١
خلال الأسبوع الماضي شغلتني فكرة صغيرة. وامتدت منها تأملات طويلة واسئلة لمن حولي. هل تذكر أول نجّار عرفته في حياتك؟ أذكر إنه جدّ هايدي (الشيخ باللحية البيضاء في مسلسل الرسوم المتحركة). جدّ هايدي أول نجار عرفته في حياتي، تذكرت المشهد وهم يسكنون القرية عندما ينزلون من الجبل في موسم الثلوج والبرد. نشارة الخشب، والقطعة التي تحولت بين يديه إلى غزال، ومكعبات للعب. ومن تلك المشاهد انطلقت في رحلة عبر الذاكرة. أول مرة أعرف أن الجبنة تذوب مع الحرارة على رغيف الخبز، أول أصدقاء عرفتهم (هايدي وبيتر)، كيف هي فصول السنة؟ ما معنى انهيار ثلجي؟ السفر بالقطار، والخدم، جبال الألب، والعنزات الجبلية والنوافير. هذه الصور الأولى التي تلتقطها الذاكرة وتصبح مثل قالب نتوقع من خلاله الأشياء. أدعوكم في التفكير في الصور الأولى لحياتكم، وكيف أصبحت مرجعًا للأيام اللاحقة فيها.
٢
قضيت ساعات النهار والعمل خلال الأسبوع الماضي في غرفة الجلوس. نشاهد حلقات متتابعة من برامج الألغاز البوليسية وحلّ الجرائم المجهولة. استخدم كل مهارات التفكير والتحليل واتسابق مع المحققين للوصول لإجابة. غالبًا تحليلي صحيح، وفي بعض الأحيان تفاجئني سذاجتي في إغفال تفصيل مهمّ!
٣
خلال الأسبوع الماضي أنهيت رواية “أربطة” لدومينيكو ستارنونه. كانت قراءتها مثل الامساك بالشوك، لم استطع إفلاتها من يدي، وانتهت وأنا منهكة بخليط من المشاعر. الرواية كُتبت بمهارة والترجمة ممتازة.
٤
أشعر بالحماس وتتجدد الحياة بداخلي كلما شاهدت وثائقي يروي سيرة حياة لمبدع، أيّا كان المجال الذي يعمل به. والأسبوع الماضي شاهدت وثائقيات سلسلة American Masters أحدهما عن الرسام الأمريكي أندرو وايث، والآخر عن الكاتبة الأمريكية لويزا ماي إلكوت (مؤلفة رواية نساء صغيرات). أعرف عنهما القليل جدًا، والأعمال الأشهر قد تظلم مسيرة حياة كاملة. ما تنظر إليه هو بمثابة قمة جبل صغيرة في البحر، والباقي يغيب تحت السطح.
٥
تعرّفت على مبدأ السيسو الفنلندي Sisu ويساعدهم على مواجهة المصاعب! يمكنكم القراءة عنه أكثر هنا:
- سر الطاقة الداخلية القوية التي يتميز بها شعب فنلندا
- SISU: How to Develop Mental Toughness in the Face of Adversity
- SISU: Transferring barriers into frontiers
- The SISU within you: the Finnish key to life, love and success
٦
جربت تلميحة قرأت أن اليونانيين يستخدمونها لشواء بطاطا مقرمشة وشهية. النتيجة رائعة! بعد غسل البطاطا وتقطيعها لمكعبات كبيرة (بوصة تقريبًا) أقلبها في تتبيلة بمقادير متساوية من: زيت الزيتون، عصير الليمون، مرقة الدجاج، وملح وفلفل. ومن ثم الشواء في فرن ساخن (حرارته ٤٥٠ فهرنهايت) لمدة ٤٥ دقيقة. أظن أن السرّ في الليمون ومذاق المرقة، وأظنّ أنني سأتبع الطريقة دائمًا.
.
.
.
*اللوحة أعلاه للرسام الأمريكي اندرو وايث
أحببت هذه التدوينة ^_^
صباحك خير هيفاء،
يبدو لي بأن هذه هي المرة الأولى التي أتواصل معكِ بها رغم أنها ليست الأولى في اعجابي وامتناني لما تكتبينه وتشاركينه.
سأتخلص من حمل التفكير بأفضل الكلمات التي تتناسب مع هذه المناسبة، وأدخل إلى صُلب موضوعي مباشرة،
هل يمكنك مشاركة الطريقة التي تمكنتِ بها من متابعة السلسلة الوثائقية التي ذكرتيها؟ أنا مهتمة.
دمتِ بخير وابقِ براقة كما أنتِ، فأنتِ تلهمين الكثير.
مدونتك زي النسمة خفيفة و لطيفة ودائما اطلع منها بعناوين شخوص، كتب، أفلام، وصفات.
بالأمس في منتدى النافذة طحت على كنز جميل ولذيذ مدونتك الجميلة أين انا عنها ؟!!
لم استطع مقاومة ما تكتبينه .. فعليا أحلق في عالمك .. واتخيل كتاباتك .. جميلة هي حروفك عزيزتي استمري فأنا والله من المعجبين ببساطة حرفك ورقي أفكارك 🙏🏼🤎🤎🤎
رمضان مبارك