قبل سفري للولايات المتحدة الأمريكية بعدة أيام كنت أعدّ فطوري في المطبخ ولاحظت أنّ المقلاة الصغيرة التي استخدمها لقلي البيض في حالة سيئة. الطبقة المانعة للالتصاق تآكلت وبدأت بالزوال، ونصائح السلامة تقول عندما يحدث ذلك تخلصوا منها فوراً. وفعلت، وغادرت. من الأفكار المضحكة التي زارتني قبل النوم وعندما أفكر في بيتنا وما هي أحوالهم؟ أفكر في المقلاة الصغيرة التي تخلصت منها قبل سفري ولم أبلغ أحد. أفكر في بحثهم عن المقلاة والانزعاج الذي قد يسببه غيابها. هل تعرفون ما يمكن أن يقودكم إليه بحثكم المستميت عن أي شيء لتقلقوا بشأنه؟ هذه القصة مثال عليها. والحقيقة أن المنزل بخير وأن أحداً لم يتذكر غياب هذه المقلاة – على حد علمي- .
في رحلتي الأولى للتسوق بعد عودتي لم تغب فكرة المقلاة عن ذهني، وقفت في ممر المقالي وأواني الطبخ لاختيار واحدة، عدة شركات وأعجبتني مقلاة من بايركس. حملتها بسعادة. الفطور أهمّ وجبة في اليوم وأنا بحاجة لجيش من المعدات والمقادير الصغيرة التي تساعدني في إعداده بكفاءة!
وبمناسبة الحديث عن الفطور والبيض لا تنسوا القهوة، لا أنسى القهوة! في سفري جرّبت أنواع عديدة واقتنيت أكياس وأكياس للتجربة والمشاركة. حاولت قدر الإمكان الابتعاد عن المقاهي التجارية ذات السلاسل الممتدة في العالم، وآثرت المقاهي الصغيرة والمنسية. فناجين الاسبريسو وأكواب القهوة التي لا تتجاوز قيمتها الدولار الواحد كانت وقودي. هناك أيضاً بدأت تأملاتي الخاصة وفكرتي عن تغيير طريقة إعداد القهوة اليومية وتجهيزها لنفسي. ما من سبب يمنعنا من شرب قهوة فاخرة كتلك التي نشربها في المقاهي. الخطوة الأولى لتطبيق ذلك متابعة هذه القناة التي وصلت لها بالصدفة ذات مرة، ومن خلالها تعلّمت ما يمكن تعلّمه من أسرار رائعة وسهلة التطبيق. الخطوة الثانية –التي قد لا تكون سراً- اقتناء القهوة المفضلة بعد التحميص وقبل الطحن. وجد الخبراء أنّ طحن البنّ يعرضه للأكسجين وبذلك تتغير خصائص القهوة وطعمها مع مرور الوقت، حتى وإن تركتها في علبة وحفظتها من الهواء والرطوبة. الخطوة الثالثة جرّبت استخدام مقاييس للوزن والحجم لقياس القهوة المطحونة وكمية الماء المستخدمة في ماكينة القهوة. وجدت أنّ القياس المثالي لكوبي الصباحي 30-40 غرام قهوة مطحونة و300 ملل من الماء. والماء يجب أن يكون عذب لتحصلوا على قهوة لذيذة! النتيجة النهائية لإعداد القهوة بهذا التأني تستحق الوقت الذي اقتطعه من صباحي لها. من النصائح المهمة طبعاً الاحتفاظ بمطحنة خاصة للقهوة وعدم استخدامها لطحن حبوب أخرى كي لا تختلط المذاقات. تذكرت أيضاً سؤال عابر لموظف مقهى Gimme! وهو مقهاي المفضل في بروكلين، سؤاله فاجأني لأني كنت اعتقد أن مكائن القهوة بالفلتر متساوية، لكنّه عندما طلبت طحن قهوتي لماكينة سأل: هل لها شكل قمع؟ أم بفلتر السلّة-الدائري-؟ وعندما سألته عن الفرق ضحك مطولاً ثمّ استرسل بشرح الفروق قبل أنّ أشعر بحرج أكبر لجهلي بها. من بين الفروق أنّ الماكينات بشكل القمع Cone Coffee Maker تصنع قهوة بطعم أقوى من ذات السلّة، لذلك فلاترها ومكائنها أغلى نسبياً من ماكينات السلة Basket Coffee Maker. المهمّ من هذا الدرس أنني تعلمت أنّني عندما أطحن قهوتي أو أطلب من موظف مقهى طحنها تحديد نوع الماكينة. تعرفت أيضاً في ذلك المقهى على مجلة مخصصة للقهوة اسمها Roast ويمكنكم الاشتراك بها والاطلاع على أعدادها في موقعهم الإلكتروني. أيضا هنا مدونة تصدر عن المجلة نفسها ومتخصصة في أخبار القهوة كمشروب وصناعة وثقافة عالمية.
