تعرّضت كفي اليسرى لحرق من الدرجة الثانية قبل أسبوعين تقريباً. لم أدرك فداحة الحريق فوراً. قمت بإسعاف نفسي على وجه السرعة ثم بدأت بصنع الضمادات المنزلية واستخدمت كريمات موضعية للحرائق ومضادات حيوية. تطور الأمر خلال 48 ساعة وبدأت أصابعي بالانتفاخ، ولم أعد قادرة على ثنيها بشكل طبيعي. هل ذهبت للمستشفى؟ لا طبعاً. واصلت العلاج المنزلي واتبعت نصيحتي التي أكررها دائما: لا تتخلص من الفقاعات التي تنتفخ على الجلد سواء كانت ناتجة من حريق أو احتكاك الحذاء. كانت نصيحة عشوائية لكنني وبعد قراءة المزيد حول الموضوع اكتشفت بأنها ضمادة طبيعية من الجسم تحمي الجلد تحتها وتمتلئ بمواد معالجة. ما إن تتخلصوا منها تصبح المنطقة المصابة التي لم تلتئم بعد معرضة للهواء والجراثيم ومشكلات أخرى. كنت استيقظ ليلاً فزعة إذ كانت حرارة الإصابة تجتاحني كل حين وكأنها حدثت للمرة الأولى. كأنني أمرر كفي على لهب مستمر. نصيحتي الأولى والأهم: تعلموا الكتابة بيدكم الأخرى، يد بديلة، يد مساعدة. بقيت يدي ملفوفة لأسبوع وأكثر. كنت اطهو الطعام، أقطع الخضروات، اقرأ الكتب، أتصفح الإنترنت واكتب الرسائل النصية –وأسجلها صوتياً- للأهل والأصدقاء، خرجت للتسوق، رتبت غرفتي. كل ذلك بيدّ واحدة. وبدأت تأمل نعمة اليدين وتذكرت من جديد عملية استخراج إبرة الخياطة من قدمي قبل عدة سنوات والأسبوعين المريرة التي أمضيتها بلا مشي، بالقفز على قدم واحدة، واستخدام العكاز. لم تكن المشكلة في استخدام يدي في كلّ شيء، لم يصبني تغيير الضمادات بالملل، ولم أتململ من انتظار شفاءها. لكنّني احتجت بشدة للكتابة بالقلم وأصابعي التي تمسكه معطوبة. وفكرت لو أن يدي اليمنى تتقن الكتابة كما أتقنت القصّ والتلوين وكلّ الأعمال الدقيقة الأخرى. أنا بخير الآن، يدي تتحرك بحرية، والجرح في طريقة للشفاء. وأقاوم بشدة العبث بالجرح فهذا ما فعلته في سنّ مبكرة وأدفع ثمنه اليوم بندوبي الكثيرة!
كيف قضيت الأسابيع الماضية؟
-
تخلصت من الـ Jet –lag بعد رحلة نيويورك.
-
الكثير من الاسترخاء وبعيداً عن شاشات الأجهزة الإلكترونية. أنشطة بدينة وتأمل وتمرينات تنفس.
-
أفكر في كتابة تدوينة عن التغييرات الجذرية التي بدأت بها في مايو الماضي على الصعيد الصحّي بجانبيه النفسي والجسدي.
-
عائلتي تبحث عن سكن في العاصمة، وأنا الآن أبحث عن عمل.
-
انتهيت من كتاب “Contagious” لبيرغر وسأفرد له حلقة البودكاست القادمة بالكامل.
-
اطلعت على الأسئلة الجميلة التي وصلتني على بريدي وسأجيب عليها بإذن الله.
-
بدأت بقراءة مذكرات آن فرانك مع أختي الصغرى وحتى الآن مشوّقة، وهنا تدوينة أحبها كثيراً كتبت فيها سهام مراجعة عنها.
