هذه التدوينة محاولة لمساعدة نفسي ومساعدتكم في استعادة زمام أمور حياتنا. أرتب نفسي جيداً ثم أعود للفوضى قبل الاستفادة الكاملة من الترتيب. لماذا؟ لأنني لا أدير نفسي بصورة جيدة. تشغلني فكرة ما وتؤرقني لأيام، ثم أبدأ بقراءة كتاب ضخم يسرق كل ما بقي من وقتي، وفي العمل انهمك في مهمة واحدة لانجازها في الوقت. ثم اكتشف بأنني لا استريح ولا استمتع وعملي لا ينجز بالصورة المثالية التي أتمنى. أريد أن أفرغ ساعات الصباح الأولى من جديد، وأعدّ وجباتي بانتظام وأقرأ ولا انقطع عن المدونة. هذا ممكن وليس مستحيل كما تصورت.
الشيء المريح في الموضوع أنّ العظماء يعانون من الفوضى مثلنا، يعانون من انعدام الانتاجية ومن الروتين القاتل. لكنّ البشر يتفاوتون في تعاملهم مع هذه العوائق. كيف تصنع نسختك الأفضل؟
ترجمت عدة نصائح من قراءات مختلفة وجربت للمرة الأولى اعداد انفوجرافيك من الصفر حول الموضوع. لا أنسى أن أطلب منكم المشاركة بنصائحكم التي ستفيد القرّاء هنا.
١– افعل الأشياء التي تجيدها واستمتع بها.
ما الذي تجيده؟ البحث، المفاوضة، القراءة، الصبر، الاستيقاظ المبكر. ما هي أكثر الأشياء التي تجيد فعلها في الحياة وتخصّك. الآن وقد عرفت هذه الأشياء أو الجوانب من شخصيتك جد مكاناً في حياتك اليومية واستفد منها سواء لنفسك أو في عملك.
٢– تعرف على لحنك الداخلي.
نقوم بفعل الأشياء بطريقة مختلفة. أنا أقرأ بسرعة مختلفة عن أختي أو والدتي، أشاهد المسلسلات بسرعة مختلفة عن صديقتي وانجز عملي كذلك. هذا هو “لحني الداخلي” يصبح أحيانا سريعاً ويبطئ في أحيان أخرى. عليّ فهم اللحن واستيعابه حتى اتمكن من صنع نسختي الأفضل. كيف؟ أراقب لحني الداخلي خلال الأسبوع وأعرف متى يكون مناسباً لفعل الانشطة المختلفة. لا أكدّره ولا استعجله. هل انتاجيتي أعلى في الصباح؟ أضع المهام الصعبة هناك. إذا كان عملكم مرناً ومهامه الأسبوعية متوقعة جرّبوا تصميم الجدول كي يتوافق ولحنكم الداخلي.
٣– ضع خارطة للطريق.
لا يمكنك الوصول لنقطة ما إذا لم تعرف اتجاهك. أحيانا نشتغل بالنتيجة النهائية المطلوبة منّا ونفقد التركيز على الكيفية التي نصل بها. ننتهي من الأعمال الفورية والمستعجلة ولا نقف قليلاً لنفكّر: هل هذا مهمّ الآن؟ وهذا بالطبع ينقلنا للجزء الضروري من التخطيط: تحديد الأولويات. اكتب قائمة أولويات لكل جانب من حياتك ورتب لها التفاصيل بما تراه مناسباً. صنع الخريطة سيقودكم بسهولة لنسختكم الأفضل.
٤– استثمر في نفسك.
شيء يجب أن نأخذه على محمل الجدّ. أثمن استثمار يمكننا العمل عليه، هو استثمارنا في أنفسنا. تطويرها، الاهتمام بها، وطبعاً، الوصول للنسخة الأفضل. أين تريد أن تكون بعد خمس سنوات؟ هذا السؤال ومهما بدا كليشيها مستهلكاً إلا أنه بوصلة لا يستهان بها ويعيدنا للفقرة السابقة “خارطة الطريق” وأهميتها للوصول.
٥– اعرف محفزاتك.
إدارة نفسك بكفاءة تتطلب منك معرفة ما الذي يدفعك للأمام. ما الذي يقدح شرارة العمل فيك. معرفة هذه المحفزات يساعدك في زيادة أداءها، وإطالة مدة أثرها إن أدرت. وسواء كانت سلبية أم ايجابية يستحسن التعرف عليها باكراً. اكتب قائمة بمحفزاتك المختلفة وفكر كيف يمكنك الاستفادة منها في أي مجال من مجالات حياتك.
٦– كن مبدعا خلاقاً.
من المدهش أن تحافظ على ذهن نشط وأفكار خلاقة كل يوم. الموضوع لا يأتي بسهولة وبلا جهد. يحتاج إلى وقت وترتيب حتى وإن كان في كثير من الأحيان عفوياً. احتفظ بدفتر أكتب فيه كل الأفكار الصغيرة المتطايرة لحين الحاجة إليها. أعود إليه وأعدل وابتكر أو ببساطة اسهب في الحديث عن فكرة ما.
