أهلا بكم!
هذه التدوينة ولدت من ورشة عمل قدمتها أكثر من مرّة حول تصميم يومك المثالي وأجد أن إعادة نشرها اليوم فكرة مناسبة للتحضير لتغيير جيّد مع بداية السنة. هناك الكثير من الأسئلة والاجابة عليها والتفاعل معها تقودكم للشكل المثالي لليوم.
قبل البدء
اجلسوا مع أنفسكم لأطول مدة ممكنة واقسموا صفحة كبيرة إلى قسمين وابدؤوا بالكتابة بلا توقف في الجهتين. أحدها يوم مثالي تتمنون عيشه، والجزء المقابل يومكم السيء أو يومكم الحالي إذا كنتم غير راضين عنه. هذا التمرين ملهم ومؤلم في نفس الوقت. لأنكم ستقفون بمواجهة حياتكم الحالية وكل المشاكل التي تعيق وصولكم ليوم مثالي. ومن جهة ثانية ملهم لأنّه سيضعكم على أول خطوة في الطريق إلى تصميم يومكم المثالي.
نصيحتي لكم: احتفظوا بهذه الورقة قريبة منكم وعودوا إليها كلما أضاعت بوصلتكم الطريق. أو فكرتم في إثارة الفوضى في أيامكم.
أسئلة رئيسية:
- كيف تقضون النصف الأول من يومكم؟ كيف يبدأ الصباح؟ سجلوا كل شيء
- كيف تشعرون في الصباح مع هذا الروتين؟
هذه الأسئلة مهمة دونوا كل الإجابات واحتفظوا بها.
تعريفات مهمة:
حتى نستطيع تصور اليوم المثالي لدينا عدة مفردات نستخدمها كلّ يوم، لكن ماذا تعني لنا حقًا؟ وكيف يمكننا تضمينها في يومنا المثالي؟
ماذا تعني لكم: الحرية، النجاح، السعادة، السلام؟
اكتبوا واكتبوا حتى تؤلمكم الكتابة. ستصلون حينها للإجابة الحقيقية.
المزيد من الأسئلة
الفكرة الذكية تقول إننا بحاجة للأهداف حتى نعرف وجهتنا. يمكن أن تكون أهداف أو شروط ينبغي تحققها في يومكم حتى يكون مثالي.
بالنسبة لي اليوم المثالي يجب أن يحقق لي التالي:
- يسمح لي بالعمل بثبات على نجاحي الشخصي والعملي.
- يسمح لي بالتركيز على أولوياتي.
- يحسن من مزاجي وصحتي النفسية والبدنية.
- يساعدني أصمم حياتي المثالية بالكامل.
يمكن أيضًا لهذه الأسئلة مساعدتكم في تحديد تفاصيل أو blocks اليوم المثالي:
- ما هو الشيء الذي إذا حققته في هذا اليوم سيكون ناجح؟ ما هو الهدف الأساسي من اليوم؟ ما هو الشيء الذي سألتزم به لإنجاح هذا اليوم؟
- ما هي الثلاثة أشياء الأخرى التي أرغب بتحقيقها بالإضافة لهذه الأشياء الأساسية؟
- ماذا سأقدم لصحتي اليوم؟
- كيف سأنهي اليوم؟
- كيف سينشط دماغي اليوم؟
- كيف ستنمو ثروتي اليوم؟
- كيف استمتع بهذا اليوم؟
- مع من أقضي وقتي؟
- ما هو الشيء الذي انتظره اليوم؟
- ما هي المشاعر التي أودّ الاحساس بها هذا اليوم؟
قد تفاجئون من قوة الأسئلة عندما تحاولون الإجابة عليها بصدق وتركيز. كل ما تحتاجون إليه لتخيّل يومكم المثالي وتصميمه اسئلة والمزيد منها. مثل اختبار طويل تجمعون إجاباته وتضعونها في جدول حقيقي!
