أحب الرحلات البرية مع عائلتي، لكنني دائما أشكر الله بأننا لا نسافر سوية كل يوم. لسنا مثاليين طبعاً، نتشاجر، نصمت طويلاً، نعترض، ونمتعض لدقائق ونعود للضحك من جديد. أتذكر أن إحدى صديقاتي عرفتني على مصطلح جديد “تعرض زائد للعائلة” وهذا ما يحدث في الرحلات البرية الطويلة. الحمد لله أن معي قارئي الإلكتروني وكتب كثيرة تنتظر دورها.
انتهيت من قراءة رواية “المنور” لخوسيه ساراماغو، رواية رائعة وممتعة، ولها قصة مدهشة! رواية ساراماغو الضائعة هذه كانت روايته الثانية، كتبها في العقد الثالث من عمره. وضاعت في دهاليز دار النشر لستة وثلاثين عاماً وعندما اكتشفوها اتصلوا به ليرفض أن تنشر بعد كل هذا الوقت. ولكنها نشرت بعد موته. المقدمة التي كتبتها بيلار دل ريو للكتاب ستعرفكم على القصة المدهشة، ولكنني اترك المقدمة للنهاية دائما خوفاً من تدمير أحداث القصة. “المنور” المقصود في العنوان منور البناية التي تسكنها عدة أسر وشخصيات لكل منها قصة. تشتبك الأحداث والصور وتصنع نسيج الحياة اليومية التي التقطها ساراماغو بعينه العجائبية. إذا كانت هذه مصافحتكم الأولى لساراماغو لا تفوتوا “كل الاسماء” روايته الأخرى التي تذكرتها مع هذه القراءة ولا تنسوا “العمى” بالتأكيد.
كانت الرحلة طويلة، بدأت بكتاب آخر سأحدثكم عنه في تدوينة لاحقة بعد أن اقطع شوطاً في قراءته.
الآن في هدوء الغرفة المزدحمة، رأسي مشبع بالكافيين استعدادا لصيام يوم طويل وملتهب في العاصمة. اكتب التدوينة وأفكر، هذه لحظة الهدوء الأولى منذ أيام!
قصة نشر بعض الكتب قد تكون السبب الرئيسي لانتشارها بعد النشر ..
مدونتك جميلة جدا أختي هيفاء .. تمنياتي لك بالتوفيق