٤ أغسطس – محاولة من جديد

هذه التدوينة فتات الخبز الذي سأتركه على الممر المؤدي لغابة عصافير الكلام!

لم أصدق سرعة ركض الأيام حتى شاهدت التقويم على مكتبي. بالأمس كنت استعد لكتابة تدوينة طويلة عن رحلتي الصيفية مع أخواتي (كان الأمس يونيو) ومرّت الأيام وفقدت الاهتمام بالحديث تمامًا. فقدت الاهتمام بالكثير من الأشياء لكنني مستسلمة وسعيدة. يداهمني الانزعاج في منتصف اليوم أحيانًا وأحاول الوصول لسببه وأفشل. أمرّ بأحداث صغيرة وكبيرة تذكّرني بقيمي التي التزمت بها والوعود التي قطعتها لنفسي، لكن صوتًا صغيرًا بداخلي يقول: هل بعض المرونة والتغيير مفيد هنا؟ تمرّ بي أحداث كبيرة وصغيرة واتساءل السؤال البعيد عن القنوط: لماذا يحدث معي هذا؟ مرة ومرتين وثلاث. ليس لدي ما أقوله هنا حقيقة. وإذا وصلت لهذه الصفحة بسبب تنبيه التدوينة الجديدة وكانت كلماتي مخيبة -اعتذر.

أكتب هنا لأنها مساحتي، ولأنني أفكر بتجربة شيء جديد. الصيف يشعرني بوحشة غريبة ووحدة أحيانًا. انغمس في العمل والمهام والمشاريع المؤجلة ثمّ يهدأ الصوت في رأسي وأتذكر ما تجاهلته. أرجوحة قلق لا تذهب إلى مكان.

في نشرة بريدية استقبلها كلّ أسبوع كتبت مدونة أمريكية تفاصيل استقبالها لشهر جديد كالتالي:

اشتريت شيئًا جديدًا.

اقرأ هذا الكتاب.

وأتطلع لهذا الأمر خلال أغسطس.

شيء أودّ الإشارة إليه: كتاب القصص القصيرة «كاتدرائية» لريموند كارفر. قصص قصيرة ممتعة ومختلفة أعادت لي شهية كتابة القصص – لا أظن أنني سأتبع هذه الشهية لأسباب كثيرة. آخر مرة كتبت فيها قصة قصيرة قبل ١٤ عامًا وكانت قصة غريبة جدًا أرشفتها ولا أود العودة إليها. كانت شخصيتها الرئيسية رجل يفقد أصدقائه كالعرق من مسام جسده! ما هذه الغرابة؟ ربما كان كابوس أو تعبير حقيقي عن مشاعري التي تزورني كلّ صيف. أذكر مرة اسميت شهر أغسطس بشهر الغربلة. أغربل فيه كلّ شيء. لا أعلم ما سيحدث هذه المرّة. أشعر بالانزعاج والفوضى والضجر. ولا أرغب في الحديث عن تفاصيل هذه المشاعر. أريد أن تأخذ دورتها الكاملة، أن اتخفف من هذه الأحاسيس بالانتظار والكتابة والبكاء.

هذه التدوينة تجربة. وفي وقت انقطاعي عن التواصل على منصات أخرى فالطريق الوحيد لهذه الصفحة سيكون عبر الإعلان البريدي للمدونة، أو فضولكم.

وفي حال وصلتم للنهاية شكرًا.

حدثوني عن يومكم، أو أيامكم عمومًا، كيف تبدو؟ هل ستتركون فتات الخبز هنا لأتبعكم بالحديث؟

.

.

.

11 تعليقا على “٤ أغسطس – محاولة من جديد”

  1. قبل يومين كنت أفكر بمدونتك وتمنيت ترجعين تكتبين شيء فيها وفرحت جدًا يوم جاني التنبيه على البريد ، اتمنى تكون أيامك المقبلة مليئة بالسعادة والطمأنينه هيفاء 💕

  2. اهلا هيفاء
    سعدت بقراءة هذه التدوينة وكما ذكرتي وصلني التنبية على البريد، لامست قلبي جدًا هذه الجملة “أن اتخفف من هذه الاحاسيس بالانتظار والكتابة والبكاء”
    شكرًا لكتابتك الرائعة، لعلي كنت احتاج جدا لقراءة هذه الجملة التي لامستني جدا.

  3. مرحبا هيفا، طاب يومك..
    قرأت هذه التدوينة وكأنها حديث عفوي وفضفضة أخوية على أريكة، كانت قريبة من القلب خاصة سؤالك الأخير الذي اختتمتها به..
    كيف هي أيامي..
    أصدقك القول بأنني أشعر بهرولتها المستفزة، والتي لا تمهلني فعل الأشياء بروح حاضرة ونفس صافية.. هكذا تبدو أيامي.. أما أنا فأبدو مسلّمة..

    مسلّمة لعجلة الدنيا والأحداث والانتظارات وضبابية الخيارات..هذا التسليم يجعلني أقل عرضة لاستفزاز الأيام.. وأكثر إقبال على الامتنان لقبض لحظة هانئة وسط هذا الجريان المتدفق..

