غُرف دافئة نحبّها

مضى وقت طويل على آخر مرّة كتبت فيها هنا (شهرين ويوم بالتحديد)

إنّها أطول مدة لا تزورني فيها حتى أفكار للتدوين، ولا رغبة في الكتابة، أو الجلوس لها.

اقرأ كثيرًا هذه الأيام، اقضي ساعتين يوميًا في قراءة المقالات والأخبار والقصاصات التي جمعتها لسنوات. كأنني أحاول استعادة شيء هرب منّي على حيِن غفلة. في نهاية التدوينة الماضية قلت لنفسي: أريد أن أهدأ. وهدأت. وسمحت للآخرين بمساعدتي، وتوصلت لهدنة مع القلق، وسرت أيام وأيام بلا خطة.

لديّ أصدقاء جدد، ووجهات جديدة تنتظر. وشركة وليدة أحاول كل يوم تجهيزها للخروج للعلن. ولستُ أتحدث عن سجل تجاري أو عقود أو وجود فيزيائي، انتهيت من كلّ هذا. لكن الموقع، والمحتوى الرقمي الذي ستتحدث من خلاله للعملاء والمتابعين، في مسودة منسية على جهازي.

لا بأس.

كان عليّ أن أجازف بتأخر العمل في سبيل التحرر من القلق، وتقييمي المنخفض لقدراتي الإبداعية.

حبسة كاتب من نوع خاصّ لأن الكتابة في هذه الحالة هي تسويق، ودعم لشركة لن تتحرك خطوة إلى الأمام ما لم يكن وجودها الإلكتروني محفزًا لعملائها.

* * *

خلال ساعات العمل اليومية نسرق بعض الدقائق للحديث عن أي شيء، عن كلّ شيء في الحياة. وذات مرّة وصلنا للحديث عن أسرتي، عن أخواتي وعن حياتنا معًا.

علقت إحدى الزميلات بأنّها تشعر بقوة علاقتنا (أنا وموضي ومنى). كأننا أسسنا تحالف قديم، وبقية الأخوة لا ينتمون له أو ينتمون له بنسبة مختلفة.

نعم، أجبتها.

لقد قضينا عدة سنوات سوية دون مقاطعة، تعرفنا على الحياة والأشياء، تعرفنا على أنفسنا معًا.

الفارق العمري بين منى (أصغرنا) والأخ التالي حوالي ٥ سنوات. والفرق بيني (الكبرى) وأخي الأصغر تسع سنوات، و٢٠ سنة تفصلني عن حصة (الاخت الصغرى).

قلت أنّ الأخوة الذين يأتون لاحقًا مثل غرف إضافية في منزل اكتمل بناؤه، غرف تختلف في لونها وأثاثها وموقعها من المنزل. لكنّنا نحبها بالقدر ذاته، نحب دفء الشمس فيها. نحبّ جدّتها وغرابتها ونحب أنفسنا ونحن نتعرف عليها ونحاول الاندماج.

أحبّ اخوتي بلا حدّ، السابق واللاحق منهم، أحبّهم وأود لو أنني أخبئهم في قلبي، من ألم الأرض، وصعوبة الأيام، وكل أذى يلتهمني قبل التهامهم.

* * *

وبما أنني أتكلم عن الحبّ وحتى لا تطول هذه التدوينة كثيرًا، إليكم أشياء أحببتها خلال الشهرين الماضية:

• مشاهدة مسلسل Killing Eve
• الموسم الثاني من وثائقي Somebody Feed Phil
• رواية “حياة كاملة” لروبرت زيتالر
• رواية “فتاة في حالة حرب” لسارة نوڤيتش
• كتاب “قلق السعي إلى المكانة” لآلان دو بوتون
• محاضرات مؤتمر 99u الإبداعي كاملة على الرابط هنا
• كتاب  Damn Good Advice – George Lois
• تبولة العدس والأناناس في مطعم أوف وايت – الرياض
• السكن في فندق Made Hotel – نيويورك
• سلسلة The World’s Most Extraordinary Homes
• زيارة معرض Heavenly Bodies في متحف المتروبوليتان بنيويورك والذي يناقش تأثير الكنيسة الكاثوليكية على الأزياء
• زيارة معرض صور المخرج والمصور الرائع ستانلي كوبريك “عبر عدسة مختلفة” في متحف مدينة نيويورك
• الربيع في پنسلڤانيا
• حضور مسرحيات يوجين أونيل: Ice Man Cometh – Long Day’s Journey Into Night
• عيد ممتع واستثنائي
• فتح صناديق الذكريات الملونة بصحبة بنات عمّي
• عقد قران أصدقائي المفضلين
• مشاهدة كأس عالم مجنون
• اكتشفت مطعم سوشي جديد في الرياض اسمه شيرو
• المرأة السعودية تقود
• قهوة بيت التحميص: نيكاراغوا لا فلوريدا العضوية
• بخاخ الوسادة لنوم عميق من thisworks
• قائمة موسيقية من سبوتفاي Hanging Out and Relaxing
• ترمس من شركة هاريو اليابانية ساعدني أصنع قهوتي المقطرة ولا أخشى أن تبرد فورًا
• أول حصة يوغا
• لقاء العمل المستقل ٢– أحببت الحضور والحماس والمعلومات التي تبادلناها

.

.

.