خلال علاقته بالروائية الفرنسية جورج ساند – كانت لوسيل دوبان تستخدم هذا الاسم الحركي-كان فريدريك شوبان يقضي غالبية الصيف في منزلها الريفي في “نوهانت” وسط فرنسا. كان يحبّ المدن ويصبح ضجراً مزاجياً في الريف، لكن قلة الانقطاعات والملهيات ساعدته في تأليفه الموسيقي هناك. في كثير من الأيام يستيقظ متأخراً ويتناول فطوره في الفراش، ثم ينصرف للتأليف. يتخلل وقته فاصل يقضيه في تعليم سولانج ابنة الروائية العزف على البيانو. عند السادسة مساءا يجتمع المنزل لتناول العشاء الذي يقدم عادة في الخارج، يتبعه الموسيقى والاحاديث والترفية. بعد كلّ ذلك يذهب شوبان للنوم وتذهب ساند لطاولة الكتابة. في المنزل الريفي كانت مسؤوليات شوبان معدودة إلا أنّ عملية التأليف لم تكن بالمهمة السهلة. كتبت ساند عن عاداته:
“كانت إبداعاته عفوية وعجائبية. يجدها بلا بحث أو تتبع، تزوره فجأة. كاملة ورفيعة يغنّيها في رأسه وهو سائر فيفقد صبره ليعود للبدء ويبدأ العمل المضني. كان عمله مجموعة من المحاولات والتجارب حتى يصل للثيمة التي سمعها في رأسه. يحلل كثيراً ويدقق ويبحث ويكتب مرّة بعد مرّة وفشله في الوصول للصيغة المثالية كان يقوده لليأس. يغلق باب غرفته لأيام، يبكي، يمشي، يكسر أقلامه، يكرر العزف مئات المرات، يكتب ويعدّل. ذات مرّة قضى ستة أسابيع على صفحة واحدة وكتبها أخيراً بنفس الصيغة التي بدأ بها.”