-
شاهدت سلسلة وثائقية من بي بي إس “Great Estates of Scotland” تستعرض مساكن تاريخية في إسكتلندا. من يسكنها حالياً؟ ولمحة عنها في الماضي والحاضر ومستقبلها كذلك. أحببت أنّ الوثائقي مختصر لكنه شامل وستجدون روابط لتحميله بواسطة التورنت الحلقة 1،2،3،4 .
-
كرست وقت فراغي مع أختي لمشاهدة الوثائقيات –الكثير منها- . اخترت ذات يوم مشاهدة هذا الوثائقي عن النازيين الجدد، وتبعه مشاهدة وثائقي عن متطرفي اليهود. عرض فكرة التطرف على الجهتين تماماً وشرحت مفاهيم كثيرة مناسبة لعمر الثانية عشرة.
-
شاهدت وثائقيات مهمة عن التغذية والصحة وقد أفرد لها تدوينات خاصة اذا سمح الوقت وهي بلا ترتيب: Fed Up –Hungry for Change – Fat Sick and Nearly Dead.
-
انتهيت من قراءة عدة كتب بعد جوع قرائي طويل، أحببت منها “حماقات بروكلين” لبول أوستر، ربما هذه الرواية هي مفضلتي الجديدة ضمن أعماله التي اطلعت عليها، بها روح نيويورك الكوزموبوليتانية وشخصياتها الملونة، كثير من فنّ وكتب وصراعات ومناجاة للذات. وفوق هذا الترجمة كانت جيدة جداً. هنا مراجعة مختصرة ولطيفة عنها. الشتاء يقترب وهو موسم قراءة السير الذاتية وكتب المعرفة العامة. سأشارككم اختياراتي عندما انتهي منها.
-
قرأت “مورفين” لميخائيل بولغاكوف والتي تقاطعت مع حياة مؤلفها بصورة غريبة وذكرتني بكثير من تفاصيلها بالمسلسل الذي تابعته مؤخراً “The Knick“.
-
انتهيت من قراءة “البحث عن فلسطين” لنجلاء سعيد، بورتريه لطيف عنها وعن أسرتها المميزة. صراعها من أجل إيجاد هوية حقيقية ووصولها إلى حالة توازن. أحببت التعرف على إدوارد سعيد بعين ابنته بعيداً عن ما يكتبه عن نفسه وعن صورة المفكر الشهير. واكتشفت أننا نتشارك في حبّ راديو نيويورك الكلاسيكي والفول السوداني من شركة بلانترز!
-
تابعت مسلسل “Bates Motel“ وانتهيت من موسمه الأول وتبقى ثلاث حلقات من الثاني الأحدث. مسلسل غرائبي بامتياز ويلعب على الأعصاب. أحاول كثيرا تجاهل فكرة الالتزام بمتابعة المسلسلات لكنني أفشل وأجد نفسي مندمجة بها كثيراً وبعيدة عن القراءة والمهامّ الأخرى.
-
أقاوم نوبات الكسل الضارية والاشتياق لأخوتي بصعوبة، أفشل كثيراً ولكنني لا أيأس. شكراً للصديقات ولعائلتي المتفهمة برغم كلّ شيء.
-
تُكمل مدونتي هذا الشهر: سبع سنوات. سبع سنوات من حبّ التدوين والحفاظ على هدف واحد: التحرر بالكتابة والتنفس ومشاركة المعرفة والمتعة التي احصدها من هذا الكون العظيم معكُم. احتفاء بالسنة السابعة سأحاول تكثيف تواجدي هنا ما استطعت، وشكراً لمتابعتكم الدائمة يا أصدقاء : )
نصير كف ثاني عادي ..،
تو شاهدت صورتك و اشتقت للمدونة ، لتوصيات الكتب .. ثم عرجت هنا لأجد ضالتي ..
شكرا للنصائح و الالهام ، معرض الكتاب على الآبواب ..
و سلامتك مرة ثانية..
الله يسلمك ويخليك <3
وإن شاء الله المعرض يصير ممتع وغنيّ وعقبالنا.