الآن اللحظة الأهم ومجموعة الأسئلة الأخيرة لتصميم يوم مثالي:
- ما هو أول شيء تقومون به؟
- ما هي طقوس الصباح التي تشعركم بأنكم في راحة، وقوة، وتركيز وسعادة؟
- ما هو فطوركم المفضل وأين تتناولونه؟
- ما هي المهام التي تعملون عليها أول الصباح؟
- وجبة الغداء؟
- متى ينتهي يوم العمل؟
- كيف ينتهي يوم العمل؟
- كيف تقضون المساء؟
- وجبة العشاء؟
- ما هو روتينكم المسائي قبل النوم؟
- متى تنامون؟
- ما هو آخر شيء تفكرون فيه قبل الغفوة؟
أجوبة هذه الأسئلة هل أنتم راضون عنها الآن؟ هل تمثل يومكم المرغوب؟ إذا كانت الإجابة لا! يجب البدء بالعمل عليها الآن.
مفهوم Minimum effective dose أو أقل جرعة مؤثرة
هذا المفهوم المدهش غيّر حياتي! وتحدثت عنه باستفاضة في هذه الحلقة من بودكاست قصاصات.
طبقت هذا المبدأ مع كثير من الأشياء، من النوم للقراءة للرياضة وتحضير الوجبات. في مجال النوم مثلًا، أعرف أن جسمي ينال كفايته عند سبع ساعات يوميًا. وفي فترة ما كنت أعطيه المزيد بين قيلولة طويلة أو نوم باكرا واستيقاظ متأخر. الكسل يجرّ الكسل ولم استفد من النوم الزائد الذي ظننت بأنه سيجعل يومي أفضل. استبعدت فكرة القيلولة تمامًا إلا في الأيام التي لم أنل كفايتي من النوم ليلًا. أنام حتى أوازن الرقم فقط ولا أزيد الجرعة.
بالنسبة للقراءة كنت أقضي عدة ساعات يوميًا في حياة أخرى وعمل مختلف. لكن اليوم مع كثرة الأعمال ولأن يومي المثالي كما تصورته لا يقتضي الجلوس طويلًا للقراءة في كتاب. أصبحت آخذ جرعتي المؤثرة من مقالات أو مدونات، وأقرأ قليلًا قبل النوم. كلما حاولت الضغط على نفسي وزيادة الجرعة اكتشف بأن الأمر خالٍ من المتعة، لذلك اكتفي بالقليل المؤثر.
بالنسبة للرياضة، كل مرة عندما أبدأ من جديد أدمر نفسي بالالتزام بنشاط مرهق أو تجربة تمارين صعبة لا تناسبني، هذه الجرعة الزائدة حرفيًا تتركني لأيام اتحرك بسهولة أو أفقد شهيتي لممارسة الرياضة من جديد. لذلك بدأت منذ عدة أشهر بتمرين بسيط: المشي لعشرين – إلى ثلاثين دقيقة. استعدت لياقتي واستمتعت وتحركت يوميًا لضمان تحقق صحة مثالية. الآن أدخل تمارين شيئًا فشيئا وبدرجة قليلة ومؤثرة.
بالنسبة لتجهيز الوجبات، هناك فترات يتاح لي الكثير من الوقت والمزاج لتجهيز ثلاث وجبات يوميًا لبداية الأسبوع. العمل مرهق جدًا وعادة يحدث مساء السبت بعد عطلة نهاية أسبوع مزدحمة وليلة العودة للعمل. صحيح أن تجهيز الوجبات ناجح وممتع لكنني استيقظ يوم الأحد متعبة، وأحيانا من جهة أخرى أغير رأيي خلال اليومين التالية وتصبح الوجبات غير مغرية وشهية. لذلك وجدت أن أقل جرعة مؤثرة تكون بتجهيز الوجبات خلال الأسبوع كل يوم بيومه: انقع الشوفان لفطور الغدّ، أحضر العشاء وآخذ نصفه ليكون غدائي في اليوم التالي. أو أجهز سلطة غنية من الليل وآخذها في اليوم التالي غداء وهكذا. وفرت جهد ووقت وغذاء. بعد هذا الشرح المستفيض فكروا في جرعتكم المؤثرة، كيف شكلها؟ وكيف يمكنكم تقليل الجهود التي تضيع في أيامكم حاليًا؟
رسالة من المستقبل
أحببت العمل على هذا التمرين جدًا!
