إذا وقفت في منتصف غرفتي ونظرت باتجاه الحائط الأيمن سترى أثرًا يشبه غيمة داكنة. خط رمادي أطرافه ذائبة في الطلاء الفاتح. أعرف هذا الأثر لأنني حركت الخزائن مؤخرًا. اقترح أفراد العائلة تنظيف الأثر. وبينما أنا أفكر في كيفية إزالته دون التأثير على الطلاء، لمحت بقع صغيرة في مكان آخر من الغرفة.
على الحائط المجاور لطاولة الزينة وحيث تستريح فرش المكياج أرى بقعة بنية صغيرة، بقعة زهرية، ونقط رمادية متفاوتة في الحجم.
كالعادة لدي وفرة من الوقت للتأمل خصوصًا والمهامّ مكدسة وتنتظر. فكرت في الأثر الذي يتركه الآخرون علينا، في الأثر الذي تتركه قراءة كتاب، أو رحلة، أو مشاهدة فيلم.
الكلمات التي تستخدمها اليوم متى بدأت استخدامها؟ ضحكتك هل هي لك تمامًا؟ ذائقتك؟ وقبل أن استرسل في هذه الفكرة المعقدة أعدت نفسي لمكاني، وانشغالاتي العاجلة.
هذه التدوينة الأخيرة قبل عزلة رمضان التي انتظرتها بحماس! لديّ قائمة قراءة، وتعلّم، وكما أتمنى الكثير من الكتابة.
* * *
خلال الفترة الماضية كنت أفكر في العمل، في كتابة المحتوى تحديدًا. أشعر بالاستغراق في العمل لدى الآخرين. أشعر بأنّ طاقتي الإبداعية مسخرة تمامًا للكتابة للعملاء بالإضافة إلى مهامي الوظيفية الأخرى.
هذا العمل يستهلك طاقتي بالتأكيد، لكنّني أيضا وتدريجيا تبنيت أهدافهم، وتطلعاتهم. وهذا ليس بالأمر السيء طبعًا. هذه هي الطريقة المثلى لإظهار اهتمامك بالعملاء ومشاريعهم. لكن، وتحت لكن عشرة خطوط: ماذا لو كانت الكتابة وقود حياتك؟
تزامنت هذه التأملات مع مروري بمقالة في مدونة Copyblogger لخصت مشاعري، وجددت حماسي. كتبت كلير إمرسون ١٠ خطوات لتخرجني وإياكم من دوّامة التردد والتأجيل وإهمال المشاريع الشخصية مثل كلّ سنة.
١–أعطِ نفسك الإذن بالبدء قبل الاستعداد الكامل.
٢– غير المنظور من “يجب عليّ” إلى “سوف أفعل ..”
٣– أخرج أفكارك بسرعة من حيز التفكير إلى حيز التنفيذ من خلال تسهيل توليدها.
٤–قسّم المشاريع إلى مراحل. ولا تفكر كم بقي للانتهاء؟ الهدف تصغير المشروع قدر الإمكان حيث تختم كل مرحلة كإنجاز وتحتفل به.
٥–لا تبدأ بـ” لماذا؟“. إبدأ بـ “لمَ لا؟“
٦–تخيل انتهاء المشروع. من أذكى الطرق لبناء خطة مشروع هي البدء بالمقلوب من النتيجة النهائية وتفكيكه حتى تصل للحظة الحالية.
٧–ركز في الخطوة الأولى –أولًا– وتجاهل الباقي حتى يأتي وقته.
٨– صنف المراحل والمهام وحدد أهميتها، هل يمكن تجاوزها؟ هل يمكنك تفويض المهمة؟ هل يمكن تأجيلها لمرحلة لاحقة؟
٩– إذا كانت المشاريع التي تعمل عليها تتطلب البحث والتعلم، لا تتعلم كلّ شيء دفعة واحدة! تقترح كلير تأجيل التعلم حتى تصل للمهمة. بعبارة أخرى: ليكن التعلم مربوطًا بسرعتك الشخصية وموجها لاحتياجك. تذكرت في هذا السياق مهارات التصميم مثلا، أو برمجة المواقع. لا تفكر في تعقيد الأمور وأنت تحتاج مدونة بقوالب جاهزة وطريقة نشر بسيطة.
١٠– التزم/ألزم نفسك بالعمل. ما الذي يجعلك مسؤولًا؟ هل تخبر أفراد عائلتك بمشروعك الحالي؟ أو تعمل مع مجموعة من الأصدقاء؟ هل يساعدك ربط المشروع بأهدافك الشخصية؟ لكلّ منّا مرساته، وما يلزمه بتنفيذ خططه.
