“…صحيح حقاً أنّ الكتب يمكن أن تتغير بمرور السنين ليس أقلّ من تغير الأشخاص بمرور الوقت، ولكن الفرق هو أن الأشخاص جميعهم تقريبا يتركونك وحيدا لنفسك في نهاية الأمر، عندما يحين اليوم الذي فيه لا يحصلون منك على أي فائدة أو متعة أو مصلحة أو على الأقل إحساس طيب، بينما الكتب لا تتركك. أنت بلا شكّ تتركها أحياناً، وقسم منها تتركه بكل تأكيد لسنوات طويلة أو إلى الأبد. لكنّ الكتب نفسها وإن خنتها، فلن تقلب لك ظهر المجن*، فهي بصمت كامل وبتواضع جم تنتظرك على الرف. ولو طال انتظارها عقودا من السنوات فلن تشكو. حتى إذا كنت فجأة ذات ليلة، بحاجة إلى أحدها، ولو في الساعة الثالثة صباحاً، ولو كان ذلك كتابا تركته مهملا وكدت تمحوه من قلبك سنوات طويلة، فلن يخيب ظنك بل ينزل من الرفّ ويأتيك ليكون معك في أحلك الأوقات. لا يحاسبك ولا يعاتبك ولا يبحث عن مبررات وحجج ولا يسأل نفسه إذا كان ذلك من مصلحته وإذا كنت تستحقّ ذلك وإذا كنت ما تزال تليق به، بل يأتيك فوراً عندما تطلب منه أن يحضر. وهو لن يخونك إلى الأبد.”
* قلَب له ظَهْر المِجَنّ : انقلب ضِدَّه وعاداه بعد مودّة
– “قصة عن الحب والظلام” لعاموس عوز
وأحد أجمل ما في الكتب , أنها تحتفظ لك ِ بكامل أسرارك فيها,لا تنسى لك ِ فضلك عليها أن قراتها يوما ً و مررت ِ بالقلم على صفحاتها.
الكتب تتبع المثل القائل : { مين أستأمنك لا تخونه و لو كنت خاين } .. و هي ليست بخائنة حتى!