تواصلت معي يوم أمس موظفة في محلّ للعباءات وابلغتني أنني اشتريت منهم عباءة وطلبت تعديلها ولم أعد لاستلامها. في البدء ظننت أنها مسوّقة تحاول بيعي شيئا أجهله ورددت على الرسالة بأني لا أذكر أمرًا كهذا. عادت لتؤكد وتعطيني وصف تفصيلي للمنتج وحينها فقط شعرت بالذكرى وكأنها دلو ماء بارد سُكب على رأسي! فعلًا اشتريتها في أكتوبر الماضي وطلبت تعديلات عليها. لم أعد للمحل حتى اللحظة ونسيت الأمر تمامًا.
لم أعتد شراء الأشياء ونسيانها وخصوصا العباءات التي تتطلب مني دائمًا جهد مضاعف فلا أحب التسوق في المجمعات لساعات ولا أحبّ شراءها من متجر إلكتروني. أخصص يوم واحد كل عدة أشهر واشتريها وينتهي الأمر.
تلك الفترة محاطة بغيمة داكنة والكثير من التشوش في ذهني. فقد تركت للتو وظيفة عمرها الافتراضي قصير جدًا، وبعدها بفترة استعدّ لنقلة جديدة ورحلة سفر ووعكة صحية كلّها في نفس الوقت. ضحكت من الموقف بعد تأمل قصير ونويت العودة لتقييد مشترياتي بالكتابة كما كنت أفعل سابقًا.
بدأت عطلة العيد باحتفال عائلي لطيف، وعدة أيام قريبة من مياه الخليج والنوارس كانت رحلة منعشة أعادتني لأجواء الصيفيات البعيدة.
أن أكون قريبة من الماء-البحر تحديدًا- هذه إحدى أساسيات العيش وأحرص عليها كلّ سنة سواء كانت رحلة قصيرة أو طويلة. أريد دائما الاستماع للموج وتتبع الطيور البحرية في السماء حتى تضجر من الطيران وتذهب.
قرأت كثيرًا، وأعدت التوازن لجدولي اليومي. كنت محظوظة حقًا بأن السهر الطويل لم يقلب جدولي تمامًا. وعليه كانت العودة للعمل والصباح أسهل بكثير من أعوامٍ مضت. أعود من جديد للحياة اليومية مشحونة بحماس غاب عني طويلا، وأتفكر في مفردة «البطء» التي تطلّ برأسها كل يوم بشكل جديد.
أحبّ هذا السير الهادئ تجاه الأشياء، والتقط بعفوية أي موضوع أو فكرة مرتبطة به. في مدونة الفنان والكاتب الأمريكي أوستن كليون مررت بتدوينة عن ميثاق التعلم البطيء. أحببت ما ورد فيها وأشاركها معكم بعد ترجمتها بتصرف.
ميثاق التعلّم البطيء
ابتكر مجموعة من المؤلفين والفنانين والمعلّمين ميثاقًا لحقوق المتعلم البطيء يضم عشرة بنود تعطي المتعلم البطيء الحق في:
- التركيز على الاتجاه لا الوجهة بالانغماس الكلّي في الرحلة حتى الوصول إلى الهدف النهائي تدريجيًا.
- طرح الأسئلة.
- البحث عن إيقاعك الخاص دون مقارنة نفسك بالآخرين.
- الانفصال وتوجيه انتباهك نحو ما هو ضروري بعيدًا عن المشتتات.
- تغيير مسار التعلم والخروج من منطقة الراحة بالتفكير المختلف وتعلّم أشياء جديدة.
- أخذ استراحة عبر وقفات قصيرة وطويلة لتحسين أداء التعلم الخاص بك.
- ارتكاب الأخطاء.
- ترك المشاريع بلا إكمال والابتعاد عن قوائم المهامّ الطويلة والاستمتاع من حين لآخر بالأيام العفوية.
- التخلّي عن المعرفة السابقة وإعادة تشغيل عقلك بشكل مختلف.
- التمهّل. البطء والثبات يفوزان في سباق التعلّم.
أشياء استمتعت بها مؤخرًا
رواية «شرطة الذاكرة» ليوكو أوغاوا بترجمة محمد آيت حنّا. هذه المرة الأولى التي أقرأ للكاتبة اليابانية ولن تكون الأخيرة حتمًا. أحداث الرواية خيالية ولكن شعرت بأنها يمكن أن تُصنف ضمن مدرسة الواقعية السحرية. تدور أحداث الرواية في جزيرة يشهد سكّانها اختفاء الأشياء والمخلوقات تدريجيًا. وبينما يتخلى الناس عن ذكرياتهم أو يحتفظون بها سرًا، تلاحقهم شرطة متخصصة في التحقق من إتلاف كل ما يرتبط بهذه الذكريات. الأحداث متسارعة ومتداخلة بين عدة شخصيات والترجمة جميلة حقيقة. ستكون هذه الرواية مدخلي إلى أعمال أوغاوا وانتظر بحماس الاطلاع على أعمالها الأخرى التي نُقلت إلى العربية.
