قرأت يوم أمس تدوينة لسيث غودن يتحدث فيها عن موضوع يشغلني حاليًا. صدفة مروري بمدونته في تلك الساعة وقراءة المنشور تركتني في تأمل طويل. أغبطه على قدرته والتزامه بالتدوين اليومي منذ سنوات! وهذا موضوع آخر قد أكتب عنه وأناقشه طويلًا. فكرة سيث التي تكلّم عندها في التدوينة تركّز على التغيير الشخصي، وحقيقة أن التغيير هو الثابت الوحيد في حياتنا. أنا اليوم لستُ أنا قبل أسبوعين (لديّ اثباتات كثيرة حول هذا الأمر) ولستُ أنا قبل عشرة أعوام. ومهما زادت محاولاتي وبحثي للعودة هناك، لن أتمكن من ذلك. يستخدم نهر المسيسيبي كمثال على فكرته. الماء في النهر لم يكن هنا منذ عشرة أعوام. حتى حدود النهر تغيّرت، وضفافه. الأسماك والكائنات التي تعيش بداخله انتقلت وفنت.
ما هو إذًا “نهر المسيسيبي”؟ هو مجرد تسمية، أو علامة، أو وعاء. وعندما يفعل النهر شيئًا غير متوقع نعلق على ذلك. الناس يشبهون النهر، ماذا لو كنت معروفًا بأفضل -أو أسوأ- ما فيك وحسب؟ أنت لست نفس الشخص الآن، اليوم، وفي هذه اللحظة. وهناك احتمال كبير ألا تكون كذلك غدًا. ولكن هذا هو التصنيف الذي اختير لك. يرى سيث أننا عندما نتحدث عن شخص، أو جهة أو حتى عن أنفسنا نفعل ذلك وكأنّ كل من هؤلاء له صفة الثبات. حقائق غير متغيرة. لكننا في الحقيقة مثل الأنهار. والتصنيفات تفقد أهميتها في وقتٍ ما، لذلك يتعين علينا تغييرها. وعندما نتمسك برأينا ونرفض الاعتراف بحقيقة التغيير نصبح كمن يحكم قبضتيه على شيء يمنعه من الانشغال بسواه. الانشغال بما هو أفضل.
.
.
أحب أن أشبّه هذه المقاومة التي تدفعنا لتغيير جلودنا بفترة الشرنقة، ولا نصل إليها كل مرة إلا بسبب إلحاح داخلي من جوهر الروح فينا بعد أن نصل لصفرنا الروحي. فيدفعنا لنفض كل ما لم يعد ينفعنا أو يؤذينا أو نحتاجه من صفات، طباع، أفكار، علاقات، وحتى ملامح وجهنا ونظرة أعيننا تتغير لتتناسب مع من نحن عليه في هذه اللحظة. لن نصبر على كل ما لا نطيق سواء بنا أو بالآخرين، سنغيّر ونتغير.
ولا بأس لو جفّ النهر أو غيّر مساره أو مابه ربما لأنه لم يُعامل كما ينبغي وأُخذ جريانه المستمر كمسلّمة لا تُكسر!
أفهم تماماً هذه الأفكار التي تشغلك لأني منشغلة بها أيضاً! ومتيقنة أن الفراشة التي ستظهر منها ستكون أجمل من الفراشة التي سبقتها لأن هذه هي سنة الحياة.
كوني دائماً بخير ❤️
ع النقيض الاخر لو تخيلت أن كل شئ ثابت لاتغيير ستكون حياة قاتلة مملة لا أمل فيها كل الأمل لدي متعلق بالتغيير وبأن الحال لايدوم، وأن كل مُر سيَمر، وستزهر بالفترة المقبلة كما ازهرت سابقا ✨🌿.
يومك رائع
ذكرتني باقتباس يرافقني دومًا
No man ever steps in the same river twice, for it’s not the same river and he’s not the same man.
Heraclitus
كوني بخير
من قبيل الالتفات إلى فتات الخبر الذي يقود لمزيد أحاديث، هنا أقترح كتاب تذكرته وأنا أقرأ أمثولة النهر في تدوينتك، وهو كتاب: “النيل، حياة نهر لإميل لودفيغ”.