دفتر كلّ شيء!
أعاني مؤخرا من فوضى وحماسة منقطعة النظير! تناقضات داخلية سعيدة وحرب مع الوقت وحركة الأرض اليومية. لدي الكثير الذي أودّ عمله لكنني لا أتمكن من ذلك، لأنني ببساطة أحاول حشر كلّ شيء في يوم واحد. ومن الصعب إتقان ذلك خصوصاً إذا كنت لا أعمل في وظيفة يومية حالياً، ولا يوجد ساعات إجبارية تحكم الجلوس والتركيز. كلّ شيء مرتبط بالفضول والمزاج فقط. لديّ مهام رئيسية يومية منها عمل أكاديمي وعمل كتابيّ وبقية ساعات اليوم عائمة حرفياً. أتصفح الإنترنت والتقط معلومات سريعة أو أشاهد فكرة أريد متابعة العمل عليها وتطويرها لكن كل شيء يذهب للمفضلة أو قصاصات ملاحظات الكترونية بين هاتفي المحمول وجهاز الكمبيوتر. لذلك قررت وضع ذلك في دفتر. والعودة للطريقة التقليدية الأصيلة التي لا يختلف الناجحون عليها، اكتب بقلم وعلى ورقة عن الأشياء التي أريد العمل عليها لاحقاً وليس لحظة العثور عليها أو الوصول لها. ما ساعدني على الاقتناع بالفكرة أختي موضي. والتي اعترفت لها بأنني كنت أعتقد أنها آخر شخص أجد عنده نصيحة جيدة لتنظيم الوقت! شاهدت قرب جهاز الكمبيوتر الخاص بها قوائم لا نهائية، وعليها علامات مختلفة. سأدوّن عن تجربتها الرائعة في المرة المقبلة التي أكتب فيها هنا. لكن الآن الحديث عن وضع الأفكار في صورة مكتوبة أو على ورق وكيف أنّني أصبحت أحمل منذ يومين دفتراً كتبت عليه عنوان “دفتر كلّ شيء” لأسجل فيه أي فكرة تعبر أمامي، كتب سأقتنيها أو أقرأها، أفلام سأشاهدها، زيارات، محادثات. . الخ. كل شيء في دفتر واحد بغلاف سميك ليحتمل النقل الكثير والكتابة الأكثر. وضع الأفكار بهذه الطريقة يخلّصني من الشعور بالذنب والقلق جراء هروبها منّي أو نسيانها.
هل لديكم أفكار مشابهة لدفتري؟ شاركوني : )
مدونتكِ رائعة و مُلهمة !..
أما بالنسبة لحكايتي مع الدفاتر فأنا أحتفظ بدفترين لأنني أملك مدونتين ، الأولى للنصوص الأدبية الصغيرة و الأخرى مختصة بالتسويق والأمور التي تدهشني و تجعلني أفكر في الأشياء من منظور آخر وجميل ..
وأحرص دائماً على نقل كل الdrafts التي أكتبها في هاتفي إليهم إلى أن يحين وقت النشر.
أهلا فاطمة : )
وشكراً لك، قراءتكم واهتمامكم بها هو الذي يجعلها كذلك!