زرت مطعم Lumee Street بقائمة شهية في المنامة بالبحرين، للمطعم عدة فروع حول الخليج وأتوقع أن يأتي للرياض قريبًا. إذا كنتم تبحثون عن مطعم يغطي الكثير من الأذواق ويقدم الأطباق بمكونات طازجة وشهية أقترح عليكم تجربته. في الغالب تحتوي القائمة على أطباق تقليدية من الشرق الأوسط (دول الخليج والبحرين ومصر وتركيا وبلاد الشام وإيران) مع لمسة معاصرة.
شاهدت مسلسل The Diplomat على نتفلكس، دائمًا تجذبني المسلسلات التي تنقل صورة عن الحيوات السياسية في مختلف الدول الغربية وإن كانت القصة خيالية إلا أنها تعتمد على أحداث معاصرة وحقيقية. هناك الكثير من الصور النمطية لكن بشكل عام أحببت المسلسل القصير ربما بسبب الممثلين المفضلين وبي حماس للجزء الثاني منه والذي أعلنت عنه المنصة مؤخرًا.
قرأت هذه المقالة الممتعة في مجلة الاتلانتيك حول وقفات الصّمت المربكة. أستطيع القول بأنّ نظرتي تغيرت قليلًا حول الموضوع وسأحاول تذكر تفاصيلها في المرة القادمة التي أجد نفسي في صحراء الكلام!
استبدلت الحليب العادي بحليب الشوفان في كوب قهوتي الصباحية، خفف ذلك من شعوري بالانتفاخ والانزعاج. أحبّ مذاق الشوفان بشكل عام ولا أمانع من ظهوره في مزيج القهوة. قد استمر على هذا التغيير وقد أجرّب أنواع أخرى من الحليب النباتي لأصل لمشروبي المفضل.
جرّبت مؤخرًا وللمرة الأولى مربّى تفاح بالقرفة! أتناوله صباحًا مع الخبز المحمص والزبدة، أو مع زبدة الفول السوداني، وكما يقترح المصنّع: مع جبنة البري الذائبة. طعمه شهي جدًا وكأنه مكرمل للتوّ. يمكنكم شراؤه من محلات السوبرماركت الكبرى أو من موقع iherb.
هل نحتاج لإنفاق الكثير من المال والخروج من المنزل لتعزيز صداقاتنا؟ هذه المقالة الممتعة تجيب على هذا التساؤل.
.
.
قرأت اليوم ٣٣ رسالة على بريدي الإلكتروني واستمعت لراديو الموسيقى الكلاسيكية من نيويورك يحتفل بميلادي تشايكوفسكي وبرامز. تناولت الفول على وجبة الغداء بدلا من الإفطار وعملت على خطة مهام الأسبوع.
كيف كان يوم الأحد؟ ما الذي يثير حماسكم للأيام القادمة؟
.
.
.
Artwork by Paula Zinsmeister
.
.
.
شكرًا هيفاء على المقالة الممتعة ❤️
جميلة وملهمة تفاصيلك دائمًا، السر كله في البساطة العميقة.
تحية من قارئ وزميل قديم.
* (اعتقد أني من القرّاء الرجال الذين يعدون على الأصابع لهذه المدونة)
البطء والتقدم بثبات يفوزعلى السرعة. دائما أعود للقراءة، شكرًا على تدويناتك المستمرة، حيث الاستهلالات الشخصية ثم الإضافة القيمة والمنمنمة في ثنايا التدوينة له طابع خاص تماما، وعلى طاري النوارس والبحرأهديك قصيدة غازي القصيبي: من تُرى اغتال بحري؟ .. اسمعيها بصوته يلقيها في الفاصل الهامشي ضمن تسجيل مقابلته في التسعينات مع محمد رضا نصر الله على اليوتيوب، تحياتي.
أحب طريقتك في الاستمتاع ببساطة ✨ شكرا على هذه التدوينة الملهمة
أهلاً هيفاء
لفتت انتباهي كلمة “البطء” في المقالة! في الحقيقة هي الكلمة التي خصصتها لهذا العام وكتبتها في الPlanner الذي استخدمه لأعود لها خلال أيام السنة. اخترتها بعد قراءتي لكتاب “في مديح البطء” في العام المنصرم. تعلقت بالكتاب وبفلسفة الكاتب فعزمت على تطبيقها هذة السنة، وكان اختياري لها موفقاً. وللمصادفة العجيبة أن معظم المهام الغير مستعجلة (وغالباً تؤجل وترتحل معي من عام لأخر) قد أتتمت نصفها بعد اعتمادي على استراتيجة البطء. اعتقد أنني سأكتب عنها في تدوينة خاصة.