    لا أنسى يوم أمس المزدحم بالعائلة.. ثم إنهاء بعض الالتزامات.. ثم الذهاب في رحلة قطار روتينية..
    اقتنصت منه (إصرارًا واعتراف بأحقيتي بالعيش) نصف ساعة حرفيًّا مع كوب شاي وبسكويت وصفحات من كتابي وموسيقى هادئة..وكانت تستحق!
    نصف ساعة من روحي بين 24 ساعة من يومي..
    الأمر فعلًا يستحق .. يستحق أن نعيش اليوم بيومه واللحظة بلحظتها .. مجردة تمامًا من الأمس والمستقبل.. تسليم……..

    هذه هي أيامي.. أحسبها بلحظات روحية بدل ساعات منسية من ضجر أو ركض أو غير ذلك..
    شكرًا لسؤالك الذي منحني مساحة للفضفضة وإدراك بوصلة شعوري..
    أتمنى لك فُسحة من الحياة تهبها لك روحك اليقظة.. في كل يوم 3>

  4. أهلا هيفاء
    أنا أتابع مدونتك بصمت منذ أربع أو خمس سنوات ، تدويناتك كانت دائما بمثابة مكافأة لي أفرح بها بعد انتهاء يوم طويل متعب .
    أود التعبير عن فرحتي بحجب تطبيق أنستغرام عن الدولة التي أعيش فيها ، فلولا هذا الإجراء لما عدت لقراءة المدونات ، هذا العالم المنعزل عن ضجيج التطبيقات والبرامج ، أنا في أمس الحاجة للهدوء والراحة من ذلك الصخب .
    أيامي تبدو عشوائية لا انضباط فيها ولا التزام ، أركض وبالكاد ألتقط أنفاسي ، أحارب لإيجاد نصف ساعة فراغ وهدوء لأفعل فيها ما يحلو لي ، أقرأ صفحتين من كتاب أو أستمع لبودكاست أو أتصفح مدونات أحبها . أعرف أن هذا الوقت سيمضي ، وأطفالي سيكبرون بسرعة ، أحاول جاهدة أن أستمتع بالمرحلة وألا أضع أهداف أكبر من طاقتي .
    التعبير الذي استهللت به التدوينة رائع رائع ! شكرا لك ♥️

  5. مرحبا هيفاء !
    كان النصف الاخير من الشهر الماضي ثقيلا جدا وقد ظهر تأثيره على نفسيتي وحتى بشرتي وكنت في طريقي لخسارة جزء من نفسي ولكن مع بداية هذا الشهر بدأت بالشعور بالتحسن شيءً فشيءً ، ففي النهاية you can’t have it all ،لذلك قمت بالتضحية بشيء مقابل ان احصل على سعادتي الآن صحيح اني ضحيت بشيء كان سيكون مفيد لي مستقبلا ولكن نفسيتي اكثر مايهمني الان ، ولكي اكون بالمستقبل علي ان اكون في الحاضر .
    شكرا لتحديثك أتطلع للمزيد .

    1. “ولكي اكون بالمستقبل علي ان اكون في الحاضر .”

      الله الله جميله جدًا جدًا جدًا هذي الجملة.. ألهمتني ! شكرًا ندى❤️

  6. يا أهلًا وسهلاً هيفا!

    من حقنا علينا ألّا نكفّ عن منحنا فرصًا كل يوم، المزيد من المحاولات والتجارب، وأحب جدًا أن نشارك محاولاتنا، ولا نخجل منها، الكتابة كانت ولا زالت فعل نفعله من أجلنا أولًا، شكرًا لأنك تحاولين وشكرًا لأنك مصدر إلهام لي أتطلّع إليه دائمًا.

    دمتِ بأفضل حال وصباحك مُشرق!

  7. أهلا هيفاء..
    الحقيقة لي سنتنين على الأقل أشعر باكتئاب وحزن مستمر واضطراب في المشاعر.. وعلى عكس الناس، استأنس بقراءة الأمور الواقعية والمحزنة أكثر من المبهجة، ولذلك بث شكواك وغربلتك واضطراب المشاعر مؤنس ومسل بالنسبة لي 😅
    أحيانا أشعر أني أنانية وأنها علاقة من طرف واحد.. إيميلي غالبا ظاهر لك لو حبيتي يد تنمد لك من الغربية تطبطب عليك 😇

    والله المستعان على هذه الحياة

  8. أهلا وسهلا هيفا
    لامستني كلماتك ووصلني شعورك
    كما أنها لامست واقعي عند النظر إلى الحماسة والمتعة في أعين الناس في هذه الفترة تحديدًا وتعدد المهام والاستمتاع بينما أعيش نوعًا من الركود واللحظات الصامتة، إلا أنني قرأت مؤخرًا مقولة انعشت بداخلي ضوء وطمأنينة ” باقي شغف ما اكتشفناه وباقي دهشة ما عشناها، باقي لنا نجمة ما ضوّت وأماكن ومواقف راح ننبهر فيها، باقي في العمر أشياء حلوة كثير”

    دُمتي بود..

  9. نعم وصلت.
    طاب يومك هيفاء
    أحب أسلوبك بالكتابة ووصف الأشياء بدقة.

    أما بالنسبة لأيامي فهي متشابهة ومتكررة وبنفس المكان منذ سنوات. لكنّي سعيدة وراضية.
    دمتِ بخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.