فكرة نقل المسودات الالكترونية فاتتني، والآن سأفعلها.
مرحبًا هيفا..
دائمًا ما يكون الحديث عن البيض و القهوة نقطة ضعفي! فحديثي عنهم لا ينتهي أحدهما بدأ من الصغر و الآخر من ثلاث سنوات أو اكثر.
فالبيض من أطعمتي المفضلة منذُ الصغر حيث كنت اتناوله كمخفوق ثم تطور الامر لاجربه بجميع انوعه المتعارف عليها و حتى وصل الأمر بي لاختراع بعض الوصفات في اعداده، ليتقصر حاليًا على تناوله مرتين في الاسبوع في وسط الاسبوع حيث اعده مسلوقًا لمده ٧ دقائق ثم اتناوله بداخل شرحتي توست في طريقي للعمل، و ثانيًا في نهائيه الاسبوع حيث اعده بتمهل و استمتاع.
أما القهوة فلو سألني احد قبل عشر سنوات بما تفخري لقلت بلا تردد: أنا التي لا تشرب القهوة و الشاي بجميع انواهما!
لكن هذا العداء تحول لعشق أو كما تقول والدتي هوس بهما معًا!
لا يتقصر هوسي على إعداد القهوة بل بطلبها عندما يسألني احد ما ماهي الهدية المثالية لي؟
فهذه الحبوب الصغيرة لها مفعول سحري علي فعندما يتعكر المزاج اذهب إلى المطبخ و اخرج “عدتي” كما تقول أمي
مطحنتي اليدوية الصغيرة “Hario Coffee Mill Slim Grinder” التي افخر بها و بما تقوم به، و محبوبتي french press التي لا تخذلني في اعداد قهوة لذيذة بلا ازعاج، كما اجتهد في طلب انواع القهوة online حيث لم اجد قهوة جيدة بالرياض حتى الآن مع تجاربي التي لا تنتهي بتجربة الانواع المتوفرة في بعض السوبرماركت و المقاهي. فأنا افضل حبوب القهوة كاملة “غير مطحون” لاقوم بطحنها للسبب الذي ذكرتيه بالتدوينة.
بالإضافة أن بحثي عن الافضل في اعداد القهوة لا ينتهي فقائمة الامنيات بالامازون تشهد بذلك، كما استمر بالتسجيل في بعض المواقع التي تختص بالقهوة.
و اطلب منها اكياس من القهوة تكفي لست شهور لأعود واطلب مره اخرى عندما تقارب اكياس القهوة على الانتهاء، مع العلم أن سعر الشحن ليس رخيص، لكن كما يُقال “نشتري المزاج”.
يطول الحديث لكن اكتفي بما كتبته، لاشكرك هيفا هذه المساحة.
و اخيرًا بعض المواقع التي ارتادها دائمًا.
http://www.gocoffeego.com
http://www.squaremilecoffee.com
http://www.dearcoffeeiloveyou.com
http://www.thecoffeeadventures.com
أهلا نورا،
وجدت رفيقة في الهوس، مع تحفظي على تسميته بذلك فالاستمتاع بلذائذ الحياة لا عيب فيه مطلقاً.
تعليقك ثريّ وملهم!
شكراً لكِ
مساء الخير هيفاء،
يلهمني حماسك، ويلهمني اهتمامك بالتفاصيل
مساء الوردات مها،
شكراً لكِ : )
اسميكم العائلة المميزة $_$
اختك منى وانت ثم موضي التي تعرفت عليها للتو ووالدتك وشجاع الجميع لديه هوايات ومواهب يطورّها وافكار ودهشة
الصدفة الجميلة اني طبقت فكرة (دفتر كل شي) البارحة وتدوينتك بعثت حماساً لملئه
جربت اكثر من حلّ لكتابة الاشياء المهمة البسيطة لكن لم اجد اجدى من الدفتر
النوت بورد ليس سيء لكن الدفتر يحافظ عليه اكثر وبمتناول اليد ، احيانا الصق اوراق طباعة بجانب السرير على الحائط بشكل عشوائي واكتب اي شيء مهم يخطر على بالي وانا اتمشّى في الغرفة .