اجلسوا للكتابة كما تحبّون. اكتبوا رسالة من المستقبل ترسلونها من يومكم المثالي، سرد حقيقي وإن كان متخيل. لا تبالغوا في المثالية، ولا تضعوا نفسكم في مكان لا تنوون العمل للوصول إليه. احتفظوا بالرسالة لتعودوا إليها لاحقًا. هل ستصلون ليومكم المثالي؟
الدعم السخيّ
اليوم المثالي لن يتحقق بشكل مجاني.
هذه حقيقة ستعرفونها وأنتم تخططون له. لكن ما هي الخطة المالية المرافقة لهذا اليوم؟ تريدون قهوة شهية بقيمة مناسبة وترغبون بالتوقف عن شراء القهوة يوميًا؟ ضعوا مبلغ جانبي لشراء عدة تحضير جيدة. تريدون التمرن في المنزل بنادي مجهز لتوفير الاشتراكات الضائعة؟ ضعوا ميزانية لعدة رياضة وملابس مناسبة. ترغبون في النوم بشكل أفضل ليلًا؟ غيروا سريركم.
العقبات والعثرات
عند تصميم يومكم المثالي لا تنسوا نقطة العقبات التي ستعترض طريقكم. لا تنسوا إخفاقاتكم الشخصية أيضًا. تخيلوا السيناريو المثالي والسيء في نفس الوقت. ما هي الصعوبات؟ كيف يمكنكم تفاديها؟ هل هناك أشخاص تطلبون مساعدتهم؟ هل العقبة العمل من المنزل مثلًا؟ كيف يمكن لأفراد العائلة مساعدتكم؟ هل الصعوبات شخصية؟ كيف تقاومون شكوككم؟ كيف تعلمون أنفسكم على الصبر والانتظار؟
استمروا في تخيل العقبات وضعوا أمامها الحلول لتكون انطلاقتكم أفضل.
ضبط الجودة والتقييم المستمر
مهمّتكم لا تنتهي مع رسم اليوم المثالي فقط. بل تمتد لمراقبة جودة حياتكم بشكل مستمر. هناك عبارة مهمة ينبغي تذكرها: ما لا يمكن قياسه لا ينجح. أنتم بحاجة لخطوط عريضة وأهداف تتابعون من خلالها نجاح يومكم وحياتكم. اليوم المثالي يمكن أن يصبح تقويم مثالي، حياة مثالية، إجازة مثالية. والحياة ستكون أبسط وأكثر متعة إذا خططنا تفاصيلها بما يتلاءم مع رسالتنا وهدفنا الأعظم.
أبدعوا، ألهموا، وغيّروا العالم.
.
.
Painting by Pierre Bonnard – Young Woman Writing
.
.
تدوينة مفعمة بمبادئ حياتيّة مذهلة، متيقنة من أنني حين أطبقها سأحظى بالكثير من الرضا والتوازن! سأبدأ ذلك حقًّا. شكرًا هيفا، دائمًا تبسّطين أمور كبيرة للعيش أفضل، أو بالأصح.. لنكون أفضل.
Beautiful
فكرة جميلة سأجربها وأعود لاحقاً
إن رسم كروكي ليوم مثالي يجنبنا العبثية والعشوائية ويقلل من الهدر في الوقت والموارد والجهد..
أرتب يومي اليوم لتترتب حياتي كل يوم..
دمتم بود🌸