، شيء بتسخين وتبريد وشيء بدون. وهكذا كانت الخلطة من تمرينين متناقضين فتاكة! وبدأت اقرأ وابحث بنفسي عن علاج العضلات المنهكة ووجدت أن الانتظار ل48 ساعة قبل تمرين جديد حلّ جيد. وشرب الكثير من عصير الكرز الطبيعي والطازج، بالإضافة إلى التدليك واستخدام علاجات العضلات، استخدمت كريم للعضلات لا أعلم إذا كان متوفراً في السعودية أو لا، يخلطه الدراجون مع فازلين ويدهنون به عضلاتهم المتعبة، اسم الكريم Bengay لو أردتم البحث والحصول عليه.
اليوم أشعر بتحسن كبير وأنا ممتنة لجسدي الذي لم يخذلني، تمرنت لثلاثين دقيقة وجلست لأكتب هذه التدوينة. بالأمس لم اكتب، كانت عيناي مسمرة على شاشة التلفزيون، من قناة إخبارية لأخرى أراقب العالم، أراقب الأسى وأخشى على قلبي من ابتلاعه.
خلال وقت الإصابة قضيت وقت التمرين في مشاهدة الوثائقيات، وشاهدت اثنين من أعظم الوثائقيات التي ستشاهدونها. شيء من السكينة والاطمئنان يزورني عند مشاهدة الطبيعة، اتساع الكون، وكل ما يحدث بينما نحنُ البشر نقتتل! ما يرعبني حقاً واقتبس هنا عن راوي الوثائقي “ما من أرض بديلة” هذه الأرض بيتنا الذي إذا أفسدناه سنفنى معه.