في الفترات النشطة من التدوين أعود لذلك الدفتر واهتم به كثيراً. المزيد من الأفكار التي تضيفها للدفتر مثل مظلة في أيام المطر. اتركها مخبأه واستنجد بها عندما يغفو الابداع لسبب أو آخر. أقرأ أكثر، أشاهد لبرامج منوعة، وأغير قائمة الموسيقى. هذه أشياء أخرى تصنع مني نسخة أفضل كل حين.
٧– تفاعل مع أولوياتك بالشكل المطلوب وفي الوقت المناسب.
نقول بأننا مشغولون في أحيان كثيرة والحقيقة أننا لا نحسن إدارة الوقت أو اجلس واكتب قائمة بالأولويات ثم أضع أمامها الوقت المخصص لكلّ منها. هكذا، أرى الوقت المناسب للجميع ولا يخرج عن جدولي أحد. سأصاب بالدهشة بالتأكيد عندما اكتشف بأن الكثير من الأشياء التي أخصص لها الوقت ليست على قائمة أولوياتي.
أريد لهذه النسخة الأفضل أن تنجح، سأحاول.
التدوين عندي يعتبر دايماً افضل وسيلة تذكرني اني لازم اعرف نفسي اكتر و اكون افضل، يرتب اختياراتي و اهدافي بشكل كبير.
like a self-service therapy session
فعلا سماهر،
اشتاق كثير للتدوين عن مواضيع شخصية لأني أعرف كيف تترك أثرها بنفسي.
تدوينه مميزة
أعجبني الانفوقرافيك فالصور هي العامل المؤثر لتذكر الأشياء بالنسبة لي
بالنسبة لي أضيف على كلامك
بخصوص ترتيب الأوليات أصبحت أكتب المهام المتطلب إنجازها بالأرقام ١ مستعجل ٢ يمكن تأجيله ٣ للمستقبل
وساعدتني كثير لمعرفة ماذا أبدأ
شكرا هيفاء
أهلا : )
حبيت الفكرة ، شفتها أول مرة على شكل نوتة ملاحظات عليها ارقام 3،2،1 واستغربت عن معناها ولما بحثت اكتشفته.
بالنسبه لي عامل التحدي مهم جداً في تطوير انفسنا
رغم انه قد يصيب البعض بالأذى النفسي.
إلا أنه إذا فهم حق فهم يكون عامل لتحفيز
دائما فهمك لنفسك بيساعدك في اكتشاف أهم مفاتيحها، وفي بعض الاحيان الي يضبط معك يؤذي غيرك وهكذا.
أسعد الله صباحك ♡
لدي سؤال أو إن صح التعبير أطلب منك توجيه بسيط إن تكرمتي ..
فترة نشاطي و انتاجيتي تكون في أوآخر الليل أي من الساعة ١٢:٣٠ تقريباً و حتى الثالثة والنصف فجراً ، أنام و يستوجب علي الاستيقاظ للعمل في السادسة و النصف و أعود في الثالثة ثم أنام حتى السابعة و النصف ليكون الوقت مجزء بين اجتماع عائلي أو الخروج لقضاء الحاجيات وتمضي الأيام هكذا ، لكن يلازمني شعور مزعج تجاه استغلالي الخاطيء للوقت و الصعوبة التي أواجهها لتنظيمه و الرغبة في سد الجوع المتواصل للراحة و النوم ، لذا هل يمكنني الحصول على وقت كافي للنوم دون أن يؤثر هذا على انتاجيتي ، أو بشكل أبسط هل توجد خطة قريبة من الخطة القديمة و فعالة أكثر في نفس الوقت ؟
و أريد أن أضيف أمراً كان لابد من قوله منذ وقت و هو أن مدونتك باتت مرجعاً مهماً بالنسبة لي ، منذ سنوات و أنا أتابعك دون أن أعيد لك طاقتك النافذة إلى رأسي -بشكر- في كل مرة أقرأ فيها تدوينة لك أو استمع إلى قصاصاتك الصوتية.. لذا شكراً لكنها كبيرة جداً ، كبيرة لدرجة أنها تتسع لكل تلك الأيام التي استسقيت فيها منك .
شكراً هيفاء من قبل و من بعد .
اعتذر لتأخري بالرد،
قيلولتك طويلة كما لاحظت، كانت لدي نفس المشكلة. وقللت وقت القيلولة إلى ساعة بالكثير. جربي تقاومين النوم واجبري نفسك على الاستيقاظ والقيام بأي نشاط سريعاً، حتى نومك سيكون مبكراً بدون تعب. جربي هذا التغيير في البداية وستلاحظين تغير كل شيء بعده.
اشكرك يا نهال على كلماتك الطيبة ومتابعتك، واعتذر مرة أخرى لتأخري.