.
.
بعد أسبوعين تقريبًا أكمل الشهرين في بيتنا الجديد ونافذة غرفتي ما زالت بلا ستارة. لستُ وحدي في ذلك، المنزل بأكمله! هناك سببين الأول منها: الكسل وانشغالنا بالعمل وأشياء أخرى كثيرة أهمّ من الستائر. والثاني: الحياة أفضل بلا ستارة.
من الفوائد التي جنيتها: دفء الغرفة فالشمس تطهوها على مهل طوال اليوم وعندما يحلّ المساء لا أحتاج للتدفئة، المخيف في الأمر أن فترة ما في بداية يناير احتجت للتكييف كي أستطيع البقاء فيها وأتخلص من الانزعاج الناتج من الحرّ. فائدة أخرى لا يتجاوز نومي السابعة صباحًا وفي نهاية الأسبوع ومع الكثير من المحاولة أصل للتاسعة صباحًا. عندما تقتحم الشمس الغرفة تجبرني على النهوض وبدء يومي، أصبحت أسبق المنبّه وهذا جيد لكنه بالمقابل يعني أن ليلتي لا تطول. تقول ساعة الفت–بت أن معدل نومي الأسبوعي الآن سبع ساعات ونصف. الطريف في قصة الاستغناء عن الستائر أنني بدأت أبحث عن قصص أشخاص تخلوا عنها طوعًا، ووصلت للهولنديين. تقول المقالات التي وجدتها أنّ الهولنديين – خاصة سكان امستردام– لا يضعون الستائر على نوافذهم، مسرح منزلي مفتوح على المدى! لماذا؟ لم أجد سبب. نافذتي مرتفعة وليس هناك مجال لتكشف ما يحدث في غرفتي، لكنها مرتفعة جدًا لدرجة أن الشمس تسقط عمودية على السرير، وأصبحت قطتي تحبّني أكثر لأنها تجد الشمس في كل مكان وتتذكر بيتنا البعيد.
قد تبقى غرفتي بلا ستائر حتى مايو أو يونيو، حينها يجب أن أجد حلّ لأنّ الشمس وحرارة الجوّ سترفع استهلاك الكهرباء في التبريد وهذا ما لا نريده.
* * *
أحب الكعكات المقلوبة (Upside-Down Cake) لو بحثتوا عنها ستجدون كنز من الوصفات الشهية، جربت فيما مضى إعدادها مع الأناناس واليوم كانت تجربتي الأولى مع الفروالة. مررت بهذه الوصفة التي استخدمت فيها جوي مزيج الهيل مع الفراولة. تخوّفت في البداية لكن النتيجة كانت ولا أشهى!
إليكم المقادير التي ستحتاجونه وبالتأكيد قابلة للتعديل حسب الرغبة:
لطبقة الفاكهة
-
كوب ونصف من الفراولة الطازجة المقطعة لشرائح
-
ملعقتين زبدة غير مملحة
-
ربع كوب من السكر البنّي
لمزيج الكعك
-
كوب وثلث طحين
-
ملعقة شاي بيكنج باودر
-
ربع ملعقة شاي بيكربونات الصوديوم
-
ربع ملعقة شاي هيل مطحون
-
ربع ملعقة شاي ملح
-
بيضتين
-
ملعقة شاي خلاصة الفانيلا
-
نصف كوب زبدة غير مملحة
-
ثلثي كوب سكّر بني
-
ثلثي كوب كريمة حامضة (Sour Cream) ويمكن استبدالها بمزيج من الزبادي العادي والحليب الكامل الدسم
الطريقة
-
تسخين الفرن على ٣٥٠ فهرنهايت
-
مزج المكونات الجافة مع بعضها وتركها جانبا
-
في وعاء مكينة العجن أضيفوا الزبدة للسكر البني واخلطوها لثلاث دقائق على سرعة متوسطة
-
بعد أن تمتزج جيدًا أضيف البيض وخلاصة الفانيلا وامزجها حتى تختلط جيدًا
-
أضيف المكونات الجافة تدريجيا وأخلطها على سرعة بطيئة وأضيف لها الكريمة الحامضة تدريجيا
-
أحضر الصينية (استخدمت صينية التشيز كيك القابلة للفكّ) أذوب ملعقتي الزبدة بوضعها في الصينية ثم في الفرن الساخن قليلا
-
أخرج الصينية وأضيف السكّر البني (ربع كوب) وأمزجه جيدًا مع الزبدة ليكون طبقة خفيفة في القاع ثم أصفّ الفراولة فوقه بالتساوي
-
اسكب مزيج الكعك التي ستكون ثقيلة ومتماسكة، لا تظنوا أن هناك مشكلة هكذا يجب أن يكون قوامها
-
أوزع المزيج بالتساوي على الفراولة وأضعها في الفرن لـ ٣٥ دقيقة أو حتى تنضج تمامًا (اختبرها بتمرير عود أسنان خشبي)
-
يفضل تركها في الصينية حتى تبرد قبل قلبها وتقديمها مع ملعقة آيس كريم ڤانيلا
* * *
قبل كتابة التدوينة وبينما كنت أرتّب لوحة الملاحظات الملاصقة لمكتبي، شاهدت فيلم أحبّه وأظنني لم أشاهده منذ سنوات طويلة. قد تكون آخر مرة شاهدت “أليس في بلاد العجائب” نسخة ١٩٥١م بعمر الثامنة أو التاسعة، كان شريط الفيلم جاء هديّة من مطعم هارديز، في منتصف الثمانينات كان المطعم مكان رحلات العائلة نهاية الأسبوع. مكان سحري لو زرته اليوم لتفاجأت من بساطته –الفرع القديم اختفى تمامًا فالفكرة مستحيلة– ، أذكر فيلم أليس، بعض حلقات مستر تي، وفيلم آخر نسيته الآن. مدهش قدرتي على تذكر كل شيء، ربما مررت وأختي الصغرى تشاهده أو كان يومًا على التلفزيون. الساعة والربع تقريبًا غمرتني بمشاعر لطيفة، أردد الحوارات وأغنّي مع الشخصيات وتعبرني مشاعر خوف طفلة من رسم وجه إحدى الشخصيات.
نركض كلّ يوم ولا نعطي أنفسنا لحظة تأمل لذكرى جميلة تزورنا من الطفولة، جرّبوها قبل العودة لأسبوع العمل أو الدراسة المزدحم. ستشعرون بكفّ صغيرة تضغط على كفكم وتذكركم بالفرح البسيط والدهشات الأولى.
.
.
.