في نوفمبر 1945م انتقل بولوك وزوجته –الرسامة كذلك- لي كراسنر من مدينة نيويورك إلى قرية صيادين صغيرة شرق لونغ آيلند اسمها “سبرينغز”. كراسنر تمنّت أن يكون هذا الانتقال خارج المدينة معيناً لزوجها على ترك إدمانه على الكحول. تحققت أمنيتها. بولوك شرب بلا أصدقاء الحانة واحتفالاتهم الصاخبة لذلك كان معدّل الشرب أقل بشكل ملحوظ. عاد جاكسون للرسم من جديد وكانت تلك السنوات القليلة في سبرينغز أكثر سنوات حياته سعادة وإنتاجاً. خلال تلك الفترة طوّر تقنيته الشهيرة في الرّسم بالتنقيط. في كثير من الأيام ينام بولوك حتى الظهيرة. “لديّ عادة الشارع الثامن القديمة في النوم طوال النهار والعمل طوال الليل.” يقول لأحد المراسلين في 1950م. كانت لي تستيقظ قبله بساعات، تنظف البيت، تعمل في الحديقة وقد تعمل قليلاً على رسوماتها الخاصة. تنزع “لي” كبل الهاتف من مدخله بالجدار كي لا يزعج جاكسون ويستيقظ قبل موعده.
حوالي الواحدة ظهراً، ينزل بولوك للطابق السفلي ويتناول فطوره اليوميّ المكون من القهوة والسجائر ثم يخرج للحظيرة التي حوّلها إلى استديو خاصّ. يبقى هناك حتى الخامسة أو السادسة مساءا ثمّ يخرج لشرب البيرة أو المشي مع زوجته على الشاطئ.
في الليل يتناولان العشاء، أو يجتمعان بالأصدقاء وزوجاتهم. تصفهم كراسنر بالرفقة الآمنة وذلك بسبب تأثيرهم الطيب على زوجها. بولوك يحبّ البقاء مستيقظاً حتى وقت متأخر ليلاً. ولكن في قرية صغيرة مثل سبرينغز بلا فعاليات ولا رفقة صاخبة، كان يشرب أقلّ وينام أكثر، 12 ساعة يومياً.
رغم قصر الحلقة إلا أنها حاكت شعوراً ب داخلي وجعلتني أبتسم ب سلآم :”) شكراً لـ جمآل المدونة ~