مساء الخير.
آخر تدوينة هنا كُتبت قبل ثلاثة أشهر بالتمام، ويومين. آخذ من وقتي عدة دقائق يومياً لأفكر في شيء يستحق الكتابة، حياتي تركض على دولاب منذ أغسطس الماضي، وكل يوم هو أربعة فصول كاملة. كل ما يحدث يستحق التدوين، لكنني لا أملك التركيز لتسجيله هنا. حصل ما كنت أخشاه والتهمت وظيفة التدريس حياتي بالكامل على الأقل خلال الشهر الأول من العمل ومحاولتي لاستيعاب كلّ شيء في إطار وقت ضيق. مدرسة جديدة، نظام جديد، وعشرات القوانين التي لم تكن موجودة في ذاكرتي التعليمية. واليوم ما الذي استجد؟ فكرت في الكتابة عن محاولتي لاستعادة حياتي التي اختطفها العمل. في البدء كان التخلص من القيلولة مؤلماً، كانت وسيلتي الوحيدة لاستعادة نشاطي لما تبقى من اليوم. واكتشفت –كالعادة- أنني استطيع فعل المزيد عند تجنبها. مشاهدة التلفزيون والجلوس مع العائلة، الخروج خلال أيام الأسبوع والمحافظة على حياة اجتماعية صحية. لقد تعرفت على قدراتي الجسدية الكامنة خلال رحلتي القصيرة لنيويورك. كنت استيقظ قبل الفجر، أتناول الفطور في السادسة والنص تقريباً وانطلق للمشي واستكشاف المدينة ولا أعود لمسكني حتى السابعة مساء للنوم من جديد، لم تكن القيلولة مهمة!
التغيير الثاني: تحضير الدروس بالكامل خلال نهاية الأسبوع وصنع خطة بديلة في حالة تعثر أداء الحصص أو فوجئت بتدني مستوى الطالبات وصعوبة الدروس التي أعددتها لهم. لم تعد مفاجآت الأسبوع متعبة، كل ما فعلته هو قراءة بعض النقاط والاستعداد للإلقاء في اليوم التالي.
التغيير الثالث: قررت تطبيق فكرة الـ 20% التي عملت بها شركة غووغل قبل سنوات. يسمح للموظفين باستخدام 20% من وقتهم خلال أيام العمل لمتابعة شغفهم والعمل على مشاريع تهمهم ويبتكرونها والتعلم كذلك. إحدى الأفكار العظيمة التي ولدت من الوقت المستقطع هذا: بريد جيميل الإلكتروني. غيرت في الفكرة لأعيد توزيع وقتي. أعمل يومياً لـ 8 ساعات، وأقضي 8 ساعات في النوم ليلاً، يبقى 8 ساعات في اليوم للخروج، لتناول الطعام، للرياضة، للجلوس مع العائلة ومشاهدة برامجي ومسلسلاتي المفضلة. 20% من الثمان ساعات = ساعة ونصف. ساعة ونصف خصصتها يومياً للعمل على شيء يهمني ويغذّي شغفي. عدت للقراءة بتركيز أكبر، مشاهدة مقاطع الفيديو التعليمية، واللحاق بما فاتني من مستجدات خارج نطاق عملي اليومي. بهذه الطريقة تخلصت من عقدة الشعور بالذنب تجاه نفسي والأشياء التي أحبها، أصبحت استقبل يوم العمل المنهك بطاقة أكبر ويقين أن ما بعد الثمان ساعات هذه رحلة ممتعة وشيء جيد أتطلع إليه.
الالتزام بهذه التقسيمة الجديدة للوقت ساعدني في المحافظة على جدول نوم ثابت، لأنني ببساطة لا استطيع التفريط بأي دقيقة. التغييرات أعلاه ساعدتني في الجلوس وكتابة التدوينة اليوم. فكروا في استخدامها واستمتعوا بالنتائج.
مخرج
أقرأ في مفكرة خوسيه ساراماغو واستوقفني المقطع التالي الذي ذكرني بشعوري تجاه مدونتي والكتابة: “مللت من الاستماع إلى نفسي. فما قد يبدو جديداً للآخرين قد تحول مع مرور الزمن إلى حساء أعيد تسخينه.” لكنه يعود ويقول شيء جميل “أعانق الكلمات التي كتبتها، أتمنى لها عمراً طويلاً، وأستأنف كتابتي من حيث توقفت.”
وهكذا سأفعل!
في كل مره تكتبين هناك شخص يقرا ويبتسم ويشعر بالحماسة تجاه الحياة.. هذا الشخص اسمه نوال ❤️
يا أهلا نوال :*
أحبك والله.
أعاني من نفس المشكلة على الرغم من أني أحب شغلي إلى أني بدأت أشعر بالملل واعتقد ان السبب يرجع لانشغالي عن القراءة في السابق كنت اقرأ ٥٠ صفحة باليوم😔
أخت هيفاء صار لي شهر أحوس في مدونتك عجبتني افكارك وطريقتك في تدوينها وبعد عجبتني الموضوعات المطروحة.. موفقة🌹🌹
انفال- الكويت
أهلا أنفال : )
توقفي عن الشعور بالذنب وبتلقين وقت وتستمتعين. هذا الي صار معي تماماً، مرت أسابيع بلا قراءة لكني ركزت على عملي وانتاجيتي وإني استمتع بأي طريقة. وفجأة لقيت نفسي رجعت للقراءة والكتابة.