الرابط بين هذه النصائح بحسب رأي كلير: الإدارة الذاتية والوعي. مشكلتي شخصيًِا الغرق خارج رأسي! وكل ما احتاجه في لحظات الفوضى الجلوس وسرد ما يشغلني على شكل نقاط، وتفكيك العقبات لتصبح قابلة للعلاج. وبالمقابل كلما طالت فترة التجاهل والتبّرم أبقى ساكنة في مكاني.
* * *
خلال الأسبوع الماضي استمعت لحلقة من بودكاست مفضل يقدمه Chase Jarvis، هذه المرة كان تشيس هو الضيف وقابلته ديبي ميلمان المصممة وصاحبة البودكاست الشهير Design Matter. الحلقة ممتعة وتناولت جوانب مختلفة من حياة تشيس ومشاريعه. لكن الجزء الذي أثار دهشتي واهتمامي حديثه عن ذاكرة الغربان! يمكن للغراب تذكر وجوه البشر لسنوات. يمكن للغربان أيضا تذكّر ما إذا كنت صديقا لها أو عدو. وأرشدنا تشيس لدراسة نفذها أحد معارفه ووثقها بحديث على تيد (تجدونه مترجمًا هنا)
* * *
ماذا سيحدث خلال الثلاثين يوم القادمة؟
– تجربة كتابة يومية، قصة قصيرة في صفحة واحدة كلّ يوم. ليست لديّ فكرة عن نتيجة هذا المشروع، لكنه الطريقة الوحيدة لتمرين عضلة القصّ من جديد.
– الاستماع لعشرات حلقات البودكاست المؤجلة.
– قراءة سلسلة كيمياء الصلاة لـ د.أحمد خيري العمري مع العائلة.
– نشر كبسولات تثقيفية متنوعة وخفيفة عبر حساب فنّ المحتوى على تويتر.
– حمية غذائية نظيفة بلا أطعمة مصنّعة أو سكّر.
– التهام كتب معرض الكتاب بحماس.
– جرد خزانتي ومكتبتي.
– الاستعداد لعطلة الصيف.
.
.
.
ما هي خططكم للشهر؟ شاركوني إياها.
أحبّ رمضان.
أحبّ شعور الخفة والإنجاز والخروج بروح جديدة كل مرّة.
أتمنى لكم أيام مباركة ومنتجة وسعيدة.
وكل عامٍ وأنتم بخير.
.
.
.
الخطوة الثالثة:
“أخرج أفكارك بسرعة من حيز التفكير إلى حيز التنفيذ من خلال تسهيل توليدها”.
من اصعب الخطوات بالنسبة لي، قضيت معظم الفصل الاول من الدراسة بالتخطيط للوقت و موازنة العمل مع الدراسة، اوشكت على الانهيار عندما ادركت اني اخطط و اكتب لكن لا نتائج، فقد كنت اجري في سباقي مع الوقت و مع نفسي وادركت ان التخطيط كان عبئا زيادة على جدولي المزدحم. جزء كبير من الالم والتعب النفسي زال بعد ما تنبهت على هذه النقطة، صرت بمجرد تجيني مهمة انفذها من غير ما اضعها في جدول واصنفها واملي وقتي بانجاز اكثر مهام ممكنة قبل ما يجيني الخمول او يبدأ مخي بصنع المشاكل.
كل عام وانت بخير هيفاء
خطتي لرمضان بإذن الله
-الاستمتاع بالهدوء الاجتماعي الذي انتظرته طوال السنة.
– إتاحةالفرصة لابني – أول متوسط – للمشاركة أكثر في إعداد الأطباق.
– التحدي بمقاطعة المطاعم خلال هذا الشهر ( مستسلمة ومستمتعة بالطبخ أكثر في هذا الشهر )
– جلسات أسرية أكثر لتواجد الأب وقتًا أطول.
– تلاوة القرآن من كتاب تفسير ليسهل الرجوع للمعاني والتفاسير.
-الاستماع لحلقات بودكاست متراكمة
– دائمًا أحب أن يبقى لأبنائي ذكريات جميلة من رمضان.
رمضان مبارك وسلام وسكينة لقلبك.
الخطوة رقم 5 اكثر خطوة اعتبرها محفزة لي 👍🏻
خطتي لشهر رمضان اني اللتزم بالنوافل اكثر 🌷