مؤخراً بدات بالكتابة على المرآة في غرفتي -لا أمزح- أدّون الأشياء فائقة الاهمية وبجانبها جملة تحفزني احبها
بالماركر الاسود او اقلام التحديد الملونة .
بالتوفيق ياجميلة
أهلا عائشة : )
ادهشني مدى معرفتك بتفاصيلي، وأسعدني بالتأكيد.
فكرة الكتابة على المرآة زارتني من فترة، لكن لأن مساحة مرآتي ضيقة صرفت النظر عنها، لو كتبت عليها لن أرى شيئا!
شكراً لكِ
سبحان الله هيفا للتو كتبت لك تعليق في الانستجرام اسألك عن نوعك المفضل من حبوب القهوة فأجد هذه التدوينة لك و صورة كيس قهوة Gimme!! شكرا ع توارد الخواطر و شكرا ع المتعة الروحية و العقلية التي توفرها مدونتك..ارسلت لك ايميل من شهور مع هدايا الحمام و ما رديتي علي؟!
أهلا وجدان،
شاهدت سؤالك فعلاً، واحترت في الإجابة. قد اقترح لك نوع لكنه قد لا يتوفر قريباً منك!
الفكرة دائما في التجربة، أبحث عن نوع جيد ويمكنني توفيره عن قرب كي لا أقع في مشكلة شح المؤونة فجأة واضطر لتجربة نوع جديد قد لا يعجبني!
إذا كنتِ من سكان المنطقة الشرقية وتستطيعين زيارة الخبر يمكنك شراء قهوتي المفضلة الطازجة من “بن بايوني” وهو مزود للقهوة من ستينات القرن الماضي، قهوة رائعة وسأجرب قريبا شراء كمية منها بلا طحن وتجربة طحنها قبل شربها. لا أحبذ الانواع التي تباع في السوبرماركت لأنها لن تكون طازجة دائما، حاولي الوصول لمحمصة أو محل قهوة معروف ومن هناك اقتني قهوتك الطازجة.
بالنسبة لرسالة الايميل للاسف بحثت باسمك في البريد وعنوانك البريدي ولم أجد شيء، خمنت أنها في مجلد السبام لكن لا اثر لها.
لقد كتبت ردا طويلا تحت ردي لكنني فوجئت الان بأنه لم ينشر منه الا السطر الاول (كتبته من جوالي)
سأعيده هنا، لأنك تستقطعين من وقتك الكثير لتنشري تجاربك، فأنا مدينة لك هيفا ❤️
قد أقتنيت مؤخراً دفتراً اخضر صغير، احمله معي في كل مكان، اكتب فيه كل ما يقترحه صديقاتي و الأشخاص الذين اتابعهم على الشبكة العنكبوتيه (بما فيهم انت يا هيفا)
أسجل كل الاقتراحات عن جميع الأشياء : وصفة طبخ، كتاب، أفلام، أفكار ، طقوس يومية أود تبنيها، مدونات، أغاني، مواقع إلكترونية والقائمة تطول……
وعندما يداهمني الضجر، أتصفح دفتري 🙂 الجدير بالذكر انني “ما صرت الحّق”
اغلب صديقاتي اشتروا دفتر لتجميع مقترحاتهم ؛)
رائعة ماشاء الله تدوينتك، يعجبني جدا حديثك عن التفاصيل التي تبدو عند الكثيرين عادية لكنها غير ذلك حين الكتابة عنها، يذكرني هذا بما تكتبه ايزابيل الليندي في رواياتها عن التفاصيل الصغيرة.
فكة الدفتر اعمل بها كثيرا، لكن في حالة النت هناك مواقع لتجميع ما نعثر عليه هنا وهناك، كنت اعاني بشدة مما افقده على النت والمواضيع او الفيديوهات التي اريد العودة اليها الى حين وجدت موقعا يمكنني من ان احتفظ فيه بكل ما اعثر عليه من امور مهمة.
http://bookmarks2.com/