ابتسمت اول ماوصل الايميل يبشرني بتدوينه ❤️
هالفترة اعيش في دوامة من الفوضى وكثره المهام الشي الوحيد اللي احتاجه هو التحكم .. تدوينتك جت بوقتها .
نحبك هيفاء ❤️
وأنا أحبكم أمجاد : )
أتمنى تفيدكم وتنطلقين منها.
اشتقنلك ياهيفاء :))
وأنا كذلك.
شكرا إيناس ♥
افتقدنا تدويناتك..
الوقت الذي استخلصه لنفسي من ركام العمل وواجبات الأسرة يصعب علي استغلاله وكأنه يتسرب مني دون التنبه له، تدويناتك توقظ في النباهة لتلك اللحظات فهي الأثمن.
وأنا افتقدتها : )
صحيح ما قلته، هذه اللحظات هي الاثمن وهي التي تعينك على تجاوز لحظات الروتين والجمود في العمل.
مدوّنة حلول و الهام و خير واشياء اخرى جميلة
شكرا عبدالمجيد : )
عودة حميدة,
الجميل في أسلوب تدوينك هو سلاسة الانتقال من فكرة لأختها ..,
و ذاك التناقض الموجود في عبارة “خوسيه ساراماغو” لمسني بشدّة.. لأنني فعلا ً أعاني من هذه المشكلة أمام كل صفحة بيضاء . سواء كان ذلك في مدونتي , أو كان ضمن جنبات الرواية التي بدأت كتابتها منذ فترة لم أعد أذكرها حقا ً !
و كنت قد توقفت عن التدوين لفترة طويلة ( و إن لم أكن قد توقفت عن الكتابة بشكل ٍ نهائي,لأني حينها قد أختنق ) . ثم جاءني خاطر ذات مرة : هناك من إعتاد البحث عمّا أكتبه , بل و انتظاره , أين ذاك القارئ ؟ هل يعقل أنه ما زال ينتظرني حتى الآن ؟ ( كما أنتظر الرسول محمد ذاك الذي عاهده على اللقاء , لثلاثة أيام في نفس الموضع ) .
لذلك فقد عُدت . لأكتب . أما عن الشغف القديم , فقد مات ..
و لكن كما قلت ِ :ليست الحياة أكتشاف أنفسنا , بل أختلاقها ..
لذلك , سأختلق شغفا ً جديدا ً , لأكتب عنه , و لأحياه , و ليشكّل شخصيتي في النهاية .
شكرا ً لأنك تُلهميننا .
أهلا طارق،
وكأنك أوجزت مشاعري تجاه التدوين والمدونة.
التغيير والتنقل هو علاجي، في كل مرة.
بدأتُ أحُسُ بشكلٍ ملموس أن وتيرة الحياة تتغير، بدأتُ أدرك أن هذا الإحساس ينمو مع تصاعد السنون ..
نحنُ متقاربتان في العمر يا هيفاء وأجزم أننا بتنا أكثر حرصاً على الإمساك بالفرص، بتنا نقدر الوقت وندرك أهمية الأشياء العادية كانوم والطعام والقراءة وحتى الرقص !
أجزم الآن أننا يجب أن نتحلى بالمرونة حتى نظل مواكبين للسرعة الرهيبة لهذا الجيل، أنا الآن أقرأ بصمت، أعمل على عدة مشاريع بتركيزٍ أكثر، أكتب أمثالنا الشعبية في نوتة خاصة، أحاول إتقان القرصان والعصيدة، أتعلم لغة، وأستعد لحكاية تجربتي العتيقة في القراءة بصوتي المهتز لنادي نسائي… أتمنى مقابلتك كذلك ياهيفاء من ضمن الخطط الصغيرة لهذا العام..
لاعيب أنني أكبر، الضرر الأكبر لو تجاهلتُ هذه الحقيقة …. أيامك سعيدة 🙂
هيفاء المُلهمه ..
أفكارك جميله جداً
you are my god mother.
لا أعرف كيف أشكرك على تدويناتك التي أعتبرها “حبة بنادول لمقاومة الحياة”
فعلاً انا في الفتره الأخيره بدأت الإنقطاع عن رياضتي المفضله ولكن ما يزيدني ألماً هو أنني واقف بلا قوه كي أعود مستأنفاً “حياتي” وهواياتي .
ولكن هذه التدوينه بفضلك هي إستئناف للحياة بتعبير آخر .
ماتتحدثين عنه يشبهني تماماً !
طاقتي تنفذ خلال اليوم الدراسي
ولكن في السفر اخرج من الصباح الى المساء بكل نشاط
لازلت في صراع مع نفسي انجح احياناً وتاخذني الغفوات اللذيذه احياناً اخرى
شكرا
هيفا!
عندما يزورني الشعور بالذنب او الاحساس باللا جدوى ولا اجد ما يساعدني لاكتب الجأ دائما لمدونتك واجد فيها ضالتي. بين حروفك اجد نفسي وكل شخص يصارع مع الوقت ويحاول ان يرى الجمال من حوله وسط زحمة الحياة. تدويناتك تذكرني انه طبيعي للانسان يتعرض لضغوط عمل وصعوبات وطبيعي يوقف ويحس انه عاجز وطبيعي ضميره يأنبه انه مقصر في حق الناس الي حواليه في حق نفسه، المهم ان نتنبه لهذه الامور ونحاول نحلها. بالنسبة لي الكتابه من اجمل الوسائل التي تساعدني افهم وضعي ايش و ماهي الخطوة المقبلة لتخطي المشاكل الحالية.
شكرا لك هيفاء