هل تنبهتم من قبل لأجهزتكم القديمة وكيف تبدأ أعطالها بصورة غرائبية قبل شراء جهاز جديد؟ عندما تعيدون شحن الجهاز أكثر من مرة في أقل من عدة ساعات. ويبدأ بحذف الصور والملفات عشوائيًا وبلا إذن منكم. كنت دائمًا ألحظ هذه الحالة، ولا أدري حتى اليوم هل هي تحدث بسبب نيتي في الشراء وانتباهي للسلبيات والمشاكل التي صبرت عليها قبل تلك اللحظة. أو أن جهازي يثور ويغضب ويبدي امتعاضه بطريقته الخاصة.
خلال الأسبوع الماضي تمددت عتبة الدرج الأخيرة في بيتنا، ربما استطالت قليلًا للأمام أو مالت للجهة اليمنى. الأكيد أننا أصبحنا نتعثر أكثر. ونجونا كلنا والحمد لله من انزلاق وشيك. العتبة الرخامية لم تتغير ولم نجر عليها أي تعديلات خلال سنوات سكننا الثلاثة. تعثر والدي الجمعة الماضية والتوى كاحله وهو الآن في الجبيرة في الدور العلوي. وأنا أفكّر هل بيتنا يثور؟ النوافذ غاضبة، ففي أقل من أربعة أيام خدشت كفي اليسرى، وتسببت بجرح غائر، ومقابض الأبواب تتحرك من مكانها لتلتقط قمصاننا وتعيدنا خطوة للوراء.
هل أبالغ في انتباهي؟
ونحنُ نتناول وجبة العشاء منتصف الأسبوع، رنّ جرس المنزل مزلزلًا الصالة! هذه المرة الأولى التي نسمع فيها نغمته منذ العام ٢٠١٦. سكننا المنزل، وسعدنا بتقنية فتح الأبواب بالأزرار الكهربائية، واستقبلنا خبر وصول ضيوفنا بصوته، لا برسائل قصيرة على الجوال: نحن في الخارج، افتحوا الباب، هل أنتم هنا؟ جرس بيتنا يرنّ منذ منتصف الأسبوع في أوقات مختلفة من اليوم، في الثالثة صباحًا، وبعد الظهر، وفجأة قبل صلاة الفجر. هل من زائر؟ لا طبعًا. الجرسّ يرن بأثر رجعي، يستعيد كلّ الرّنات الفائتة. لم احتمل صوته الذي يخترق أحلامي في منتصف الليل وآخره، وعزمت البارحة على انتزاعه من الجدار حتى وإن تسببت بعطل كهربائي شامل. أمام الصندوق الإلكتروني للجرس استجمعت قوتي العضلية وانتباهي وجربت ضغط بضعة أزرار لم تساعدني. في زاوية الصندوق زر صغير جدًا يقفل ويفتح، ما إن حركته لليمين حتى انطفئت الشاشة تمامًا. أطلق الجرس صرخة أخيرة مقتطعة قبل أن استوعب أن هذا الزر يوقفه للأبد. عدت للنوم ولم أفكر. لكن الصباح جاء باستنتاج مهمّ: بيتنا يثور لأننا بدأنا البحث عن مسكن جديد، لقد سئمنا المساحات المؤجرة. وأتمنى بصدق أن تبدأ السنة الجديدة بخبر طيّب حول هذا الموضوع.
Photo by Jan Antonin Kolar
.
.
.
لا أظن انك تبالغين أنا ايضا تحدث معي مثل هذه المواقف😊 مثلا عندما كنت أفكر في شراء هاتف جديد وكنت دائما اتحدث عن الموضوع وان هاتفي أصبح قديم فجأة و بدون مقدمات انطفأ القديم وخسرت الكثير من الافلام و الصور والكتب .. كذلك كانت لدينا ثلاجة تشتغل بدون تبريد وما إن اشترينا اخرى جديدة حتى رجعت القديمة تشتغل ولا كأنها كانت عاطلة
قصص الأجهزة غريبة دائمًا، تشجع شكوكي بأن لها روح وحياة منفصلة
امين امين ياصديقتي .. أتمنى لكم بيت فسيح جميل يدخله النور وهذا النور يخترق أرواحكم الجميلة
اتمنى ان تجدو ضالتكم و تسكنون في بيت جميل واسع يليق بجمالكم.. شكرا ع التدوينة الممتعة
آمين يا حبيبة
هناك قول بهذه المناسبة، بالفعل يُقال بأن الجماد يشعر، أتصدِقين؟
و الدليل في قوله: “فأبين أن يحملنها و أشفقن منها”، و لكن طريقة شعوره يعلمه الله سبحانه و تعالى.
أحببتُ هذه التدوينة جدًا، جدًا❤️️
سبحان الله 😌
شكرًا لقراءتك أسماء
سبحان الله.. بيوت الإيجار ترين فيها عجائب الدنيا
من حنفية تشرشر أعييت كل من يحاول إصلاحها.. حتى تمديد الغاز… الله يفرجها و تلاقي بيت ملكية خاصة فيك..
آمين
شكرا لك
حدث معي امر شبيه هذا العام
عندما سئمت من لاب توبي برغم من انه فنياً كان يعمل بسرعة البرق إلا انه هيكلياً بدأ في التحطم والتلحطم وأصبحت مشاكله في ازدياد، وعندما تفكرت وجدت ان النية التي أضمرها بالحصول على آخر أصغر يسهل علي حمله والتنقل به، قد أدَت إلى كثرة تلك المشاكل.
وفعلاً قمت باستبداله بآخر أحدث وأصغر.
الله ينولك الي بخاطرك هيفاء 🙂
آمين
شكرًا فاطمة
حدثت لنا قصة مشابهة في أيام الحجر ثلاثة أجهزة منزلية بدأت بالتعليق ثم النهاية لم تعد تشتغل وبشكل مفاجيءوتم استبدالها بالكامل وكانت بالتدريج وكنا نقول هي تشعر ببعضها وكل واحد يقول بقى أنا ليش ما اتغير:)
سعيدة بهذه التدوينة الخفيفة مثلك هيفاء دمت بخير ♥️