من الأوقات السعيدة عندي نزول تدوينة جديدة لك يا هيفاء. ملهمتي اللطيفة ❤️
وسلامتها ايدك قدامك العافية ❤️
شكراً لك بشاير، والله يسلمك دائماً <3
هيفاء أنت عظيمة جدا ورائعة وتدويناتك جميلة جدا.. ولدي سؤال لو أمكن. ماهي مصادرك للوثائقيات؟ هل هناك مواقع معينة أم ماذا؟ وشكرا
مرحبا فطوم، وشكراً لكلماتك اللطيفة.
بالنسبة للوثائقيات احيانا بحسب اهتمامي ابحث عن موضوع معين واحتاج أعرف عنه أكثر. وأحيانا الفضول يقودني للمشاهدة.
بكل الأحوال دائما ازور هذا الموقع : Eztv.it ، فيه مسلسلات وبرامج يومية أجنبية ودائما وثائقيات من بي بي سي وغيرها. احمّل منه الوثائقيات باستخدام التورنت.
واذا حبيتي مشاهدة مباشرة يوتوب مليء بالمفاجآت وكل ما عليك فعله هو البحث.
جميلة جدآ وملهمة جدآ وتوحشيني كثير ياهيفا❤
كل تدوينه جديدة أراها تصنع يومي وأبقى بانتظار البقيه
لاتغيبي عن القصاصات هيوف
أهلا بك : )
أحاول والله ألا أغيب لكن دائما الانشغال يبعدني وأنا لا استطيع الكتابة إلا بتهيئة ووقت.
شكرا لك على متابعتك واهتمامك
الحمد لله على سلامتك هيفاء.
الله يسلمك ممدوح، شكراً لك
دمتِ بخير يا هيفا وموجودة بكلماتك 🙂
شكرا رنا، الله يخليك : )
تدوينة ثرية كعادتك.
لكن أكثر ما أعانيه فارق اللغة بيننا، فقد غلبت عليك الإنجليزية، ولك عذر في قلة المحتوى العربي، وكون الانجليزية لغة عالمية، وجهلنا المؤسف بهذه اللغة لكن رغم ذلك كنت دائما أنتظر منك اكتشافات نستطيع تذوقها بالعربية.
وسلمت يداك..
مرحبا عبدالرحمن،
أحاول جاهدة دائما الوصول لمصادر ومعلومات مفيدة -عربية- وأفشل في ذلك. غالبا اهتماماتي ومشاهداتي باللغة الانجليزية واعترف بأنني لا أجد صعوبة في ذلك، التدوين هنا هو فرصة لترجمة بعض المحتوى للمتابعين واعطاء فكرة عامة عنه.
بالنسبة للوثائقيات اعتقد أن البحث في مواقع ترجمة الافلام ستعود بالفائدة وستجد بعضا من الترجمات لها.
لو كان وقتي يسمح صدقني ما تأخرت عن ترجمة البرامج التي اشاهدها واضافة الترجمة بالطريقة المناسبة، لكن اتمنى أن يحدث ذلك يوما ما.
شكرا لمتابعتك
مرحبا بعودتك من جديد
سررت عندما علمت بأنك عدتي وبقوة وحماس للمدونة فأنا بشوق دائم
لتدويناتك
سأقول لك معلومة لاأعلم اذا كنت قد سبق ان سمعتيها من قبل
وهي أن لديك طاقة ايجابية بمجرد أن أقرأ تدويناتك تنتقل لدي واكون متحمسة لانجزأ
أكبر قد من المهام المتراكمة
متحمسة جدا لمشاهدة الوثائقيات
وكتابة افكار للمذكرات اليومية وارسالها لك
شكرا لتدوينتك وحمدا لله على سلامتك
أهلا أهلا : )
الله يسلمك وشكراً على هذا التعليق المنعش!
أحاول دائما نشر المشاعر الطيبة كلما وجدتها في نفسي.