٨ | رمضان هادئ

أدركت قبل عدّة أسابيع أن اختيار يوم الخميس في بداية العام لنشر تدوينة أسبوعية كان خيار غير صائب! حتى وإن كنت بدأت كتابتها خلال الأسبوع أو اخترت عنوانها فإن تيسّر مراجعتها ونشرها يوم الخميس لن يكون بذات السهولة. لذلك رأيت تعديل الموعد للسبت أو الجمعة أو نشرها متى ما تيسّر ذلك. الكتابة الأسبوعية جزء من هدف لاستعادة نشاط المدونة بعد اطلاعي على معدلات النشر في سنواتٍ ماضية. في إحداها نشرت حوالي ٦٥ تدوينة في سنة واحدة. تنوّعت مواضيعها وأساليب الكتابة فيها. أريد سنة غنية بالكتابة وأريد نشاطًا منفصلًا عن كتابة فصول كتابي الذي سيرى النور هذه السنة بإذن الله. نشاط كتابي أجمع فيه شتات الأسبوع واللحظات الجميلة والمختلفة التي قبضت عليها.

بدأت الشهر الكريم بوعكة صحية غريبة والمتهم الوحيد فيها البرد الشديد الذي تعرضت له قبل أسبوعين تقريبا. كانت موجة برد شديدة على الرياض، وتساهلت كثيرًا معها بالخروج بملابس أخفّ من المعتاد. حبس جسدي البرودة عدة أيام، وبينما شاهدت أفراد أسرتي يتململون من ارتفاع درجة الحرارة التدريجي كنت التحف كنزة صوفية طويلة وارتجف. استيقظت في يوم رمضان الرابع منتعشة حيّة من جديد! عدت لصخبي المعتاد على الفطور واستعدت شهيتي للطعام والعمل. ما احتجته في الحقيقة كان ليلتين من الدفء والنوم العميق وتأجيل كلّ شيء! فالحمد لله على الصحة والعافية.

أقضي مساءات الشهر في الراحة والهدوء والاستمتاع بالقراءة المطولة، لدي الكثير من المقالات المحفوظة والنشرات البريدية بالإضافة لقراءة سيرة نابليون لإميل لودفيغ وسلسلة «الإحاطة في أخبار غرناطة» للسان الدين بن الخطيب. اقرأ للمتعة البحتة بلا مشروع أو وجهة.

أتعلم أيضًا مهارة حياتية جديدة، وقد أحدثكم عن التجربة في التدوينة القادمة بإذن الله. وكما كتبت في التدوينة السابقة رمضان وقت مناسب لتبنّي العادات وتجربتها بهدوء وتروّي. سواء كان هدفك الاهتمام بصحتك الجسدية أو النفسية، أو تعلّم شيء جديد، أو إتمام مشروع معلق.

أدرك جيدًا أن الوقت محدود خلال ساعات اليوم خاصة إذا كنت تعمل في جزء كبير منها، ولكن اختيار ما تودّ التركيز عليه بوضوح ومنحه أولوية سيصمد أمام مغريات الشهر الكثيرة: الخروج وتناول الطعام والكثير من المشاهدات.

للأيام المتبقية من الشهر سأستعيد متعة قديمة كتبت عنها ذات مرة هنا في تدوينة #وثائقي_ومشي. لأن المشي اليومي يجد ممانعة في نفسي واحتاجه بشدة لذلك اختار ربطه بشيء ممتع. سواء كانت وثائقيات أو حلقات بودكاست طويلة يمكن متابعتها كسلسلة خلال عدة أيام. وبذكر الوثائقيات أقضي نهاية الأسبوع غالبًا وجهاز التلفزيون مفتوح على الجزيرة الوثائقية. هناك سلاسل جديدة ممتعة تعرض حاليًا مثل مسلمو العصر الفيكتوري. 

وبما أننا نعيش أيّام مطيرة وأجواء دافئة تعلن وصول الرّبيع تذكرت تدوينة «خفف السرعة منعًا للإنزلاق» التي نشرتها قبل عامين في رمضان أيضًا وفيها أفكار مشابهة للتي تدور في ذهني حاليًا.

.

.

.

تعليقان (2) على “٨ | رمضان هادئ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.